رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


السبت - 24 أكتوبر 2020 - الساعة 03:51 م

كُتب بواسطة : جمال مسعود - ارشيف الكاتب


اثرت الحالة السياسية اليمنية بتعقيداتها على التربية والتعليم منذ العام ١٩٩٠م وحتى يومنا هذا فاخضعتها للمحاصصة والشراكة والتقاسم بين طرفي الصراع السياسي المؤتمر والاصلاح والذين توسعا فيما بعد ليشملا المؤتمر وحلفاؤه واللقاء المشترك وشركاؤه في توزيع للمهام وتبادل للادوار بينهما فسيطرا سيطرة تامة على التعليم منهجا وادارة واشرافا ووجهاه توجيها سياسيا يخدم برامجهما واهدافهما ، وفي الآونة الاخيرة ارتفعت اصوات المطالبين بفك الارتباط وتمكنهم من رفع العلم الجنوبي امام طلاب المدارس وهم يرددون بلادي بلادي ، بلادي الجنوب ، جمهورية عاصمتها عدن . القوى السياسية اليمنية المتحكمة بالتعليم جنوبا وشمالا وبعد ان انتزع الحوثيون السلطة وسيطروا على التعليم منهاجا وادارة واشرافا في الشمال ادركت الخطورة فتكاثفت جهودها وتوحدت رؤاها المختلفة وجرى الاتفاق بينها على وضع حاجز اجرائي وتعقيدات ادارية تمنع تسلل الفكر التربوي الجنوبي والحيلولة دون وصوله لاي منصب اداري او اشرافي قريب من مركز القرار التربوي ، فعاقبت الكثير من المعلمين والمشرفين ومدراء المدارس المؤثرين ومنعت تكليف او تعيين اي مدير لادارة او مدرسة ووكيل ومشرف له صلة بالنشاط الجنوبي وفعالياته بحجة تسييس العمل التربوي والعصبية الجهوية اوعدم الكفاءة ونقص الخبرة أوعدم تطابق شروط شغل الوظيفة وبهذا المبرر أو ذاك حالت اجراءاتهم المعقدة دون تمكين التربويين الناشطين جنوبيا من العمل الاداري والاشرافي بالقرب من مركز القرار التربوي والمشاركة فيه

بعد تعيين محافظ لعدن ومحسوب من تيار المجلس الانتقالي الجنوبي زادت مخاوف القوى السياسية اليمنية من اجراء تغييرات قد تطال كوادرها العتيقة والمتحكمة بادارة التعليم وشؤونه لاكثر من ربع قرن . وبفعل التفاهمات السياسية ورغم تعقيداتها الا انها تمكنت بواسطة قواها الظاهرة والخفية من ايقاف موجة التغيير ولم تسمح بها وفرضت بديلا عنها التدوير بين كل ماهو موجود من كوادر تربوية متجانسة في فلك اليمننة حرصا منها على بقاء الهرم التربوي والتعليمي والذي سقط في الشمال بيد الثورة الشمالية الحوثية الانقلابية ومنعا لسقوطه ايضا في الجنوب بيد الثورة الجنوبية الانفصالية بحسب قولهم والتي يتوقع منها في حال تمكنها من قيادة العمل التربوي والاشراف عليه ان تعيد النظر بصياغة التعليم منهاجا وادارة واشرافا وستبدأ بتنفيذ مشروع التعليم الأكبر في الجنوب على اسس متينة تعزز وتنمي روح الانتماء الوطني للجنوب وباساليب متطورة تواكب التعليم العصري الحديث بشخصية تعليمية وتربوية جنوبية متميزة تعيد للمعلم هيبته ومكانته وللتعليم جودته بالطريقة الجنوبية التي كانت قد تخلصت من الامية ونافست في مستواها التعليمي دول الجوار والمنطقة