رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


الأربعاء - 22 أبريل 2020 - الساعة 12:53 ص

كُتب بواسطة : يعقوب السفياني - ارشيف الكاتب


زحوفات تلو زحوفات ، كتائب حسينية وأخرى حيدرية وكتائب موت تنسل من محافظة إب وذمار وصنعاء وصعدة بإتجاه بوابة الجنوب وقلعة المشروع الجنوبي التحرري .. إلى الضالع ؛ منذ أكثر من عام ونصف والزحوفات الحوثية متواصلة على حدود الضالع الشمالية بأفواج بشرية ضخمة وعتاد عسكري متكامل من البندقية إلى الدبابة ومن الألغام والعبوات إلى الصواريخ والطائرات المسيرة .

هجوم حوثي واسع عقدت عليه آمال محلية وأقليمية ودولية بأن تركع الضالع وترضخ ؛ كانت الخطة مرسومة ومحددة الأهداف وممولة بكل ما تحتاجه والهدف هو : الضالع ومن بعدها الجنوب بأكمله ولكن التدابير كلها والمخططات جلها والكتائب والألوية بعدها وعديدها وجندها وقادتها اصطدمت أمام طود شامخ ليس من الحجارة والأسمنت ولا من الفولاذ والحديد بل برجال باعوا انفسهم للأله وتزودوا بالصبر والأيمان منطلقين من حقيقة ثابتة مفادها إن المدافع عن أرضه ودمه وعرضه مقاتل حق وموعود بأحدى الحسنتين النصر المؤزر أو شرف الشهادة .

تبخرت الكتائب والألوية وصادف غزاة الضالع الموت الأحمر في جبال وشعاب هذه المحافظة وتناثرت الجماجم على حدودها وهلك الالاف على أسوارها وتخومها ووقف رجال الضالع وشبابها بقوة وإستماتة أمام أي زحف أو تقدم فارتقى العشرات من أبناء الضالع شهداء مسطرين لوحة الشرف والإباء والمنعة بالدم الطاهر الزكي واستمر استبسالهم وصمودهم يوما بعد يوم بين حر الصيف وصقيع الشتاء وتقلبات الطقس والجوع ونقص الإمدادات في أحيان كثيرة في معركة هي الأشد والأعنف منذ معركة تحرير الجنوب في 2015 م .

" النفس الطويل " للحوثي تقطعه الضالع بصمودها في معركة "قطع النفس " التي شارك فيها أبناء الضالع بكافة تشكيلاتهم من حزام أمني وألوية مقاومة وصاعقة وغيرها من التشكيلات العسكرية ومتطوعين شباب ، المعركة لم تتوقف يوما وحصيلة الشهداء تزيد يوما بعد يوم وأما خسائر الأعداء فحدث ولا حرج كأن لا بواكي لقتلاهم ولا قيمة لهم وهم يتساقطون كما تتساقط الفراشات عند اشتداد اللهب ولكن مع قرب دخول شهر رمضان تزداد المعارك عنفوانا في جبهات الضالع الشمالية .

ما بين أمس وليلة اليوم تمكنت القوات المسلحة الجنوبية من التقدم شمال محافظة الضالع في قطاع الفاخر بإتجاه مواقع الميلشيا الحوثية مسيطرة على بلدة "الخرازة " والأجزاء الشمالية ل "حبيل العبدي" والعديد من المواقع العسكرية الاستراتيجية وتقترب من السيطرة على الخط الاسفلتي الرابط بين مديرية النادرة محافظة إب وعزاب - بيت الشرجي الذي أصبح في مرمى نيران القوات والجنوبية ولا تزال المعارك مستمرة ومشتعلة بمختلف أنواع الأسلحة ولا زال سلاحي المدفعية والدروع يمطران مواقع وتعزيزات العدو في عدة قطاعات شمال وغرب مدينة الفاخر الاستراتيجية شمال غرب مديرية قعطبة.

ومع هذه المعارك الشديدة يتجلى قول الشاعر بدقة " وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر " فالضالع اليوم تفتقد صنديدها وبطلها الهمام الشهيد القائد اللواء سيف سكرة قائد اللواء الأول مقاومة الذي أستشهد مقبلا غير مدبرا في رمضان الفائت في جبهة شخب - شمال الضالع وهو يتقدم جموع مقاتليه بإقدام وبأس يفلان الحديد وعزيمة شامخة شموخ جبال الضالع ليقدم للضالع وللجنوب أغلى ما يملكه وهي روحه الطاهرة ، تفتقد الضالع شهيدها سكرة القائد الإستثنائي النزيه الذي أشتهر بحبه للوطن ونزاهته العظيمة فهو الذي لم يقطع مرتب جندي واحد من جنوده في اللواء الأول مقاومة وتبعه في ذلك خلفه الشهيد وليد سيف سكرة الذي سار على درب أبيه ومن بعدهما قيادة اللواء النزيهة والمرابطة في جبهات الشرف.

نصر الضالع الذي صدم الأعداء وقلب التوقعات وأذهل الجميع جاء بتضحيات جسام من الجنود الأبطال يتقدمهم صف قيادات أول على راس هذا الصف الشهيد القائد سيف سكرة وأبنه وليد سيف سكرة والقائد شلال الشوبجي وأخويه وقائمة طويلة من القادة والجنود الشجعان لا يتسع المقام لذكرها هنا ، سلام على الضالع وعلى أهلها ورحمة تغشى شهدائها ولا عزاء للحاقدين والعادين عليها خسأوا وخابت ظنونهم فالضالع تستمد قوتها من إيمانها بالله أولا وإيمانها بحقها المشروع في الدفاع عن نفسها والجنوب بأكمله ثانيا وما خسر قوم الله معهم .