الرئيس الزبيدي يترأس اجتماعا لرئاسة الاركان وعدد من هيئات ودوائر وزارة الدفاع.. انفوجرافيك

الهيئة الادارية للجمعية الوطنية تحمل المجلس الرئاسي مسؤولية تدهور الأوضاع في حضرموت.. انفوجرافيك

الرئيس الزُبيدي يثمن التدخلات الإنسانية لبعثة الصليب الأحمر.. انفوجرافيك



اخبار وتقارير

الأربعاء - 06 نوفمبر 2019 - الساعة 11:25 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ تقرير / منير النقيب


وقف شعبنا الجنوبي العظيم أمس الثلاثاء على أعتاب نصرٍ سياسيٍ جديد يضاف إلى انتصاراته العسكرية الكبيرة بتوقيع اتفاق الرياض مع حكومة الشرعية.
وبتوقيع وتنفيذ اتفاق الرياض ينتقل المجلس الانتقالي بقضية شعبنا إلى خطوة تاريخية مهمة ويضعها على مسارها السياسي الصحيح، متناغماً، ومؤمناً، ومثبتاً لكل ما تحقق من انتصارات ميدانية وبرعاية ودعم إقليمي ودولي.
وبحنكة فائقة استطاعت القيادة السياسية أن تحوّل الضغوط الهائلة التي استهدفت انتصار العاشر من أغسطس بطرد حكومة الفساد والإرهاب، إلى إنجاز سياسي جديد، أهم ما اشتمل عليه هو الاعتراف بالقضية الجنوبية وبممثلها الحصري المجلس الانتقالي وبقواته المسلحة، وبصحة مطالباته ورفضه لسياسات الفساد والإرهاب.
وشهدت عاصمة المملكة العربية السعودية (الرياض) مساء أمس الثلاثاء مراسيم توقيع "اتفاق الرياض" بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية.
وجرت مراسيم التوقيع برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وبحضور ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية محمد بن زايد، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، والرئيس عبد ربه منصور هادي


وقال الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إنه "لا یوجد أي صعوبات في مجريات اتفاق جدة". لافتا إلى أن "التحديات التي واجهها وفد المجلس الانتقالي الذي يقوده شخصيا في حوار جدة كانت تتمثل في الوصول إلى أرضیة مشتركة تحافظ على ما تضمنته وثائق المجلس الانتقالي الجنوبي، وهذا ما حدث بالفعل، خاصة أن أهداف التحالف ومشروعه العربي في بلادنا لا یتعارض أبداً مع مشروعنا السیاسي وتطلعات شعبنا، خاصة أن هناك أطرافاً لا یروق لها نجاح مساعي المملكة العربیة السعودیة".
وأضاف الرئيس الزبيدي، خلال حوار خاص مع صحيفة " الشرق الأوسط"، وفي محور رده عن تعامل المجلس الانتقالي مع الجنوبين الذين یرفضون الحوار، ومصرون على فك الارتباط: "في الأساس مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي، سیمر بمراحل كثیرة تأخذ بعین الاعتبار الظروف والعوامل السياسية الداخلیة والخارجیة، وهو ما یتطلب الحكمة والصبر والسیر بشعبنا في طریق آمن كما وعدناهم منذ الیوم الأول، وشعبنا یدرك هذا الأمر ویدعمه".
وأكد الرئيس الزبيدي بأن هناك أطرافًا كثیرة، على رأسها جماعة الإخوان المتمثلة في حزب الإصلاح، التي تحاول دائماً إفشال أي جهود سياسية أو تقدم في ملف قضیة الجنوب، وهذا یأتي أیضاً في إطار ارتباطهم بأجندات معادية للتحالف العربي.
وتابع قائلا: "ونحن منفتحون على أي جهود تصب في تثبیت الأمن والاستقرار، ورفع المعاناة عن شعبنا، وإنجاح مشروع التحالف العربي في كبح ملیشیات الحوثي المدعومة من إیران، بما لا یتعارض مع ثوابت قضیة شعب الجنوب".
وعن قدرة السعودية على إدارة المفاوضات، المباشرة وغیر المباشرة، أكد الرئيس الزبيدي أن "المملكة لديها خبرة كبيرة في إدارة المفاوضات، وعُرفت قيادتها دائماً بالحكمة والحنكة السياسية، وهي صاحبة السبق في المبادرات العربية - العربية ورعاية جهود السلام في المنطقة العربية والإسلامية، وهو الأمر الذي مكّنها من حل كثير من القضايا والأزمات كونها تعد دولة رائدة، وتمثل مرجعية للعالمَين العربي والإسلامي، وثقتنا كبيرة وغير محدودة بقيادة المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع".
وأوضح: "ثقتنا بالتحالف العربي وقيادة المملكة العربية السعودية كبيرة، ونحن كنا حريصين على نجاح جهود المملكة، وحافظنا بالوقت نفسه على ثوابتنا الوطنية التي تضمنتها وثائقنا ومشروعنا السياسي، وهو الأمر الذي وجد تفهماً كبيراً لدى الأشقاء".

لن ننسى جهود وتضحيات الإمارات

أما فيما يخص الدور الذي لعبته وتلعبه الإمارات في هذه المرحلة، أجاب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي قائلا: "الإمارات عضو أساسي في التحالف العربي، ومسألة إعادة التموضع والانتشار يأتي في إطار ترتيبات خاصة بالتحالف العربي، ولا علاقة للأمر بالحوار الذي رعته المملكة العربية السعودية، ونحن في المجلس الانتقالي الجنوبي وخلفنا شعب الجنوب، نكنّ كل الحب والتقدير لدولة الإمارات، ولن ننسى جهودها وتضحياتها في بلادنا".
الإمارات قدمت دماء أبنائها
وتابع: "الإمارات قدمت دماء أبنائها على أرضنا، ومن يقدم دمه لن یبخل بشيء آخر، وما تروّج له أبواق الفتنة يأتي في إطار أجندة جهات معادية للتحالف العربي، وستبقى بصمة الإمارات حاضرة في الجنوب دائماً، بصمة التضحية والبناء والتنمية".
وفي جوابه عن سؤال الصحيفة حول الأصوات التي خرجت على الشرعية، كالميسري والجبواني، وغيرهم ممن أعلنوا الانشقاق، أوضح الرئيس الزبيدي قائلا: "نحن ملتزمون بنتائج الحوار الذي رعته المملكة العربیة السعودية، والذي تضمن تشكيل حكومة جديدة يستثنى منها كل العناصر المأزومة التي تسببت في التحريض وسفك الدماء وإشعال الفتنة".

لن نفرط أبداً في أهدافنا

وأكد الرئيس الزبيدي أن "اتفاق الرياض لا يتعارض مع وثائق وأهداف المجلس الانتقالي الجنوبي، بل هو خطوة أساسية استراتيجية في قضية مصيرية ونحو تحقيق هذه الأهداف، ونحن قبل وأثناء وبعد الحوار لن نفرط أبداً في أهدافنا الوطنية المشروعة، والتزاماتنا تجاه شعبنا وتضحياته".
وعن ثقة المجلس الانتقالي الجنوبي بقدرة أعضاءٍ في الشرعية بالاستمرار بالالتزام ببنود اتفاق الرياض، أشار الزبيدي بأن "هناك لجنة مشتركة مكونة من المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية اليمنية بإشراف التحالف، معنية بمتابعة تنفيذ الاتفاق وتفسير نصوصه، كما نعول على الشرفاء والعناصر الوطنية داخل الشرعية".

الاتفاق يحقق المزيد من الانتصارات

وقال الرئيس الزبيدي: "لا شك أن نجاح تنفيذ اتفاق الرياض سيكون له أبلغ الأثر على تحقيق المزيد من الانتصارات، وتوحيد الجهود ضد مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وهذا لن يأتي دون محاربة الفساد واقتلاعه ومعالجة أسباب الفشل الذي لازم قيادة الشرعية في الفترة الماضية، وإن اتفاق الرياض يؤمّل عليه الكثير، وهو بمثابة خارطة طريق مرحلية لإعادة الأمور إلى نصابها في مواجهة المليشيات الإيرانية، وهو أيضاً يمهد لحلول شاملة تقوم على أساس حل قضية الجنوب بما يرتضيه شعب الجنوب ويحقق تطلعاته وأهدافه المشروعة التي يحملها المجلس الانتقالي الجنوبي".
عندما لبى المجلس الانتقالي الجنوبي دعوة التحالف العربي لخوض جلسات حوار مع الحكومة اليمنية بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية ومنذ اليوم الأول الذي غادر فيه العاصمة عدن متوجها إلى جدة لخوض غمار الحرب السياسية بما يخص الشأن الجنوبي، لم تتوقف مكائد حزب الإصلاح المتدثر في عباءة الشرعية ومؤامراته السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية في الجنوب، وكان لزاماً على المجلس الانتقالي باعتباره السلطة الوحيدة في الجنوب أن يتعامل مع كل هذه المؤامرات التي كانت كفيلة بإجهاض جميع النجاحات التي تحققت على مدار الأعوام السابقة.
كان المجلس الانتقالي أمام تحديات عدة، على رأسها الملف الأمني، والذي عمل الإصلاح على إرباكه بكافة السبل فلجأ إلى التفجيرات وعمليات السلب والنهب وتحالف مع جميع التنظيمات الإرهابية، أملاً في أن يلقي مردوداً إيجابياً من الممكن أن يفشل المحادثات السياسية المعقدة في جدة، لكن وصولاً إلى اليوم فإن الانتقالي أثبت قدرته على قوة تحمل الجرائم الجنائية والإرهابية التي كانت كفيلة بإثارة فوضى عارمة في الجنوب.
التحدي الثاني ارتبط بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في أعقاب هروب وزراء الشرعية، والذين عملوا على تعطيل الوزارات والهيئات الحكومية لشل الخدمات العامة ومن ثم إظهار التململ الجنوبي من هذا التعطيل وتحويل أبناء الجنوب إلى وقود من الممكن أن يحرق المجلس الانتقالي، غير أنه استطاع بجهوده أن ينهي جميع الأزمات التي اندلعت في تلك الفترة.
أما ثالث التحديات وأصعبها فارتبط بالتحالف العسكري بين المليشيات الحوثية والإصلاح، وهو ما نتج عنه تعرض الجنوب إلى جنوب مزدوج، وأحياناً ثلاثي، في جبهات الضالع وشبوة وأبين، ووصل الأمر في بعض الأحيان إلى جزيرة سقطرى، لكن في النهاية استطاع أن يحقق أخف الأضرار بعد أن صد هجمات الحوثي في الضالع وحاصر الإخوان في شبوة وأجهض مخطط السيطرة على أبين.

عاصفة سلام نوعية

وقال د. ناصر الخبجي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي: "إن عظمة القيادة تكمن في قدرتها على صنع السلام والوئام، هذا هو نهج قيادة المملكة العربية السعودية، في إنجاح اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية اليمنية".
وأضاف الخبجي: "اتفاق الرياض يعد عاصفة سلام نوعية تضاف إلى إنجازات عاصفتي الحزم والأمل بصناعة ورعاية من قيادة المملكة العربية السعودية، وذلك خطوة نحو سلام شامل ودائم في الجنوب والمنطقة بشكل عام.. كل الشكر والتقدير لجلالة الملك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان، ونائب وزير الدفاع سمو الأمير خالد بن سلمان".
وأكد الخبجي أنه "ومن حوار جدة واتفاق الرياض نستطيع أن نقول: إن المرحلة الجديدة تتطلب وعياً سياسياً بحجم المهام، كما أن الجنوب يحقق تقدما سياسيا كبيرا، وخطوات على الطريق الصحيح تتواءم مع المتغيرات وتعزز رؤية التحالف العربي في حماية الأمن القومي العربي بحماية الجنوب وعدن من التهديدات المعادية".
وأشار إلى أن المجلس الانتقالي قدم نموذجًا في حرصه على السلام، وخاض باقتدار وجدارة عمله السياسي للتوصل لصيغة ممتازة، مع تمسكه بأهدافه ومبادئه المثلى والمشروعة.
وأفاد أنه من خلال اتفاق الرياض تم وضع العربة خلف الحصان وتحديد الأولويات للمرحلة القادمة المتمثلة بالآتي:
-توحيد كافة الجهود لتعزيز المشروع العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لمناهضة المشروع الإيراني التركي القطري ووقف تمدده في اليمن والمنطقة من خلال أذرعه وأدواته كجماعة الحوثي والإخوان والقاعدة وداعش.
-البدء بمعالجة القضايا الداخلية ووضع الحلول لها، ويأتي في مقدمتها قضية شعب الجنوب الحر بتحقيق تطلعاته وحقه في الاستقلال واستعادة دولته.
-مكافحة الفساد والإرهاب والتطرف بكافة أنواعه وأشكاله، كون الإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة.
-تصحيح ومعالجة الاختلالات والأوضاع التي تمس المواطن في المحافظات المحررة وتحقيق الاستقرار السياسي بما يتواءم مع المرحلة، وإيقاف الاختراقات والعبث داخل الحكومة والذي انعكس سلبياً على مسار المعركة في شمال اليمن.

‏ ثمرة تضحيات جسيمة

رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا أحمد عمر بن فريد أكد أن اتفاق الرياض يعتبر في الحقيقة عرساً جنوبياً كاملاً وانتصارًا مبيناً لثورة الجنوب، وثمرة تراكمات نضال شعب مقهور منذ ٢٠٠٦ حتى يومنا هذا.
‏وقال بن فريد: "اتفاق الرياض هو ثمرة تضحيات جسيمة، وشلالات من الدماء الطاهرة الزكية، وصمود شعب وقيادة حكيمة ثابتة المبدأ، وهو نقطة انطلاق وقاعدة متينة يجب البناء فوقها باقتدار".

تطوير المحافظات الجنوبية

بدوره أكد المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي م/ نزار هيثم أن المجلس يعول كثيراً على السعودية في إنجاح هذا الاتفاق الذي يدفع باتجاه تنمية وتطوير ونهضة المحافظات الجنوبية.
وقال هيثم في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط": "إن الاتفاق يؤدي إلى توجيه السلاح نحو العدو المشترك للجميع، المتمثل في الميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران، كما يؤسس لمرحلة مقبلة من الشراكة والتعاون في جميع المجالات، سواء العسكرية أو الاقتصادية مع السعودية".
وأضاف: "أيضاً يحدد ملامح العلاقة بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي خلال الفترة المقبلة حتى يتم تحقيق أهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل، ومن ثم ينطلق الجنوبيون فيما بعد لتحديد مصيرهم السياسي الذي يحقق تطلعات الشارع الجنوبي".
وفي ردّه على سؤال حول الترتيبات الجارية حالياً في العاصمة عدن قبيل تنفيذ اتفاق الرياض على الأرض، قال نزار هيثم: "حالياً السعودية تعمل على الأرض بعد أن قَدِمت إلى العاصمة عدن لتهيئة الأمور في المؤسسات الأمنية والعسكرية، وكانت لها لقاءات مع جميع المعنيين بهذا الشأن، وأعتقد أن الأمور أكثر من ممتازة، ونحن متفائلون طالما السعودية هي من تقود هذا الأمر".

حقيقة وزراء الشرعية

وبرزت على السطح حقائق وزراء الشرعية - الجباري وأحمد الميسري والجبواني - الذين أظهروا طابعهم وما كانوا يخفونه من خلال تربعهم على منصة التيار الرافض للاتفاق بعد لقاءاتهم السرية التي عقدوها في العاصمة العمانية مسقط مع ضباط قطريين وعمانيين وقيادات حوثية.
وكشفت الأحداث وجود تيار قوي داخل الشرعية يهيمن عليه حزب الإصلاح الإرهابي، وقف خلف التحركات العسكرية الأخيرة التي استهدفت مديرية أحور بمحافظة أبين وهدفت إلى تفجير الموقف العسكري وإفشال الاتفاق، غير أنها تراجعت أمام ضغوط التحالف العربي بقيادة السعودية.
ويعتقد مراقبون أن التحديات التي ستواجه اتفاق الرياض ما زالت في مهدها مع بروز دور التيار الإخواني الرافض للاتفاق ورهانه على إفراغ الاتفاق من محتواه وخلق الأزمات في كل محطة من محطات تنفيذه، مشيرين إلى أن نجاح اتفاق الرياض يستوجب إضعاف هذا التيار ونزع مخالبه.