اخبار وتقارير

الخميس - 02 مايو 2019 - الساعة 04:20 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / تقرير/ علاء عادل حنش

  • السقلدي: الانتقالي حقق نجاحا سياسيا وجماهيريا رغم حداثة تأسيسه وأعاد القضية الجنوبية للواجهة

  • الشرفي: التقارب والاصطفاف كفيل باختصار الطريق للوصول لاستعادة وبناء دولة الجنوب

  • بن شنظور: تأسيس المجلس الانتقالي إنجاز سياسي

استطلعت "4 مايو" آراء نخبة من السياسيين عن الذكرى الثانية لـ"إعلان عدن التاريخي"، الناجز في 4 مايو / أيار 2017م حيث قال الكاتب والصحافي صلاح السقلدي إنه "لا شك أن ثمة نجاحا سياسيا وجماهيريا قد حققه الانتقالي برغم حداثة تأسيسه، واستطاع الى حدٍ ما أن يعيد القضية الجنوبية إلى الواجهة بعد أن كادت تتوارى خلف الحجب وتلتهمها القوى التي ظن الجنوب أنها شريكته، خصوصا الشرعية التي حاولت جاهدة جعل القضية الجنوبية وحراكها الشعبي تحت معطفها مستخدمة شتى الوسائل الترغيبية والترهيبية. ومع ذلك ما تزال التحديات على أشدها ليس فقط التي تواجه الانتقالي بل التي تواجه الجنوب وقضيته الوطنية".

وأضاف لـ"4 مايو": "التحركات الأخيرة التي اضطلع بها الانتقالي داخليا وخارجيا زادت ثقة الناس به، وداخليا بعد توجهه صوب حضرموت وعقد جلسة هيئته الوطنية هناك، كما أن التحركات الخارجية أسهمت ببث الروح بجسد القضية الجنوبية بعد ضمور طويل اعتراها على المستويين الإقليمي والدولي ومع ذلك تظل هذه التحركات غير كافية قياسيا بما هو مطلوب منه من جهد على الساحة الدولية في وقت تستعر فيه حمى التآمر على الجنوب من الجهات الأربع".


وتابع: "نعم أضحى الانتقالي نداً لكل القوى ولكن يظل أمامه مهمة لا بد من إنجازها وهي استمرار الحوار والتواصل مع كل القوى الجنوبية المؤمنة بالحق الجنوبي ومع كل القوى اليمنية الأخرى التي تود حواراً يكفل فيه المتحاورون الحق الجنوبي وتطلعاته المشروعة، كما أنه بحاجة لإعادة النظر بعلاقته بالتحالف كي لا يظل مجرد تابع للغير دون مقابل".


واستطرد: "ربما التنوع الجيد بالمجلس وطول بال قياداته ساهم في جعله في مقدمة الصفوف وبات يحسب له الآخرون ألف حساب، ونأمل أن يظل فاتحا قلبه ومشرعا أذرعه للجميع دون استثناء داخليا وخارجيا".


واختتم حديثه بالقول: "نجدها فرصة مناسبة لنرفع التهاني والتبريكات للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس الزُبيدي، خاصة، ولشعبنا الجنوبي الأبي، بمناسبة قدوم الذكرى الثانية لإعلان عدن التاريخي من على ساحة المعلا التي احتضنت جماهير الجنوب المتطلعة للحرية والاستقلال، بعد أن جسد الجنوبيون ملحمة النصر في حربهم مع المحتل والمليشيات الشمالية، وطرد جحافل الغزاة القديمة والحديثة".


تقارب واصطفاف

من جانبه، قال مدير عام بحوث التنمية الإدارية والتدريب ديوان محافظة لحج، أنيس الشرفي: "إن المجلس الانتقالي الجنوبي حقق الكثير من النجاحات على مختلف الأصعدة والمستويات، وخاصة ما يتصل منها بالجانب السياسي.. إذ تمكّن من فتح مكاتب علاقات خارجية في عددٍ من الدول الفاعلة في الملف اليمني وصنع القرار الدولي، علاوة على ما وصل إليه من بناء علاقات شراكة وتعاون إقليمية مع دول التحالف العربي بمواجهة المخاطر التي يولدها الحوثي والإرهاب بشكل خاص، ويعمل لبناء علاقات تعاون سياسية وأمنية مع قوى كبرى، خاصة في إطار ما يتصل بملف مكافحة الإرهاب، الذي أثبتت قوات المقاومة الجنوبية بأنها الفاعل الأبرز والأداة المحورية في هذا الملف بالشراكة مع دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بشكل خاص والمجتمع الدولي بشكل عام.. أما على المستوى التنظيمي والبناء الهيكلي فيمكن القول بأن المجلس الانتقالي الجنوبي قد بات شبه مكتمل عدا غرفة واحدة وهي المجلس الاستشاري الذي أظنه لن يتأخر كثيراً أمر الإعلان عن تشكيلته، في حين أن بقية الأجهزة والهيئات التابعة للانتقالي أصبحت اليوم شريكا فاعلا للسلطات المحلية، ومساهماً فعالاً في إطار خدمة المجتمع وتذليل الصعاب في مختلف المحافظات والمديريات جنباً إلى جنب مع جهود المجلس في إطار مواجهة المخاطر والتحديات والتصدي للتهديدات الأمنية والعسكرية التي تستهدف الجنوب أرضاً وإنساناً".


وأضاف لـ"4 مايو": "كثيرة هي تلك النجاحات التي تحققت منذ إنشاء المجلس الانتقالي، والتي لا يتسع استيعابي ولا المجال هنا لحصرها، ومع ذلك فإن ما أنجز لا يزال أشبه بمجرد قطرة في بحر، فالمسؤولية الملقاة على عاتق المجلس الانتقالي كبيرة والتهديدات مستمرة ومتواترة وعلى الأرجح لن تتوقف، وهذا يستلزم من المجلس الانتقالي أن يقف وقفة جادة لتقييم ما أنجز ويحدد مكامن الضعف ويعمل على تغطية تلك الثغرات التي يتسلل منها الأعداء لضرب تماسك شعب الجنوب وتمزيق صفوفه وقتل إرادته وزعزعة ثقته بقياداته".


وتابع: "لقد نجح الانتقالي عسكرياً وسياسياً خارجيا واجتهد إلى حدٍ كبير رغم ضعف ومحدودية الخبرة والكفاءة في المجال التنظيمي والاجتماعي، وما الجميع يؤمل عليه لقيادة شعبنا نحو الوصول إلى استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو 1990م".


وتابع: "ورغم نجاح المجلس في قيادة العمل السياسي الخارجي إلى حدٍ كبير، إلا أن يزال العمل السياسي داخلياً لا يزال يعاني من ضعف كبير يشاهده المتابع العادي بوضوح، ولعل ذلك يُعزا إلى تلك التركة المثقلة التي خلفتها أنظمة صنعاء المتعاقبة على مدار ثلاثة عقود، ولا تزال حتى يومنا هذا تكرس ذات النهج العدواني، وتوجه للانتقالي وشعب الجنوب طعنات مسمومة من الخلف.. ففي حين يتقدم أبطال الجنوب ساحات المعارك ويتحدون الصعاب بعزيمة لا تلين واستبسال الأبطال الذين يسطرون أروع ملاحم التضحية والفداء مع أبطال التحالف العربي، في جبهات الشمال من البقع إلى البيضاء إلى إب وتعز والساحل الغربي وحتى مشارف الحديدة، يذيقون الحوثي أشد الهزائم، بيد أن القوى المسيطرة على قرار الحكومة التابعة للرئيس هادي في عدن، توجه لشعب الجنوب ومقاومته الباسلة طعنات الغدر من الخلف.. إذ أن الجنوب يبتعث مقاومته لتحرير الشمال من نيران الحوثي، وفي الوقت ذاته يجدون قوى النفوذ الشمالي القديمة المتجددة تحشد جيوشها وتهيئ ترسانتها العسكرية إلى داخل عدن ومحافظات الجنوب المحرر، فلا هي حررت أو ساهمت في تحرير الشمال، ولا هي تركت أبناء الجنوب يعيشون بسلام بعيداً عن تهديدات تلك القوى المعتدية، فلم تتخلَّ عن دورها في مواجهة الحوثي وحسب، بل تعمل في نسق واحد مع الحوثي لاجتياح الجنوب وخلخلة أمنة وقتل شعبه وسلب ثرواته".


واستطرد: "في ظل ما يحيط بالجنوب من تهديدات وأخطار كبيرة، سواءً تلك التي تولدها الجماعات الإرهابية، أو الحوثي أو أحزاب مستترة متدثرة برداء الشرعية، هي إن لم تكن أشد عدوانية للجنوب من جماعة الحوثي فهي والحوثي يخرجان من مشكاة واحدة.. إن كل تلك المخاطر تستلزم من المجلس الانتقالي الجنوبي أن يعمل بوتيرة لا تعرف التوقف ولا التراجع، نحو تعزيز الجبهة الداخلية الجنوبية، فليس بمقدور أي قوة أن تهزم شعبنا في مواجهة مباشرة ما لم تكن سقطت من الداخل، كما إن التقارب والاصطفاف الجنوبي كفيل باختصار المسافة والجهد والوقت للوصول إلى تحقيق هدف استعادة وبناء الدولة، وعلى العكس فكل ثغرة في صفوف أبناء الجنوب كفيلة بتأخير موعد النصر واصطناع الكثير من العوائق ورفع كلفة الوصول إلى تحقيق أهدافه وتطلعاته".


وقال الشرفي: "على قدر ما يحظى به المجلس الانتقالي من دعم شعبي جنوبي من جهة، فإنه ومن جهة أخرى يلقي عليه آمالاً عريضة لتحقيق آماله.. إذ يمكن القول إن الانتقالي يعد أبرز نجاح تحقق لشعب الجنوب منذ عام 1994م، حيث أصبحت تحركاته هي الشغل الشاغل الذي أقض مضاجع أعداء الجنوب وكدر عيشهم، وجعلهم يحشدون كل قوتهم سياسياً وعسكرياً وإعلامياً ومالياً لضربه أو إثنائه عن جهوده".


وأضاف: "هذا الأمر يجعل مسألة تعزيز المجلس وتدعيمه وإسناده من مختلف شرائح وفئات المجتمع الجنوبي وقواه السياسية والاجتماعية ضرورة لا يعفى أحدٌ منها، لأنه يشكل قارب نجاة لطالما حلم به شعب الجنوب، ويجب ألا يتخلوا عنه أو يسمحوا لأعدائهم بالنيل منه".


إنجاز سياسي

من جانبه، قال الشخصية المستقلة، والكاتب العميد علي بن شنظور: "إن تأسيس مجلس سياسي جنوبي كان هدف كل القوى الجنوبية لتوحيد القرار والخروج من دوامة الخلافات مع إمكانية احتفاظ كل مكون أو حزب جنوبي ينضوي تحت المجلس بخصوصيته.. ولذلك أقول رغم أنني لست ضمن المجلس الانتقالي فقد كنت ممن شارك لسنوات ضمن جهود الدعوة لتوحيد الصف وكان آخر مساعٍ قمنا بها قبيل إعلان المجلس وقع عليها عشرات الشخصيات لتشكيل الغرفة الجنوبية المؤقتة وقمنا بإلغائها احتراماً لجهود اللجنة التنسيقية التي أعلنت بيان 4 مايو وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي؛ لذلك لا يسعني إلا أن أعبر عن التهنئة للإخوة قيادة المجلس الانتقالي بالذكرى الثانية لتأسيس المجلس واعتبر أن تأسيس المجلس بغض النظر عن أي ملاحظات عليه هو إنجاز سياسي ولعل تجاوز المجلس للخطاب الذي صاحب مرحلة التأسيس وانفتاحه على المعارضين له وكذلك إعادة علاقاته مع الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي والدعوة للحوار مع من لم يستوعبهم المجلس (مكونات أو شخصيات) يعتبر نجاح سياسي إذا ما تم إنجازه في العام القادم".


وأضاف لـ"4 مايو": "نرحب بأي تحركات جنوبية تتم للتعريف بقضية الجنوب وتأكيد حضور القضية الجنوبية في التسويات القادمة لملف الحرب والسلام في اليمن ومنها زيارات قادة المجلس الانتقالي للندن وموسكو، ونعتبر تلك تحركات إيجابية. كما أكد ذلك الأخ اللواء عيدروس الزبيدي في آخر مقابلة له مع البي بي سي؛ ولذلك التحرك الخارجي يخدم مسار الحضور الجنوبي حتى لا يتم تغييب الجنوب".


وتابع: "الندية الجنوبية خلقتها متغيرات ما بعد 2015م، والاستمرار في تلك الندية تتطلب تعزيز علاقة القوى الجنوبية مع بعضها واولها المجلس الانتقالي الأكثر تنظيم ولذلك اقول ان من أولويات اي ندية سياسية وتفوق في الواقع ان تمتلك قاعدة جماهيرية وامكانيات مادية وعمل مؤسسي منظم وتمتلك المرونة التي تمكنك للعمل مع الجميع وفقه في الأولويات فبدون ذلك لا يمكن تحقيق النجاح.. ولذلك المجلس الانتقالي لديه العديد من تلك الخصال المشار إليها وسيكون أكثر حضورًا إذا ما استكمل النواقص وعزز علاقاته مع بقية المكونات".


وعن مرونة الانتقالي السياسية، قال شنظور : "إن المرونة السياسية كمبدأ متعارف عليه في فقه العمل السياسي هي من أولويات أي نجاح فبدون المرونة يستحيل تحقيق أي أهداف مشروعة؛ ولذلك نرى أن المجلس الانتقالي وبعض مكونات الحراك الأخرى حتى لا يقول البعض أننا نسيناهم يتعاملون اليوم بشيء من المرونة وهذا ما لاحظناه في الفترة الأخيرة عكس العام الأول للتأسيس للمجلس؛ حيث بدأ المجلس يراجع بعض الخطوات السابقة مما ساعده على استعادة زمام التواصل مع العديد من القوى والشخصيات التي كانت تختلف معه ليس في الأهداف ولكن في طبيعة التعامل مع بعض الآليات التنفيذية".


واختتم حديثه بالقول: "أتمنى من رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي وقيادة المجلس تقييم عمل العامين السابقين فوالله إنّا ناصحون لكم، فلْيَكُن لديكم معرفة بالمكونات والشخصيات الجنوبية التي حملت قضية الجنوب على عاتقها، وتجاهلهم يعني عدم ملامتهم عن أي تحالفات يقتنعون بها تمكنهم من ممارسة دورهم الوطني كحق مشروع للجميع طالما لا تنتقص من قضية الجنوب والمهم أن لا يفسد الخلاف للود قضية".