الكثيري يطلع على خطة اللجنة العليا للمناسبات بذكرى إعلان عدن.. انفوجرافيك

الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تؤكد تمسكها بمضامين إعلان عدن التاريخي.. انفوجرافيك

بلاكهرباء عدن تتجرع ويلات الحر.. كاريكاتير



كتابات وآراء


الجمعة - 30 مارس 2018 - الساعة 05:38 م

كُتب بواسطة : ياسين الرضوان - ارشيف الكاتب


بمنتهى الصراحة، زهقنا تماماً من هذه الشرعية التي أصبح مجرد ترديدها في الأخبار وفي أي مكان نتوجه إليه مقرفاً ومقززاً جداً، كم صار الأمر كريها وقميئا ومستهلكا عندما يصرون على الحديث باسم الشرعية التي يريدوننا أن ندافع عنها، وهي مغتصبة كفتاة عذراء في خدرها، من قبل من يحرسونها، خاصة مع ضرب الدولار سقف الخمسمائة ريال والعبور منها، لو أن جبهتي "نهم" و"صرواح" تجريان كالدولار، لكنا الآن قد وصلنا لجبهة المريخ!..

لقد عشنا مسمى الشرعية واستظللنا بظلها لثلاثة عقود متتالية، ونحن نسمع عفاش يردِّدها علينا (الشرعية الدستورية) ، وطلعت الشرعية نزلت الشرعية، حتى أصبحت الشرعية كأنها كفر، وقد كانت كفراً مع الأسف، فالحرب على الجنوب في 94 جاء تحت لافتتها وتحالف شركاء الأمس (الإصلاح والمؤتمر) لغزو الجنوب باسمها، وبعدها تزوير الانتخابات جنباً إلى جنب بين التوأمين الإصلاح والمؤتمر، وكلٌ على حساب شرعية الاغتصاب والإقصاء والتهميش وحدّث ولا حرج.. إلى أن حدث خلاف بين التوأمين مؤخرًا، وحدث صراع بين حزب عفاش وحزب الإصلاح؛ لكن عفاش لم ييأس بتمسكه في الشرعية فـ"قطع العادة عداوة"، المهم جاء هادي وأصبح يمسك بالشرعية، ومن يومها والبلاد تعج وتختنق بالمآسي، وكلما حصل شيء طلعت علينا الشرعية، وعدنا للموال القديم، وبصراحة لم يعد الناس يحتملون هذه الشرعية اللئيمة، التي تغرقهم في الأزمات يوما إثر آخر، ولا يرغبون حتى بمجرد ذكرها، خاصة في الجنوب.. لقد تولدت لدى الناس جنوباً حساسية فظيعة، لقد كفروا بها وأعلنوا الكفر بها مليون مرة، لدرجة أنك لن تجد جماعة صغيرة يوافقون على ما تقوم به الشرعية، وستجد أنهم يصارحون التحالف بالعلن، وبأنهم لم يدفعوا بأحبائهم، وأبنائهم وشبابهم للقتال تحت ألوية جماعة مغتصبة من اللصوص والفاسدين، ويقولون أنه لا فرق بينهم وبين المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا، لا فرق على الإطلاق، كلهم لصوص وفاسدون، والناس لم يعودوا مستعدون لدفع حتى ذبابة من أجلها، بسبب حالة الإحباط الكبيرة، فالدولار يجري ولا أحد يستطيع إيقافه ، والمشتقات ليست متوفرة منذ عدة أشهر، والأسعار تلتهب بشكل جنوني، وفي يوم واحد فقط يرتفع الدولار خمسون ريالاً !.. ماذا بعد ذلك يا قوم؟!..

وأنا أرى واقع التهريج اليوم، تذكرت مسلسلات الكرتون التي كنتُ أتابعها في الطفولة، فوجدت كثيراً من التشابه فيما كنتُ أتابعه قديماً من سيناريوهات اختزنت في الذاكرة، وما أراه حالياً من مواقف، منها ما تذكرته بشأن ما يتم إسقاطه من طائرات قوات التحالف العربي، من منشورات على المناطق غير المحررة، ودعوتهم للانضمام إلى الشرعية بدعوة المحبة، مباشرة عندما سمعت ذلك، تذكرت هذه الكلمات بحذافيرها من مسلسل "البوكيمون"، وتذكرت الشعار الشهير، لعصابة "الرداء الأبيض"، والتي تبتدأ بضحكة جماعية لثلاثة أشرار، رجلين وامرأة وبصحبتهم قِط، ثم ما يلبث هؤلاء أن يرددوا بعد ضحكتهم الشعار الذي حفظته عن ظهر قلب والذي يقول: "نحن نحب كل أطفال العالم، ونزرع الورود في كل مكان، إننا نكره الحقد ونزرع المحبة، لتحقيق أحلامكم انضموا إلى جيسي (الفتاة)، جيم (الفتى)، انظموا إلى عصابتنا أو استعدوا للقتال" ، ثم يقفز القط الذي يشبه بن دغر بحذافيره وبابتسامته العريضة، من الأعلى، ليردد بشكل متوالٍ وبصوتٍ مضحك: " انظموا.. انظموا".. ثم يتحدث الثلاثة بصوت جماعي : "عصابتنا ترحب بكم"..

ثم يتبعون بقولهم: "نشكر كل الأطفال الذين تابعوا حلقاتنا، حتى حققنا هذا النصر، سنحقق لكم قبل الوداع أفضل عرض لنا"، فيصرخ القط الذي يشبه بن دغر، بصوته الذي يدعو للضحك: "كفا عن الثرثرة، ولنسرق البيكاتشوات"..ثم يبدؤون عراكهم فيُهزمون شر هزيمة، وكل مرة يقولون بعد هزيمتهم النكراء: " لقد أخفقنا مرة أخرى.. " ، بعد أن يطيروا في الجو ويصبحوا كنجمة بعيدة، ثم يأفلون ويعودون من جديد لعمل مؤامرةٍ جديدة وهكذا يتنقلون من فشل لآخر!..

وهنا تظهر حكومة الشرعية في تناصٍ غريب عجيب، مع عصابة "الرداء الأبيض"، التي تتلقى الهزائم باستمرار، ليطيروا في الجو بعد تلقيهم الهزائم رغم الدعم المهول، حتى لا يكاد يُصدّق أحد، أن جبهتي صرواح ونهم لا تتحركان، وكأن قوات ما تُدعى بالشرعية، تسافر عبر سنوات ضوئية لتلحق هزيمة بعصابة (الحوثيين) يفترض أن تهزم نفسها بنفسها ؛ لكن الشرعية وضعتها في كتب الأسفار والرحالة، وما بقي إلا أن يأتوا بابن بطوطة ليؤرخ سقوط نهم وصرواح..

عصابة الرداء الأبيض تمثل بالضبط، عصابة الشرعية، ليصبح مسلسلنا الكرتوني باليمني، "حكومة البوكيمونات"، ومع تحوير بسيط في حديث قِطّ عصابة الرداء الأبيض، الذي يشبه رئيس الحكومة، ليصبح "كفا عن الثرثرة الآن ولنسرق الدولارات بدلا عن الميكاتشوات"..، ولا أنسى أيضاً أن جماعة انتشرت في الشام والعراق في الآونة الأخيرة، وتشبه جماعة داعش؛ لكنها تلبس الرداء الأبيض بدلاً عن الأسود، مفارقات يمكن إسقاطها على أي عصابة تتكون وإن كانت برداء أبيض، أو بلباس شرعي، فالعصبوية تجمعهم..