اخبار وتقارير

الإثنين - 15 أبريل 2019 - الساعة 05:15 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / تقرير خاص

الماء من أساس الحياة، وهو ما يحتاجه الإنسان بمعدل يومي ليقضي معظم احتياجاته، لكن عندما يصل الإنسان لمرحلة صعبة لا يجد فيها الماء، هنا تخلق الأزمة وتزداد المعاناة، وللأسف هذا هو وضع البلاد الحالي.


مدينة عدن لم تكفِيها الحرب فقط؛ بل تعدت لأن تظهر فيها أزمات ومشاكل عدة وأهمها مشكلة المياه التي طالت معظم مديريات المحافظة وانعدمت في عدة مناطق، هذا ما دفع العديد من المواطنين لترك منازلهم والانتقال لمناطق ومنازل أخرى تتوفر فيها المياه، هذا حال من لديه القدرة على ذلك، أما من هو ذو دخل محدود يضطر لتحمل العبء في نقل المياه من المساجد أو الجيران أو أي مكان تتواجد فيه.


زيادة المعاناة

ازدادت معاناة المواطنين الآن مع توافد النازحين لمدينة عدن، وكذا زيادة البناء العشوائي والعمران، هذا ما أدى للضغط على شبكة المياه وأوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، وذلك في ظل ضعف الحلول لتحسين خدمتها والتدخل لتطويرها من قبل الجهات المعنية.


أكثر المناطق معاناة

ففي كل يوم نشاهد ونسمع عن نماذج من المواطنين يكدحون ويعانون في سبيل الحصول على الماء، فنجد الأطفال والنساء والشباب يحملون عددًا من دبب المياه الثقيلة بشكل يومي ومستمر، وتعد منطقة شعب العيدروس من أكثر المناطق التي تتجرع مرارة هذه المعاناة، حيث لا زالت تعاني منذ سنوات من انعدام صعود المياه للمنازل مما يضطر العديد من المواطنين للنزول بحثاً عنه أو القيام بتأجير بوز خاصة بالمياه بمبلغ كبير، فقط من أجل الحصول عليه يوميا دون انقطاع.


وفي هذا السياق يقول أحد سكان منطقة شعب العيدروس: "نحن سكان هذه المنطقة، نتعرض لتجاهل كبير من قبل الجهات المعنية، كم هي المرات التي رفعنا فيها شكوى للمجلس المحلي في المديرية، وكم هي المرات التي توجهنا فيها لوزارة المياه وكذا للمحافظة، وطرقنا كل الأبواب المغلقة إلا أنه دون فائدة". وأضاف: "نعاني يوميا من نقل المياه، فهناك منازل في أعلى الجبل تحتاج وقتًا وجهدًا من أجل الصعود والنزول منها، وبإمكاننا أن نتخيل أن هناك نساء وأطفال يصعدون يوميا وهم يحملون عددًا لا بأس به من دبب المياه، وهذا بحد ذاته يشكل مأساة حقيقية". مؤكدا: "لا نجد من يقف معنا أو حتى يلتفت لمعاناتنا".


خير دليل

وواصل حديثه: "وعلى ذلك قِس بقية الأمور، فهناك عدد كبير من الأسر يقضون نصف اليوم فقط في نقل المياه والنصف الآخر تعب في التعبئة وفي الطبخ وفي تصفية المنزل، كلنا يدرك تماما أهمية الماء وتواجده في المنزل، وبغيابه تتعطل أشياء كثيرة، وفترة الحرب خير دليل على تلك المعاناة".


وتأسف قائلا: "تحررت عدن، واستبشرنا خيرا بعمل حل لمشكلتنا من خلال عمل مضخة لنا في شعب العيدروس، لكننا لم نرَ سوى وعود كاذبة وحلول مؤجلة لمشكلتنا، لذلك نطالب كل من له علاقة بالموضوع أن يرأف بحالنا وأن يضع لنا حلا لإنهاء معاناتنا".


شبكة متهالكة وزحف عمراني فاقم المشكلة

من المعروف أن شبكة المياه في العاصمة عدن قديمة جدا، ويعود تاريخها للعهد البريطاني؛ حيث كان وضع البلاد مختلفًا عن ما هو عليه اليوم، فلم تكن هناك إلا مباني محدودة وتعداد سكاني قليل مقارنة بما هو عليه الآن, و نجد اليوم أن عدد السكان زاد أضعافا مضاعفة، ناهيك عن النزوح الذي شهدته المحافظة جراء الحرب الأخيرة والظالمة على البلاد، ولا ننسى الزحف العمراني وزيادة البناء العشوائي الذي طال كل شيء وبدوره دمر البنية التحتية للمدينة والذي كان أحد ضحاياها شبكة المياه التي زاد الضغط عليها إلى أن تهالكت في معظم المناطق وانتهت في مناطق أخرى، ولم تتمكن الجهات المعنية من عمل أي حلول بسبب ضعف الإمكانيات وشحة الميزانية والدعم، وكذا فقدان السيطرة على ما يحدث من فوضى عمرانية وسكانية.


ولعل عدم إدراك المواطنين بخطورة هذا الأمر عليهم وعلى المدينة يجعلهم يستمرون في هذا العبث، بالتطاول أكثر على شبكة المياه من خلال مد بيبات فرعية من الشبكة الرئيسية دون أي تراخيص أو معرفة هل سيشكل هذا مشكلة لهم أم لا؟ وهذا هو ما توصلنا له اليوم من حال ووضع مزرٍ يتحمل عواقبه الجميع دون أي تحديد.


الماء أساس الحياة

وبما أن المياه هي أساس الحياة، إلا أنها أصبحت أزمة وعملة صعبة لدى معظم المواطنين خاصة في المناطق البعيدة أو الخالية من أماكن تواجده، وتظل آمال المواطنين متعلقة بتدخل الجهات المعنية من أجل إيجاد حلول جذرية لتحسين شبكة المياه أو إيجاد حلول بديلة أو حتى تدخل الجهات الدولية من أجل إعادة تأهيل شبكة مياه حديثة تحتوي كل المتغيرات حتى تحد من معاناة المواطنين ليتمكنوا من الحصول على الماء في أي وقت يحتاجونه.