لماذا لم يستطع سالمين "الابن" امتلاك جينات سالمين "الأب"؟
كيف يدير "سالمين" عدن؟ ومن يسيّر شؤون المحافظة؟
وكيف تُمرر صفقات الفساد من أروقة المحافظة؟
ومن هي الجهات التي تعبث بالأوضاع المعيشية والأمنية والاقتصادية بعدن؟
منذ فترات ماضية وحقبٍ نظامية متعاقبة على كرسي محافظة "عدن" لم تشهد أوضاعًا متردية مثلما تعيشها اليوم في حقبة المحافظ (أحمد سالمين رُبيع).
فقد تدهورت الأوضاع الخدمية، وغاب دور الأجهزة الرقابية، وانعدم الأداء الإداري وتلاشى وانتهى تفعيل المجالس المحلية، وانحصر العمل على ما تقدمه المنظمات الدولية، والهلال الأحمر الإماراتي في بقاء بصيص الأمل والحياة في العاصمة عدن.
كل ما تعيشه اليوم العاصمة عدن من تردٍ في الأوضاع على مستوى كل الأصعدة يكمن في المقام الأول بضعف قيادي وغياب تام لدور المحافظ، الذي فتح مجالًا ومتسعًا واضحًا للعيان ولا يخفى على أحد للجهات غير الرسمية، والتي لا تربطها معرفة وصلة في تسيير شتى مجالات الحياة في عدن.
غياب الهيبة الإدارية والحضور والتواجد الشخصي للمحافظ أدى إلى تطاول جهات عديدة على عدن واختلاط المهام وتداخل بعضها ببعض، كل ذلك نتيجة لضعف واضح في المحافظ (سالمين)، وجهاز عمله وفتح المجال أمام أطراف للتربع على تسيير شؤون ومهام المحافظة، تحت مظلة وسقف كرسي سالمين (الابن).
ضعف الأداء ولّد عنه ظهور أطراف وجهات تعبث بالأوضاع المعيشية والأمنية والاقتصادية في المحافظة وتجعل من (سالمين) الابن ستارًا وقناعًا قانونيًا لتمرير ذلك العبث من داخل أزقة وأروقه ودهاليز المحافظة والعاصمة عدن.
ما تعيشه محافظة عدن اليوم من تدهور ملحوظ يفرز لنا حقيقة حتمية مفادها أن سيادة المحافظ (سالمين الابن) يعيش مرحلة غيبوبة تامة وغياب كلي مما يدور في المحافظة، ويعيش في شهر عسل طول الأجل، مما يحدث بين أزقة ودهاليز مديريات وأحياء العاصمة عدن.
أشياء وأحداث ومعطيات تفصح عورة ضعف الأداء وغياب المسؤولية الملقاة على عاتق المحافظ وتقذف به في مستنقع التخاذل وبؤر الخذلان ودائرة الفشل المغلقة حلقاتها.
تعيش أحياء وأسواق ومديريات عدن في الآونة الأخيرة في أنهار من مجارٍ وتدفق مياه الصرف الصحي في مديريات المحافظة مما ساعد على اجتياح مخيف ومرعب لفيروس (حمى) الضنك الذي حصد أرواح المواطنين خلال فترة قصيرة، حيث وصلت الوفيات إلى ما يقارب الـ( 7) حالات في مديرية واحدة فقط وهي مديرية (المنصورة) نتيجة لتجاهل مناشدات المواطنين جراء فيضانات وتدفق مياه الصرف الصحي من قبل قيادة المحافظة والسلطة المحلية التي تتبع جهاز عمل للمحافظ.
عدن في عهد سالمين الابن تعيش على إيقاع وأوتار ضعف الأداء وغياب المسؤولية، وتدار وفق الغايات والأهداف والمصالح الذاتية فكل مديرية ومأمور في عدن يحكم وينهي ويأمر ويرفض الخضوع لـ(سالمين) الابن، ويشكل محافظاً لنفسه في مديريته وفقاً ما يشبع ويرضي الأهواء الذاتية والشخصية له.
في عهد سالمين الابن ينابيع وأنهار وأعين من مياه الصرف الصحي تغزو عدن، واجتياح مرعب ومخيف لحمى الضنك يفتك بالمواطنين وأهالي العاصمة عدن.
عدن في عهد سالمين الابن بين ينابيع وأنهار وأعين الصرف الصحي واجتياح وغزو لحمى فيروس الضنك وبين حمى وضنك ضعف الأداء وغياب سالمين عن المشهد وكرسي عدن.
هل كبرت عدن على سالمين (الابن)؟
على الرغم من كونه عاصر كثيرًا في أروقة ودهاليز محافظة عدن طيلة الحقب الماضية التي مرت بكرسي محافظ عدن، إلا أن الكثيرين يرون في تعيين الوكيل/ أحمد سالمين انتحارا كبيرا لشخصه ومهمة تفوق كل إمكانيات وقدرات الرجل الذي ظلت محصورة في (الوكيل).
وقد أجمع الكثيرون على أن سالمين (الابن) لا يملك جينات سالمين الأب وقدرة على إدارة شئون المحافظة التي تعتبر مركزًا ومجمعًا لكل القوى المتصارعة والمتنازعة في المشهد والساحة اليمنية.
فقد تكون كل الآراء والتوقعات اجتمعت في قالب واحد أن سالمين الابن لا يمكنه إدارة دفة المحافظة وأن كرسي المحافظة والعاصمة عدن كبرت على الرجل ولا يستطيع التحكم والسيطرة على الأمور في عدن.
حيث أن سالمين الابن قد يكون تكيف وجعل من منصب "الوكيل" الحد الأدنى له ومملكته التي لا يستطيع الخروج منها، ومنصب وكرسي المحافظة هو بمثابة الانتحار وإحراق كل مقدرات وإمكانيات الرجل في هذه المرحلة وفي هذا التوقيت بالذات.
فهل كانت العاصمة عدن كبيرة فوق إمكانيات وقدرات سالمين الابن الذي يفقد الجينات القيادية الوراثية من سالمين الأب؟ وهل كبر كرسي محافظة عدن وكبرت عدن على سالمين الابن؟
عدن والقيادة الحديدية
رغم كل الظروف التي جاء فيها الشهيد جعفر، وعلى الرغم من تربعه في فترة أشبه بالمستحيلة وفي وضع وحالة حرب ودمار وخراب إلا أن الجميع أجمع على أن عدن شهدت طفرة ونقلة في عهده وخرجت من كل ألم وويلات ودمار وخراب الحرب إلى النهوض والاستقامة على قدمين قوية جرى شخصية حديدية وإدارة فولاذية كان يتمتع بها الشهيد جعفر رحمة الله عليه.
واليوم ترتفع الأصوات للبحث عن تلك الشخصية الحديدية والإدارة الفولاذية التي تفقدها عدن في عهد سالمين الابن، على الرغم من تهيئة الظروف المناسبة والجيدة في عهد سالمين الابن بخلاف ما كانت عليه في عهد الشهيد (جعفر).
وفي ظل كل الأحداث والمعطيات والوقائع التي دارت رحالها في المرحلة الراهنة في عهد سالمين الابن، فإننا قد نستخلص خلاصة أفرزتها تلك المعطيات ورمت بها الأحداث إلا أن عدن فقدت الشخصية الحديدية القوية في إدارة الدفة وتبحث عن الإدارة الفولاذية في حكم العاصمة عدن.
فهل تستطيع الدولة إعادة واستنساخ شخصية (جعفر) الحديدية وإدارته الفولاذية لتخرج عدن مما هي فيه وتسد تلك الثغرة وذلك الثغب العميق في كرسي العاصمة عدن؟.