رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


الثلاثاء - 24 أبريل 2018 - الساعة 03:58 م

كُتب بواسطة : د. ياسين سعيد نعمان - ارشيف الكاتب


على طريق خروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي تعمل الدبلوماسية البريطانية على تكثيف نشاطها في المجال السياسي والاقتصادي والعلاقات الدولية عموماً لإنجاح هذه الخطوة "التاريخية" .

والدبلوماسية البريطانية بتراثها العريق والمتراكم على مدى قرون استطاعت أن تعيد فرز أوراقها على طاولة تتسع لخارطة العالم الجيوسياسية بكل تعقيداته ، وتحدد نطاق الإنطلاق في مسارها القادم وسط مخاوف يبديها أنصار البقاء في الاتحاد الأوربي بما فيهم مجلس الللوردات الذي طالب مؤخراً بإعادة النظر جزئياً فيما يخص الخروج من الاتحاد الجمركي .

على هذا الطريق أنهى مؤتمر دول الكومنولث (٥٣دولة أشرنا إليها في مقال سابق وبعدد سكان يبلغ ٢،٤مليار انسان) منذ يومين أعماله في لندن بنجاح تعززت فيه أواصر العلاقة بين دول الاتحاد الذي تلعب فيه بريطانيا دوراً محورياً .

وأهم حدث في هذا المؤتمر هو انتقال رئاسة الاتحاد من الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا إلى ولي العهد الامير شارلز في خطوة رسخت الدور المحوري لبريطانيا .

وإذا عرفنا أن منصب رئاسة الاتحاد ليس وراثيا not hereditary لأدركنا أن عملية الانتقال لم تكن عملية روتينية ولكنها تمت بحسابات وتوافقات بين دول الاتحاد ومجموعاته القارية لعبت شخصية الملكة ودورها الناجح في قيادة الاتحاد منذ توليها العرش في بداية الخمسينات ،وهو المنصب الذي احتفظ به والدها الملك منذ عام ١٩٤٢، دوراً أساسياً في التوصل إليه بعد نقاشات طويلة .

آخر كلمة للملكة أمام أعضاء الاتحاد كانت قد ألقتها في هذا المؤتمر ، كانت كلمة وداع ، وذكرتهم فيها برئاستها الطويلة للاتحاد وبأنه حان الوقت الذي يجب عليها أن تترك فيه رئاسة الاتحاد ، وطلبت ترشيح الامير شارلز لرئاسة الاتحاد ، ليس من منطلق توريثي ، وإنما لاعتقادها بقدرته على الحفاظ على التقاليد التي كانت سبباً في حماية هذا الميراث السياسي الهام .

والمعروف أن الملكة ترأس المؤتمر باعتبارها رئيسة الاتحاد ، ولكنها لا تشارك في الجلسات وفي النقاشات ، فالذي يمثل بريطانيا في النقاشات واتخاذ القرارت هو رئيس الحكومة .

ولمزيد من تجذير المؤسسة الملكية البريطانية في الكومنولث باعتبارها الجامع الأكثر عراقة فيما عرف بإمبراطورية التاج البريطاني فقد جرى إختيار الامير هاري ، الشخص الثاني في سلم وراثة العرش بعد أبيه الامير شارلز ولي العهد ، كأمين للشباب في اتحاد دول الكومنولث .



البريطانيون الذين لم يكن يهتمون كثيرا بالكومنولث ، وربما لم يسأل معظمهم عن أسباب إضافة عبارة الكومنولث إلى إسم أهم وأعرق مؤسسة دبلوماسية وهي وزارة الخارجية Foreign and Commonwealth Office أخذوا اليوم يناقشون كيفية تفعيل هذاالاتحاد ، وقد أدركوا القيمة السياسية والتاريخية لتلك النظرة الدبلوماسية العميقة التي انتقلت من العهد الإمبراطوري الامبريالي لتستقر فوق خارطة للتعاون بين شعوب هذه الامبراطورية القديمة ودولها الحرة والمستقلة .