كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



كتابات وآراء


الأربعاء - 31 يوليه 2019 - الساعة 06:46 م

كُتب بواسطة : ناصر التميمي - ارشيف الكاتب


تقع منطقة جزول في مديرية حجر بمحافظة حضرموت وهي من أهم مناطق وادي حجر الزراعي وتفترش بثوبها المخملي على ضفتي الوادي كأنها فتاة جميلة لف على معصمها سوار من الذهب في ليلة زفافها وتتناثر قراها على القمم والتلال المطلة على وادي حجر كأنها حبات لؤلؤ مثورة على طبق من حرير وتتكون جزول من عدة قرى وهي الكود عاصمة المركز وجول السمر والمعلاة والكارة وعرس ونوبة وكلها قرى صغيرة تلتحف بالوادي من الجهتين في صورة جميلة جداً وعندما يشاهدها الزائر تبدو أمامه كعاشقين إلتقيا بعد طيلة غياب على مروج جنات جزول يتبادلان الحديث الجانبي بعيد عن ضجيج البشر.

مادفعني الى الكتابة عن جنة جزول هو الإنتشار الكثيف لأشجار المسكيت التي باتت جحيم يهدد أكثر من مليون ونص شجر نخيل التي تحولت من جنة خضراء تسحر العيون وتسر الناظرين وتأسر القلوب الى جحيم وكابوس على الفلاحين والمزارعين في منطقة جزول في ظل عجز الجهات ذات الإختصاص عن التدخل لإيجاد سبيل للتخلص من هذه الآفة التي إنتشرت كالنار في الهشيم.

وخلال لقائي بعدد من فلاحي المنطقة حدثوني عن معاناتهم من أشجار المسكيت التي غزت منطقتهم قبل بضعة سنين الا انها اليوم أصبحت كابوس يؤرقهم وينذر بكارثة كبيرة قد تؤدي الى تدمير الزراعة وإتلاف المحاصيل الزراعية وحملوني رسالة بضرورة أن أكتب عن منطقتهم ووعدتهم بالكتابة ولكي أوفي لمن حملني هذه الأمانة فأنا لم أبخل عنها فعدت مهرولاً الى بيتي فأخذت قلمي وبدأت أسرد الكلمات والعبارات وفاءاً لجزول التي إحتضنتني يوم من الأيام عندما لجأت إليها وأنا في سن الثالثة عشر من عمري هرباً من جحيم حرب صيف 94م التي إجتاحت الجنوب ووصلت إلى قريتي الصغيرة التي لم تسلم من جحافل المحتلين الغجر وضمتني بين ذراعيها كطفل لجأ الى حضن أمه خوفاً من شبح طيلة فترة التشرد التي إستمرت لأكثر من ثلاثة أشهر.

وانا اليوم كتبت هذا المقال المتواضع عن معاناة أهالي جزول لعله يصل إلى آذان المسئولين في المديرية أو في المحافظة ويتدخوا لإنقاذ جنة وادي حجر أو وادي النخيل كما يحلو للبعض تسميته ووضع الحلول المناسبة لمحاربة شبح أشجار المسكيت الذي بات يهدد أكثر من إثنين مليون شجرة نخيل في عموم وادي حجر الذي يشتهر بإنتاج التمور.

يعود تاريخ شجرة المسكين (السيسبان)باللهجة المحلية الى عهد الإستعمار البريطاني وتحديدا الى منتصف الخمسينيات حيث جلبها الإستعمار من ألمانيا وعمل لها مزارع خاصة في منطقة ميفع ثم انتشرت بعض ذلك لتعم جميع مناطق وادي حجر الذي يشتهر بمساحاته الزراعية الشاسعة وجنانة الخضراء التي تهددها اشجار المسكيت.


مدير الإدارة السياسية لانتقالي بروم ميفع