رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



اخبار وتقارير

الخميس - 05 نوفمبر 2020 - الساعة 01:12 ص بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / تقرير / خاص


أصبح التحالف العربي أمام معادلة تقويض الخطر الكامن تحت جلباب تنظيم الإخوان، فرع اليمن، العدو الأشدّ وضوحاً في خارطة الجنوب وشبه الجزيرة العربية.

ويهيمن حزب الإصلاح، الذراع السياسي للإخوان المسلمين في اليمن، على الحكومة، عقب إطاحة الرئيس عبد الله علي صالح، لمواجهة انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران، وسيطرتهم على أغلب اليمن عام 2015.

ونجح التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، في تحقيق جزء مهمّ من هدفه، وهو استعادة مناطق واسعة من يد الحوثيين بمساندة القوات الجنوبية، بكافة تشكيلاتها، والتي على عكس الإخوان، لا تحمل أية أجندات خارجية، سوى مصلحة الشعب الجنوبي.

وكان لدولة الإمارات رؤية ثاقبة حول خطورة الإخوان؛ لذلك دعمت المقاومة الجنوبية، على اعتبارها الممثل اليمني الوطني، الذي لا تربطه أجندات أيديولوجية، أو تحالفات إقليمية بأعداء التحالف، مثل تركيا وقطر، الداعمتين للإخوان.

وتحقّقت تخوفات الإمارات، والمقاومة الجنوبية، والمراقبين؛ فبدلاً من التزام الإصلاح الإخواني بهدف تحرير البلاد من قبضة الحوثي، والعودة إلى المسارات السياسية الشرعية، التي تجمع جميع المكونات اليمنية، استغل الإصلاح الدعم العربي في ترسيخ وجوده، ومصالحه، كفرع للتنظيم الدولي للإخوان، ونجح عبر التنسيق مع الحوثيين، في السيطرة على المناطق النفطية في جنوب البلاد، عبر توطين مئات الآلاف من أنصاره، الفارّين من الشمال، وهيمنته على الجيش والحكومة، حتى أسّس للإخوان دويلة نفطية، تقع في مناطق شبوة وحضرموت والبيضاء ومأرب.

ويريد الإخوان التوسع على حساب الشعب الجنوبي، وصولاً إلى عدن وباب المندب، لخلق دولة إخوانية، مقابل الدولة الحوثية في الشمال، ويصبح اليمن خنجراً مسموماً في خاصرة السعودية والخليج العربي، يهدّد أمن المنطقة ويؤسس لعودة جديدة للإخوان إلى سدّة الحكم.

لكن تبقى القوات الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، هي حائط الصدّ الأخير أمام أطماع الإخوان والحوثي، لكنّها تتعرض لحرب شعواء، عسكرية واقتصادية وإعلامية، من الإخوان، بينما يبقى وضع السعودية معقّداً، نتيجة الاضطرار للموازنة بين الخطر الحوثي والخطر الإخواني.

دويلة الإخوان النفطية

وفيما يتعلق بتركيز تنظيم الإخوان فرع اليمن على الثروات النفطية، كشفت مصادر إعلامية تفاصيل واحدة من أكبر عمليات الفساد في محافظة شبوة التي تسيطر عليها سلطات الإخوان الإرهابية.

ونشر الإعلامي صلاح بن لغبر تفاصيل وأسماء الرؤوس المشاركة في عمليات تهريب النفط من شبوة.

وقال بن لغبر: "عملية سرقة المشتقات النفطية من شبوة وحضرموت تديرها شبكة تهريب منظمة تمر عبر خطط محكمة وخط سير معين، لحساب شراكة بين محافظ شبوة بن عديو وزعيم مافيا الفساد المدعو أحمد العيسي، وباستخدام ومشاركة قيادات عسكرية وأمنية ومدنية.. وبدا خط التهريب من حضرموت ويمر بشبوة".

وأضاف: "العملية يشرف عليها مدير أمن لودر المدعو حمصان الذي يمتلك ما تسميه عصابة التهريب هذه (معشق الحضن) ويجني مبالغ طائلة بالاشتراك مع مدير أمن أبين المدعو علي باعزب، ويقوم بالتوزيع والتفريغ تجار محليون بينهم علي ربيح وأولاد تاجر يدعى صالح عبدالله".

وأوضح قائلا: "كما بات معظم أصحاب (الشاحنات البوز) التي كانت تعمل في نقل وبيع المياه في المنطقة تعمل في خط التهريب هذا".

وحول ذلك، يقول الناطق باسم المنطقة العسكرية الرابعة، محمد النقيب: "يهدف الإخوان في اليمن، بسيطرتهم على مأرب وشبوة ووادي حضرموت، إلى تنفيذ مشروع إقليمي يدار من إسطنبول، وهذا معروف ولا يخفى على أحد، وترتكز عملية التنفيذ على محورين: الأول تكوين إمبراطورية مالية من عائدات الثروات النفطية، التي تزدهر بها هذه المحافظات. والثاني: تكوين جيش موازٍ، هو في الأساس توليف ضخم للعناصر الإخوانية المتطرفة، وعناصر القاعدة الإرهابية، ليكون هذا الجيش ورقة تركيا للضغط على السعودية، وابتزازها، وتهديد أمنها".

ويردف النقيب: "بمعنى أوضح، لقد وجدت تركيا في سيطرة الإخوان على مأرب وشبوة وشمال حضرموت، ما وجدته إيران في سيطرة الحوثيين على صعدة وحجة والجوف، وأقصد هنا موطئ قدم على الحدّ الجنوبي للسعودية، ولعلّ المملكة متنبّهة لهذا الخطر الإخواني، ونأمل أن تتعامل معه، اليوم قبل الغد، قبل أن يفوت الأوان".

واتّخذ الإخوان من التحالف العربي غطاءً لتنفيذ مخططهم، عبر ما يقدّمه التحالف من شرعية سياسية، ودعم عسكري ومالي. واستغل الإخوان منجزات القوات الجنوبية ضدّ الحوثيين والقاعدة وداعش لصالحهم، ففي شبوة، التي نجحت قوات النخبة الشبوانية الجنوبية في تحريرها من قبضة داعش والقاعدة، هجم الإخوان على قوات النخبة، بدعم من داعش والقاعدة، حتى سيطر الإخوان عليها، ليختفي فوراً النشاط المعادي لداعش والقاعدة.

ويؤكد ذلك ابن شبوة الناشط الجنوبي، محمد سالم الهلالي، قائلاً: "هناك تعاون بين القاعدة وداعش والإصلاح الإخواني، وفي وقت سيطرة النخبة الشبوانية كانت القاعدة وداعش هما ذراع الإخوان للهجوم عليها، بينما حين سيطرت ميليشيات الإخوان على شبوة لم نشهد أيّة عملية إرهابية من داعش والقاعدة ضدّهم!".

الناطق باسم المنطقة العسكرية الرابعة، محمد النقيب قال لـ"حفريات": "يهدف الإخوان في اليمن، بسيطرتهم على مأرب وشبوة ووادي حضرموت، إلى تنفيذ مشروع إقليمي يدار من إسطنبول".

ويتابع الهلالي: "تدعم قطر قيادات الإخوان في تعز وشبوة، لتأسيس ميليشيات موالية لها، ويتعاون الإخوان مع الحوثي أيضاً، ولمحافظ شبوة، محمد صالح بن عديو، دور كبير في ذلك، فضلاً عن إخلاء الإخوان لجبهات قتال عديدة، بكلّ ما فيها من أسلحة حديثة، لصالح الحوثيين".

وفي مأرب؛ يتقاسم الإخوان والحوثيون السيطرة، لكنّ المناطق النفطية، بما فيها مصفاة صافر، مع الإخوان، ويمدّون الحوثيين بما يحتاجون إليه من وقود، وفي شبوة وحضرموت الوادي، يسيطر الإخوان، بمساعدة حلفائهم في القاعدة وداعش، ويتقاسم الإخوان والحوثيون السيطرة على البيضاء.

ويضيف المتحدث باسم المنطقة العسكرية الرابعة، محمد النقيب: "يتعايش الحوثيون والإخوان في مأرب على إيقاع مواجهات مكرسة لإخضاع القبائل التي ترفض النفوذ الإخواني، مثل قبائل عبيدة ومراد، وفي شبوة وحضرموت الوادي يقاوم السكان النفوذ الإخواني، رغم ما يتعرضون له من بطش وقمع وإرهاب".

ووفق تقرير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، الصادر في 14 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، نزح ما يقارب من 1.7 مليون يمني من الشمال إلى مدينة مأرب، التي كانت تضمّ 300 ألف نسمة قبل الحرب، ما يجعل تنفيذ مخططات الإخوان ممكناً، بسبب تشجيعهم للهجرات لتغيير التركيبة الديموغرافية للمناطق المستهدفة.

أين تذهب عائدات النفط؟

وتقع مناطق إنتاج النفط والغاز، ومعظم خطوط النقل، والمصافي، وموانئ التصدير، في محافظتَي شبوة ومأرب، ويوجد خطّان لنقل الغاز والنفط من مأرب إلى مناطق تحت سيطرة الحوثيين، ويصل خط النفط إلى ميناء التصدير في رأس عيسى.

وتعطّل إنتاج النفط وتصديره عقب الانقلاب الحوثي، عام 2015، بشكل رسمي، لكن ظلّ الإنتاج والتهريب مستمراً على يد ميليشيات الإخوان التي سيطرت على المناطق النفطية، وذلك بالتنسيق مع الحوثيين.

وجرى استئناف الإنتاج والتصدير رسمياً، العام الماضي، غير أنّ البنك المركزي في عدن أعلن عدم تلقّيه أية أموال من عائدات النفط والغاز، ووصلت معدلات الإنتاج إلى ما قبل عام 2014، وهو الأمر الذي يؤكّد عدم تعطل الإنتاج فعلياً، واستمراره بشكل غير رسمي، على يد ميليشيات الإخوان.

وفي عام 2016، اكتشفت قوات التحالف استخدام الإخوان لميناء صغير، يسمى "العليب"، يقع بالقرب من الميناء الرئيس للتصدير في بلحاف، لتهريب النفط، الذي يذهب جزءًا منه إلى مناطق الحوثيين عبر البحر، فقامت بإغلاقه.

وأشار محمد النقيب إلى أنّ إنتاج النفط لا يخضع للرقابة الحكومية، بل يجري بيعه وتصديره من قبل مؤسسات محلية وقيادات عسكرية إخوانية، تستقوي على الحكومة بنائب الرئيس، اللواء علي صالح الأحمر، وتذهب العائدات إلى مركز الإخوان في مأرب.

ويقول النقيب: "تصريحات مسؤولي وزارتي النفط والمالية أكّدت أنّ عائدات النفط تذهب إلى فرع البنك المركزي بمأرب، الذي يحتجزها ولا يورّدها للمقرّ الرئيس في عدن، وهذه الأيام زادت وتيرة تهديد الميليشيات الإخوانية لقوات التحالف الدولي المرابطة في ميناء بلحاف، التي باتت تطالبها بمغادرة المنشأة، كي يحكم الإخوان قبضتهم على أكبر ميناء لتصدير النفط في البلاد".

بن عديو.. رأس الحربة

ويسيطر الإخوان على محافظة شبوة عبر المحافظ الإخواني، محمد صالح بن عديو، الذي طالب قوات التحالف والنخبة الشبوانية بإخلاء منشأة بلحاف النفطية، أكثر من مرة.

واستقدم المحافظ قوات موالية للإخوان، من مأرب والجوف والبيضاء، للسيطرة على شبوة، للقضاء على ما تبقى من القوات العسكرية الجنوبية، المشكَّلة من أبناء شبوة.

ويقول الناشط الجنوبي، محمد سالم الهلالي: "منذ تولي بن عديو منصب محافظ شبوة، زادت عمليات القمع بحقّ المواطنين والنشطاء، وتصاعدت حدّة الانتهاكات وحملات الاعتقال والتعذيب، وزار المنطقة خبراء أتراك، لتدريب الإخوان على استخدام الطيران المسيَّر والأسلحة الحديثة، وشرع الإصلاح في تشييد معسكرات تدريب، وسجون سريّة، وذلك بدعم قطري".

ويضيف محمد النقيب: "المحافظ بن عديو عنصر ربط بين الحوثيين والإخوان، وهو من أشدّ الموالين لتركيا، ويقود حملات التهديد والتحريض ضدّ قوات التحالف العربي، وربما يقدم على فتح شبوة أمام الحوثيين مرة أخرى لمحاربة قوات التحالف، وهو أحد قادة العمل الإخواني، مع نظرائه؛ حمود المخلافي في تعز، ومحافظ مأرب، سلطان العرادة".

وفي عام 2003م بلغ الإنتاج النفطي في البلاد ذروته، بمعدل 435 ألف برميل يومياً، وتراجع الإنتاج حتى وصل إلى 287 ألف برميل يومياً، في 2009. وكانت عائدات النفط تمثّل 90% من عائدات الصادرات، و75 % من الموازنة الحكومية، قبل 2011.