كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



اخبار وتقارير

الأربعاء - 16 أكتوبر 2019 - الساعة 05:49 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ تقرير/ علاء عادل حنش:


حلت الذكرى الـ (56) لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة والجنوب يعيش انتصارات سياسية وعسكرية كبيرة، وأصبح حلم استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو/ أيار 2019م قريبًا للغاية.
التطورات السياسية الأخيرة، لا سيما فيما يخص مفاوضات جدة السعودية، تبرهن مدى المرحلة المتقدمة التي وصلت إليها قضية الشعب الجنوبي اليوم، وكيف استطاعت دبلوماسية قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بالرئيس عيدروس الزُبيدي الوصول بالقضية الجنوبية إلى أروقة الدول التي تمثل ثقلًا سياسيًا وعسكريًا على مستوى المنطقة العربية والإقليمية والدولية.
النجاحات السياسية التي حققتها الدبلوماسية الجنوبية بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، تزامنت مع انتصارات عسكرية استراتيجية لقوات المقاومة الجنوبية في الجبهات الحدودية (الجنوبية الشمالية)، ضد الحوثيين، الأمر الذي أثبت القوة العسكرية للجنوب، وقدرة قوات المقاومة الجنوبية على هزيمة الحوثيين رغم تخاذل وتآمر وتواطؤ القوات التابعة للشرعية مع الحوثي.

(الجنوب).. حليف عربي وإقليمي ودولي

تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة الجنوبية من إسقاط كل المؤامرات التي كانت تُحاك من قبل قوى إخوانية وإرهابية ضد الجنوب لزعزعة أمن واستقرار الجنوب والمنطقة العربية، جعله يصبح حليفًا عربيًا وإقليميًا ودوليًا، وما مفاوضات مدينة (جدة) السعودية إلا خير مثال.
وسبب ذلك يعود إلى أن المجتمع العربي والإقليمي والدولي وصل إلى حقيقة ثابتة تتمثل في أنهُ لا توجد أي قوة سياسية وعسكرية في اليمن تحارب الميليشيات الحوثية وتكافح الجماعات الإرهابية إلا المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة الجنوبية، وهذا أمر يجعل (الشرعية) خارج كل الحسابات العربية والإقليمية والدولية.

مكاسب حوار (جدة) للجنوب

من أهم المكاسب التي سيكسبها الجنوب من مفاوضات مدينة جدة السعودية، أن المجلس الانتقالي الجنوبي أصبح معترفًا به عربيًا وإقليميًا ودوليًا، ما يعني أن القضية الجنوبية أصبحت قضية (دولية)، ومحورية ورئيسية في حل الصراع بالمنطقة العربية، بالإضافة إلى ذلك، فإن الاتفاق الذي سيتمخض عن مفاوضات (جدة) لن يتعارض مع القضية الجنوبية، لأن رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي واضحة، وهي استعادة الدولة الجنوبية، وبديهيًا لن يقبل المجلس الانتقالي الجنوبي بأي بند يستبعد القضية الجنوبية.
وفي حالة تم إبرام اتفاق مفاوضات (جدة) فمن الطبيعي أن الشرعية والمكونات الشمالية ستكون في وضع حرج، إذ هي معنية بتحرير المحافظات الشمالية والقضاء على الحوثي، وهو ما لم تستطع فعله خلال الخمسة الأعوام الماضية كلها، بل إنها لم تحقق أي انتصار يذكر، ما يعني أن تأخر تحرير المحافظات الشمالية سيُعجل في إعلان استقلال الجنوب، لأنهُ ليس من المعقول أن يظل الجنوبيون ينتظروا (مسرحية تحرير الشمال)، وليس الجنوبيين معنيين بتحرير المحافظات الشمالية رغم قدرتهم على ذلك.
ومن أبرز المكاسب التي حققها الجنوب اعتراف المملكة العربية السعودية بقضية شعب الجنوب، وهذا يعتبر مكسب استراتيجي هام، وهو ما نتج عنه من تكوين علاقات (جنوبية سعودية) في الجانب الدبلوماسي والسياسي والعسكري.
ومن أهم المكاسب التي سيحققها الجنوب هو استلام قوات عسكرية جنوبية تأمين كل محافظات الجنوب، إلى جانب أن المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي هو من سيدير الجنوب، وهذان أهم مكسبان للجنوب.

مكاسب سياسية على طاولة المجتمع الدولي والإقليمي

وعن مفاوضات جدة السعودية، وهستيرية إعلام الإخوان، قال الكاتب والصحافي صلاح السقلدي: "رغم أن ما يصلنا حتى الآن عبارة عن تسريبات لما يجري بجدة من حوار إلّا أنه برغم ذلك وبمجرد أن يكون هناك حوار فإن هذا يثير حنق وانزعاج القوى المعادية للجنوب، ويؤكد بالمقابل أن الجنوب يسير بالطريق الصحيح"، معتبرًا أن قوى الإخوان "على اختلافاتها وتبايناتها ترى أن أي حوار مهما كان شكله ومخرجاته يشكّل نصرا سياسيا للجنوب وقضيته, فهذه القوى إلى قبل أسابيع كانت ترفض مجرد الخوض بالحديث عن أي حوار مع الجنوبيين ومع المجلس الانتقالي الجنوبي بالذات، وتعتبر أي حوار من هذا القبيل هو ضرب من الوهم والمستحيل، ولكنها اليوم تعترف مرغمة بهذا الحوار، وتحاول أن تقلل من حجم خيبتها بتسريبات كاذبة عن طبيعة ما تم الاتفاق عليه، وعلى كلٍ فإن أية مخرجات وإن كانت بسقف غير مرتفع فإنهُ يمثل نصرا مرحليا للقضية الجنوبية كخطوة تتلوها خطوات".
وعن مخرجات مفاوضات (جدة)، أكد السقلدي، في حديث خاص لـ"4 مايو" أنه "من خلال التسريبات نجد أن ثمة مكاسب يحققها الانتقالي والجنوب عموما بمضمار السياسة وبالذات على طاولة المجتمع الدولي والإقليمي كأول مرة يحدث هذا منذ تفجرت الثورة الجنوبية قبل سنوات".
وعند سؤالنا له: هل الجنوب أصبح حليفا عربيا وإقليميا ودوليا قويا؟ أشار السقلدي إلى أن: "عامل الجيوسياسية التي تربط الجنوب بمحيطها الجغرافي تفرض مثل هكذا شراكة وتحالفات، فالمصالح والأمن مشترك".
وتحدث السقلدي عن الحنكة السياسية لقيادة المجلس الانتقالي قائلًا: "ما يتم حتى اللحظة وبرغم صعوبة التحرك، وتكالب الخصوم من كل الجهات فإنها خطوات أكثر من جيدة، وتشير بأن القضية الجنوبية تمضي نحو حل عادل ومنصف للشعب الجنوبي.. وعلى كل حال ستبدي لنا الأيام ما كنا نجهله".

حقيقة حوار جدة

من جانبه، قال أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة عدن، الأكاديمي الدكتور صدام عبد الله: "من أراد أن يعرف حجم النصر الذي سيتحقق من خلال ما هو متداول من مخرجات حوار جدة فعليه أن ينظر إلى مواقع وصحف وقنوات شرعية الإخوان، وسوف يلاحظ مقدار الألم والعويل والبكاء من مخرجات الحوار الذي يمثل نصرًا للقضية الجنوبية".
واعتبر أن ما يتم تداوله من قبل "مدفوعي الأجر وناشطي وسائل التواصل حول تشويه الانتقالي، وأن قادة الانتقالي يبحثون عن مناصب، وقبولهم الانخراط في الشرعية هو من باب تضليل الرأي العام الجنوبي بهدف اتخاذهم مواقف ضد الانتقالي؛ لكن الحقيقة المغيبة هي أن تلك القوى والمليشيات جنّدت بمبالغ طائلة بائعي الأقلام في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لأجل ذلك؛ بسبب أنهم لا يستطيعون رفض مخرجات الحوار بصورتها الحالية".
وأشار صدام، في مقال مقتضب، إلى أن "التحريض وتضليل الرأي العام الجنوبي أصبح رهان (الشرعية الإخوانية) لعلّ وعسى أن يؤثروا عليه وأن يشككوا بقيادات الانتقالي التي أخذت على عاتقها هدف شعب الجنوب منذ سنوات طويلة".
وتابع: "شعب الجنوب أصبح أكثر وعيا ويستطيع أن يميز بين ما هو لصالحه وما هو ضده، وسيُفشل كل خطط وألاعيب الإخوان الواهمة في خلخلة النسيج الجنوبي، وسوف يصطف الشعب إلى جانب القيادة التي فوضها للدفاع عن حقوق أبناء شعب الجنوب والتمسك بالهدف السامي المتمثل باستعادة الدولة".
واختتم حديثه بالقول: "في ذات الوقت فإن قادة الانتقالي حريصون كل الحرص على عدم التفريط بالثوابت الجنوبية، وإن كان من مخرجات الحوار ما يتنافى ويتعارض مع الثوابت الجنوبية فثقوا كل الثقة بأن وفد الانتقالي المفاوض لن يقبلها وسوف يرفضها".

فتح منافذ سياسية للجنوب

بدوره، اعتبر الكاتب والسياسي صالح علي الدويل أن ما يحدث من مفاوضات في (جدة) بين اليمنيين ووفد الجنوب، بدون تعيين أعضائه، يعتبر الأول من نوعه.
وقال الدويل، في تغريدة عبر أشهر مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر): "‏في حوار جدة.. لأول مرة يفاوض اليمنيون جنوبا عربيا لم يختاروا ويفلتروا ممثليه، ما سيكشف زيفهم عاجلا أم آجلا، فأهمية الحوار أنه فتح منافذ للجنوب الذي ظل الإخونج وفساد اليمننة ونخبها وأحزابها يضربون عليه أسوارا من التعتيم والتكفير والشيطنة ونزع المصداقية والتخويف منه، خاصة في المملكة العربية السعودية".
وأضاف: "صراخهم لعلمهم ماذا يعني حوارًا يكون الجنوب العربي طرفا تعترف به السعودية وترعاه؛ لأنها دولة إن قالت فعلت وإن التزمت وفّت وليست قناة تعبوية!".
وتابع: "ظلت اليمننة وإخوانجيتها تستميت أن تبعد السعودية عن ملف الجنوب إلا عبرها، فشيطنوا الإمارات ليحجبوا أمرَ واقعٍ جنوبيٍ ويزورونه.. صراخهم كان لأن الرياض اقتنعت".