اخبار وتقارير

الإثنين - 29 أبريل 2024 - الساعة 08:43 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / استطلاع: مريم بارحمة

محافظة شبوة غنية بالنفط والثروات المعدنية والبحرية وتمتاز بموقع استراتيجي مهم، ولكنها تفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية وأهمها الكهرباء والماء؛ ولذلك يطالب أبناء شبوة والجنوب باستكمال إنشاء مصفاة لتكرير النفط بقدرة 5 ألف برميل يومياً، وكان يفترض انشائها من سابق؛ لتوفير احتياجات محافظة شبوة خاصة والجنوب من المشتقات النفطية ورفد الاقتصاد الوطني وتحسين الخدمات الأساسية بالمحافظة وتشغيل الأيدي العاملة من أبناء المحافظة، وهذا المطلب يحظى باهتمام شعبي ورسمي واسع.
ويولي الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي اهتمامًا خاصًا بمحافظة شبوة، لمطالبهم وحقهم في إدارة شؤون محافظتهم في إطار المشروع الجنوبي الفيدرالي؛ لتحقيق التنمية وتعزيز الاقتصاد بالمحافظة.
كما دعت الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الحكومة لتحقيق مطالب أبناء شبوة بإنشاء مصفاة نفطية بمحافظة شبوة والاهتمام بإعادة صيانة وتشغيل مصفاة العاصمة عدن لأهميتها.
ولتسليط الأضواء أكثر على هذا المطلب الحيوي ومعرفة الأسباب التي تدفع أبناء محافظة شبوة والجنوب للمطالبة بإنشاء مصفاة لتكرير النفط، وما الدوافع التي تجعل البعض يعرقل مشروع انشاء مصفاة لتكرير النفط في شبوة؟ ولماذا تفتقر المحافظات المنتجة للنفط في الجنوب لأبسط الخدمات رغم أنها غنية بمختلف الثروات المعدنية؟ وما المردود والفوائد التي ستعود على شبوة والجنوب من امتلاك مصفاة نفطية بشبوة في الجانب الخدماتي والجانب الاقتصادي والاستثماري؟
التقينا بنخبة من مختلف الطيف الشبواني:

-مطلب شرعي وحقوقي

يوضح الأستاذ محمد عبدالله علي باقطيان، مستشار محافظ شبوة، عضو الجمعية الوطنية، نائب رئيس لجنة الاقتصاد والتنمية، أسباب مطالبة شبوة بإنشاء مصفاة لتكرير النفط بشبوة قائلاً:" محافظة شبوة من المحافظات المنتجة للنفط وتعاني كثيراً من انعدام المحروقات وارتفاع أسعارها، وتستهلك محافظة شبوة كميات كبيرة من المحروقات كونها تُعد منطقة محورية وتتصل بكثير من المحافظات ويمر بها خط دولي ولهذا تحتاج انشاء مصفاة لتكرير النفط وسيستفيد منها ابناء شبوة لتغطية المحافظة بالمحروقات وبأسعار مناسبة، ومن الاسباب أيضاً واهمها هو توفير المحروقات للكهرباء، والتي تعد أهم مرفق يقدم خدمات للمواطن وبسبب انقطاع المحروقات عن محطة الكهرباء يعيش ابناء شبوة في ظلام دامس بسبب ارتفاع اسعار المحروقات لأنه؛ مستورد لم تستطيع محطة الكهرباء شراء الديزل ولو كانت هناك مصفاة في شبوة لن يلجأ ابناء شبوة للاعتماد عن المحروقات المستوردة وسوف تغطي الاسواق المحلية وبأسعار مناسبة، أسوة بمحافظة مأرب التي توجد بها مصفاة تغطي محافظة مأرب بالمحروقات. ويطالب ابناء شبوة بإنشاء مصفاة اسوة بالمحافظات المنتجة للنفط كحضرموت ومأرب وهو مطلب شرعي وحقوقي".

-رافد اقتصادي وحل للأزمات

بدوره الأستاذ صالح علي بلال، رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر شبوة الشامل، يقول :" محافظة شبوة هي المحافظة الثانية لإنتاج النفط ولديها مخزون نفطي وغازي كبير، وقد تأخرت كثيراً في انشاء مصفاة تكرير النفط؛ لكون انشاء مصفاة نفط في شبوة سوف يكون رافد اقتصادي جديد للاقتصاد الوطني، وسيوفر فرص عمل، ويحل ازمة الوقود لحاجة المحافظة والمحافظات المجاورة .
محافظة شبوة تعاني من ازمات جمة وانشاء المصفاة سوف يدر دخل وطني، وسوف يكون نصيب لشبوة من العائدات، وسوف يعود بالنفع على المواطن في جوانب عده منها حل مشكلة وقود الكهرباء، وتطوير البناء التحتية للمحافظة ومديرياتها المترامية".

-جهود تنتظر التنفيذ

ويوضح الأستاذ بلال، الجهود الرسمية المبذولة لإنشاء مصفاة لتكرير النفط بقوله:" سعت السلطات المتعاقبة للحصول على موافقة الحكومة لتمويل المصفاة، وحالياً يبذل محافظ المحافظة الشيخ عوض محمد الوزير العولقي جهود اثمرت بعد مخاطبة السلطات في وزارة النفط ومجلس الوزراء عن اعداد دارسة الجدوى للمصفاة، وتم رفعها لمجلس الوزراء إلا أنه لم يتخذ القرار بشأن التنفيذ وظلت تلك التوجيهات محل اخذ ورد بين وزارة النفط ومجلس الوزراء ومحافظ شبوة.
مطالبة شبوة إنشاء مصفاة لتكرير النفط تتفق عليه وتدعمه كل الفعاليات السياسية من الاحزاب والمكونات، وأخرها ما تضمنته رؤية مؤتمر شبوة الشامل والتي تتضمن انشاء مصفاة نفط وشركة بترو شبوة اسوةً بشركة بترو مسيلة وشركة صافر. وسيظل هذا المشروع هدف رئيس للسلطة المحلية ومن خلفها كل ابناء المحافظة، وعلى الحكومة تمويل المشروع أو الموافقة على افساح المجال للاستثمار الداخلي والخارجي لتنفيذه. ولن تكون شبوة أقل من جيرانها في الشرق والغرب".

-خطر على مصالح المتنفذين

وبدوره الإعلامي الأستاذ حسن صالح هذبول الخليفي، يكشف الدوافع التي تجعل البعض يعرقل مشروع انشاء مصفاة لتكرير النفط في شبوة، قائلاً:" طبعًا هناك دوافع كثيرة وذلك نظرًا لأننا نعيش في وضع اللآدولة وينهش الفساد كافة الأجهزة الحكومية. فهناك رجال أعمال ومتنفذون في الدولة سيُعيقون هذا المشروع الكبير لمصالحهم الشخصية؛ لأن هناك صفقات تُدار بالملايين من وراء النفط. وأن تظلّ محافظة شبوة بحاجة إلى غيرها من ناحية المشتقات النفطية بشتى أنواعها. فاستقلال محافظة بهذه الأهمية مثل محافظة شبوة بالمشتقات النفطية يُشكل خطرًا كبيرًا على مصالح المتنفذين كما ذكرنا سابقًا. ونظرًا لوجود جهات أخرى مثل تجار الحروب، فهم مستفيدون من الوضع الراهن في معاناة محافظة شبوة من عدم توفر المشتقات النفطية".


-مصالح هرم القرار

بينما يوضح الأستاذ عمر محمد صالح بامخشب، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية الطلح محافظة شبوة، قائلاً :" هناك جهات في هرم القرار تقف ضد حصول محافظة شبوة على إنشاء مصفاة لتكرير النفط والسبب الكبير يريدون ان تبقى شبوة محافظة الثروات بهذا الشكل ويتم الحصول على مصالحهم؛ لأن إنشاء مصفاة لتكرير النفط بشبوة سيقطع عليهم مصالح شخصية وسيوفر لأبناء شبوة تنمية، فلا يهمهم وجود تنمية ل شبوة، لكن بإذن الله تفشل تلك المساعي التي تقف ضد حصول أبناء محافظة شبوة على انشاء مصفاة لتكرير النفط بمحافظتهم."

-استحواذ على ثروات الجنوب

ويكشف أ. باقطيان لماذا تفتقر المحافظات المنتجة للنفط في الجنوب لأبسط الخدمات رغم أنها غنية بمختلف الثروات المعدنية والنفط، بقوله :" لا توجد غير اجابة واحدة كافية للرد على هذا السؤال، وهي بسبب السياسة التي اتبعها النظام السابق ابان حكمة والذي استحوذ على ثروات الجنوب وتم تسخيرها للمصالح الخاصة، وكذلك تم تسخيرها لتطوير محافظات الشمال وبسبب الاقصاء والتهميش للكوادر الجنوبية وعدم توليهم الأمور التي تخص الثروات. وخير دليل على ذلك نعمل مقارنة بين محافظة مأرب الشمالية ومحافظة شبوة الجنوبية!
حيث أن محافظة مارب توجد بها مشاريع عملاقة مثل الكهرباء الغازية، ومصفاة تكرير النفط، ومستشفى مأرب الذي يقدم خدمات طبية كبيرة وعندما تنظر إلى شبوة لن تجد فيها أي من هذه المشاريع العملاقة".

-تعزيز القدرات الاقتصادية والخدمية

بينما الخبير المالي والمصرفي، الأستاذ محمد علي باجيل، الرئيس التنفيذي لبنك الإنماء الاسلامي للتمويل الأصغر، يكشف المردود والفوائد التي ستعود على شبوة والجنوب من امتلاك مصفاة نفطية بشبوة في الجانب الخدماتي والجانب الاقتصادي والاستثماري، قائلاً:" إن امتلاك محافظة شبوة النفطية مصفاة نفط سيعود بالنفع على شبوة خاصة والجنوب عامة من ناحية تلبية الاحتياجات النفطية إلى جانب تعزيز القدرات الاقتصادية والخدمية أيضا في شبوة والجنوب بشكل عام .
حيث إن توفر مصفاة نفطية لشبوة سيعود بالكثير من المنافع للمحافظة وأبنائها أهم تلك المنافع انخفاض الكلفة الاجمالية لقيمة صافي النفط من جراء التكرير، وبالتالي سيكون سعر النفط بسعر أقل من المستورد، كذلك سيتم توفير الكثير من المشتقات النفطية الأخرى كالديزل والمازوت والكيروسين إلى جانب البترول، كما ستوفر المصفاة فرص للأيدي العاملة من أبناء شبوة وبالتالي تحسن مدخولات الكثير من الاسر الشبوانية. أضف إلى ذلك إن تشغيل مصفاة بطاقة كبيرة سيؤدي إلى تحسن في وضع العملة المحلية كون الطلب على العملة الاجنبية سينخفض بغرض استيراد البترول والديزل من الخارج"، مضيفاً:" كما إن تكرير النفط في شبوة سيساهم بشكل كبير في تقليل نسبة الهدر الذي تشهده الثروة النفطية في المحافظة، كون عملية التكرير تتم خارج المحافظة، وبالتالي تحسن الموارد العامة للمحافظة بشكل خاص والجنوب بشكل عام من جراء تكرير وبيع النفط داخلياً ومستقبلاً خارجياً".