الانتقالي يرحب بتصويت جمعية الأمم المتحدة لمنح فلسطين العضوية الكاملة

رئاسة الانتقالي تدعو الشركات المحلية والدولية للإستثمار بمختلف القطاعات الاقتصادية في بلادنا.. انفوجرافيك

الرئيس الزُبيدي ييلتقي الملحق لعسكري في السفارة الهندية.. انفوجرافيك



اخبار وتقارير

السبت - 16 مارس 2019 - الساعة 03:08 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / منير النقيب – نسمة صلاح

الرئيس الزُبيدي: اليمن كانت دولتين عضوتين في الأمم المتحدة ودخلتا في وحدة دون الرجوع إلى الشعب


وصل يوم الأحد، الأسبوع الماضي، إلى العاصمة البريطانية لندن، الرئيس عيدروس قاسم عبدالعزيز الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في زيارة هامة للمملكة المتحدة تستغرق عدة أيام، تلبية لدعوة رسمية من البرلمان البريطاني.

 وأجرى الرئيس الزُبيدي خلال الزيارة لقاءات رسمية مع عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية، ولجان البرلمان البريطاني، ومع عدد من المسؤولين وقادة الأحزاب السياسية البريطانية.

وتضمن برنامج الزيارة، عقد ندوة في مركز السياسات الدولية بتنظيم من البرلمان البريطاني تتناول الأزمة اليمنية والقضية الجنوبية ورؤية المجلس الانتقالي لإيقاف الحرب في اليمن وحل القضية الجنوبية، بما يتوافق مع مطالب الشعب الجنوبي وتطلعاته، ويتضمن البرنامج أيضا إجراء لقاءات مع الجالية الجنوبية في المملكة المتحدة. 

وكان في استقبال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزُبيدي في مطار هيثرو الدولي في العاصمة البريطانية لندن، رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية الدكتور عيدروس النقيب، ومدير مكتب الإدارة العامة للشؤون الخارجية في المملكة المتحدة الدكتور صالح محسن الحاج، ومسؤول ملف حقوق الإنسان بمكتب الإدارة العامة للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي المستشار عبدالرحمن المسيبلي، وعدد من أعضاء الإدارة العامة للشؤون الخارجية ومكتبها في بريطانيا..

الرئيس الزُبيدي يلتقي عمدة مدينة شيفلد
والتقى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مساء يوم الجمعة، السيد ماجد ماجد، عمدة مدينة شيفيلد البريطانية، وأعضاء المجلس المحلي للمدينة، بحضور عدد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية الجنوبية.

وفي مستهل اللقاء، رحب عمدة مدينة شيفيلد، بالرئيس عيدروس الزُبيدي، وشكره على زيارته للمدينة، الذي أكد أنها ترتبط بعلاقة خاصة مع مدينة عدن، ويشكل أبناء الجالية الجنوبية فيها أحد مكوناتها الاجتماعية، ولهم إسهامات فاعلة في إثراء المجتمع وتحقيق النجاحات فيها على المستويات كافة.

وعبّر الرئيس الزٌبيدي، عن سعادته للقاء عمدة مدينة شيفيلد، وأعضاء المجلس المحلي للمدينة، مؤكداً حرصه على زيارة مدينة شفيلد؛ لما يحمله شعب الجنوب لمدينة شفيلد بالتحديد، والمملكة المتحدة بشكل عام، من مشاعر ودّ واحترام بحكم العلاقة التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين.

وأضاف الرئيس الزبيدي بالقول: "كما تعرفون أن مدينة عدن كانت في الخمسينات والستينات البوابة لعشرات الآلاف من أبناء الجنوب للسفر إلى بريطانيا للعمل في مصانع الحديد والصلب، كما كانت هذه المدينة (شيفيلد)، ملجأ ومأوى لعدد كبير من أبناء الجنوب الذين نزحوا من الجنوب بعد حرب ١٩٩٤".

وتابع الرئيس الزبيدي: "إضافة إلى ذلك، في مدينة شفيلد تعلم وتخرج الكثير من أبناء الجنوب، وأصبحوا اليوم في وظائف ومراكز مرموقة، وخير مثال على ذلك، أن شيفلد فيها أول امرأة من مواليد الجنوب، تصل إلى مركز عضو في بلدية شفيلد، وهي الأخت ابتسام محمد، وهذا من دواعي فخرنا واعتزازنا".

وأبدى الرئيس الزُبيدي فخره بما قدمه أبناء الجنوب لهذه المدينة، حيث كانوا نموذجاً رائعا في الكفاح من أجل حياة كريمة لهم ولأهلهم، وكانوا خير سفراء لبلدهم وشعبهم.

وواصل حديثه قائلا: "نتطلع إلى أن نبني علاقة قوية في المستقبل بين مدينتي عدن وشفيلد بشكل عام في مجالات مختلفة، بما في ذلك الاستفادة من تجربة شفيلد في الإدارة المحلية خاصة ونحن نمر بمرحلة إعادة إعمار وتأهيل مؤسسات إداراتنا المحلية في عدن ومختلف مدن الجنوب".

وقدم الرئيس الزُبيدي في ختام حديثه الشكر لعمدة مدينة شيفيلد وأعضاء المجلس المحلي، على الاستقبال وحسن الاستضافة، وخصّ بالذكر السيدة ابتسام محمد، عضوة المجلس على جهدها في الترتيب لهذا اللقاء.

ومن جهتهم، أكد أعضاء المجلس المحلي لمدينة شفيلد أنهم اتخذوا قراراً بدعم الجنوب، مشيرين إلى أنهم سيمارسون صلاحياتهم في الضغط على ممثلي المدينة في البرلمان البريطاني، وعبّر حزب العمال البريطاني، نحو تبني مطالب الشعب في الجنوبي من قبل البرلمان والحكومة البريطانية، كما أبدوا استعدادهم للمساهمة في العمل الإغاثي والإنساني في العاصمة، عدن وبقية محافظات الجنوب بشكل خاص، واليمن بشكلٍ عام.

وكرّم الرئيس عيدروس الزبيدي، عمدة مدينة شفيلد السيد ماجد ماجد، بدرع المجلس الانتقالي الجنوبي. وكان الرئيس عيدروس الزُبيدي قد وصل مدينة شيفيلد قادماً من العاصمة البريطانية لندن في إطار زيارة رسمية للمملكة المتحدة استغرقت عدة أيام.

الزبيدي يزور قسم الجنوب العربي في المتحف البريطاني
وفي سياق جولته البريطانية زار الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، والوفد المرافق له، مساء   الخميس الماضي، قسم الجنوب العربي في المتحف البريطاني للآثار في العاصمة لندن، حيث كان في استقباله السيد سنجن سيمسون الخبير في شؤون آثار الجنوب العربي والجزيرة العربية، وعدد من إدارة المتحف.

وطاف الرئيس الزُبيدي في أقسام المتحف المختلفة واستمع من السيد سيمون والقائمين على المتحف إلى شرحٍ عن أقسامه ومقتنياته وسيما ما يتعلق بالوثائق التي تشير إلى التاريخ المشترك للمملكة المتحدة والجنوب العربي.  

وعبّر الرئيس الزُبيدي عن إعجابه بالآثار التي يحويها المتحف وخاصة القسم الخاص بالجنوب العربي، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة ربط علاقات مستقبلية جديدة في مجال البحوث والتنقيب عن الآثار وحمايتها بين البلدين.

وفي نهاية الزيارة، عبر السيد سيمسون، وإدارة المتحف عن شكرهم لهذه الزيارة، متمنين أن يعم السلام في المنطقة العربية.

الرئيس الزُبيدي يلتقي ممثلة منظمة القيادات التاريخية العالمية في لندن
وفي إطار أهداف زيارته إلى بريطانيا التقى الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي السيدة جين كنتمونت ممثلة منظمة القيادات العالمية التاريخية. 

وفي اللقاء قدم الرئيس الزُبيدي للسيدة كننمونت شرحاً مفصلاً عن جذور القضية الجنوبية، موضحاً أن اليمن كانت دولتين عضوتين في الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية، ومعترف بهما من جميع دول العالم، وقد دخلت الدولتان في اتفاقية وحدة من قبل الحزبين الحاكمين في الشمال والجنوب بدون الرجوع إلى الشعب والاستفتاء على ذلك القرار الذي تم بين النخب السياسية بعيداً عن قناعات الشعبين، ونوه الزُبيدي بأن تجربة الوحدة فشلت وتسببت بحربين في عام ١٩٩٤م و٢٠١٥، كان هدفهما اجتياح الجنوب وتدميره أرضاً وإنساناً.

وبيّن الرئيس الزُبيدي أن إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي، جاء بتفويض شعبي لتحقيق أهداف وتطلعات الشعب في جنوب اليمن، والمتمثلة بالتحرير والاستقلال وبناء الدولة الجنوبية المدنية المستقلة.

من جهتها شكرت السيدة "جين كننمونت" الرئيس الزُبيدي على هذا اللقاء وقدمت له شرحاً مختصراً عن منظمة القيادات التاريخية التي تتكون من مجموعة من رجال السياسة الدولية المخضرمين الذين كانوا يقودون دولاً ومؤسسات دولية كبيرة، ومن بين الأعضاء بان كيمون الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وعدد كبير من السياسيين من مختلف أنحاء العالم، حيث يعتمد عملهم على السعي نحو إحلال السلام، وذلك من خلال لقاءاتهم مع جميع أطراف النزاع في مختلف أنحاء العالم، وتقديم توصياتهم إلى صناع القرار في المجتمع الدولي.

وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية قالت "كننمونت " أن لديهم اهتمام واسع لإحلال السلام وإنهاء الأزمة اليمنية، وأنهم في هذا اللقاء يهدفون إلى الاستماع إلى الرئيس عيدروس الزبيدي ورؤيته عن الوضع في الجنوب بشكل خاص واليمن بشكل عام.

وأبدت ممثلة منظمة القيادات العالمية التاريخية تفهماً كبيراً للقضية الجنوبية، وشهد اللقاء نقاشا حول كيفية تحقيق أهداف الشعب الجنوبي والطريقة الآمنة لذلك، حيث أشار الرئيس الزبيدي إلى إمكانية إجراء استفتاء وبإشراف الأمم المتحدة، ليقرر شعب الجنوب مصيره بنفسه، وكما هو معروف فإن حق تقرير المصير كفلته كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية ومنها ميثاق الأمم المتحدة.  
 
تفاصيل وأبعاد زيارة رئاسة الانتقالي إلى بريطانيا
وفي تفاصيل وأبعاد زيارة الزبيدي إلى العاصمة البريطانية "لندن" كشف المتحدث باسم المجلس الانتقالي عن محاولة الشرعية إعاقة هذه الزيارة.

وقال سالم ثابت العولقي:‏ "مهم جدا أن يعرف شعب الجنوب أن أطرافا في الشرعية والحوثيين حاولا إعاقة زيارة رئيس المجلس الانتقالي إلى بريطانيا" .

وأضاف: "وقبله زيارة نائبه إلى فرنسا وبريطانيا، السمعة الطيبة التي بات المجلس الانتقالي يحظى بها دوليا كانت كفيلة بفتح كل الأبواب، والقادم أفضل ."

بدوره قال الناشط الحقوقي عبد الرحمن المسيبلي: "إن زيارة القائد اللواء عيدروس الزبيدي للمملكة المتحدة البريطانية أثمرت بنتائج متميزة ." 

وأوضح المسيبلي: "بما أنه كان لي شرف عضوية فريقه وكشاهد عيان على جميع فعاليات تلك الزيارة، فإنها حقًا مثلت انطلاقة رائعة للمجلس الانتقالي الجنوبي على مستوى العلاقات الدولية ".

وأضاف المسيبلي: "إن زيارة اللواء عيدروس الزبيدي لقيت اهتماما خاصا من قبل الجانب البريطاني بأطرافه الحكومية والبرلمانية والإعلامية ومنظمات مجتمعه المدني، ذلك الاهتمام الذي يمكن أن يؤسس عليه تفاهمات مشتركة أوسع بين الجانبين، الأول يتطلع لموقف إيجابي واضح تجاه عودة دولة الجنوب، والثاني يتطلع لمصالح دولية مشتركة من أولويتها وقف الحرب ومكافحة الإرهاب وتحقيق السلام والأمن في المنطقة وضمان حرية الملاح، ضف إلى المصالح الثنائية المشتركة بين الجانبين.. مؤكدا أن تلك الزيارة تمثل مرحلة جديدة في جهود المجلس الانتقالي الجنوبي على مسار العلاقات الدولية." 
 
  أسرار زيارة الرئيس الزبيدي إلى بريطانيا
من جانبه أجاب عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة، على تساؤل مهم حول: لماذا كانت بداية زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد عيدروس الزُبيدي إلى الخارج من بريطانيا ؟.

وقال لطفي شطارة في حديثه مع إذاعة "هنا عدن"، مساء الجمعة الفائت: "إن الكثير من وسائل الإعلام تناولت زيارة القائد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي، إلى بريطانيا، وأعتقد أنه لابد من التنبيه إلى لماذا قام القائد الزُبيدي بزيارة بريطانيا كأول زيارة لدولة أوروبية؟ ".

وأضاف: "إن بريطانيا دولة تصنع القرار وصوتها مسموع، ولها إرث تاريخي معنا في الجنوب، وكانت مستعمرة لهذا الجزء الجنوبي لمدة 129 عاماً، وبريطانيا عندها تاريخ الجنوب السياسي والمدني، ولديها الكثير من الوثائق والدلائل التي يريد البعض طمسها ويزعم بأن الجنوب لم يكن إلا فرعاً من أصل وهو الشمال." 

وتابع شطارة قائلا: "إن البريطانيين كانوا حريصين جداً على الجنوب، وأنا أتحدث هنا عما قبل زيارة القائد عيدروس الزُبيدي إلى بريطانيا، فالبريطانيون شجعونا كثيراً على الدخول بالحوار الوطني، وقالوا: إذا كنت تملك قضية فلتدخل الحوار". 

وذكر أن الهدف من نصيحة الأصدقاء البريطانيين، هو إعطاء العالم والمجتمع الدولي فكرة عامة وشاملة حول ما هي القضية الجنوبية، ولهذا حرصنا على الدخول بالحوار الوطني وتقديم تجربتنا واستفدنا منها وطرحنا كل تفاصيل القضية الجنوبية في الحوار.

وقال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي: " إن الغرب دائماً كان يتحدث ويقول إن الجنوبيين ليسوا موحّدين وليس لديهم قيادة موحدة، ونقول: إذا كان هناك حسنة لحرب عام 2015م، هي أنها وحّدت الجنوبيين على الأرض وبالسلاح لطرد الغزاة الذين استعلوا على الجنوبيين من خلال الغزو الثاني للجنوب بعد الغزو الأول عام 1994م، وفكروا بأنه من السهل احتلال الجنوب مرة ثانية ".

وأضاف: "جاءت نتائج حرب عام 2015م بواقع جديد أكد للجميع أن الجنوب صار بيد أبنائه عسكرياً، والآن التفكير جدياً بأن يكون الجنوب له صوت سياسي واحد يجمع الكل طالما وأنهم متفقون على أن هناك قضية لدى الشعب الجنوبي، وبالتالي لا يوجد هناك خلاف بين المكونات الجنوبية التي تستظل تحت سقف واحد وهو استعادة الدولة ".

وجدد شطارة التأكيد بأن بريطانيا كما هي مركز للقرار، فأيضاً هي صوت مؤثر بالقرار الدولي ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، ولفت إلى أن بعض الإخوة للأسف الشديد لم يستوعبوا أهمية زيارة القائد الزُبيدي إلى بريطانيا.

وذكر أن القائد الزُبيدي أولاً عرّج على البرلمان ودخل البرلمان في أول زيارة إلى بريطانيا، وهو ما يجب أن يفهمه الجميع بأنها أول زيارة لقائد جنوبي لبريطانيا منذ الاستقلال، حيث لم يدخل قائد جنوبي إلى البرلمان البريطاني ويتحدث بإرادة شعب الجنوب بصوت واحد، كما تكمن أهمية الزيارة ودخول البرلمان البريطاني فيمن جاء وحضر بهذه الجلسات ومن دعا القائد الزُبيدي إلى زيارة بريطانيا وهم أعضاء البرلمان البريطاني.

وأكد أهمية البرلمان البريطاني الذي يمثل صوت الشعب والإرادة الشعبية، وهو ما يعزز أهمية زيارة القائد الزُبيدي الذي ذهب إلى البرلمان البريطاني بإرادة شعبية، وقال: "حتى في الجلسة الثانية التي عُقدت في اليوم التالي حضرها رئيس جمعية الصداقة البريطانية - اليمنية في البرلمان البريطاني السيد كيت فال وكثير من المهتمين والمقربين من دوائر صنع القرار بالمملكة المتحدة سواءً من سياسيين أو باحثين في مراكز الدراسات الاستراتيجية."

ولفت شطارة إلى أن القائد الزُبيدي ذهب في اليوم الثاني للخارجية البريطانية المركز الذي يصنع فيه القرار، وبدون شك كل ما دار وقدمه القائد عيدروس الزُبيدي، في زيارة البرلمان والجهات المسؤولة في بريطانيا هو الوثيقة التاريخية التي تحدث بها وتحدثوا خلال تلك الجلسات حول تفاصيل لا يمكن الحديث أو الإشارة إليها .

وأكد أن رؤية بريطانيا كانت دائماً تريد وتسعى إلى الأمن والاستقرار في المنطقة، ولا يهمها أن يكون يمنيين أو يمن موحد، كون الأمن والاستقرار هو همّ العالم كله، وذكر أن ينبغي التأكيد بأن الجنوبيين يعيشون في منطقة استراتيجية، ولفت إلى أنه منذ أن جاءت الوحدة اليمنية، لم يتحقق الأمن في هذا الجزء من العالم، وعدن لم تشهد استقراراً وتنمية منذ الوحدة.

وأشار إلى أن نظام علي عبدالله صالح كان يقول إن هدفه في حرب 1994م هو القضاء على الحزب الاشتراكي اليمني، وبالتالي جاءت الكثير من المشاكل وعدم الاستقرار وتولد الغضب الجنوبي منذ عام 94 حتى حرب 2015م، وعندها في 2015م هبّ الجنوبيون كرجل واحد حملوا السلاح وكان خصمهم واحداً واستطاعوا النصر بهذه الحرب في فترة زمنية قصيرة، لأن المظالم متراكمة خلال الفترة بين الحربين وكانت حرب 2015م فاصلة بالنسبة للجنوبيين.

وقال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة: "نحن نُطمئن العالم أننا معكم إذا أنتم ستكونون معنا شركاء في تثبيت الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب، والجنوب قدم خيرة أبنائه للقضاء على الإرهاب الذي زرعه نظام الشمال في الجنوب منذ الوحدة وحتى اليوم، وإن لم يكونوا معنا فنحن سنمضي وبدون شك فهذه إرادة الشعوب".

وأكد لطفي شطارة خلال حديثه لإذاعة “هنا عدن” الذي رصده موقع "عدن برس": "إن كلمة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد عيدروس الزُبيدي، كانت تاريخية وبمثابة خارطة طريق وتعطي رسالة واضحة للعالم والمجتمع الدولي، تُفيد بأن الجنوبيين يحملون رؤية وإرادة شعب واستعداد على أن يكونوا شركاء مع العالم في تحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب".

كما أكد أن الجنوبيين لم تكن لديهم خصومة مع بريطانيا عندما خرجت من الجنوب، وأن بريطانيا لم تقتل كما فعلت فرنسا مع الجزائريين، ولكن نظام الشمال حاول تكريس أن بريطانيا لديها جرائم بالجنوب، ومنذ سيطرة نظام الشمال على الجنوب خصوصاً بعد عام 94م حاول الإساءة للجنوبيين من خلال زرع القاعدة في الجنوب، ولم يدرك نظام الشمال بأن العالم ليس غبياً وأنه يوماً ما سيدرك الحقيقة.

وقال شطارة: "إن عيدروس الزُبيدي تحدث في البرلمان بخطاب نبيل تجاه الشمال وخطاب إنساني يحمل العرف والأخلاق للجنوب، وأنه عندما تحدث الزُبيدي بالبرلمان البريطاني بهذه اللغة نقل حقيقة لغة الشارع الجنوبي، كون الجنوبيين ليس لديهم حقد على الأخوة في الشمال، وأنه بين الجنوب والشمال خلافاً سياسياً حول استعادة الدولتين " .

وأضاف: "لكن هناك جهات سياسية لديها أجندة خبيثة على الشمال والجنوب تروج لخلافات أخرى بين الشمال والجنوب، بينما المجتمع الدولي يراقب ويعي كل شيء ".

وأوضح: "راقبت بالأمس القريب ندوة في نيويورك لمؤسسة توكل كرمان، جمعت صحفيين وباحثين بالشأن اليمني للإساءة للتحالف العربي والجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي".

أشار إلى: "أننا نستطيع التأكيد حالياً أن هناك قائد جنوبي هو عيدروس الزُبيدي، خرج إلى العالم بإرادة شعبية وتفويض شعبي ووقف بأول محطة له وهي بريطانيا الدولة التي استعمرت الجنوب وتحمل تاريخه ولديها كافة الحقائق والوثائق، ونعتبرها خطوة ذكية ببدء زيارة القائد عيدروس الزُبيدي من بريطانيا ".

وأوضح: "إن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يضم مختلف ألوان الطيف الساسي منذ تأسيسه عام 2017م، استطاع خلال العامين الماضيين أن يقطع المشوار الأول على الأرض داخل الجنوب، وأن المجلس الانتقالي خلال العام الثاني من تأسيسه توسع في الجنوب وتمدد بكل المحافظات الجنوبية من المهرة إلى باب المندب."

وأكد شطارة أن المجلس الانتقالي الجنوبي له وجود سياسي واجتماعي ومؤسسات تشريعية وأمانة عامة وقريباً سيكون له مجلساً للشورى من خيرة الخبرات الجنوبية التي تستطيع أن تمد المجلس بالكثير من المشورات في الخطوات القادمة التي سيخطوها المجلس، إلى جانب مركز دعم صناعة القرار. 

وقال: "كما أن المجلس لديه مؤسسات ستنشأ خلال العام الجاري وهو عام التمكين وخلاله سيتم البدء في توصيل الصوت الحقيقي للخارج من خلال التحرك الخارجي بعدما ثبتنا على أرضنا وسيطرنا على المؤسسات، وستعقب زيارة بريطانيا عدة دول بإذن الله". 

واختتم شطارة حديثه بالقول: "أنا عضو في لجنة التواصل بالمجلس الانتقالي الجنوبي المكلفة بالحوار مع الإخوة في الشرعية، وسنمد أيدينا إلى الجميع، ونحن كجنوبيين نقول لها: مستحيل أن يعود أي جنوبي إلى الشمال وصنعاء، وبالتالي فإن على الجنوبيين البقاء مع بعضهم.

التحول الإقليمي والدولي
وقال رئيس "مركز مدار للدراسات" الدكتور فضل الربيعي: "دون شك الزيارة التي يقوم بها رئيس المجلس الانتقالي وخصوصا إلى بريطانيا بوصفها دولة محورية في صناعة القرار الأممي فضلا عن علاقتها السابقة بالجنوب من هنا".    

وأضاف الربيعي: "تمثل هذه الزيارة بداية التحول الإقليمي والدولي تجاه التعامل مع قضية الجنوب، إذا أصبح من الممكن الحديث عن استقلال الجنوب بحكم الواقع، ودون شكل مثل هذه الزيارات تفتح آفقًا جديدة وسماع العالم إلى قضية الجنوب واستعادة الدولة الجنوبية وأنه بحكم الواقع سيصبح هذا التفاعل في المستوى الإقليمي والعالمي، مع المجلس يؤكد وضعه ككيان، يتصرف بمزيد من الاستقلال مع الأيام القادمة". 

 وأكد الربيعي أن لاستقرار السياسي الداخلي هو حجر الأساس الذي تقوم عليه الدولة المستقلة، كما يمثل الترابط والتماسك الوثيق بين المكونات والأحزاب وهو ركيزة أساسية وعامل حاسم في تحقيق الاستقلال، وهذه الحقيقة التي تستند عليها البيئة السياسية الدولية عند الاعتراف بدولة جديدة، والذي يجب أن تدركها تلك الأصوات التي تغرد خارج سرب.

من جانبه تحدث المهندس علي أحمد حسن، نقيب المهندسين الجنوبيين وقال: "جميعنا يعرف أن بريطانيا قد احتلت الجنوب لفترة 129 عامًا وبالتالي فإنها قد جمعت أرشيفا ضخما عن الجنوب في جميع مناحي الحياة التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها ..

كما إن المملكة المتحدة دولة عظمى لها قدرة على التأثير في السياسة الدولية ومراكز القرار العالمي وتتبنى الملف اليمني بتفويض أممي وبالتالي يمكن لها أن تلعب دورا مهما في نقل الصورة الحقيقية للقضية الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي إلى المحافل الدولية. 

لذلك فإن زيارة الرئيس عيدروس الزبيدي إلى المملكة المتحدة قد مكنته من إيصال صورة أكثر وضوحا لما يعانيه شعب الجنوب جراء الاحتلال باسم الوحدة وكذلك تعريف الجانب البريطاني بالمجلس الانتقالي الجنوبي (وثائقه وأهدافه) والتعريف بنظرته المستقبلية وشكل العلاقة السياسية والاقتصادية التي سينتهجها مع الخارج بالإضافة سياسته الداخلية وبناء دولة الجنوب القادمة ومواقفة من القضايا التي تهم المجتمع الدولي مثل مكافحة الإرهاب وغيرها .."

وأضاف نقيب المهندسين الجنوبيين: " كانت كلمة الرئيس عيدروس الزبيدي في مجلس العموم البريطاني عقلانية وصادقة ومعبرة عن طموحات شعب الجنوب وخاطبت الرأي العام الإنجليزي بالإضافة إلى كونها موجهة لمراكز صنع القرار في المملكة المتحدة وأوروبا وقد كان لها تأثيرها ومردودها الإيجابي السريع على الإعلام البريطاني وسيكون لها مردودها الإيجابي للقضية الجنوبية في قادم الأيام".. 

وأشار إن اللقاءات الجانبية التي عقدها الرئيس عيدروس سواء مع شخصيات إنجليزية أو ممثلي أبناء الجنوب في المملكة المتحدة قد أوصلت الرسالة التي يحملها المجلس الانتقالي الجنوبي وإزالة التوجس والقلق لدى البعض وأجابت على الأسئلة التي كان البعض يحاول البحث عن إجابة عليها وطمأنت الجميع بأن الجنوب القادم سيتم استعادته بجهود الجميع وسيكون الحضن الدافئ لكل جنوبي وبالتالي فقد كانت نتائج هذه الزيارة إيجابية ومثمرة قبل أن تنتهي.. 

 وقال: "لا نستغرب هنا رد الفعل السلبي والانفعالي لقوى الاحتلال اليمني التي حاولت تغييب الصوت الجنوبي ومنعه من الوصول إلى مراكز القرار الدولية باستخدام كل إمكانيات الدولة الإعلامية والدبلوماسية والمالية".