كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



كتابات وآراء


الجمعة - 27 ديسمبر 2019 - الساعة 07:16 م

كُتب بواسطة : عادل المدوري - ارشيف الكاتب



كمواطن جنوبي عشتُ مراحل ثورة الجنوب الأبيّة ضد الاحتلال والهيمنة الشمالية على الجنوب منذ غزو الجنوب في عام 1994م وما تلاها من تشكيل حركات التحرر، لم أكن أدرك حينها أن الطاغية المخلوع "علي عبدالله صالح" الذي احتل ونهب الجنوب وحكم بالظلم والاستبداد سيرحل عن كرسي العرش، ومن ثم يقتل على أيدى أعداء الأمس وحلفاء اليوم مليشيا الحوثي، وبذلك نكون قد طوينا صفحة سوداء من تاريخ الجنوب البائس، مليئة بالمآسي والمعاناة والقهر وتجاوزنا عقبة مهمة من عقبات الاستقلال.
لم يكن أحد يتصور أن اعتصامات المتقاعدين العسكريين والمدنيين والشباب العاطلين عن العمل التي انطلقت بالعشرات من ساحة الحرية بخورمكسر ستتحول إلى بركان غضب هادر خلال أشهر في مختلف ميادين وساحات الجنوب، وإنها كانت الشرارة الأولى والبداية لانطلاق ثورات الشعوب العربية التي أطاحت برؤوس أنظمة مستبدة في الوطن العربي، وكانت المظاهرات والمسيرات السلمية وسيلة لتعبير المواطنين عن الغبن والمعاناة والظلم من قبل أنظمتهم.
أوصلنا رسالتنا إلى العالم من خلال الاحتجاجات والمظاهرات السلمية الحضارية، وهو نموذج نفخر به بأننا اخترناه سبيلًا لنيل حقوقنا ومطالبنا، وأثبتنا للعالم بأننا دعاة سلام وأصحاب حق منذ الانطلاقة الأولى لثورة الجنوب السلمية ولم يكن الحرب خيارنا بل فُرض علينا.
كانت ثورتنا وما زالت شعبيةً وتمرداً وعصيانا مدنياً على قوى الهيمنة اليمنية وأذرعها العسكرية والسياسية والاقتصادية، وهو خيار منح لنا اليوم هذه الفرصة الذهبية لكي نتحرر ونستعيد دولتنا الجنوبية الفدرالية، لذلك جوبهت ثورتنا بقوة السلاح والرصاص الحي ضد المواطنين العزّل منذ الوهلة الأولى لإدراكهم مدى قوة الوسيلة التي أخترناها.
قدمنا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى خلال الـسنوات الماضية من عمر الثورة الجنوبية، أرقام كبيرة تفوق ما قدمه الفلسطينيون مع الاحتلال الإسرائيلي، كل هذه التضحيات هدفها واحد فقط وهو استعادة كرامتنا ودولتنا الجنوبية وفك الارتباط.
نظرة سريعة إلى ما آل إليه الجنوب بعد سنوات من انطلاق الحراك والثورة الجنوبية تؤكد نجاح الثورة في تحرير العاصمة عدن والانتقال من الثورة إلى الدولة، حيث بدأنا من خلال المجلس الانتقالي الجنوبي وضع قواعد مؤسسات الدولة الجنوبية العسكرية والأمنية والمدنية في مختلف المحافظات، مع السيطرة الكاملة على العاصمة عدن ومعظم المحافظات الجنوبية.
أين كنا؟ وأين أصبحنا؟ لم تكن السنوات الماضية على شعبنا سهلة، ومازال الطريق أمامنا مليئا بالأشواك والمؤامرات، لكن الأيام الصعبة قد مضت وبانتظار الأيام الجميلة التي سنجني فيها ثمار سنوات طويلة من التضحيات، أتمنى أن يكون عام 2020 عام تحقيق حلم شعب الجنوب الكبير، واستعادة الدولة الجنوبية الفدرالية من المهرة إلى باب المندب، وفك الارتباط.