الجمعية الوطنية تُحيي تضحيات شهداء مجزرة زنجبار الدامية في ذكراها الـ1.. انفوجرافيك6

الرئيس الزُبيدي يتفقد سير الأعمال الجارية لإعادة تشغيل مصافي عدن.. انفوجرافيك

الرئيس الزُبيدي يرأس اجتماعًا بقيادة قوات دفاع شبوة..انفوجراف



اخبار وتقارير

الجمعة - 13 ديسمبر 2019 - الساعة 08:59 م بتوقيت عدن ،،،

تقرير/ دنيا حسين فرحان


أصبح المشهد اعتياديًا ونشاهده تقريبًا بمعدل يومي أن ترى طوابير طويلة من الناس، خاصة النساء، تقف في الشارع أمام محلات بيع الغاز عندها ستعرف أن هناك مشكلة كبيرة وأزمة في الحصول عليها ويجب أن تقف في هذا الطابور ساعات وأحيانا أيامًا من أجل أن تحصل على أسطوانة غاز واحدة.
والمشهد المؤثر في ذلك تواجد أطفال في هذه الطوابير ينتظرون وصول الغاز أو يحملون الأسطوانات على ظهورهم وسط حرارة الشمس وصولا لمنازلهم، وهذا العذاب يستمر كل شهر ويتفاقم في حال انعدام الغاز من السوق وفي المحافظة عموما.
لم تتوقف المعاناة هنا فقط؛ بل يستغل بعض الباعة وتجار أسطوانات الغاز حاجة الناس والأزمة الحاصلة في أن يقوموا ببيع أسطوانات غاز أو تعبئتها بكمية قليلة لا تكفي المواطن لمدة شهر، بل لأيام لا تزيد عن أسبوع فقط، هنا تكون الجريمة، خاصة عندما نجد أسرًا لا تستطيع شراء الغاز سوى مرة واحدة وربما يكلفها ذلك فوق طاقتها وتضطر للاستدانة من أجل توفير أسطوانة غاز.

مسلسل أزمة أسطوانات الغاز

لم تعرف العاصمة عدن كمية الأزمات المتكررة لها إلا بعد الحرب الأخيرة عليها، فقد حُرمت بعدها من أبسط مقومات الحياة، وأصبح الحصول على الخدمات الأساسية هو الطموح الكبير للمواطنين الذين يظلون في كفاح وصراع مع الحياة اليومية من أجل توفيرها.
هذا الحال هو المتعارف عليه في عدن، ومشكلة الغاز هي أحد أبعاده، فالمواطن يبحث عن غاز الطبخ المنزلي وأسطوانات الغاز كل شهر وربما يحتاج لأكثر من واحدة في حال كانت الأسرة كبيرة، وهذا ما يجعلهم ينتظرون أخبار وصول الغاز أولًا بأول في المحلات أو المحطات من أجل الذهاب إليها والحصول عليه قبل أن تحدث أزمة تحرمهم منه وتجعلهم في تخبط وحيرة بكيفية الحصول عليه مرة أخرى.
الحال يزداد سوءًا عندما يجد المواطن أن أسطوانة الغاز ليست معبأة بالكامل بل يتفاجأ بأنها تنفد بعد أيام من استخدامها، مما يعني أن هناك تلاعبًا كبيرًا في المحطات أو الأماكن التي يأتي منها الغاز، مستغلين حالة المواطن الصعبة وحاجته الماسة للحصول على الغاز مهما كان الثمن.

استغلال الباعة

تقول عائشة محمد، وهي ربة منزل: "إن معاناتنا نحن المواطنون أصبحت كبيرة وتزداد يومًا بعد يوم، وأزمة الغاز هي إحدى الأزمات التي أتعبتنا جداً، ننتظر أسطوانة الغاز كل شهر وأوقات كثيرة لا نجدها، نتذكر أيام الحرب عندما كان الغاز معدومًا قمنا بشراء حطب وأشعلنا به النار واستخدمناه وكنا نطبخ به الطعام وحتى عندما كنا نجد الغاز كان سعره يصل لـ10 ألف، وكان هذا استغلالًا واضحًا للمواطنين في ظل الحرب".
وأضافت لـ"4 مايو": "وحتى بعد الحرب استمر الاستغلال، حيث أن سعر أسطوانة الغاز الواحدة متذبذب ويختلف من مكان لآخر، وبعد أن تم تحديد سعرها ومحاسبة المخالفين استمر الوضع فترة بسيطة فقط وبعد ذلك كلٌ أصبح يغني على ليلاه بسعرها".
وتابعت: "الشيء الأسوأ من كل هذا أن نشتري أسطوانة الغاز بعد عناء طويل ونجد أنها غير معبأة بالكامل وتنفد بعد أسبوع من استخدامها، وهذا يعني أن المحطات لم تعبئها بالكامل، وحتى التجار لا يتأكدون من ذلك قبل أن يبيعوها للمواطنين المساكين الذين يتفاجؤون بأنها انتهت قبل نهاية الشهر، مما يعني أنهم يجب أن يحصلوا على أخرى في خسارة أخرى، فكيف سيكون حال من ليس لديه دخل ثابت أو عمل أو كانت أسرته كبيرة وغير قادرة على توفير كل متطلباتها؟ هل يموت الناس جوعا في سبيل البحث عن الغاز أم يظلون في تخبط ولا يعرفون متى ستنتهي هذه المعاناة؟".

أسعار متفاوتة وازدياد لعدد الباعة

أصبح لكل حارة أو منطقة في مديريات عدن تاجر أو بائع يقوم بإحضار أسطوانات الغاز ويبيعها بعد أن يسجل أسماء أبناء الحارة، ويقوم بتوزيعها، وكذا الحال في مختلف المناطق، ويتم اختيار الباعة عن طريق المجلس المحلي في المديرية، ولكن تحدث أحيانا صراعات كبيرة بين الباعة أنفسهم؛ لأن لكل شخص سعرًا مختلفًا باختلاف الفائدة التي يرجوها من البيع، ناهيك عن خلافات مع المواطنين بعد تسجيل أسمائهم أو عدم توفير كميات كبيرة تكفي الجميع مما يدفع البعض لاختلاق المشاكل التي تصل للعراك أو الضرب فيما بينهم".
وكثير من المواطنين شكَوا عدم حصولهم على أسطوانات الغاز برغم تسجيل أسمائهم وأنها تذهب لأناس محددين في كل مرة، إضافة لأن الأسطوانات التي يحصلون عليها لا تكمل الشهر معهم أو تكون غير صالحة للاستخدام أو تالفة أو فيها تسرب للغاز ولا يتمكنون من استخدامها أو التعامل معها.

همّ المواطن الأكبر

وبين انتظار أسطوانة الغاز والمعاناة التي تتبعها تظل أزمة الغاز هي الهمّ الأكبر للمواطنين، خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها العاصمة عدن والغلاء الفاحش في كل شيء، ويأملون أن تحل هذه الأزمة في أقرب وقت وتنتهي معاناتهم التي أصبحت جزءًا من حياتهم كل يوم.