الخميس - 27 يونيو 2019 - الساعة 08:32 م بتوقيت عدن ،،،
4 مايو / خاص
حاوره/ علاء عادل حنش:
كعادته استقبلنا د. ناصر محمد الخبجي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، والسياسي الجنوبي الأكثر حنكة، وأحد قيادات الحراك الجنوبي منذ انطلاقه في 7 / 7/ 2007م، بابتسامة عريضة في مقر عمله، وبدا متفائلًا من المستقبل.
بدأت مجريات الحوار الساخن بأمور هامة تتعلق بالمجلس الانتقالي، لنتدرج إلى تحركات الانتقالي وبعض الأمور التنظيمية الخاصة به كان أبرزها قرب الإعلان عن مجلس استشاري ولجنة الحكماء، بالإضافة لزيارات الانتقالي الخارجية.
ورغم الأسئلة العديدة والحساسة التي طرحناها إلا أن د.الخبجي، الذي ينحدر من منطقة (وادي دي ردم) في حبيل جبر بردفان، كان واسع القلب، فأدلنا لنا بكل مابحوزته... فإلى نص الحوار:
* بدايةً دكتور ناصر... نرحب فيك في صحيفة "4 مايو".
- نرحب بكم، وأهلًا وسهلًا بكم.
* حدثنا دكتور بشكل عام عن المجلس الانتقالي الجنوبي، وما يمثله للجنوب لا سيما وأن غالبية الجنوبيين يضعون عليه آمالًا كبيرة؟
- طبعًا المجلس الانتقالي الجنوبي جاء كثمرة للحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية، وهنا لا أعني بالمقاومة الجنوبية التي جاءت في عام 2015م فقط؛ بل المقاومة التي بدأت منذ عام 1994م، وما بعده، وربما كانت مقاومة فردية أو جماعة صغيرة آنذاك؛ بسبب رفض الجنوبيين للظلم والتهميش وتصرفات نظام صنعاء حينها.
وربما تلك الأصوات الجنوبية لم تكن تُسمع حينذاك، لكن مع مرور الأيام ظهرت مع ظهور بعض الحركات مثل (حركة "موج"، وحركة "حتم" التي كان يقودها رئيس المجلس الانتقالي الرئيس عيدروس الزُبيدي في 98م، وهي حركة مسلحة محدودة في بعض المناطق كـ(الضالع، وردفان، وحضرموت، ويافع، وشبوة)، ولم تكن علنية، وتم الضغط عليها حتى تراجعت؛ بسبب عدم وجود حاضنة شعبية لها، لأن الشارع لم يكن مهيئًا ليسيطر نظام صنعاء على كل شيء، وبعد ذلك ظهرت الملتقيات كـ"ملتقيات التصالح والتسامح"، وهذه الملتقيات ركن أساسي والانطلاقة الأولى للحراك الجنوبي السلمي، وعندما انطلق الحراك في 2007م كانت هناك تهيئة، ورُسمت ثلاثة أهداف بعد دراسات مكثفة وهي (التصالح التسامح، استعادة السيادة، استعادة الدولة)، وجاءت أهمية التفكير بهذه الأهداف الثلاثة بعد أن قام الاحتلال الشمالي بتفكيك الوحدة الداخلية لأبناء الجنوب، وسلب السيادة، وتدمير الدولة؛ حيث سلب السيادة في 94م، واستخدم بعض أبناء الجنوب في اقتحام الجنوب كعملية لتفكيك وحدة الجنوبيين الداخلية، ليدمر بعد ذلك الدولة الجنوبية تمامًا من خلال تدمير كل مؤسسات ومقومات الدولة، بالإضافة لتدمير الثقافة، وهي عملية ممنهجة.
فبدأنا بأول هدف وهو "التصالح والتسامح"، والذي من خلاله استعدنا "السيادة" نوعًا ما من خلال سيطرتنا على الأرض، وتبقى لنا استعادة الدولة وبنائها من خلال "الديمقراطية"، ما يعني أن جميع الجنوبيين سيكونون شركاء في بنائها، وليس محصورًا في فئة معينة، وهذه الأهداف الثلاثة أعتقد لا يعلم بها الجميع باستثناء النخب السياسية.
وكنا مستمرين على نهج "ملتقيات التصالح والتسامح" التي كانت سببًا رئيسيًا في بزوغ الحراك، وتوعية الجنوبيين بأهميتها وأهمية استعادة الجنوب، رغم أن بعض الجنوبيين كان لهم موقف من الحراك ويعتقدون بأن "الوحدة اليمنية" شيء مقدس نتيجة التعبئة السابقة والتربية الوطنية من قبل نظام صنعاء، لكن سلوكيات وممارسات ذلك النظام جعلت كافة الجنوبيين يتراجعون عن تقديس "الوحدة"، وهذا بديهي وليس عيبًا؛ فهناك شعوب كثيرة دخلت في وحدة ومن ثم تراجعت عنها أبرزها (وحدة مصر وسورية).
الحراك الوطني الجنوبي منذ 2007 وإلى 2015 أدى دوره بقوة، وعندما جاء الغزو الثاني للجنوب من قبل ميليشيات الحوثي وأتباع نظام صالح كانت المقاومة الجنوبية قوية؛ بسبب الترسيخ السابق في وعي الجنوبيين بأن هناك حق يجب الدفاع عنه، وهذا ما حقق انتصارات سريعة في مختلف محافظات الجنوب ــ بفضل الله ــ وخلال فترة وجيزة بعكس ما هو حاصل في الشمال.
المقاومة الجنوبية هي رديف للمقاومة السلمية وهاتان المقاومتان شُكل منهما المجلس الانتقالي الجنوبي، والمجلس معروف بأنهُ يعبر عن مرحلة انتقالية، وعملية تهيئة للمستقبل الجنوبي، و"الانتقالي" هو مظلة لجميع الجنوبيين، ولا نريده أن يتحول لمكون كـ"الحراك"، فلكل مرحلة مقتضياتها، فالحراك كان مكون بسبب وجود دولة قوية وأداء دوره بكل قوة.
المجلس الانتقالي الجنوبي عليه مهام كثيرة سيقوم بها خلال الفترة القادمة، وخلال الفترة الماضية ركزنا على البناء التنظيمي، واستطعنا تشكيل هيئات المجلس، ويتبقى معنا تشكيل (المجلس الاستشاري) وسيتم إعلانه خلال الأسابيع القادمة، بالإضافة إلى أننا سنعلن عن تشكيل (لجنة الحكماء)، وهذا يعني أننا أكملنا البناء التنظيمي، لكن لا يعني أن الباب اُغلق، فما زال هناك إمكانية لتوسيع الهيئات، لكن يجب حجم المهام، وهذه نظرة قيادة المجلس في بناء وتأسيس مؤسسة جنوبية للمستقبل... والمجلس الانتقالي عبارة عن مرحلة حتى استعادة الدولة، وحينها ستكون هناك أمور أخرى، حيث ستكون هناك أمور تحكمها (الدستور، والنظام، والقوانين).
-مجلس مستشارين للجنوب
* ماذا عن مجلس المستشارين الذي ستشكلونه... حدثنا عنه؟
- مجلس المستشارين هو هيئة من ضمن الهيئات المركزية في المجلس الانتقالي، ويُعد بمثابة غرفة تشريعية أخرى، لكن في الوقت الراهن، ونحن في إطار التأسيس، فمهامه محدودة، لكن في المستقبل ستكون مهامه أكثر، حيث سيهتم بعملية الأبحاث وتقريب الاستشارات الاستراتيجية، أي استشارات مبنية على أسس وضوابط علمية كي تُقدم للمجلس الانتقالي أو للدولة الجنوبية القادمة.
وهذا المجلس مع الجمعية الوطنية سيشكلان مجلس عموم جنوبي، وهما من يتبنان القرارات المصيرية للجنوب، وهذا من ضمن الأدوات المستقبلية التي سنستخدمها.
-توحد الجنوبيين
* بعد مرور عامين على تأسيس المجلس الانتقالي... هل قدم المجلس كل ما لديه؟ أم هناك ما بحوزته ليظهره للعالم؟
- لازال هناك الكثير، ولا زالت هناك قضايا تحتاج لمناقشة وإنجاز... وهناك (حوار جنوبي جنوبي) يسير على مراحل حتى يصل إلى رؤية واحدة وميثاق شرف ليكون ضابط للعلاقة بين المجلس الانتقالي وباقي المكونات الجنوبية، لكي نظهر به أمام العالم، وحينما نصل لمرحلة التفاوض الخارجي يجب أن يكون للجنوب ممثل واحد للتفاوض بشأن القضية الجنوبية، أما في الشأن الداخلي فيمكن أن نختلف وتتباين آراؤنا لكن هناك شيء ينظمنا عبر (الحوار)، لكن أمام العالم لا يوجد شيء اسمه تعدد، نحن فريق جنوبي واحد وهدف واحد، وهذا ما نسعى الوصول إليه، وان شاء الله سننجز المرحلة الأخيرة من الحوار (الجنوبي الجنوبي)، والتي من خلالها ستنبثق وثيقة شرف، كي نستطيع إدارة وتنظيم البيت الجنوبي، ونسهل علينا مواجهة الخصم بصوت وفريق جنوبي واحد... فلقد سئمنا من شماعة "ما توحدتوا يا جنوبيين" التي يستخدمها الكثير ضدنا، وحان الوقت أن يتوحد ويتكاتف الجنوبيين؛ فالجهات الدولية والإقليمية الراعية للحوارات والمفاوضات إذا وصلت لقناعة أنك الممثل الوحيد للجنوب ستكون داعمة وقادرة على الضغط لتكون شريك رئيسي وأساسي في أي مفاوضات.
نلاحظ من خلال لقائتنا بالمبعوث الدولي "مارتن جريفيثس" ومكتبه أن ملاحظات تُطرح على الطاولة بأن هناك صوت آخر...نحن لا ننكر أن ليس كل الجنوبيين مع المجلس الانتقالي الجنوبي وأهدافه، فقد يكون هناك أشخاص لديهم أفكار أخرى، لكن ما نستطيع الجزم به أن جميع الجنوبيين مع استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، لكن هناك تبيان في ذلك، فهناك من يريد استعادة الدولة بالطريقة السلمية والبعض بالطريقة المسلحة، لكننا في الأخير نلتقي ونتفق على استعادة الدولة الجنوبية، وتلك التباينات تخصنا نحن الجنوبيين.
*هل هناك تواصل (رسمي) بين المجلس الانتقالي وبين المبعوث الأممي "مارتن جريفيثس"؟ وما موقف "جريفيثس" من الانتقالي ومن القضية الجنوبية بشكل عام؟
- أكيد هناك تواصل مع المبعوث الدولي "مارتن جريفيثس"، والتقينا فيه أربعة مرات، بالإضافة لعدد كبير من اللقاءات مع مكتبه الخاص... فمن حيث المبدأ هم مع إشراك الجنوبيين في المفاوضات القادمة، ويعتبروا القضية الجنوبية قضية أساسية ومحورية ويجب أن يمثلها الجنوبيين، لكن الاختلاف في كيفية المشاركة.
المبعوث الدولي طرح علينا أن تكون هناك (منصة جنوبية)، ولكن لم يوضح لنا ما هي مهام هذه المنصة، وما الحقوق التي تمتلكها، وهل لها الحق بالاعتراض على قضايا معينة، أم ستشارك كمراقب فقط، فلم نصل إلى اتفاق في هذا الشأن، ويبدو أنهم يريدون أن نشارك بالطريقة التي يريدوها هم، وهذا غير مقبول، ما يعني أن علينا أن نتفق كجنوبيين لنغلق كافة الأبواب أمام أي عوائق يضعوها أمامنا.
مكتب "جريفيثس" أكد لنا أن المبعوث الأممي يتحرك وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) الذي صدر في 14 إبريل من عام 2015م، والذي حدد أطراف الأزمة اليمنية، المتمثلة بمليشيات الحوثي وحكومة الشرعية، وبالتالي فإنهُ يصعب عليه إشراك طرف ثالث إلا بعد صدور قرار دولي جديد، هذا جانب، وهناك جانب أخر، وهو اتفاق طرفيّ النزاع (مليشيات الحوثي وحكومة الشرعية) على رفض إشراك الجنوبيين كطرف ثالث في المفاوضات، وهذا هدفه إضعاف القضية الجنوبية أمام العالم، رغم أن جميع الأطراف اعترفت بأهمية القضية الجنوبية في ما يسمى بـ (مؤتمر الحوار)، وأكدوا أنها قضية رئيسية ومركزية.
نحن أكدنا للمبعوث الأممي أنّ مشروعنا هو استعادة الدولة الجنوبية، وأي جنوبي يمثل هذا المشروع فأهلا وسهلا به، لكن من لديه مشروع أخرى فهو لا يمثل الجنوب إطلاقًا، ونحن نراهن على أرادة شعبنا الجنوبي برجاله وشبابه وشيوخه ونسائه وأطفاله، ونراهن على حلفائنا، وفي الأخير صاحب الحق هو من سينتصر طال الزمن أم قصر.
-زيارات دولية قادمة
* التحركات الأخيرة للمجلس الانتقالي على المستوى الدولي والمحلي والعسكري لاقت ارتياحًا شعبيًا... هل هناك تحركات قادمة؟ وما هي؟
- نعم هناك تحركات عديدة قادمة، وكل التحركات التي قام بها الانتقالي هي ضمن برنامجه، الذي يؤكد على ضرورة التحرك في أكثر من مسار (مسار خارجي وداخلي، ومسار سياسي وعسكري)، وما يجري الآن على المستوى المحلي من تحركات تعتبر إيجابية، وفيها ثبات وقوة، أما بالنسبة للتحركات الخارجية فهي (مسار دبلوماسي، وسياسي)، وقد انطلقت التحركات الخارجية بأول زيارة للرئيس عيدروس الزُبيدي إلى بريطانيا، وكانت إيجابية، حيث التقى بكثير من ممثلي الخارجية ومنظمات دولية ووصلنا إلى بعض التفاهمات، وبالإضافة لزيارته إلى روسيا والتي كانت أكثر إيجابية وأكثر تفهم للقضية الجنوبية بحكم أن روسيا كانت علاقتها قوية سابقًا بالجنوب، فكانوا أكثر معرفة وخبرة بقضية الجنوب، وكيف بدأت وكيف دخل الجنوب بالوحدة، واعتبروا أن الدخول في الوحدة خطأ استراتيجي بالنسبة للقيادات السابقة، وأعتقد أن هناك دعم من قبل الروس في هذا الجانب وهناك لقاءات قادمة، وإلى جانب تلك الزيارتين اللقاء الذي جرى في العاصمة عدن مع وفد الباحثين الأمريكيين، وهذا اللقاء ثمرة جهود مكتبنا في نيويورك، ونشاط المجلس في الخارج وعلاقاتنا الدولية، وهذا اللقاء خطوة أولى لزيارة قادمة لأمريكا.
*بالنسبة للقاء الذي جرى مع وفد الباحثين الأمريكيين.. ما نتائجه؟ وماذا يمثل للقضية الجنوبية؟
- اللقاء لم يكن رسميًا، وطُرحت خلاله قضايا مهمة، ووصولهم إلى عندنا جاء بعد لقاءات وتفاهمات، ومجرد حضورهم هو نوع من التعاطي مع المجلس الانتقالي لكن ثماره ستأتي في وقت لاحق من خلال أكثر من ١٨ عضوًا من الباحثين والخبراء من مؤسسات بحثية واستراتيجية مختلفة.
والنقاش الذي دار بيننا من المؤكد أنهم سيعكسوه على المستوى الرسمي، ونتائجه سندركها فيما بعد.. أما بالنسبة للقاء بشكل عام فهو إيجابي، واستطعنا أن نوصل ما نريد وزودناهم بوثائق المجلس وبالرؤية الاقتصادية والسياسية والعسكرية والمدنية ومكافحة الإرهاب ومجموعة من الملفات، وعندما يطلعوا على هذه الملفات ستتعزز العلاقات بين الطرفين في المستقبل، وأعتقد أنّه ستكون هناك أسئلة لديهم ونحن مستعدين للإجابة على أي أسئلة من خلال تواصلنا معهم أو عبر تلك المؤسسات البحثية والاستراتيجية الأمريكية.
*هل هناك زيارات خارجية للمجلس الانتقالي في الفترة القادمة؟
- نعم ــ إن شاء الله ــ ستكون لنا زيارة إلى أمريكا وفرنسا، وبعض الدول التي تمثل ثقلًا دوليًا.
-توافق شمالي ضد الجنوب
*كيف هي علاقة المجلس الانتقالي الجنوبي بالرئيس عبد ربه منصور هادي؟
- علاقاتنا الحالية بالنسبة مع الرئيس عبد ربه منصور هادي كجنوبي لا توجد أي مشكلة فيها، ولا يوجد أي صراع، ونحن قبلنا المشاركة في السلطة بعد الحرب مباشرة لأسباب كثيرة بعضها تخصنا نحن وبعضها تخص المجتمع الجنوبي، وكانت مشاركتنا فاعلة في الجانب الأمني والخدماتي رغم أن الوضع كان مزريًا، واعتقد أنهُ إذا لم تكن هناك مشاركة وتضحية من قبل الجنوبيين في السلطة خصوصًا بعد الحرب لكانت سُلمت للقاعدة وداعش، لأن الجنوبيين أكثر اقتراب من الأرض والمواطن.
نحترم الرئيس هادي كجنوبي رغم اختلافنا معه في المشروع السياسي، وهذا ما أكدناه له عندما كنت محافظًا للحج في أحد لقاءاتنا وقلنا له (إننا يمكن أن نتفق معكم في قضايا معينة، وطالما أن هناك عدوًا يهدد الأمن والبلاد وهو الحوثي فنحن ضده جميعًا، بالإضافة للقضية الأخرى والمتمثلة بالخدمات والأمن، وهي مهمتنا جميعًا، لكن فيما يخصّ القضية السياسية فنحن مختلفين، فلكلٌ منا مشروع سياسي وهذا الأمر ربما نتحاور ونتناقش فيه حتى نصل لحل)، لكن عندما سيطرت القوى السياسية الحزبية وخصوصًا حزب "الإصلاح" على القرار الرئاسي، وأصبحوا هم من يديرون كل شيء، ويؤججون الصراع، ويحاربونك في الخدمات والأمن من خلال افتعال الأزمات، وهذا نوع من أنواع الحرب التي يشنونها علينا في الجنوب كي لا يستطيع الجنوبيون استعادة دولتهم، حيث إن توفر الأمن والخدمات وغيرها في الجنوب مع مجيء مرحلة التسوية السياسية يقرب من استعادة الجنوب، وبالتالي يخسر الشمال، لكنهم صنعوا العراقيل والأزمات بغرض إطالة الحرب خصوصًا أن الشمال لم يتحرر من الحوثيين حتى اللحظة، أما أن لديهم مشروع لمواجه الحوثي فلا يوجد أبدًا، وفي الفترة الأخيرة تكشفت بعض الأمور، واتضح التوافق بين (الإصلاح، والحوثيين)، أي توافق شمالي كامل ضد الجنوب، وما يدل على ذلك توقف الحرب على الحدود الجنوبية الشمالية، ولا يوجد أي حرب في الشمال، وتوقفت الحرب فيها تمامًا، وهم غير موجودين إلا في مديرية أو مديريتين في محافظة (مأرب) أما باقي المديريات والمحافظات الشمالية فيسيطر عليها الحوثيون.
*يتحدث البعض عن أن مجلس نواب الشرعية من المحتمل أن يعقد دورته في عدن... ما موقف المجلس الانتقالي من ذلك؟
-لا يمكن أن نسمح أن ينعقد مجلس نواب الشرعية في عدن، وانعقاده في سيئون ما هو إلا تحصيل حاصل، فالأشخاص الذين اجتمعوا في سيئون ليسوا قادرين على العودة إلى اليمن، فقد جاؤوا على طائرة وعادوا على طائرة، وانعقاده في سيئون محاولة لإحياء هذه المؤسسة، وهذا صعب للغاية، وهي لا تمتلك القرار، بالإضافة إلى أن جزءًا من الأعضاء متواجدون في صنعاء، والجزء الآخر مشرد في الخارج بين تركيا وقطر وبعض الدول الخليجية، وهم يظنون أن انعقاده مكسب سياسي، لكنهم لم يدركوا أنهم لا يستطيعون عقد جلسات متواصلة، فلائحة مجلس النواب تنص على عقد خمسة عشر جلسة متواصلة كل شهر، وهم بهذه الحالة لا يستطيعون مناقشة بيان سياسي في يوم أو يومين فما بالك في مناقشة قضايا استراتيجية ومصيرية... وهذه الأمور يعرفها البعض، فيما من لا يعرفها سيصدق تلك اللعبة، وما حدث هو (لعب على الدقون).
أستبعد أن يكون لمجلس نواب الشرعية أي دور، وذلك بسبب انتهاء الفترة القانونية، بالإضافة إلى أن أعضاء المجلس أنفسهم انقسموا بين المكونات الموجودة حاليًا، أي حدث (تشرذم)، حتى الكتل الحزبية والسياسية نفسها لم تعد كتل، وانقسمت نتيجة الحرب والخلافات.
-مواجهة الأعداء
*ما هي الأدوات التي ستواجهون بها أساليب الأطراف الساعية إلى شق صف الجنوبيين؟
- طبعًا هذه الأساليب ليست جديدة علينا، وهي معروفة، ويمكن الذين كانوا في الحراك الجنوبي يمتلكون الخبرة والمعرفة والتجربة في التعاطي مع هذه الأساليب، ونحن نعرف كيف نتعامل معها، ونتعامل معها بأكثر من طريقة من خلال الحوارات والنقاشات، وأقامت الندوات والورش لتوضيح الحقائق... هم صحيح يمتلكون إعلامًا قويًا يحاول تظليل الحقائق، وتحجيمك، وقلب الحقائق، أي يتحول الباطل إلى حق والحق إلى باطل.
ربما نكون نحن مدركين لهذه الأمور، لكن غيرنا لا يدركها، ما يعني أن مهمة توعية المجتمع، وكيفية أن نشرح للشعب ونوضح له الحقائق، مهمة مشتركة بين الجميع (المجلس الانتقالي الجنوبي ومكونات الحراك والكتاب والمثقفين الجنوبيين).
*هل هناك تواصل مع القيادات الجنوبية المؤمنة باستعادة الدولة الجنوبية التي لم تنضم للمجلس الانتقالي بعد؟
- التواصل ضرورة أكان تواصل أو حوار، وبالنسبة لما يخص الانضمام للمجلس الانتقالي فليس من الضرورة أن ينضم الجميع للمجلس، لكن لا بد أن تكون هناك آلية للتواصل والتوافق من خلال الحوارات والنقاشات، وربما تتبلور عنها فكرة معينة نتوحد عليها.
*وفيما يخص القيادات العسكرية المتواجدة في المنازل... لماذا لا يستفيد منها الانتقالي؟
-ربما في الوقت الحالي لا نستطيع الاستفادة من الجميع، حيث إن المجلس الانتقالي ليس مؤسسة دولة كي يستوعب الجميع، فنحن الآن في خطوات أولية نحو بناء الدولة، وعندما نصل إلى الدولة سنحتوي الجميع، ومن حق الكل انتقادنا، وحاليًا هناك تشكيل ألوية جنوبية تابعة للانتقالي تم استيعاب كثير من القيادات، لكن هناك شروط لهذا العمل لاسيما في الجانب العسكري، حيث لابد أن تكون هناك لياقة بدنية وصحية، حيث إنّ بعض القيادات مع كبر السن ربما غير قادرة على الإنتاج، وبالنسبة للقيادات القادرة على العمل ولم يستوعبها المجلس يجب أن تبادر وتتحرك وتظهر على الساحة خصوصًا وإننا نشهد حرب على الحدود الجنوبية، لكن فيما يخص القيادات المتواجدة في المنازل فاعتقد إنه من الصعب الوصول إليها، فربما نستطيع الوصول إلى واحد أو اثنين لكن لن نستطيع الوصول للجميع... ونحن نتمنى من القيادات التي تشعر بأنها قادرة على العطاء أن تتواصل وتبادر في عملية الوصول إلى الانتقالي، فالباب مفتوح أمام الجميع.
*لو تحدثنا دكتور عن جبهات القتال... ما رأيك بما يدور في الضالع؟ هل أصبحت الحرب (جنوبية شمالية)؟
- نعم حرب (جنوبية شمالية)، ومعالمها موجودة وظاهرة، وبالنسبة لتوغل قوات المقاومة الجنوبية في مناطق شمالية فهذا بديهي، لأننا لسنا الوحيدين من نقاتل، فنحن في إطار شراكة عربية (مشروع عربي)، وتوغلنا في الشمال كداعمين لمشروع التحالف العربي سنجني ثماره في المستقبل.
*فيما يخص تحرير وادي حضرموت... ما الجديد حول ذلك؟
-بالنسبة لتحرير وادي حضرموت وباقي المناطق الجنوبية هو من ضمن أهداف المجلس الانتقالي، وعملية التحرير ليس بالضرورة أن تكون متسارعة، لا بد أن يكون هناك عمل سياسي، والانتقالي يعمل على ذلك.
*وفيما يخص شبوة ومكيراس وسقطرى؟
-هناك عمل من قبل المجلس الانتقالي في بعض محافظات الجنوب التي ما زالت تسيطر عليها أما قوات معادية أو ميليشيات حوثية... وكل محافظة ومنطقة سيأمنها جنود من أبنائها.
*بالنسبة للجانب الإعلامي للمجلس الانتقالي... هل هناك خطط لتطوير أدائه ورفع وتيرته؟
-ربما لا يوجد هناك رضى تام من قبل إعلام الانتقالي، لكن الإعلاميين يبذلون جهود كبيرة، وهناك إعلام جنوبي مساند يبذل هو الاخر جهود جبارة، وهناك توجه من قبل المجلس الانتقالي لتوحيد الخطاب الإعلامي، وتوحيد المؤسسات الإعلامية الجنوبية التابعة للمجلس والمساندة في هيئة وطنية للإعلام الجنوبي، وتوحيد المصطلحات الإعلامية لتوجيه الخطاب الإعلامي للخارج، والعمل جاري على تشكيل الهيئة الوطنية للإعلام.
نحن اليوم بحاجة ماسة للإعلام الصادق الحر الذي يوصل الحقيقة للمواطن.
*القناتان الجنوبيتان... متى ستفتتحان رسميًا؟
- القناتان الجنوبيتان عمليًا افتتحتا ببث تجريب يستمر شهرين أو ثلاثة، وبعد انقضاء مدة البث سيمارسان عملهما بكل حرية.
-فرض الأمر الواقع
*فيما يخص الجانب الخدماتي... المواطنون في عدن وباقي محافظات الجنوب ينتظرون من المجلس الانتقالي الكثير خصوصًا مع فشل حكومة الشرعية... ماذا تقول لهم ؟
-هناك عدم فهم كافي، فالبعض لا يفرق بين المجلس الانتقالي كقوة سياسية أو كسلطة حاكمة، فنقول لمن يلوم الانتقالي فيما يخص الخدمات : المجلس ليس سلطة حاكمة حاليًا لكنهُ قادم على هذا التغيير، فحاليًا الانتقالي يمثل قضية سياسية، ويحافظ على المكتسبات التي حققها الحراك والمقاومة الجنوبية.
حاليًا لم نصل إلى مرحلة توفير الخدمات فما زالت موارد الدولة تحت سيطرة وهيمنة الحكومة الشرعية، وصحيح أن الشرعية ضعيفة في كل المستويات لكنها قوية بالقرار الدولي، ونحن نسعى إلى تغيير ذلك القرار، فالسلطة الحقيقة لمن هو على الأرض، وهذا يحتاج إلى جهود وعمل، بالإضافة إلى كيفية إقناع المواطن والمجتمع الدولي أن المجلس الانتقالي قادر على إدارة دولته، ولكن ربما تكون هناك سياسة أخرى وهي فرض الأمر الواقع، لكن هذا ليس بهذا السهولة، ونحن نتعامل مع القوانين الدولية.
*هل هناك توجه من قبل المجلس الانتقالي للاهتمام بالكادر الجنوبي الشاب؟
-الشباب هم عماد المستقبل، وهم الطاقة لأي مجتمع، وبدون الاهتمام بالشباب لا إنتاج، وهناك توجه من قبل الانتقالي للاهتمام بالشباب الجنوبي، والاهتمام بجميع الشباب في الجنوب يحتاج إلى خطة خمسية، وقوانين تنظم هذه الخطط.
*قبل الختام دكتور... إلى أين يمضي مستقبل الجنوب؟ وما هو أكبر عائق أمام استعادة الدولة الجنوبية؟
-مستقبل الجنوب مليء بالخير، أما بالنسبة للعوائق فهي موجودة لكن ليس كما يصورها البعض، وبناء الدولة خطوات، ونحن نحقق يومًا عن يوم خطوات جيدة، ورصيد يُضاف إلى رصيد القضية الجنوبية بالوصول إلى الهدف المنشود.
أعتقد أننا أصبحنا قريبين من الهدف الجنوبي الذي يتطلع له أبناء الجنوب، والأمور في المستقبل لصالحنا.
*كلمة أخيرة دكتور ناصر تود قولها عبر صحيفة "4 مايو" في ختام لقائنا؟
-لا يوجد ما نقوله سواء إننا نحيي أبناءنا المقاومين المجاهدين في جبهات القتال على صمودهم وتضحياتهم، ونحيي النخب الأمنية (الحزام الأمني، والنخبة الشبوانية، والنخبة الحضرمية، والنخبة السقطرية)، ونحيي صمود شعبنا الجنوبي الباسل والصابر رغم الظروف والصعوبات الاقتصادية الحاصلة لكن يجب أن نتفاءل وأن نصبر فالقادم سيكون أفضل وأجمل للجنوب.