السبت - 28 مارس 2020 - الساعة 02:00 م
ايشهده العالم من هلع شديد منذو شهور من شدة م اصاب المجتمعات المتطوره من معدلات وفيات عاليه وانتقال سريع للعدوى من جائحة مرض كورونا اصبحت كبرى هذه المجتمعات وذات الرياده في المجال الطبي عاجزه امام هذا المرض الغادر والذي لايرحم، ولكن السؤال الذي يجب ان يطرح هو ماستواجهه بلادنا اذا ماظهرت حالات خلال الايام القادمه في ضل حرب لم تبقي ولم تذر شيئآ وماهي ردة فعل نظام صحي مهترء اصلآ.
فخلال اشهر والى يومنا هذا لم تستطع المنظومه الصحيه من اقامة مركز عزل بشكله الصحيح مكون من خمسين سرير مجهز بالاجهزه الطبيه اللازمه وبكادر مدرب ومؤهل للتعامل مع هذه الحالات في حال ظهورها.
خلال خمس سنوات تم تجاهل الجانب الطبي وبنيته التحتيه والكوادر الطبيه العامله ولم يتم الاهتمام بتطوير المستشفيات الحكوميه ورفدها بالامكانات والموارد اللازمه فكانت الحصيله قاعده طبيه ركيكه من الممكن انهيارها عند اول ازمه.
مايحاول عمله المجلس الانتقالي بتدخله وتوليه ملف محاصره ومواجهة مرض كورونا هو ان يقبض بيديه كره شديدة القابليه للاشتعال ونسأل الله ان لاتشتعل هذه الكره بظهور حالات كورونا.
فكان لابد قبل ذلك من اعادة تقييم للوضع بشكل متكامل فالنوايا الطيبه ليست كافيه لمواجهة وباء بهذه الخطوره وهذه الحده بل لابد ان يتم اعاده تقييم وتنظيم للمستشفيات والمرافق الصحيه وتحديد جوانب القصور في ادائها وايجاد المعالجات والحلول السريعه لذلك، كما انه لابد ضبط الجوانب الامنيه لتكون قادره على منع التصرفات الشخصيه المخله بصحة المجتمع وما اكثرها في بلادنا ولابد ايضا من رصد الموارد الماليه اللازمه لسد كل ما امكن سده من قصور واحتياج للاجهزه الطبيه الضروريه والمستلزمات الطبيه فمن غير المعقول الحديث عن استعدادنا لتقديم المساعدة لدول الجوار والقرن الافريقي لمواجهة الوباء ولاتوجد بمستشفياتنا وسائل السلامه المهنيه للطاقم الطبي العامل فيها من قفازات وكمامات طبيه وملابس طبيه خاصه كما ان عدد السبعين سرير عنايه طبيه مكثفه المتوفره بمستشفياتنا الحكوميه والتي لم تخلو يوما من مريض الى وقتنا الحالي هي غير كافيه ولو زدنا عليها المائه والخمسين سرير المتوفره في المستشفيات الخاصه.
خلاصة القول ان مواجهة وباء كورونا على صعوبته يتطلب اعادة صياغة السياسات الصحيه والعمل على تطوير وتأهيل المستشفيات الحكوميه بشكل صحيح من الان وصاعدا لانها اللبنه الاساسيه للنظام الصحي فهي التي ستواجه المرض في حال ظهوره وتفشيه وهي التي تستقبل الحالات المصابه والحالات التي سيتم احالتها من مراكز الحجر الصحي بعد ان تستنفذ سعتها السريره المحدوده وكذلك الحالات التي هي بحاجه لرعايه طبيه مشدده كما يجب الابتعاد عن حلول الازمات والتي تنتهي بانتهاء الازمه التي دعت لانشائها والاعتماد على هذه المستشفيات في مواجهة الازمات واستغلال هذه الازمات لتنمية المستشفيات الحكوميه وتوجيه جل الموارد المخصصه لمواجهة اي ازمه في سبيل دفعها لتكون خط الدفاع الاول في مواجهة الكوارث والازمات الطبيه وان تكون المحاجر واماكن العزل الا خطوط دفاع ثانويه ومساعده ولايجب ان تنفق عليها الاموال بشكل كبير.
د.طارق مزيده
استشاري الجراحه العامه وجراحة الاوعيه الدمويه
نائب مدير مستشفى الجمهوريه التعليمي.عدن