الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تؤكد تمسكها بمضامين إعلان عدن التاريخي.. انفوجرافيك

بلاكهرباء عدن تتجرع ويلات الحر.. كاريكاتير

رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك



اخبار وتقارير

الخميس - 18 أكتوبر 2018 - الساعة 10:04 م بتوقيت عدن ،،،

"4 مايو" تقرير /علي عسكر – عادل حمران :

أصيب العقيد/طاهر أحمد ــ في جبهة كرش في يناير الماضي ــ بلغم أرضي دمر سيارته ومزّق جسده نقل على إثرها الى أحد مشافي عدن ؛ ولأنّ جبهة " كرش " يتيمة ؛ لم يجد تلك الرعاية التي يحصل عليها جرحى الجبهات الأخرى .
وحينما قرّر الأطباء سرعة نقله إلى الخارج؛بسبب تدهور حالته الصحّيّة تمّ منحه 30 ألف ريال سعودي وسافر بـ اتّجاه دولة مصر الشقيقة،وهناك خضع لعشرات العمليات الجراحية في الأرجل,والأيدي,وأجزاء متفرّقة في جسده النحيل...وبسبب حالته السّيئة صرف ما تمّ منحه لعلاجه ليطلب منه مغادرة المستشفى قبل أن تبرأ جراحه البالغة .
لكنّ وجع الحرب و مرارة الحاجة أجبرا العقيد/طاهر على المكوث بين جدران غرفته سجينًا يحمل جراح وطن تركه يعاني مرارات الفقر والحرب و الغربة؛ظلّ يستخدم عقاقير مهدئة فقط ؛ بينما الأوجاع تلتهم جسده النّحيل محاولة النيل منه.
وفي شهر رمضان زاره زميله العقيد/محمد سعيد جراده ؛ إلى الشقة ــ التي كان قد استأجرها ــ في مدينة القاهرة في مصر , وحينما شاهد صديقه يصارع الجراح من أجل البقاء أطلق نداء استغاثة لكل رجال الخير داخل الوطن وخارجه وقام بعرض عدد من صور الجريح/طاهر,ونشرها في نطاقٍ واسعٍ؛ليتمّ تلبية ندائه, وبذل رجال الخير ما بوسعهم من أجل إنقاذ الجريح و لملمة جراحه العميقة .
إهمال و خذلان!

العقيد/محمد سعيد جرادة ؛تحدّث إلينا قائلاً :" زرت العقيد المناضل/طاهر أحمد,ومعي عدد من الزملاء؛لكنّني حين شاهدت حالته شعرت بـ اليأس من الحال الذي وصل إليه ، طاهر بذل روحه من أجل الوطن؛فهل من المعقول أن نتركه وحيدًا يواجـه أوجاعه,وجراحه "٠
وتابع :" أطلقت نداءً بكلماتٍ كلّها قهر ووجع والحمد لله تفاعل الناس ، أهل الخير أسعدوني وساهموا في إنقاذ حياة إنسان كادت جراحه أن تعفّن وكاد يموت بصمت دون أن يشعر به أحد "٠
واسترسل جرادة " بعد عطاء رجال الخير: استطعنا نقل الجريح إلى مستشفى راقٍ في القاهرة,وأجريت له عدد من العمليات التي تكللت بالنجاح حتى بدأ يستقيم ويمشي مستخدمًا العكّـاز؛إلاّ أنّ بعض الجروح في فخذه لم تندمل ــ رغم محاولات الأطباء ــ مما خلقت نوعًا من اليأس في نفسه خوفــًا من تعرّضه إلى إعاقة حركيّة؛لأنّها تنزف كلّما حاول التّحرّك بشكل مخيف "٠
واختتم حديثه : " ما تزال صحة الجريح غير مستقرة وحالته الصحيّة صعبة جدًا ، جرحى جبهة كرش يعانوا الإهمال و الخذلان نتمنى من القائمين على ملف الجرحى الاهتمام بهم و رعايتهم ضمن جرحى الجبهات الأخرى على نفقة التّحالف "٠
تنقل الجريح بين المشافي و العلاج الطبيعي ــ داخل شقّتـه لمدة تجاوزت 6 أشهر ــ لكنّها لم تندمل جراحه وكلّما زادت العقاقير ازدادت حالته سوءًا، وزادت معاناة الجريح المادية و المعنوية حتى صار أمام خيبة أمل كبيرة وهو ينظر إلى جسده النحيل الذي قدمه لأجل الوطن وتركه قادة الوطن دون علاج؛بينما هم يتنزهون في أرقى الفنادق وعلى نهر النيل في المدينة التي يصارع فيها العقيد/طاهر؛ المرض من أجل البقاء .

مسؤولون حكوميون يعرقلون قرارات هادي بشأن الجرحى!

يعلق ناطق المنطقة العسكرية الرابعة النقيب/محمد النقيب ؛ حول قصة الجريح العقيد/طاهر أحمد؛ بالقول :" جراح العقيد/طاهر أحمد الشعيبي ؛ هي وجع أصاب الجبهة وكلّ أركانها ، أبطال الجبهة يعانون من الإهمال ، نحن لواء حربي ومع ذلك أحرموا جنودنا من الرّاتب المقدم من التّحالف ( 1000 ) ريال سعودي لكل فردٍ ، وحتى الجرحى يتم منح الجريح مبلغ مالي عند سفره ، لدينا مندوب في مصر لكنّ إمكانياته شحيحة ولا يستطيع تكفّـل علاج الجميع ".
وأضاف :"معظم الجرحى جراحهم بليغة وما الجريح طاهر إلا حالة واحدة من معاناة أبطال جبهة كرش ، يبذل القائد اللواء/ فضل حسن جهودًا حثيثة من أجل إنقاذ حياة الجرحى وناقش هذا الموضوع مع الرئيس/هادي ؛ الذي بدوره أصدر توجيهات بصرف مبلغ مالي من أجل الجرحى؛ولكنّنا فوجئنا بـ أنّ الجهات ذات الشّأن رفضت تنفيذ تلك التّوجيهات الرّئاسيّة.
وعرج النقيب :" عدد من القيادات في الشرعية تحاول عرقلة إنجازات قادة المنطقة العسكرية الرّابعة؛منها قطع المخصصات العسكرية وحتى اعتمادات الجرحى ؛حيث تمّ تسليم لجنة الجرحى إلى رجل مدني يصعب الوصول إليه أو التعامل معه من أجل إنقاذ حياة أبطالنا الذين بذلوا أرواحهم رخيصةً ؛لأجل الوطن ".
وشكر النقيب :" الرئيس/عبدربه منصور هادي ,وقيادة التحالف العربي على كلّ جهودهم الحثيثة ومواقفهم الطيّبة مع أبطالنا و جرحانا وتمنّى أن يلاقي أبطال جبهة كرش نفس الرّعاية و الاهتمام التي يتلقاها المقاتلون في الجبهات الأخرى ، نطلب من قوات التحالف العربي التعامل مع أبطال جبهة كرش نفس التعامل مع بقية الجبهات , أبطالنا يموتون بصمت بسبب شدّة الجراح وغلاء المعيشة و الأدوية في دول العالم "٠

نموت كي يحيا الوطن!

رغم مرور أكثر من عام ونيف إلا أنّ الجريح العقيد/طاهر أحمد ما يزال يحمل جراحه و أوجاعه في مصر ، ولسان حاله دومًا يتذكر قصيدة الشاعر/أحمد مطر ؛التي جاء فيها :
أمي الوطن ، أبي الوطن ،
نموت كي يحيا الوطن ، يحيا لمن ؟ نموت كي يحيا الوطن
يا سيدي انفلقت حتى لم يعد
للفلق في رأسي وطن !
ولم يعد لدى الوطن !
من وطن يؤويه في هذا الوطن!
أي وطن؟
الوطن المنفي...
أم الوطن؟!
أم الرهين الممتهن؟
أم سجننا المسجون خارج الزمن ؟!
نموت كي يحيا الوطن!
كيف يموت ميت ؟
وكيف يحيا من اندفن ؟!
نموت ؛ كي يحيا الوطن
كلا ... سلمت للوطن !
خذه .. وأعطني به
صوتاً أسميه الوطن
ثقباً بلا شمع أسميه الوطن
قطرة إحساس أسميها الوطن
كسرة تفكير بلا خوف أسميها الوطن
يا سيدي خذه بلا شيء
فقط ؛خلّصني من هذا الوطن
الوطن الذي لم يتردد العقيد/طاهر يومًا في تقديم حياته رخيصة لم يشفع له اليوم ، أو يتكرّم بعلاجه،تركه وحيدًا يصارع الموت من أجل البقاء،حيث أرسل نداء استغاثة إلى رجال الخير من أجل المساهمة في إنقاذ حياته بعد أن أصبح في دائرة صعبة بين الموت و الحياة؛فلا حياة بسعادة ولا موت ينسيك مرارة الوجع في وطنٍ مثخنٍ بالجراح.
مشكلة طاهر بـ أنّه جرح في جبهةٍ تعاني الإهمال و النسيان ــ مثله تمامًا ــ جبهة كرش التي يتمّ التّعامل معها من قبل الشرعيّة و الّتّحالف كـ بنت الخالة رغم أنّها تمثّل حامية العند وقاعدته العسكرية عوضًا عن كونها العمق الجيوعسكري للعاصمة عدن يمتد مسرحها العسكري العرضي قرابة 100 كيلو متر ، ويقود الجبهة وقطاعاتها نخبة من ضبّاط الجيش الذين لبّوا نداء اللواء/فضل حسن في الجبهة الغربيّة لعدن ومن أبرزهم العميد /عبدالحكيم موسى،والعميد/فضل سالم,والعميد/علي المسلمي والعميد/علي كحلان ,والعقيد الجريح/طاهر أحمد .