رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


الأربعاء - 12 سبتمبر 2018 - الساعة 06:51 م

كُتب بواسطة : جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


قد يكون الموضوع الذي نكتبه غير واقعي عند البعض ولا يمكن تصوره على اعتبار ان الانسان هو محور الاساس في كل شيء ومن تحت يديه تنبثق الاشياء بمعنى ان الالة هي من صنعه ، وتجدنا عزيزي القارئ نلقي في ظلالكم التصنيف العصري للمعلم وأخر المستجدات الحديثة عن المعلم ونوعيته فهل هناك معلم انسان وهناك معلم آلة .. نعم . وأقولها بقوة ان المعلم الانسان الى عهد قريب هو السيد الوحيد في المشهد والشمعة المضيئة في غياهب الظلام الاجتماعي.

ولهذا منحه المجتمع هيبة واحترام وإجلال وتقدير فهو الذي يقوم له الجالسون اذا بدى وأنصت له المتكلمون اذا تكلم روح حية وفنار يسترشد به المهتدون هذا هو المعلم الانسان الاب والمربي من علمنا كيف نصنع الآلة ، ثم ماذا عن المعلم الآلة كذلك المعلم الآلة منها ماهو بشري ومنها ماهو تقني تكنولوجي فالمعلم الآلة الانسان هو ذلك المعلم الذي تستخدمه الاستثمارات التعليمية في الصفوف الدراسية بعقود العمل وساعات العمل.



فان العقد يحول المعلم الاستثماري من الانسان الى الالة فتجده قد يعمل على مدار الساعة في كل الصفوف وكل المواد وكل المدارس فيتم شحنه بطاقة مادية بحثه مرتبطة بعدد الساعات وقيمة الاجر للساعة الواحدة فهو يتحول نتيجة الاحتياج الانساني للمال الى مايشبه الآلة يعمل.

وهو خائف من الاستغناء عن خدماته واستبداله بمعلم آخر اذا احتج او رفض ولحاجته المادية الملحة في تحسين وضعه المعيشي يوضح للعقد الاستثماري في المدرسة ويقبل بالتحويل من المعلم الانسان الى المعلم الالة المبرمج على نوع العقد ومدته وهناك معلم آلة حقيقي يتوفر لدى المدارس الفاخرة والفخمة وذات الاستثمارات العالية.

حيث توفر شركة المدرسة الاستثمارية انواع متطورة من الالواح التعليمية والسبورات الضوئية والأقلام الناطقة والشاشات التفاعلية والبرامج الالكترونية للتعليم عن بعد والتعليم الالكتروني في الصفوف الافتراضية بواسطة المعلم الالي ومايميز المعلم الالي البشري انه قليل التكاليف رخيص الاسعار مقارنة بالمعلم الالي الالكتروني والذي يكلف شركات الاستثمار التعليمية مبالغ ضخمة يتم توفيرها من رسوم القبول والتسجيل في المدارس الراقية التي توفر لكل طالب لوح تعليمي ومقعد افتراضي في الصف الالكتروني.

وهو في المنزل وما يسمى بدروس التقوية عبر معلمين الكترونيين تفاعليين متوفرين على مدار الساعة وفي اي مكان يكون فيه الطالب ليس عليه سوى الدخول الى الموقع الالكتروني والجلوس في الصف الدراسي واختيار المادة والمعلم والوسيلة ويستطيع المغادرة والعودة متى شاء لان المعلم الالة الالكترونية لأروح فيه ولا احساس فقط آلة مبرمجة فالمعلم الالة الالكترونية غالية الثمن ولها ملحقات كشاحن الطاقة الذي يشبه الغذاء وإكسسوارات تحل محل المظهر والشكل الخارجي للمعلم البشري وله ايضا اتصال بشبكة الانترنت والذي يعتبر بمثابة الملف الوظيفي للمعلم كما له صيانة واستبدال قطع غيار.

وهي كالعمليات الجراحية والأدوية التي يعجز المعلم البشري عن توفيرها ، كما ان المعلم الالكتروني يتم الاحتفاظ به والعناية الفائقة به من قبل الشركة التعليمية او الطالب الثري الذي يتمكن اهله من توفير قيمة المعلم الالكتروني وقد يدفع ولي الامر رسوم تامين حسن استخدام وهو بمثابة الضمان الاجتماعي والتامين الصحي للمعلم البشري وامتيازات اخرى كثيرة.

تدخل في تحديث البرنامج وتجديد رسوم الاشتراك في الخدمة والحماية من القرصنة وإجراءات متجددة تكاد تشبه الترقيات والتسويات الوظيفية والعلاوات السنوية للمعلم البشري الم اخبركم بان هناك تمييز اجتماعي بين المعلم الانسان والمعلم الالة وان قيمة المعلم الالة والتامين عليه تفوق بكثير قيمة المعلم الانسان وان الطالب الذي يحمل في حقيبته لوح تعليمي او لديه عنوان الكتروني لمعلم الي يتميز بمستوى تعليمي ارقى وأكثر تطور يحظى بفخر واعتزاز اجتماعي وثقافي يخجل امامه الاخرون وان المعلم الانسان الذي في المدرسة الاعتيادية جامد غير متجدد كثير المعاناة والتدمير وله نفسيات منزعجة دائما وقلق وتوتر وانفعال وعصبية لأنه غير قادر ان يتحول الى الة وفيه دم ينبض بالحياة وأحاسيس ومشاعر تظهر في ملامح الوجه تعبر عن وضعه الاجتماعي وحالته النفسية فكم وكم من معلم انسان بشري يقول في قراره نفسه ليتني استطيع ان اصبح معلم الكتروني باهض الثمن كثير التقدير والعناية لكنني للأسف معلم انسان بشري لا يحترمه احد هذه الايام ولا يقدر قيمته.