الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تناقش التدهور الخدمي والاقتصادي وتُحذّر من تداعيات رفع الدولار الجمركي..انفوجراف

الرئيس الزُبيدي يبحث مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي الأوضاع الراهنة وجهود السلام..انفوجراف

الرئيس الزُبيدي يبحث مع السفيرة البريطانية والبنك الدولي حلولًا عاجلة لأزمة الكهرباء والمستجدات السياسية..انفوجراف



اخبار وتقارير

الجمعة - 27 يونيو 2025 - الساعة 04:46 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / متابعات

للوهلة الأولى تحسبها مدينة أشباح، لولا بعض العائدين إلى ديارهم بعد رحلة نزوح امتدت لعامين، فلم تعد الخرطوم العاصمة التي مثلت واحداً من أكثر ميادين الحرب بين الجيش والدعم السريع وحشية قبلة للسودانيين رغم توقهم للعودة إليها، نتيجة حجم الدمار الذي خلفته المعارك التي استمرت فيها لعامين، البنايات التي فعلت فيها آلة الحرب ما فعلت، آلاف السيارات المعطلة أو المحترقة تملأ الأزقة والطرقات والساحات، بجانب بنيتها التحتية التي تآكلت تحت وطأة المدافع.

والآن بعد أن هدأت وتيرة المعارك في العاصمة الخرطوم بدأت بعض الأسر النازحة رحلة العودة إلى الديار، ولكن لا شيء يحفز على البقاء، المساكن طالها النهب والتخريب، والبنى التحتية لحق بها ما لحق من الدمار، الكثير من الأسر رجعت من حيث أتت، فما حدث أكبر من طاقتها الإعمار، كما أن ضيق ذات اليد يقف عائقاً أمام أي محاولة للبقاء، لا سيما في ظل انعدام مصادر الدخل وغلاء أسعار السلع الأساسية.

انعدام الخدمات

ولعل انعدام الخدمات الضرورية هو أكبر تحدٍ يواجه العائدون إلى ديارهم بمناطق شرق الخرطوم، الكهرباء ما زالت في علم الغيب والمراكز العلاجية العاملة تعمل بالحد الأدنى، ولكن تظل أزمة مياه الشرب الهاجس الأكبر.

فالمياه متوقفة منذ بداية الحرب، بعدما استخدمت محطات المياه ثكنات للمتحاربين، بدأت بعض الأحياء في إجراء معالجات محلية لحل أزمة المياه، لا سيما في أحياء منطقة البراري، التي يعمل النشطاء والخيرون من أبناء المنطقة بجد لإيجاد حلول إسعافية تخفف من المعاناة المتواصلة منذ أيام الحرب الأولى.



يعتمد السكان العائدون إلى الخرطوم بشكل أساسي على مياه الآبار، فهم يقومون بجلبها عبر (الدرداقات) من مناطق متباعدة.

أما الغذاء فما زال الناس يعتمدون فيه على المطابخ التكافلية (التكايا)، ففي كل منطقة من مناطق الخرطوم يوجد مطبخ أو تكية، لتقديم الوجبات للأهالي، فهي مطابخ مدعومة من الخيرين وبعض المنظمات، ورغم أنها تركز على أصناف بعينها من الطعام مثل (الفاصوليا وليلة العدس) إلا أنها تمثل المصدر الأساسي للطعام في تلك المناطق.

والحركة في وسط الخرطوم تكاد تكون معدومة خاصة منطقة السوق العربي، وكذلك في أحياء شرق الخرطوم، التي بدأت في بعضها تدب الحياة بشكل ضعيف، رغم حالة الأمان فيها، ربما لانعدام الخدمات الضرورية، من مياه وكهرباء وغيرها.