المجلس الانتقالي الجنوبي يرحّب بتقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة ويدعو إلى تعزيز التعاون الدولي..انفوجراف

هبط الصرف والأسعار لا تتحرك .. كاريكاتير

الرئيس الزُبيدي يلتقي نائب رئيس الوزراء الروسي لبحث تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين الجنوب وروسيا.. انفوجرافيك



اخبار وتقارير

الأربعاء - 19 نوفمبر 2025 - الساعة 09:04 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ تقرير / رامي الردفاني



في خضم المتغيرات المتسارعة التي تعيشها المنطقة اليوم، يبدو الجنوب وكأنه يقف على خط تماس مباشر بين ثلاث معارك متوازية: معركة الهوية، ومعركة الاستقرار، ومعركة تثبيت المشروع الوطني. ومع تزايد وتيرة الاستهداف السياسي والإعلامي، تتجه الأنظار إلى قدرة المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي على إدارة هذه المرحلة الفاصلة، ليس فقط من زاوية رد الفعل، بل من زاوية صياغة معادلة جديدة للحاضر، وبناء قواعد أكثر ثباتًا للمستقبل.


كما تشير المعطيات الراهنة إلى أن الجنوب يتعرض لأكبر موجة استهداف مركبة منذ سنوات، تتداخل فيها الحسابات السياسية والإعلامية والأمنية. فالجماعات المناوئة للمشروع الجنوبي من الحوثيين إلى الإخوان تحاول إعادة إنتاج أدوات الضغط على الساحة الجنوبية، سواء عبر حملات التحريض الإعلامية أو محاولات خلط الملفات الاقتصادية بالخلافات السياسية.


ورغم حجم الضخ الإعلامي الواسع، يكشف الواقع أن هذه الحملات لم تنجح في المساس بجوهر الوعي الشعبي الجنوبي، الذي أصبح أكثر قدرة على التمييز بين الأزمات المصطنعة والوقائع الحقيقية ولقد تحوّلت الحرب الإعلامية إلى سلاح فقد تأثيره، بعدما أدرك الناس هدفه في زعزعة الثقة بالقيادة وإحداث شرخ مجتمعي واسع بين أبناء الجنوب الواحد.


*المجلس الانتقالي ثبات سياسي في وجه التحديات


وفي مقابل ذلك، يظهر المجلس الانتقالي الجنوبي كأقوى الأطراف قدرة على التحكم بإيقاع المشهد، عبر خطاب سياسي متماسك، وقرارات محسوبة، ورؤية تتجاوز اللحظة الآنية وذلك في استطاعته خلال السنوات الماضية أن ينتقل من “كيان مقاوم” إلى “مؤسسة سياسية راسخة” تمتلك أدوات إدارة ومعايير واضحة للتحالفات الإقليمية والدولية.


ويشير مراقبون إلى أن شخصية الرئيس الزُبيدي لعبت دوراً أساسياً واستثنائيا في تثبيت هذا النهج؛ فالرجل يجمع بين صلابة الموقف وهدوء القيادة، وبين وضوح الرؤية وقدرته على امتصاص الضغوط. وهنا يظهر أحد أسرار قوة الانتقالي: ثبات المشروع مقابل تقلب الآخرين.

* الحاضنة الشعبية .. خط الدفاع الأول

ورغم تعقيدات الوضع الاقتصادي والخدماتي، فإن التماسك الشعبي الجنوبي بات اليوم أكثر حضورا من أي وقت مضى. فقد فشلت الحملات المنظمة التي راهنت على “تفكيك الجبهة الداخلية” في تحقيق هدفها، لأن الشارع بات يدرك أن معركة الجنوب ليست معركة خدمات فقط، بل معركة هوية ومصير.

كما أصبح المواطن الجنوبي اليوم أكثر وعيا بطبيعة المرحلة، وأكثر تمسكا بالمجلس الانتقالي باعتباره الممثل السياسي الوحيد الذي حافظ على خطاب ثابت وسقف وطني واضح وهذا التماسك الشعبي هو الذي يمنح القيادة قوة إضافية، ويجعل الجنوب قادرًا على تجاوز الأزمات الواحدة تلو الأخرى.



إلى جانب تماسك الداخل، يبرز العامل الجيوسياسي الذي لا يمكن فصله عن أي حديث عن مستقبل الجنوب. فالموقع الاستثنائي الممتد على أهم خطوط الملاحة الدولية من باب المندب إلى خليج عدن يجعل الجنوب اليوم عنصرا حاسمًا في معادلات الأمن الإقليمي والدولي.

ولهذا السبب، لم تعد قضية الجنوب ملفًا هامشيًا، بل أصبحت جزءًا من نقاشات غرف السياسة في عواصم عدة فالدول الكبرى باتت تنظر للجنوب بوصفه “مفتاح استقرار البحر الأحمر”، و”حائط الصد أمام تمدد النفوذ الإيراني عبر الحوثيين”.



وبالنظر إلى خط المسار الممتد من الحاضر إلى المستقبل، يبدو واضحًا أن الجنوب يسير بخطى ثابتة نحو مرحلة جديدة: مرحلة تعزيز المؤسسات، ومرحلة بناء الدولة على أسس صلبة. فما تحقق خلال السنوات الماضية لم يكن سوى قاعدة الانطلاق نحو مشروع وطني أكبر.

إن انتقال الجنوب من “مرحلة مواجهة الاستهداف” إلى “مرحلة صناعة النفوذ” يؤشر إلى أن مشروع الدولة الجنوبية لم يعد مجرد حلم، بل أصبح مسارًا سياسيًا يتمدد يومًا بعد يوم، ومشروعًا يكتسب شرعيته من الناس قبل أي جهة أخرى.


*الجنوب إرادة لا تهزم


في المحصلة، تكشف الوقائع أن الجنوب ليس ساحة هشّة كما يصوره خصومه، بل أرضٌ صقلت أبناءها بالتجارب، وقيادةٌ رسخت حضورها وسط العواصف، وشعبٌ صنع من الألم قوة، ومن التحديات جسورًا نحو المستقبل.

ومهما حاولت القوى المناوئة للجنوب إعادة تدوير أدواتها القديمة، تظل الحقيقة ثابتة:
أن الجنوب مشروع صمود… ومشروع دولة في آن واحد، يمضي بثقة، ويعيد رسم مستقبله بيديه.