الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يستقبل قيادة القوات المشتركة لقوات التحالف العربي

الرئيس الزُبيدي يتفقد سير العمل بديوان عام وزارة الزراعة والري والثروة السمكية وقطاعاتها..انفوجراف

بيان صادر عن الأحزاب والمكونات والقوى السياسية في الجنوب..انفوجراف



اخبار وتقارير

السبت - 13 ديسمبر 2025 - الساعة 10:22 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ تقرير / رامي الردفاني



لم تعد تحركات الشارع الجنوبي مجرّد تعبير احتجاجي عابر، بل تحوّلت إلى حالة سياسية مكتملة الأركان، تحمل دلالات عميقة حول نضج الوعي الجمعي، وقدرته على فرض نفسه كفاعل رئيسي في معادلة المشهدين المحلي والإقليمي.

فالاعتصامات والفعاليات الشعبية المتواصلة في مختلف محافظات الجنوب العربي، والتي ترفع مطلب استعادة دولة الجنوب، تعكس بوضوح انتقال القضية الجنوبية من مرحلة المطالبة إلى مرحلة تثبيت الحق، ومن ردّة الفعل إلى صناعة الفعل السياسي المؤثر.


كما أن المشهد الجنوبي اليوم يبعث برسائل سياسية واضحة لا تحتمل التأويل أو المواربة إذ يبرهن الشعب الجنوبي على امتلاكه وعيا وطنيا متقدما، مكّنه من تحويل الإرادة الشعبية إلى موقف سياسي جامع، يضع الجميع أمام حقيقة واحدة أن مستقبل الجنوب العربي لم يعد قابلاً للمساومة أو القفز عليه.

ملايين الجنوبيين الذين خرجوا إلى الساحات في كافة محافظات الجنوب العربي لم يحملوا شعارات آنية أو مطالب ظرفية، بل عبّروا بثبات عن خيار استراتيجي تشكّل عبر سنوات طويلة من النضال والتضحيات، مؤكدين أن مسار التحرر الوطني الذي بدأ منذ ما قبل 2015 لا يمكن التراجع عنه تحت أي ظرف.


وتكتسب هذه التحركات أهمية مضاعفة، كونها لم تعد مجرد فعاليات احتجاجية، بل أصبحت منصة شعبية تعيد رسم العلاقة بين الجنوبيين ومشروعهم الوطني، وتؤسس لشرعية شعبية صلبة تواكب أي إنجاز سياسي أو ميداني يتحقق على الأرض.

فالحضور الجماهيري الكثيف، والتنظيم اللافت، والخطاب الموحد، كلها مؤشرات على أن الشارع الجنوبي بات شريكا فاعلًا في صناعة القرار، لا مجرد متلقٍ لنتائجه، وهو ما يعزز من قوة الموقف الجنوبي في أي مشاورات أو ترتيبات قادمة.


وتأتي هذه الاعتصامات والمظاهرات الشعبية في توقيت بالغ الحساسية، في ظل نقاشات إقليمية ودولية مفتوحة حول شكل المرحلة المقبلة في اليمن والمنطقة، الأمر الذي جعل من الحضور الشعبي الجنوبي صمام أمان حقيقي للحفاظ على مسار القضية الجنوبية من أي محاولات التفاف أو تجاوز.

رسائل الشارع الجنوبي كانت واضحة لا ترتيبات داخلية أو إقليمية يمكن أن تنجح إذا ما تجاوزت الإرادة الشعبية لأبناء الجنوب، وأي محاولات لإعادة إنتاج الأزمات أو فرض حلول لا تعبّر عن تطلعات الشعب محكوم عليها بالفشل.

الأمن الجنوبي خط أحمر

وفي جانب لا يقل أهمية، شددت الاعتصامات على أن أمن الجنوب واستقراره يمثلان خطًا أحمر لا يمكن المساس به، خصوصا بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في تثبيت الأمن ومكافحة الإرهاب وقطع الطريق أمام مشاريع الفوضى في حضرموت وشبوة والمهرة.

وقد عبّرت الشعارات المرفوعة عن وعي عميق بأن الدفاع عن الأرض وحماية المكتسبات الأمنية والعسكرية أصبحا جزءً أصيلاً من الهوية الوطنية الجنوبية، وأن العودة إلى المربعات السابقة التي عانى منها الجنوب العربي لسنوات أمر مرفوض شعبيا بشكل قاطع.

"صدى عربي ودولي لثبات الجنوبيين"

وعلى الصعيد العربي والدولي، بدأت العديد من مراكز الدراسات ووسائل الإعلام الإقليمية تتوقف عند خصوصية الحالة الجنوبية، واصفة ما يجري بأنه نموذج لشعب استطاع، رغم تعقيدات المشهد، أن يحافظ على تماسكه ووحدة موقفه.

ويرى مراقبون دوليون أن الجنوب بات اليوم أحد أكثر الملفات وضوحا من حيث المطالب والاتجاهات، في وقت تعاني فيه ملفات أخرى من التشتت والانقسام، معتبرين أن هذا الوضوح الشعبي يمنح القضية الجنوبية وزنا سياسيا متزايدًا في أي مسار تفاوضي قادم.

كما تشير تحليلات عربية إلى أن إصرار الجنوبيين على التعبير السلمي والمنظم عن تطلعاتهم يعكس نضجا سياسيا لافتا، ويؤكد أن شعب الجنوب العربي لا يبحث عن مغامرات، بل عن استعادة دولته ضمن رؤية واضحة تحترم الأمن والاستقرار الإقليمي.


ان اليوم الجنوب العربي يمر مرحلة تفرض نفسها وذلك من مشهد الاعتصامات الجنوبية، أن الجنوب العربي يمتلك اليوم شعبا موحدا، ومشروعا واضح المعالم، وإرادة لا يمكن تجاوزها أو الالتفاف عليها.

وهي رسالة موجهة للجميع، في الداخل والخارج، مفادها أن أي ترتيبات مستقبلية لا تنطلق من تطلعات شعب الجنوب العربي، ولا تحترم تضحياته وخياراته الوطنية، ستصطدم بجدار صلب من الإرادة الشعبية التي أثبتت أنها الرقم الأصعب في معادلة المرحلة المقبلة.