رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



اخبار وتقارير

الأربعاء - 14 نوفمبر 2018 - الساعة 11:29 م بتوقيت عدن ،،،

تقرير/ دنيا حسين فرحان :

فرحنا جميعًا بعودة الدراسة بعد أيام عجاف من إغلاق المدارس أبوابها في وجه الطلاب الذين لا ذنب لهم سوى أن المعلمين والمعلمات والهيئة التعليمية قرروا الإضراب والتمسك بحقوقهم المسلوبة والمطالبة بإعادتها في ظل تجاهل تام من قبل الحكومة الشرعية التي صرحت بأن هناك زيادة في رواتب المعلمين وعلاوات سنوية متأخرة يفترض أن تكون من نصيبهم , كل هذا سببّ أزمة في قطاع التعليم وانقسام الشارع بين مؤيد لقرار المعلمين ومعارض له.. لمعرفة تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع وما هي آثاره على الطلاب وقطاع التعليم بشكل عام نعرض التقرير التالي..

قرار برفع الإضراب
كانت نقابات المعلمين نفسها غير مستقرة على رأي واحد ، فتارة يصرحون برفع الإضراب ، وتارة أخرى يؤكدونه ، في حالةٍ سببت فجوة على المستوى التعليمي يعد الأول في تاريخ محافظات الجنوب ، وتحديدا العاصمة عدن.
وبعد مناوشات عدة وضغوطات الأهالي والإعلام، قررت النقابات ووزارة التعليم فتح أبواب المدارس من جديد بعد أن أسكتت المعلمين بفتات من المبالغ الذين قالوا بأنها قابلة للزيادة في الفترة القادمة ؛ لكن ما زاد الأمر تعقيدا هو نزوح عدد من المواطنين من المحافظات الشمالية ورفدهم بمدارس عدن، إضافة للأسر اليمنية التي كانت تقيم في السعودية لسنوات عدة ، لكنها عانت من قرارات المملكة الأخيرة واضطرت للعودة لبلدها ونقل أولادها في المدارس الحكومية.
عدد مهول
ما أن تمر على أي مدرسة من مدارس عدن في الوقت الحالي ؛ إلا وتجد أعدادًا كبيرة من الطلاب داخل الفصل الواحد قد يتجاوز بعضهم الـ(80 طالبًا وطالبة) وهذا لم يحدث من قبل في أي مدرسة من المدارس ، ولم تتمكن إدارة أي مدرسة من ضبط العملية بسبب تعليمات عليا بقبول كل الطلاب القادمين إليهم.
شكّلوا إضافة
ومن الملاحظ بأن عددًا كبيرًا من النازحين من محافظات أخرى، كان لهم النصيب الأكبر في الالتحاق بمدارس عدن في مختلف المديريات، وتضطر المدارس لقبولهم كنوع من الإنسانية وكوضع مؤقت لانتهاء الحرب في مناطقهم.
 الطلاب القادمون من المملكة العربية السعودية هم أيضا يعانون كثيرًا فقط اضطرت أسرهم للعودة للوطن والاستقرار ؛ بسبب القرارات التي تخص "دفع رسوم" مكلفة للبقاء داخل أراضي المملكة، إضافة لإجراءات صعبة فيما يخص الوكلاء والكفيل.
فقد جاءوا لمدارس عدن بشكل كبير وشكلوا إضافةً لعدد الطلاب، مما أدى إلى ازدحام داخل الصف الواحد الذي قد يصل لـ(90 طالبًا) وقد تكون سعة الصفوف صغيرة مما يضطر الطلاب للجلوس (3 في مقعد واحد) وهذا خطأ كبير وتعقيد لموضوع ضبط الهدوء والراحة للطالب، وتوفير الجو الملائم له للاستيعاب والدراسة بشكل صحيح.
ضعف وإرباك
من الطبيعي أن تحدث فوضى داخل الصف الذي يحوي عددًا كبيرًا من الطلاب ، وقد يؤدي ذلك إلى عدم قدرة البعض منهم إن لم يكن الأغلبية على استيعاب كل ما يقوله المعلم أو المعلمة بسبب التشويش الذي قد يحدث له، فهناك طلاب مشاغبون ، وهناك من يحبون التكلم داخل الصف، ومنهم من يقوم بعمل إزعاج لزملائه وللمعلمين. أيضا المعلم قد لا يتمكن من ضبط هدوء الصف أو مراقبة كل طالب ماذا يفعل أو محاسبته، فهناك مدارس تقوم بضم صفين بصف واحد وهذا يسبب ازدحامًا في الصف الواحد.
هناك مشكلة أخرى تكمن في حالة القيام باختبار للطلاب كيف سيتم تقسيم كل هذا العدد في نفس الصف، وستزداد نسبة غش كل طالب من زميله الذي بجانبه، وقد يسمح زيادة العدد بفتح البعض من الطلاب للكتب والغش منها دون أن يشاهدهم المعلم , هذا الشيء سبب إرباكًا واضحًا للمعلمين الذين لا حول لهم ولا قوة سوى أن يقوموا بواجبهم التعليمي، وأن يتحملوا كل هذه الأعباء التي وضعتها على عاتقهم وزارة التربية والتعليم التي ما زالت تقوم بأشياء تعتبر عار على التعليم وتجعل مشكلاته تتفاقم يومًا بعد يوم.
مواقف صعبة
هناك جملة من الصعوبات التي تعترض طريق إدارة المدارس، أولها توفير كل الكتب المدرسية المطلوبة لكل طالب وطالبة ، هذا بحد ذاته أصبح شيئاً تعجيزيًا بسبب النقص الكبير في توفير الكتب المدرسية، وقيام أهالي الطلاب بشرائها لهم من الأسواق أو المكاتب أو تصويرها. مشكلة أخرى دخلت لكل مدرسة ووضعت إدارتها في موقف صعب وهو احتواء كل الطلاب المتقدمين لها وتوفير مقعد دراسي لهم، هذا الأمر ازداد تعقيدًا مع الوضع الصعب الذي يعاش هذه الأيام وقدوم النازحين من محافظات أخرى أو من خارج البلاد.
وقت كبير وتحركات جادة
كل مدراء المدارس يحاولون قدر المستطاع التعامل بشكل حذر مع كل هذه الأمور وتحدي واقع المدرسة، الذي أصبح "كارثيًا" من أجل إيصال الطلاب لبر الأمان بعد تأخر العام الدراسي والضغوطات الكبيرة التي جاءت على المعلمين وإدارة التربية والتعليم. والسؤال الذي يطرح نفسه دائما : إلى متى سيظل الوضع هكذا؟ وإلى متى ستظل المدارس تستقبل الطلاب دون وضع الحلول؟.
كل هذا قد يتسبب بأزمة كبيرة على قطاع التعليم الذي أصبح في الحضيض ويحتاج لوقت كبير وتحركات جادة من أجل إعادته لسابق عهده.