الانتقالي يرحب بتصويت جمعية الأمم المتحدة لمنح فلسطين العضوية الكاملة

رئاسة الانتقالي تدعو الشركات المحلية والدولية للإستثمار بمختلف القطاعات الاقتصادية في بلادنا.. انفوجرافيك

الرئيس الزُبيدي ييلتقي الملحق لعسكري في السفارة الهندية.. انفوجرافيك



اخبار وتقارير

السبت - 27 أبريل 2024 - الساعة 09:00 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ تقرير/ محمد الزبيري


أربع سنوات فقط مرت على الوحدة السلمية والتي بموجبها اتحدت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مع الجمهورية العربية اليمنية لتكونا ما عرف بالجمهورية اليمنية وتحت تأثير اوهام الوحدة العربية تخلى الجنوبيون عن دولتهم وعاصمتهم وعملتهم الوطنية وحقهم في رئاسة الدولة معتقدين أن الوحدة ستكون الطريق نحو الديمقراطية والحرية والإزدهار الاقتصادي،دون شكوك في نوايا الطرف الآخر الذي كان يعد العدة ويحيك المؤامرات لإسقاط اتفاقيات الوحدة وتحويلها إلى احتلال وهو ما تحقق بعد حرب شرسة شنها الإحتلال اليمني على الجنوب غدراً وبدأت يوم 27 ابريل 1994م وانتهت بسقوط العاصمة عدن وتدمير الجنوب وطمس هويته الوطنية في 7 يوليو من العام نفسه*
*يتذكر الجنوبيين في كل عام ذكرى هذه الحرب الغادرة والجرائم المروعة التي رافقتها ومشاهد جحافل المغول القادمون من ادغال اليمن الشمالي وهم يجتاحون العاصمة عدن مرتكبين أبشع جرائم القتل والسلب والنهب والتدمير وحولت العاصمة الجنوبية إلى خرائب بعد أن كانت نموذجاً للتطور والرقي والنظام*

*27 أبريل 1994 ذكرى الاجتياح*
في صبيحة يوم أسود صحى الشعب الجنوبي على أصوات المدافع والطائرات وهي تصب حمم الحقد ونيران الغدر مستهدفة الجنوب أرضاً وإنساناً وبصورة همجية وحقد أعمى ممن كان يطلق عليهم الأشقاء وشركاء الوحدة
حشد المجرم عفاش جيوشه الجرارة معززة بمليشيات حزب الإصلاح الإخواني وشركاؤه الإرهابيين العائدين من أفغانستان ورجال القبائل ووجها لاجتياح الجنوب مسنودة بالفتاوى الدينية التي تبيح دماء الشعب الجنوبي وتحل لهذه المليشيات المتوحشة نهب أموال وممتلكات من اسماهم شيوخ الدين بالشيوعيين الملحدين والكفرة الذين تجب إبادتهم وتدمير بلدهم واعتبار قتلهم جهاداً في سبيل الله.




*فتاوى التكفير ودورها وجرائم الإبادة


عمل نظام الإحتلال على صبغ الحرب الغادرة على الجنوب بصبغة دينية من خلال تصوير الغزو البربري والهمجي على الجنوب بالجهاد في سبيل الله
تصدى حزب الإصلاح الإخواني شريك المجرم عفاش في غزو الجنوب للجانب الديني وعمل قادته على حشد الرأي العام،فعقدوا المحاضرات في المعسكرات والمساجد والمهرجانات ونشروا البيانات التي تحث كل فئات الشعب الشمالي على الجهاد في سبيل الله والتوجه إلى الجبهات لقتال الكفرة والملحدين في الجنوب باعتبار قتالهم واجب ديني لا يجوز التخلف عنه.
توجت هذه الفتاوى بالفتوى الشهيرة التي أجمع عليها رجال الدين في حزب الإصلاح الإرهابي وحلفاؤه وتلاها الديلمي وزير العدل والتي أحلت بموجبها دماء الشعب الجنوبي واعتبر قتالهم جهاد في سبيل الله.
أحلت هذه الفتوى قتل الأطفال والنساء بحجة أن قتلهم مفسدة أصغر من مفسدة أصغر من انتصار الكفار في الجنوب.




* إبادة شعب ونهب الممتلكات




كان دمج الجيشين وإعادة تموضعهما أحد أبرز اتفاقيات الوحدة المشؤومة.
بموجب هذا الاتفاق أرسلت أبرز الألوية العسكرية الجنوبية إلى مناطق شمال الشمال حيث المعسكرات المحاطة بالقبائل المتخلفة والمعروفة تاريخياً بالغدر دون أن يستفيد الجنوبيين من تجربة الجيش المصري الذي راح الآلاف من جنوده ضحايا لغدر هذه القبائل.
كما أن أقوى أسلحة الجيش الجنوبي تم نقلها إلى صنعاء دون تقدير لنوايا شركاء الوحدة او التحقق من نواياهم.
لهذه الأسباب سقط الجنوب رغم المقاومة الشرسة التي أبداها الجنوبيون دفاعاً عن أرضهم ووطنهم في مواجهة جيش الإحتلال ورجال القبائل المتوحشة وقوى الإرهاب المعروفة بالأفغان العرب المتحالفين مع حزب الإصلاح.
ارتكبت هذه القوى أبشع المجازر حيث سقط عشرات الآلاف من المواطنين في الجنوب أغلبهم من المدنيين والنساء والأطفال.



*7يوليو اليوم الأسود



يتذكر الجنوبيون بحسرة وألم مشاهد ذلك اليوم الأسود.
ظلت مشاهد سقوط العاصمة عدن واللحظات الأولى لوصول المليشيات المتوحشة لقلب عدن محفورة في ذاكرة الجنوبيين.

مشاهد مروعة لعصابات تتسابق على القتل والتدمير وتننافس على اقتحام البيوت ونهب الممتلكات وإحراق كل جميل في العاصمة عدن.
لفترة ظل المواطنون في صدمة غير مستوعبين أن هذه المليشيات الموغلة في التخلف والحقد والهمجية هم شركاء الوحدة أو الأشقاء.
ظن المواطن وائل محمود أنه يعيش كابوساً سيصحو منه وأن مايراه ليس سوى حلم يرى فيه عصابات قادمة من القرون الوسطى،لكن لم يفق إلا على الحقيقة الموجعة.
هؤلاء المتوحشون بمناظرهم المرعبة وملابسهم الرثة وتجردهم من كل المبادئ والأخلاق الإنسانية والقيم ليس سوى شركاء الوحدة أشقاءنا الذين ضحينا بدولتنا من أجلهم.
سقطت العاصمة وتحقق للبرابرة،واستمرت الانتهاكات المروعة،بيوت ومحلات وممتلكات تنهب،مواطنون عزل يقتلون،أطفال ونساء يموتون جوعاً بسبب الحصار وقطع الماء ونهب الغذاء وحرمان الشعب الجنوبي من ابسط مقومات الحياة.



*ما بعد الإحتلال



سقط الجنوب وتم ابتلاعه ولم يبق سوى هضمه.
بهذا المعنى تحدث عبد الكريم الإرياني أحد أبرز السياسين الذين تآمروا على شركاءهم الجنوبيين ورسموا خطة احتلال الجنوب.
كانت تسريح الجيش الجنوبي وطرد آلاف الموظفين الجنوبيين من وظائفهم أول خطوة في مخطط هضم الجنوب والتخلص منه نهائياً.
الخطوة الأخرى كانت تتمثل في تدمير الهوية الجنوبية واستهداف كل المعالم الأثرية والتاريخية فنهبت المتاحف ودمرت المواقع الأثرية وأحرقت المعالم الوطنية الجنوبية وتحولت المباني التاريخية إلى منشآت عسكرية ومخازن للمليشيات.
أطلق قادة الإحتلال اليمني العنان لمليشياتهم فنهبوا كل شيء.
لم تسلم المنازل والمحلات التجارية والمؤسسات العامة والخاصة من النهب.
يقول بعض المواطنون أن حتى المساجد وبيوت الله لم تسلم من النهب.
يقول مواطن عدني ضاحكاً أن أحد جنود الإحتلال حاول منع زميله من نهب أحد المساجد في كريتر باعتبار أن نهب المساجد محرم فكان رد صاحبه بجواز نهبها لأنها(مساجد الكفار)
يقول المواطن العدني المثير للضحك والبكاء في آن واحد أنهم وبفعل الفتاوى الدينية لمشايخهم يظنون أن نهب ممتلكات شعب وقتله حلال واختلفوا فقط في المساجد هل يجوز نهبها أيضاً..قبل أن تأت الفتوى بجواز نهبها لكونها مساجد الكفار...وهي المرة الاولى بالمناسبة أن تجد شعب كافر يبني المساجد قبل أن يأت المؤمنون لنهبها وتدميرها