رئاسة الانتقالي تدعو الشركات المحلية والدولية للإستثمار بمختلف القطاعات الاقتصادية في بلادنا.. انفوجرافيك

الرئيس الزُبيدي ييلتقي الملحق لعسكري في السفارة الهندية.. انفوجرافيك

ذكرى إعلان عدن التاريخي منهج لبذل مزيدا من التقدم لاستعادة دولتنا الجنوبية



اخبار وتقارير

السبت - 27 أبريل 2024 - الساعة 10:59 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ تقرير / رامي الردفاني


منذ الساعات الأولى لتوقيع اتفاقيات الوحدة عام 1990م كانت مؤامرات الحرب التدميرية الغاشمة تحاك في كواليس الشمال للانقضاض على الجنوب'
حملت السنوات الأولى ما بعد التوقيع على الوحدة' حملت في أحشائها بذور الموت لهذه الوحدة ونوايا الحرب والسيطرة الاستعمارية للجنوب' جاء ذلك حين بدأت فرق الموت والتكفير المتطرفة العائد معظمها من أفغانستان باغتيال عشرات ومئات الكوادر الجنوبية البارزة ، تزامنت مع ظهور حزب التجمع اليمني للإصلاح بهدف الانقضاض على تمثيل الحزب الاشتراكي للجنوب أنذاك وهو الحزب الذي ساهم علماؤه أساسا في التشريع الديني لحرب احتلال وغزو الجنوب عام 94.

كما انفجرت في السابع والعشرين من شهر أبريل عام 94 القذيفة الأولى معلنة للعالم بدء احتلال دولة الجنوبي من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية' أن التخطيط لإعلان الحرب على الجنوب لم يتجلى مما سبق وحسب ، فقد كان الجنوب بحكم موقعه الجيوسياسي جاذبا لمطامع قوى إقليمية ودولية كبرى كانت ترى إلى جانب حكام اليمن الشمالي في إنهاء وتدمير دولة الجنوب فرصة سانحة للبدء في زعزعة أمن واستقرار المنطقة وفقا لقواعد مصالح سياسية مشتركة.

كما صاحب هذا الاحتلال اليمني عوامل عدة على الصعيد المحلي انتشار الفساد المالي والإداري وتدني المستوى الأمني ورفض الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي حرصت على طرحها قيادات الجنوب انتهت جميعها برفض وثيقة العهد والاتفاق التي وقعها نائب الرئيس علي سالم البيض والرئيس الراحل صالح عفاش في عمان فبراير 94 برعاية من الملك الأردني الراحل حسين بن طلال حينها.

" نكث المواثيق"

حيث مارس الاحتلال اليمني في نكث المواثيق ، وخلفوا بالوعود ، وغدروا بالشراكة ، زعماء حرب لا إلاً لهم ولا ذمة أعلنوا موت الوحدة إلى الابد وهو يوم السابع والعشرين من فبراير أربعة وتسعين وبدأ الاحتلال ، هكذا قال شعب الجنوب ، فقال الاحتلال اليمني عبارته الشهيرة : أنه يوم عُمّدت الوحدة بالدم وعاد الفرع للأصل وعبر الجنوبيون بحزن عميق بقولهم أن الدم هو وحده من سقى أحلام شعبٍ أراد لكم الحياة فأردتم له الموت .. لكنه لم يمت ..!

" شرارة الحرب"

اعتبر الخطاب الذي ألقاه الراحل عفاش صحاب الصيت القبيح يوم 27 أبريل 94م من ميدان السبعين بصنعاء اليمنية بمثابة خطاب الحرب المنتظر ، والإشارة الأولى لبدء احتلال الجنوب بعد رفض كل المبادرات التي سعت لحل الأزمة المتفاقمة بين قيادات دولتي الجنوب والشمال الشريكتان في الوحدة .. وفي فجر الخميس يوم ثماني وعشرين أبريل 94 قامت قوى الإحتلال اليمني الحاكمة في صنعاء اليمنية وبدعم القوى القبلية والمتطرفة المتحالفة معها بتفجير الموقف عسكرياً في منطقة عمران حيث كان يرابط اللواء الثالث مدرع التابع للجيش الجنوبي من قبل قيادات الفرقة الأولى مدرع التي يقودها علي محسن الأحمر ومعها
حملت القيادة الجنوبية أنذاك في بيان لها الرئيس صالح وعلي الأحمر وأفراد أسرتهما الذين يحتلون مناصب رفيعة في القوات المسلحة، المسؤولية عن عواقب هذا الهجوم، التي قالت أنه جاء تنفيذاً لخطة الأسرة العسكرية الحاكمة في صنعاء، والرامية إلى جر البلاد إلى الحرب .

واقع غادر في امتداد أعمال الحرب والاحتلال العسكري تتقدم باتجاه المدن الجنوبية ، بعد اكتساح الآليات العسكرية والقوى الإرهابية تراب الجنوب مخلفة مجازر من الضحايا والدمار ، معها رفضت قوى صنعاء اليمنية كل الوساطات العربية والدولية التي كانت تدعو إلى وقف الحرب واللجوء إلى طاولة الحوار .

كما تكللت كل المساعي العربية والدولية إلى جانب جهود الجامعة العربية والأمم المتحدة لوقف أعمال الزحف نحو العاصمة الجنوبية عدن والدخول بحوار لحل أزمة الوحدة واصلت قوى الشمال حربها الضروس على الجنوب بعد تجريد شركاء الوحدة الجنوبيين من كل صلاحياتهم السياسية التي دفعتهم لإعلان فك ارتباط دولة الجنوب بدولة الوحدة في العشرين من مايو من نفس العام.


كما أصرت قوى صنعاء اليمنية على عدم الاستماع لصوت السلم ، ورفضت احترام كل القرارات العربية الصادرة عن مجلس التعاون الخليجي في الطائف ودول إعلان دمشق والقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن رقمي 924 و931 في شهري يونيو ويوليو من العام نفسه حينها مضت قوى الإحتلال اليمني تجاه لغة الموت نحو ارتكاب مزيد من المجازر البشعة التي سطرت لأعنف حرب شهدها الإنسان في الجنوب معلنة في يوم 7 يوليو الأسود يوما لاحتلال الجنوب ، متجردة بذلك من كل القيم الأخلاقية والإنسانية والسياسية التي ظلت مفرداتها ولا تزال غائبة عن قواميس حكامها حتى اليوم.

" حصاد الحرب الظالمة على الجنوب"

ورى اقتصاديون في واقع تقديري أن كلفت مادمرته حرب زعماء القبيلة والحكم في صنعاء اليمنية بلغ
خمسة وثلاثون مليار دولار تقريبا بالعاصمة عدن وحدها حسبما قدره اقتصاديون فضلا عن الضحايا البشرية التي قدرت بعشرات الآلاف بين شهيد وجريح فأضحت المدينة “خاوية على عروشها”
ولم يبقي أمراء الحرب القادمين من صنعاء اليمنية وأفغانستان في الجنوب شيئا يتنفس قضوا على الحياة ومعالمها' دمروا كل جميل فيها في أقوى حرب انتقامية ضد الجنوب وشعبه' دمروا
المنشآت الصناعية والعقارية، والبنية الأساسية للدولة، والمشاريع التنموية والخدمة العامة والخاصة ، مصافي النفط ومعامل تكرير البترول والمنشئات الحيوية والمطارات' المنازل والمباني والمدارس والمساجد تحولت إلى ركام من التراب والأحجار المتناثرة'وشردت الحرب أكثر من نصف مليون شخص جنوبي ، ودمرت مئات الدبابات وعشرات الطائرات الجنوبية وقائمة من الدمار والخراب قضت فيها على كامل إقتصاد الجنوب ، وما لم تطله نيران الحرب تلقفته قطعان القبائل القادمة من الشمال نهبا وسلبا وخرابا تتويجاً لفتحهم العظيم وغنيمةً لحرب قالوا أنهم سائرون خلالها إلى الجنة ، وقادوا فيها الجنوبيين إلى الجحيم بفتاوى تكفيرية لشيخهم الهالك الزنداني وزعيم حزب الاصلاح الديلمي.


كما جعل قطيع الاحتلال اليمني ارض الجنوب ومقدراته ليتقاسموه بين قبائل الشمال كا ما في الجنوب بين مشائخها ومتنفذيها من قبائل بكيل وسنحان وحلفائهم من العلماء والمتطرفين والأعوان فتخاصصوا آبار النفط وحقول البترول ومساحات الأراضي الواسعة والفلل الضخمة والقصور والمرافق العامة والخاصة متجاوزين مافي البر إلى البحر، فتحولوا بفضل هذه “الحرب” من متسولين أمام سفارات الدول إلى رجال أعمال ووكلاء كبرى شركات العالم' وعلى وقع تكبيرات الغزاة سقط الجنوب بيد المحتلين وأعلنت القوى المتطرفة يوم فتح عدن في السابع من يوليو 94 ، وهزيمة من وصفوهم ب” الشيوعيين والكفرة” ذكرى لهم'.


كما لعب علماء حزب الإصلاح اليمني الدور الأكبر في تهيئة الأرضية الدينية المشرعنة للحرب ، حيث شارك علماؤها في الحشد والتعبئة والنزولات الميدانية للمعسكرات والمساجد لتأليب الناس على قتال أبناء الجنوب' تتوجت مساعيهم بفتوى “التكفير الشهيرة” التي أطلقها عبد الوهاب الديلمي أحل خلالها دماء الجنوبيين وأباح أموالهم وأرواحهم الأطفال منهم والنساء دون تمييز .. مما أثارت تلك الفتاوي من شيخ حزب الاخوان الديلمي استنكاراً واسعا من علماء الأزهر والمملكة العربية السعودية وعلماء دين آخرين فظل علماء حزب الإصلاح وزعمائه ينكرون هذه الفتوى طيلة السنوات الماضية عقب الحرب إلى أن بدأت خيوط جريمتهم تتكشف بأفواههم يوما بعد يوم وظلت تلك الفتاوى تلازمهم حتى مماتهم .

" أرضية خصبة بزرع الارهاب في الجنوب"

مثلت حرب صيف 94م ، الأرضية الخصبة التي من خلالها بدأت قوى الدين والقبيلة والعسكر بصنعاء اليمنية في تصدير الإرهاب وعناصره إلى الجنوب حتى بات آفة يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي
وقد شاركت إلى جانب مليشيات الإصلاح المسلحة مزيج من قوى الإرهاب والتطرف من مقاتلي تنظيم الجهاد الإسلامي وعناصر تنظيم الأفغان العرب في حربهم على الجنوب لكون
المؤسسة الدينية وأدواتها وأحزابها التكفيرية في اليمن الشقيق هي أبرز تهديد يواجه الجنوب والمنطقة اليوم وكأن التاريخ يعيد نفسه فالحرب مستمرة منذ ذلك اليوم الأسود حتى وإن تبدلت الأسماء والوجوه لكنها لم تتبدل النوايا والأفعال وما يجري في أبين ليس ببعيد.


"ذكرى الانتصار"

تحل الذكرى الثلاثين لاحتلال الجنوب اليوم وقد تحققت الكثير من الانتصارات ' فمنذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، في عام 2017م، وهو يتحدث بصراحة، عن مطالب الجنوبيين وحماية مصالح شعب الجنوب، واستعادة أراضي الجنوب قبل عام 1990م..

فالمجتمع الدولي يتفهم طبيعة التعقيدات التي تواجه المجلس الانتقالي الجنوبي ورغبة الجنوبيين الجامحة للاستقلال، ولذا يرى استعادة أبناء الجنوب لدولتهم، أمرًا حاسمًا في إحلال السلام والاستقرار باليمن والمنطقة.

حيث يعتبر الجنوب تاريخيًا كان دولة مستقلة، ويحق لأبنائه استعادة دولتهم كاملة السيادة وحل قضية شعب الجنوب، أهم خطوة في مسار التوصل إلى اتفاق سلام باليمن والمنطقة بكلها'

كما يضع المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، هدف فك الارتباط، هدفًا استراتيجيًا لا تراجع عنه بالمطلق مهما كان الثمن.
لن يتخلى شعب الجنوب عن المكتسبات التي تحققت اليوم، ولن يتخلى عن حقه في تقرير مصيره، واستعادة دولته
لا يزال كافة سكان وأهالي الجنوب، وخصوصًا في العاصمة الجنوبية عدن، يدفعون ثمنًا باهظًا جراء تلك حرب صيف 1994م، الغاشمة ويظل استقلال الجنوب، واستعادة دولته، هو الخيار الوحيد والمنطقي لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها'

كما أصبح الجنوب اليوم يمتلك قوة عسكرية، وسياسية تمكنه من إعادة اعتباره لما حدث من دمار في حرب ظالمة، وهمجية في صيف 94م



" تفاعل جنوبي"

تفاعل عدد من الكتاب والسياسيين مع الذكرى المولمة من أجتياح الجنوب من قبل قوى الإحتلال اليمني' حيث كتب الدكتور صدام عبدالله رئيس قطاع الاعلام الحديث ومستشار الرئيس عيدروس في تغريدة له على منصة إكس بقوله :"
‏يحيي شعبنا الجنوبي في السابع والعشرين من أبريل من كل عام، ذكرى أليمة مريرة، ذكرى إعلان نظام صنعاء الحرب على الجنوب عام 1994، تلك الحرب التي أحرقت الأخضر واليابس، وخلفت وراءها دمارا هائلا وجروحا لم تندمل حتى يومنا هذا.

واضاف بالقول: في مثل ذلك اليوم من عام 1994، أعلن نظام صنعاء الحرب على الجنوب، حيث شنت قوات الشمال هجوماً عسكرياً واسعا على الجنوب، مستخدمة كل وسائل التحريض لأجل التعبئة بما فيها الفتاوي الدينية وتكفير شعب الجنوب كما استخدمة كل أنواع الأسلحة الثقيلة،مما أدى إلى سقوط العاصمة عدن في يدها بعد حرب ضارية استمرت قرابة الشهرين.

وتابع بالقول: لم يكتفي نظام صنعاء اليمنية بالسيطرة على الجنوب بل تلا الغزو موجة عارمة من الانتهاكات والجرائم التي مارستها سلطات صنعاء ضد شعب الجنوب، فتم تسريح الجيش الجنوبي والتنكيل بافراده وتهجير مئات الآلاف من أبناء الجنوب، وارتكبت مجازرٌ مروعة بحق المدنيين التي طالبت بحقوقها، ونهبت ممتلكاتهم، ودمرت البنية التحتية في الجنوب بشكلٍ ممنهج.

واكد قائلا : ولكن لم يستسلم شعب الجنوب للظلم والقهر، بل قاوم الغزاة ببسالة وشجاعة فائقة' واندلعت ثورةٌ شعبية عارمة في الجنوب، استمرت لسنواتٍ طويلة، ضحّى خلالها الآلاف من أبناء الجنوب بأرواحهم دفاعا عن أرضهم وكرامتهم
وخلفت حرب 1994 آثارا كارثية على الجنوب، فتم تدمير ونهب ثرواته بشكل كامل، وتراجعت منظومته التعليمية والصحية، وفقد الجنوب هويته واستقلاله.

وعبر قائلاً: ويحيي شعب الجنوب ذكرى حرب 1994 كل عام، تأكيدا على تمسكه بحقه في تقرير مصيره، ونضاله من أجل استعادة دولته المستقلة. وتعد هذه الذكرى بمثابة رسالة للعالم أجمع بأن شعب الجنوب لن ينسى جرائم الماضي، ولن يتوقف عن الكفاح حتى ينال حريته واستعادة دولته.
واخيرا نقول إن ذكرى إعلان الغزو على الجنوب هي ذكرى أليمة تحفر في ذاكرة كل جنوبي، ولن ينسى شعب الجنوب أبدا تلك الجرائم البشعة التي ارتكبتها ومازالت ترتكبها سلطات صنعاء بحقه.
وسيظل شعب الجنوب يواصل نضاله من أجل استعادة دولته المستقلة، وبناء مستقبله المشرق.

وغرد عبد العزيز الشيخ رئيس قطاع الاذاعة والتلفزيون قائلاً: ‏27 أبريل 1994م، ذكرى خطاب السبعين المشؤوم الذي أعلن فيه عفاش، الحرب على الجنوب بفتوى من علماء ومشايخ الارتزاق والإرهاب، أباحوا فيها قتل الجنوبيين وسفك دمائهم، واستباحة أراضيهم، ونهب ثرواتهم وممتلكاتهم، وتدمير وطمس هويتهم، وكل مايذكر أو يشير إلى دولة الجنوب.

وأوضح بالقول: اليوم وبعد مرور 30 عاما على ذلك الإعلان الظالم، نؤكد لكل القوى التي شاركت في تلك الحرب الهمجية إن جنوب اليوم محمي برجاله وأبطاله، وكل الجرائم التي اقترفتموها بحق شعبنا لن تسقط بالتقادم' وإن غدا لناظره لقريب.

وعلق القيادي عمرو البيض على ذكرى إعلان الحرب على الجنوب قائلا :" ‏27 ابريل 1994م تم إعلان الحرب على الجنوب وعلى شريك مشروع الوحدة اليمنية' وهذه الحقيقة التي أنتجت احتلال ومشكلة حقيقية على المستوى الإقليمي والدولي تحتم علينا وضعها في اطار صحيح لحلها.

من جانبه قال الصحفي علاء عادل حنش قال :"
تحل اليوم الذكرى المآساوية لإعلان قوات الاحتلال اليمني الفاشية، الحرب الظالمة على الجنوب (أرضًا، وإنسانًا).
ومعها نتذكر الفتاوى الباطلة من قبل عدو الله، الهالك الشيخ الزنداني، بتحليل قتل أبناء شعب الجنوب، واستباحة أراضيهم وثرواتهم.

وتابع بالقول: اليوم أصبح الجنوب الرقم الصعب في المعادلة، وبمقدور الجنوب وقواته المسلحة الجنوبية البطلة رد الصاع صاعين.

من جانبه كتب صالح علي الدويل باراس مقال سرد فيه محطات الاحتلال اليمني وجاء في مقاله هذة الكلمات المعبرة قال فيها :"
ستظل كلمات الشاعر الكبير أحمد سعيد أمسعيدي التي اسمعها عبدالله الاحمر ومرافقيه وهم يحتفلون حينها باجتياح الجنوب ثأر في ضمائر وعزائم رجال الجنوب :

يابيت لحمر قر ماشي لك مفر
من خذ ملاح الناس بايعطي ملاح

انته مسلح بالبنادق والشفر
وحنا علينا حضر ممنوع السلاح
الى قوله
لو انته تباني سامحك في ما جرى
والله ماسامح ولاتبصر سماح

ورغم الالام في الجنوب والضيق والحنق بل الرفض للاوضاع الراهنة لكن الجنوبيين يستذكرون ثلاثين عاماً مرّت على الغدر به واحتلاله و” ادارته بالاستعمار” ، وان الحرب مازالت مستمرة عليه ، حرب حوثية وحرب خدمات وتدمير بنية وعقاب بالمرتبات وتوظيف ارهاب ومفخخاته وخلق اضطرابات امنية وتجنيد محبطين وطرفيات تمجّد المحتلين وتمكيج قبحهم ومع ذلك فالاغلب الاعم من شعب الجنوب صامدا مقاوما لن يتراجع لانهم يدركون انها سياسة لتجريد الجنوب من سلاحه ليظل “حضر ممنوع السلاح” في الجنوب كما خططوا ويخططون

تاريخ أسود من الغدر والاحتلال لن تمحوه ما يصطنعونه من عداوات جنوبية جنوبية ، تاريخ قتل حلم الوحدة يوم غدرت صنعاء بقضها وقضيضها بنخبها الدينية والوطنية واجتاحت الجنوب ليس لان الحزب الاشتراكي شيوعي حسب وصفهم ، فشوعيته ما منعتهم من الوحدة معه ووثائق الوحدة رغم جدبها وخلوها من اي اشتراطات لم تشترط اشتراكية ولا شيوعية بل اشترطت تعددية وديمقراطية فكان انقلاب الغادرين على الشرطين ، وكان التكفير والحرب بسببهما فاصطرخوا بعضهم يكفّر وآخر يتصارخ “من جهز غازيا فقد غزا ” !!

ان حقائق التاريخ تظل محفورة تصنعها الاحداث وتكتبها الدماء ولا تمحوها تعليقات المهترئين ، فالثابت بمذكراتهم ان الرئيس وشيخ الرئيس اتفقا على تاسيس حزب لا ليعطي اضافة وطنية للعمل الوطني بل لينقلب على اتفاق الوحدة ، هكذا اتفقوا ، وهكذا نفذوا ، وهكذا قام بالدور تحريضا وتكفيرا وارهابا

27 ابريل يوم محفور في ذاكرة كل حر جنوبي يوم داست فيه اقدام عساكرهم ومجنزراتهم الجنوب ، ولا اخوة وطن ولا اخوة عروبة بعد ان تدوس اقدام العسكر الديار بل يظل ثارا في عزائم وضمائر الاحرار

لن يتحقق سلام ولن تنجح خارطة طريق ولن تنفع كلفتات اقليمية او اممية مهما اصطنعوا من مكونات ومهما صوروا من صور ، يراهنون بها على الظروف الاقليمية والدولية ويجيّرونها لمصلحة مشروعهم وهو خيار سيسقط كما سقطت خيارات الحرب والتنصيب ولن يتحقق سلاما الا بتحقيق الهدف الجنوبي بدولته وهذه حقيقة يعلمونها مهما ناوروا تدعمها عدالة القضية وارادات الرجال مهما كانت الالام والتضحيات والصعوبات.