الكثيري يطلع على خطة اللجنة العليا للمناسبات بذكرى إعلان عدن.. انفوجرافيك

الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تؤكد تمسكها بمضامين إعلان عدن التاريخي.. انفوجرافيك

بلاكهرباء عدن تتجرع ويلات الحر.. كاريكاتير



اخبار وتقارير

الأحد - 20 أكتوبر 2019 - الساعة 04:17 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / رائد علي شايف

بقدمين لا تقو على حمله، يجر "نبراس" خطاه رفقة والده  نحو مبنى المحافظة، حيث يتقوقع المسؤولين عنه وأمثاله في مكاتبهم،دونما دراية بحالته كطفل ضرب مفاصله "الكساح" حتى احدودب جسده، وفاقم الفقر معاناته فصار والجوع قرينين ،فشل الجميع "سلطة ومنظمات وفاعلي خير من الفكاك بينهما  حتى غدا بمظهره المنهك تعبيرا يجسد واقع الحال، ونموذجا يكشف حقيقة المآل..!

في إحدى زوايا ممرات مبنى محافظة الضالع وجدنا "نبراس" صباح اليوم الأحد  يغط في نوم عميق غير آبه بزحمة وازعاج المسؤولين الذين يمرون بجانبه دون إكتراث لأمره،وكأنه قد سئم من محاكاة ضمائرهم الميتة وهو يتحمل مشقة الوصول إليهم قادما من قرية " لكمة صلاح " لعل القدر يسوقه إلى من يرأف لضعفه،أويشفق لحالته الإنسانية الصعبة، لكنه وفي كل مرة يغادر المكان كما دخله خالي الوفاض ممسكا بأيدي والده نحو معاناة لا نهاية لها..!

حالة الطفل نبراس وغيره الكثير تفضح وتعري زيف الادعاءات الباطلة للعشرات من المنظمات الدولية والمحلية التي تعمل في محافظة الضالع وتدعي حماية ورعاية الطفولة، بل وتصم آذاننا بهطرقة إعلامية ممجوجة عن تدخلاتها في هذا المجال، فيما الواقع يؤكد أن ذلك مجرد كلام للاستهلاك والابتذال، وعملية استرزاق وتلذذ بمعاناة الأطفال..!

يقول " عبدالعزيز محسن" والد الطفل المعاق، طرقت أبواب مختلف المنظمات التي تدعي حماية الطفولة، وخاطبت كل المسؤولين بالمحافظة لتبني حالة إبني، لكن دون جدوى..!

ويستدرك والد الطفل، قائلا:" لم تتجاوب معنا أي جهة عدا ما يجود به وكيل المحافظة نبيل العفيف من منحنا "سلة غذائية " يقدمها الهلال الأحمر الإماراتي  بين فترة وأخرى، وإن كانت غير منتظمة أو كافية إلا أنها تشكل الاستثناء الوحيد الذي نعود به من كل تنقلاتنا المكوكية..!

يعاني الطفل " نبراس" ذو السبعة أعوام،من إعاقة تتمثل في بروز وتقوس عظام الأرجل واليدين،إلى جانب طفح جلدي على مستوى كامل الجسد،ناهيك عن حالة أسرته المعيشية المتردية، ورغم كل ذلك  لم يبارح"نبراس" فصول الدراسة حيث يتحدى الإعاقة المرضية وشحة الظروف المادية ويواصل حضورة في " مدرسة الشهيد عبدالدايم بلكمة صلاح" على مستوى الصفوف الابتدائية، بل ويملك مهارات رياضية بهلوانية يقدم من خلالها موهبته الاستعراضية بكل خفة ورشاقة..!

يمضي " عبدالعزيز" شارحا حالة طفله، مشيرا إلى أنه قد جاب عديد المدن والمحافظات وزار عيادات طبية كثيرة، وخرج بتوصية تفيد بحاجة الطفل إلى  تدخلات جراحية مكلفة، ومرحلة علاج مطولة،وتحسن غذائي مستمر، على أمل أن يستعيد شيئا من وضعه الطبيعي بحول الله وقوته.

لكن.. ويتبعها " عبدالعزيز" بتنهيدة مؤلمة قائلا :" لا أملك أي شيء حاليا لعلاج إبني،فقد بعت كل ما أملكه واستدنت الكثير والكثير ،ولم يتبقى معي غير الأمل بحبل الله المتين ومن ثم فزعة الرجال المخلصين، وما يكتبه الله سنقبل به مؤمنين مستسلمين..!