كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



كتابات وآراء


الثلاثاء - 26 مارس 2019 - الساعة 10:39 م

كُتب بواسطة : منير النقيب - ارشيف الكاتب


يشهد الجنوب على الساحة المحلية والدولية نجاحات وإنجازات كبيرة في سبيل تحقيق الهدف المنشود باستعادة دولة الجنوب، من خلال نهج دبلوماسية المجلس الانتقالي في المحافل الخارجية، والتي شدت أنظار العالم صوب القضية الجنوبية وابعادها، ومحت غشاشة الرؤية التي كانت تحجب الحقيقة من عيون بعض بلدان العالم بما فيها روسيا وبريطانيا التي تدرك أن الجنوب يعتبر دولة ذات سيادة إلا أنها كانت تتحين فرصة الصدع بما تدركه من حق تجاه القضية وما يعانية الشعب طيلة ثلاثين عامًا من الظلم والحصار وشتى أنواع العذاب تحت مظلة الوحدة مع نظام الشمال.

طوال تلك الحقبة السوداء مورست أبشع الجرائم الإنسانية بحق الجنوبيين، وشهدت فترة الوحدة لاسيما بعد احتلال الشمال للجنوب عام 94م شراء ولاءات الدول مقابل ثمن مدفوع من ثروات الجنوبيين من أجل تأييد منهجية ودستورية هذه الوحدة ليتجرع الشعب العذاب من كاساتها المريرة، وعلى اوجاع الشعب الجنوبي صمت العالم رغم ادراكه الحقيقة.

غيوم الوحدة السوداء وتبعاتها التي خيمت علينا ردحاً من الزمن أصبحت اليوم تتلاشى وفي طريقها إلى الزوال لتنجلي بعدها حقيقة شعب ودولة كانت ضحية الشعارات القومية والوحدة العربية وغيرها من المسميات الفاشلة على الواقع العربي والتي مثلتها اليمن بشطريها الجنوب والشمال كتجربة وإنجاز عربي تاريخي يتمثل بالوحدة اليمنية، وهكذا صارت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية دولة الجنوب هي كبش الفداء لهذه التجربة العربية الفاشلة والمريرة، والتي راح من بعدها الآلاف من خيرة كوادرها في شتى المجالات ما بين القتل بالتصفيات الجسدية والموت كمدًا وقهرًا من الباطل المعاش حينها الذي مسّ الكرامة والحقوق، هكذا كان مفهوم التجربة العربية العظيمة التي أصيبت بالفشل من أول سنواتها وصارت احتلال بمسمى وحدة .

أحداث اليوم وما سبقه قبل أربع سنوات استطاع من خلالها شعب الجنوب قلب موازين الأمور وصنع متغيرات جديدة برزت فيها الحقيقة المغيبة وانتصرت إرادة الشعب، وبدأنا اليوم نرى تباشير الأمل بعودة أرضنا المسلوبة والمغتصبة.

فاتورة طويلة على مدى ثلاثين عامًا دفعها الجنوبيون من دمائهم وحياتهم ومستقبل أبنائهم، ولابد أن تتوقف اليوم تلك الفاتورة وكفانا ما دفعناه سالفا.

ومن المنجزات الراهنة أننا أصبحنا رقماً يصعب تجاوزه على الأرض بفضل تضحيات كبيرة قدمها أبطال الجنوب الذين سالت دماؤهم على مبدأ وعقيدة التحرير من الظلم والاستبداد الشمالي، وأمام هذه الأحداث لا يمكن ومن المستحيلات أن يفرض علينا اليوم أي واقع لا نريده أو تتحكم بمصيرنا أي جهة أو بلد كانت ، وكفى ما قد عانيناه بحياتنا، كماعلمتنا سنين الوحدة البائسة درسا عظيما لا يمكن نسيانه أو العودة إليه على مدى الأزمان.

ومن المحدثات الغريبة والمضحكة في آن واحد أن نسمع تصريحات سفير أمريكا باليمن يتشدق بأن مصالح بلده العظمى باقية في بقاء وحدة اليمن وليس بانفصاله، ومن المؤكد أن السفير عندما قال هذه الكلمات كان محمومًا بمشروب روحي من الدرجة الممتازة أفقده منطق الكلام وجعلة يهذي بخزعبلات ليس لها معنى، بل أنها سايرت أهواء أعداء الجنوب الذين تلقفوها وصاروا يتغنون بها وينشدونها كأنها حديث رباني مقدس!.

لا أصدق أن ذلك السفير تحدث بأن مصالح دولته العظمى وبقية الدول ستكون قوية بهلاكنا، قوية بعودة الوحدة بغلاف جديد، قوية بمصادرة حقوقنا وثرواتنا.. إلخ.

إلا أن الجنوب وشعبه أكدوا مرارا بكلمة واحدة مفادها: تبًا لمصالح أمريكا، إذا كانت على حساب أرضنا ومصيرنا وكرامة أجيالنا، وليذهب سفير أمريكا بتصريحه ومن يتشدقون به إلى الجحيم كون الجنوب قالها (تحرير واستقلال ودولة كاملة السيادة).

على العالم أن يفهم ما تعنيه رسالة شعب الجنوب التي تطالب بحرية تقرير المصير، وحق الشعب في اختيار حياته ومستقبل أجياله القادمة على أرضه، وتلك الدول التي تبني مجدها العظيم عن طريق التحكم ومصادرة حقوق الأمم يجب أن تصمت أمام مشروعية الشعب في اختيار مصيره واستعادة دولته.

ومن خلال سفينة الجنوب المجلس الانتقالي وقبطانها الجنوبي الذي خرج من رحم المعارك وجبهات الشرف القائد عيدروس الزبيدي، سيمضي الجنوب شامخا صوب الهدف المنشود الذي بات قاب قوسين من التحقيق والإنجاز، مهما نعقت الغربان، واستمرت بوضع العراقيل لإنكاس راية الجنوب التي يقودها المجلس الانتقالي وواد امال الشعب، ومن المؤكد إن مصير تلك المحاولات البائسة محتوم بالفشل أمام قوة وإرادة الشعب العازم بتحقيق هدف التحرير والاستقلال واستعادة الدولة المسلوبة.