"4 مايو" تقرير: دنيا حسين فرحان:
من الوهلة الأولى التي ظهر فيها مرض كورونا والعالم أجمع في نفير تمام فمعدل الإصابات قد تجاوز المئات في كل دولة والوفيات في تزايد ولم تتمكن أي دولة من إيجاد علاج لهذا المرض الذي أصبح كابوس عام 2020 الذي يطارد الجميع.
في اليمن الوضع كان مختلفا فلم تسجل أول حالة منذ بداية المرض برغم التدهور الصحي الكبير فيها و لكن مع ظهور أول حالة في الجنوب تحديدا بمحافظة حضرموت في مدينة الشحر لرجل يعمل في الميناء وتم نقله للحجر الصحي لتلقي العلاج ولكن الشكوك حول ظهور أشخاص آخرين مصابون بالمرض بسبب اختلاطهم بالمرض جعلت محافظة حضرموت تعلن حالة الطوارئ وتغلق كل المنافذ من وإلى مدينة الشحر.
العاصمة الجنوبية عدن أعلنت هي الأخرى حالة الطوارئ القصوى وأولها إغلاق كل المنافذ البرية من وإلى عدن والمطار وفرض حظر التجوال ساعات إضافية والاستمرار في إغلاق المطاعم والمولات وأسواق القات وأماكن التجمعات في محاولة قصوى لتفادي وصول المرض للمدينة.
اجراءات قوية ومشددة يتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي لحماية المدينة ومنع المرض من الظهور وحملة متواصلة للأمن للرقابة على من يلتزم بقرار زيادة ساعات حظر التجوال ومن يخالفها وفرض غرامات للمخالفين والغير ملتزمين بهذا القرار.
*اغلاق عدن ومنع التنقل بين مديرياتها
واتخذ المجلس الانتقالي وقيادات عسكرية وامنية قرارا بزيادة ساعات حظر التجوال ليبدأ من الساعة الثامنة مساء وحتى السادسة صباحا في إطار الاحترازات من تفشي كورونا.
وأغلقت قوات أمنية مداخل ومخارج مديريات العاصمة عدن لمنع المواطنين من التنقل في اول ساعات حظر التجوال الذي دخل حيز التنفيذ الساعة الثامنة مساء.
ويأتي هذا الاجراء بعد الإعلان عن أول حالة كورونا في مدينة الشحر ومحاولات السلطات الأمنية ضبط حركة الازدحام في المدينة وسيستمر إلى أن يتم التأكد من سلامة المدينة من أي حالة، كما أغلقت معظم المحلات التجارية في أسواق عدن قبل حلول الساعة الثامنة تنفيذا لقرار حظر التجوال المتخذ في عدن.
وهناك أطقم تابعة للمجلس الانتقالي في كل مديرية تقوم بالرقابة على المحلات التجارية ومختلف الأماكن للتأكد من التزامها بقرار حظر التجوال ومن المحتمل أن يستمر الوضع هكذا إلى أن يتم السيطرة على المرض ويتم رفص مرحلة الخطر الذي يمر بها المواطنون.
وأمس اليوم الثلاثاء صرح المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي م/نزار هيثم برفع حظر التجوال في العاصمة عدن خلال ال48 الساعة القادمة.
وقال هيثم: "نظراً لما تقتضيه المصلحة العامة، وتقديرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها العاصمة عدن بفعل ماخلفته الأمطار الغزيرة التي هطلت على أحياء العاصمة وحولتها إلى مدينة منكوبة، فقد تقرر تعليق قرار حظر التجوال في العاصمة عدن والسماح بحرية الحركة والتنقل خلال ال48 الساعة القادمة، بما يتيح للعالقين، ووسائل الخدمة العامة حرية الحركة وإغاثة الأسر المنكوبة ورفع مخلفات السيول والأمطار، وتطبيع الحياة باذن الله".
*إغلاق المولات وسوق القات وأماكن الازدحام
وهناك عدد من القرارات التي اتخذتها قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي من أجل سلامة المواطنين في العاصمة عدن أولها إغلاق المولات وأماكن التجمعات وسوق القات وحملات رقابية مكثفة على المحلات التجارية والبقالات وحتى المواطنين في حركتهم داخل المديرية نفسها خاصة بعد الإعلان عن حالة في محافظة حضرموت بالشحر.
وقد جاء هذا القرار بالتزامن مع عدد من الحملات المجتمعية وتجهيزات الحجر الصحي والتنسيق مع عدد من المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني ومبادرات شبابية من أجل تقديم اللازم من أجهزة ومعدات وتوعية كافية للمواطنين وللمدينة التي أصبحت تعيش حالة قلق وركود بسبب كورونا وما تزال الإجراءات قائمة وتفرض عليها رقابة شديدة ليتم التأكد من سلامة المدينة بشكل كامل وفتح الحظر الذي جاء كإجراء وقائي لمحاربة المرض.
*حملات ميدانية وعبر مواقع التواصل واشتعال اخبار كورونا في الصحف
ومنذ إعلان عن إصابة أول حالة بمرض كورونا اكتسحت موجه من الآراء والتعليقات من المواطنين والنشطاء وكل الأطراف حول مصير اليمن والمحافظات من وصول المرض وكيفية الاستعداد له, وقد عبر الكثيرون عن خوفهم من تردي الوضع الصحي وعدم تواجد أماكن كافية للحجر الصحي والعلاجات التي يمكنها القضاء على المرض في حال ظهور إصابات أخرى به من المواطنين.
تم عمل عدد من الحملات الميدانية منها وقائية أولها رش للمبيدات وحملات نظافة في معظم الشوارع والأحياء السكنية وحملات توعوية في مختلف الأماكن للمواطنين وحرص السلطات الأمنية على تطبيق قرار حظر التجوال بعدن.
مواقع التواصل الاجتماعي شنت حملة موسعة تتعلق بمرض كورونا وضرورة البقاء بالمنزل والالتزام بالحجر المنزلي وشدد كبار الشخصيات الاجتماعية المؤثرة على أهمية ذلك هذه الفترة.
وحتى المواقع الإخبارية والصحف تساهم في نشر أخبار تتعلق بالمرض والحملات التي تقام في معظم المديريات وأي أخبار تتعلق بقرارات الحظر أو الإجراءات التي تتخذها إدارة الأمن والجهات المعنية وتجهيزات الحجر الصحي الذي ما زالت إلى الآن.
*وبين تأكيد الإصابة بأول حالة بكورونا في حضرموت يظل المواطنين في عموم البلاد في قلق وترقب لما يحمله المشهد العام في البلاد وتظل العاصمة عدن في فرض الاجراءات المشددة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي وعدد من الجهات من أجل تفادي وصول المرض للمدينة التي تدرك تماما خطورة وصوله خاصة وأنها تشكو من تردي في قطاع الصحة وعدم تجهيز مبنى الحجر الصحي بشكل كامل وانتظار توفير كل الإجراءات الوقائية الكافية والتي تحمي المواطنين من الإصابة بالمرض الذي قضى على معظم سكان العالم.