الأربعاء - 30 أبريل 2025 - الساعة 04:59 م بتوقيت عدن ،،،
4 مايو / متابعات
تشهد أسعار الذهب في أسواق المال العالمية تراجعًا ملحوظًا مع بداية هذا الأسبوع، في وقت تواصل فيه العملة الأمريكية تعزيز مكاسبها، مما يؤثر على المعدن الأصفر. وبحسب أحدث المعطيات، تراجعت أسعار الذهب بنسبة 0.1% لتسجل 3312.19 دولارًا للأونصة في المعاملات الفورية، فيما شهدت العقود الآجلة للذهب انخفاضًا بنسبة 0.3% لتسجل 3320.70 دولارًا للأونصة.
ارتفاع الدولار وتأثيره على أسعار الذهب
تزامن هذا التراجع في أسعار الذهب مع ارتفاع ملحوظ في مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.1% مقابل سلة من العملات الرئيسية، مما جعل الذهب أكثر تكلفة على حاملي العملات الأخرى. ويعد هذا الارتفاع في الدولار مؤشرًا على تحسن مؤشرات الاقتصاد الأمريكي، حيث شهدت العملة الأمريكية قوة دفع خلال الفترة الأخيرة. وفقًا لخبراء الاقتصاد، فإن قوة الدولار تشكل تحديًا على المدى القصير للذهب الذي يُعد ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطرابات الاقتصادية.
وأشار نيكولاس فرابيل، المدير التنفيذي في "إيه بي سي ريفاينري" الأسترالية، إلى أن هذا التحسن في قيمة الدولار هو العامل الرئيسي في التراجع الحالي لأسعار الذهب، إذ أصبح المعدن الأصفر أكثر تكلفة في ظل صعود العملة الأمريكية.
هدوء التوترات التجارية يعزز من استقرار الأسواق
في سياق متصل، ساهم الهدوء النسبي في التوترات التجارية العالمية في توفير مناخ من الاستقرار النسبي في الأسواق المالية. حيث سجلت الأسواق تطورًا إيجابيًا بعد إعلان الإدارة الأمريكية عن اتخاذ بعض التسهيلات الجمركية على الواردات من الصين، مثل الإعفاءات الجمركية لبعض المواد. هذه الخطوات أدت إلى خفض حدة المخاوف المتعلقة بالحرب التجارية بين البلدين، ما ساعد على استقرار الأسواق المالية في الوقت الراهن.
بالإضافة إلى ذلك، أقدمت الصين على إلغاء رسوم جمركية بنسبة 125% على واردات الإيثانول الأمريكية، مما أحدث تأثيرًا إيجابيًا على الأسواق العالمية، وأدى إلى تقليص الضغوط الاقتصادية على الطرفين.
ترقب للبيانات الاقتصادية الأمريكية القادمة
وفي ظل هذه التطورات، يترقب المستثمرون في الأسواق المالية صدور عدد من البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة خلال الأيام القادمة، وعلى رأسها بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي والتي تعد مقياسًا رئيسيًا للتضخم، بالإضافة إلى تقرير الوظائف غير الزراعية الذي من المتوقع أن يصدر يوم الجمعة المقبل.
تعد هذه البيانات بالغة الأهمية لأنها قد تساهم في تحديد اتجاه السياسات الاقتصادية الأمريكية في الفترة المقبلة، مع ترقب واسع لاحتمالية اتخاذ الفيدرالي الأمريكي قرارًا بخفض معدلات الفائدة في حال استمرار تراجع التضخم وضعف بعض مؤشرات الاقتصاد.
تراجع المعادن النفيسة الأخرى
لم يكن الذهب المعدن النفيس الوحيد الذي تأثر سلبًا بالصعود المفاجئ للدولار. فقد شهدت المعادن الأخرى أيضًا تراجعات، حيث تراجعت الفضة بنسبة 0.1% إلى 32.93 دولارًا للأونصة، كما انخفض البلاتين بنسبة 0.6% إلى 971.90 دولارًا، في حين سجل البلاديوم انخفاضًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 931.84 دولارًا للأونصة.
هذه التحركات في أسعار الذهب والمعادن الأخرى تُظهر كيف يمكن للعوامل الاقتصادية العالمية من بينها سياسات الدولار والتوترات التجارية أن تؤثر بشكل مباشر على حركة الأسواق. رغم التراجع الطفيف في أسعار الذهب، إلا أن المعادن النفيسة لا تزال تحتفظ بجاذبيتها لدى المستثمرين، خاصة في ظل تباطؤ التوترات التجارية وظهور إشارات عن استقرار اقتصادي عالمي.
الأيام القادمة قد تكشف عن المزيد من التقلبات في أسواق الذهب، مع ترقب تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية، والتي قد تعزز من تحركات الدولار وتنعكس على أسعار الذهب والمواد الخام الأخرى