اخبار وتقارير

السبت - 22 نوفمبر 2025 - الساعة 10:19 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ تقرير / رامي الردفاني



يشهد الجنوب اليوم مرحلة لافتة من التماسك السياسي والاجتماعي، تعكس مستوى متقدماً من الوعي بطبيعة التحديات الراهنة والمتغيرات المحيطة. هذا التماسك لا يظهر فقط في الخطاب السياسي، بل يتجسّد في الالتفاف الشعبي الواسع حول مشروع الاستقلال الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، والذي تحول من فكرة تطمح إلى التحرر إلى مسار عملي تتضح ملامحه عبر خطوات واقعية على الأرض.


*وعي شعبي موحّد


تشير المؤشرات
الاجتماعية والسياسية داخل الجنوب إلى أن الوعي الشعبي تجاوز مرحلة التشتت التي عاشتها المنطقة في سنوات مضت، وتبلورت اليوم رؤية موحّدة تتجه نحو استعادة الدولة ورفض مشاريع الالتفاف أو العودة إلى الوراء. ويظهر ذلك في أحاديث الناس ومواقفهم، وفي ازدياد الإصرار الشعبي على التمسك بالهدف الوطني مهما كانت الضغوط أو حملات التشويه التي تستهدفهم.


*الانتقالي.. مركز الثقل السياسي


منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، برز كأهم قوة سياسية قادرة على إدارة المشهد الجنوبي، مستنداً إلى قاعدة شعبية واسعة، ورصيد نضالي، وخبرة قيادية متراكمة. وتمكن المجلس خلال السنوات الماضية من تعزيز الأمن في المحافظات الجنوبية، وتوحيد الجهود السياسية والمجتمعية، وترسيخ حضور القضية الجنوبية في المحافل الإقليمية والدولية، ما جعل منه اليوم العنوان الأبرز الذي تُقرأ من خلاله تطلعات الجنوبيين.


*الرئيس ُبيدي.. قيادة واقعية ورصيد شعبي


أدى الرئيس عيدروس الزُبيدي دوراً محورياً في ترسيخ هذا المسار من خلال قدرته على إدارة الملفات الأكثر حساسية، وتعامله السياسي الهادئ والواقعي الذي حافظ على ثبات الهدف دون الدخول في صدامات تُضعف الموقف الجنوبي. هذا النهج أكسبه قبولاً واسعاً وجعل منه رمزاً للاستقرار والاتزان، خاصة مع الأوضاع السياسية المعقدة التي تشهدها المنطقة.


*بناء مؤسسات


لم يعد المشروع الوطني الجنوبي قائماً على ردات الفعل أو المواقف العابرة، بل يتجه نحو بناء مؤسسات أمنية وإدارية وخدمية قادرة على صياغة نموذج دولة حديثة تستند إلى النظام والقانون وتستفيد من تجربة طويلة من التحديات والدروس. هذا المسار المؤسسي يعكس توجهاً نحو الانتقال من مرحلة النضال إلى مرحلة التأسيس.


*حضور إقليمي ودولي



ومع تزايد الاهتمام الإقليمي والدولي بالقضية الجنوبية، يدخل الجنوب مرحلة سياسية جديدة تحمل فرصاً لإعادة صياغة مستقبل المنطقة.

هذا الزخم الخارجي، إلى جانب الإرادة الداخلية، يفتح الباب أمام تحولات مهمة تستوجب تماسكاً أكبر ووعياً سياسياً يوازي حجم التحديات القادمة.


*إرادة الشارع.. القوة الأهم


تظل الإرادة الشعبية هي العنصر الأكثر حضوراً في المعادلة السياسية.

فالمجتمع الجنوبي اليوم موحّد حول هدف واضح: لا عودة إلى الوراء. هذا الموقف يمنح القيادة السياسية غطاءً قوياً، ويعطي المشروع الوطني زخماً إضافياً، ليصبح الاستقلال خياراً لا يقبل التراجع، بل ضرورة وجودية تحدد شكل المستقبل.


*تحديات المرحلة


ورغم وجود تحديات – كالأوضاع الاقتصادية ومحاولات إحياء مشاريع الماضي – إلا أن الجنوب يظهر قدرة متزايدة على تجاوزها، مستفيداً من وعي سياسي متنامٍ، وانضباط اجتماعي أكبر