كتابات وآراء


الثلاثاء - 17 أغسطس 2021 - الساعة 08:17 م

كُتب بواسطة : حسين القملي - ارشيف الكاتب


مؤلم رحيل الأحبة، ومحزن فقدان الأصدقاء الأعزاء..
ما أصعبها من لحظات، وما أشدها من مواقف تلك التي تحرك شريط ذكرياتك لتقلب لك المواجع وتجدد لك الأحزان وتعيدك إلى الخلف لتتذكر أحبة كانوا إلى جوارك وفجأة دونما أي سابق إنذار يتخطفهم الموت في عجالة دون أن تسمع لهم أنين مرض أو وجع، حينها فقط يكون وقع هذا المصاب كبيرا ومؤثرا جدا ومن فداحة المصاب يختال لك بأن من غادروك في رحلة سفر ، وما زلت تعيش على أمل سرابي بعودتهم من جديد لتدرك بأن لا عودة لهم وبأن غيابهم نهائي وبلا عودة.

قبل عام كامل وبالتحديد في السابع عشر من اغسطس من العام 2020 ومع ساعات الفجر الأولى حملت الأخبار فاجعة رحيل شاب يحمل من دماثة الأخلاق ما جعله يحظى بقبول واسع فرض على الناس احترامه بأخلاقه وحسن تعامله، خيم الحزن على الجميع، وعاش الناس في حالة ذهول من هول الفاجعة، فمن كان معنا قبل ساعات غادرنا فجأة دونما مرض أو سقم، لقد استشهد ابا المعتصم، لقد استشهد معاذ! حينها لم أصدق الخبر وعلى الفور هرعت إلى وسائل التواصل الاجتماعي وهناك واجهت الحقيقة المرة التي لا شك فيها، حاولت جاهدا أن أكفكف دموعي لمواساة أهله وذويه ولكنها خذلتني، وهناك شاهدت الحزن على صفحات الجميع (من يعرفه ومن لا يعرفه) استشهد غريقا في بحر انديانا بالولايات المتحدة الأمريكية، مضت أيام العزاء سريعا، ولكن الحزن ظل وما يزال مستوطنا سويداء القلوب وها نحن اليوم نحيي الذكرى الأولى لرحيله المر الرحيل غير المستوعب حتى اللحظة.

عام على رحيلك يا معاذ ونحن لا نزال نتوهم بأنك في سفر وعما قريب ستعود إلينا، عام مضى يتذكرك فيه أولئك الذين كانت أياديك البيضاء ممدودة ورسائلك المرحة إليهم بالعطاء، أنتظرناك في رمضان ومن ثم في العيدين ولكن دونما فائدة، لم نستوعب بأنك غادرت حياتنا بلا عودة، عام لم ننساك فيه رغم كل الأوجاع والمآسي التي نعاني منها ونعايشها في ظل الاحتلال الاخواني الغاشم، عام مضى وروحك حاضرة محلقة في أوساطنا، قد يكون معتصم ابنك مستوعب رحيلك نوعا ما ضيفك الجديد الذي وفد على أسرتك بعد رحيلك فلا يزال وسيظل الوجع الذي يجدد حزننا عليك أيها الفقيد الغالي، وفي ذكرى رحيلك لا يسعنا إلا التسليم بقضاء الله وقدره ومشيئته التي اقتضت بأن تغادرنا في ريعان وعنفوان شبابك، سائلين من الله العلي القدير لك الرحمة والمغفرة وأن يجعل سكناك الجنة، وأن يعصم قلوب أهلك وكل محبيك بالصبر والسلوان، وأن يجمعنا بك في مقعد صدق عند مليك مقتدر، إنه ولي ذلك والقادر عليه..