اخبار وتقارير

الخميس - 19 سبتمبر 2019 - الساعة 11:33 م بتوقيت عدن ،،،

"4 مايو" القسم السياسي:

"اصدروا بيانات، اكتبوا تغريدات، احشدوا الأنصار، روّجوا الإشاعات، الأهم أن تنجح الخطة.. أوقعوا بين السعودية والإمارات".. تعبيرٌ مختصرٌ لخطة عديدة البنود أعدّتها دولة قطر وكلّفت بتنفيذها حكومة الشرعية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي.

ثلاثة مسؤولين بحكومة الشرعية، اثنان منهم معروفان بحجم تنفيذهما للمؤامرة "القطرية – الإخوانية" التي تستهدف الإيقاع بين الرياض وأبو ظبي، هما: وزير الداخلية أحمد الميسري، ووزير النقل الجبواني، وثالثهما نائب رئيس البرلمان عبد العزيز جباري، أصدروا بياناً مشتركاً عمد في المقام الأول إلى الإيقاع بين السعودية والإمارات.

المسؤولون الثلاثة حاولوا في بيانهم "الكذوب" تشويه صورة الإمارات وروّجوا شائعات تخدم المشروع الحوثي - الإيراني، وتفكيك التحالف العربي عبر الإيقاع بين الرياض وأبو ظبي والمطالبة بوقف الدور الإماراتي الذي نال تقدير القاصي والداني على صعيدي مكافحة الإرهاب وانتشال الملايين من براثن الأزمة الإنسانية.

"إخوان الشرعية" استبقوا هذه الدعوة أيضاً بالحديث عن تشكيل حكومة جديدة، ساروا فيها على درب المليشيات الحوثية الانقلابية، التي تحدّثت عن طرحٍ كهذا، فيما برهن على تقاربهما وتعزيز التحالف فيما بينهما.

مخطط حكومة الشرعية (المخترقة إخوانياً) تضمّن أيضاً الهجوم على السعودية في وقتٍ سابق، بعدما شنّت عدوانها على الجنوب واستهدفته أمنياً وسياسياً وإعلامياً، لتكتمل مشاهد المؤامرة كاملةً التي فُضح أمرها أكثر من أي وقتٍ مضى.

عداء حكومة الشرعية المفضوح للتحالف العربي أمرٌ ليس بالجديد، فبعدما تركت نفسها أمام اختراق حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، تسبَّبت في تعطيل تقدّم التحالف على الأرض في مواجهة إرهاب مليشيا الحوثي، بعدما انخرط "الإصلاح" في تقارب مروّع مع الانقلابيين، على الرغم من تستُّره بغطاء الشرعية.

وقامت مليشيا الإخوان، التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر، طوال الفترة الماضية على تسليم جبهات استراتيجية لسيطرة المليشيات الحوثية، كما جمّدت جبهات أخرى بفعل نفوذها الطاغي في نظام الشرعية.

بيان هزيل وتذكرة للهجرة إلى قطر
الثلاثة المطرودين من السعودية إلى مصر، والذي سبق طرد وترحيل اثنين منهم من عدن إلى السعودية، وهم: أحمد الميسري، وصالح الجبواني، وثالثهم عبدالعزيز جباري، مسؤولون في الشرعية، أصدروا مطلع الأسبوع الجاري بيانا إخوانيا بامتياز يتخذ موقفا معاديا للتحالف لا سيما الإمارات، وهو ما اعتبره محللون سياسيون بأنه بيان الطرد الثالث (الطلقة الثالثة) التي لا رجعة عنها وبها إعلان غير مباشر بانفصالهم عن الشرعية.

وأجمع المحللون والسياسيون على أن البيان الثلاثي هزيل، ومجرداً من الصفة الرسمية، وتأكيداً ضمنياً على وضع الشرعية المزري التي تتخطفها الشللية ومافيات الفساد وتجار الحروب، ويندرج ضمن الأزمات البائسة التي تفتعلها الشرعية، بالإضافة إلى كونه بمثابة فيزا عبور إلى حضن قطر.

مجرد من الرسمية
ووصف المحلل السياسي والعسكري د.علي صالح الخلاقي البيان بالهزيل المجرد من الصفة الرسمية، وقال: "بيان هزيل في أسلوب صياغته وفي مضمونه وبتوقيعات شخصية مجردة من الرسمية أو حتى الختم الخاص لثلاثةٍ أصبحوا خارج الشرعية".

وأضاف: "الغريب أنهم يتحدثون باسم الحكومة التي لا يحق لهم الحديث باسمها، بل يمكن القول إنهم تمردوا عليها وعلى تحالف دعم الشرعية؛ حيث يناصبون العداء للإمارات العربية المتحدة، العضو الفاعل في التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والتي وصفوها بالحليف الاستراتيجي، وكأنهم يريدون التفريق بينهما أو دق إسفين بينهما كما ذهب خيالهم المريض".

وأردف: "ومن بين المنطلقات الست المتسلسلة نجد أنهم لم يذكروا الحوثي ولو بإشارة طفيفة كعدوّ مفترض لهم حتى الأمس، وكأنهم اليوم متفقين معه أو هو متفق معهم، وهي نفس لغة حزب الإصلاح التي نراها ونلمسها حالياَ عبر قنواتهم التي لا شك أنها ستتلقف هذا البيان الهزيل ليكون مادة إعلامية لها ولأخواتها من القنوات الإخونجية ولمن يقف خلفها".

وتابع: "باختصار: البيان شخصي وهزيل لا صفة رسمية له ويعبّر عن لسان الثلاثي العجيب الباحث عن وجهة استقرار جديدة لا تخفى عن المتابع اللبيب، ويصدق فيهم المثل الشعبي ‘‘ما من شارد خبر وصوب البُعد فاتر’’".

استباق لطردهم
من جانبه اعتبر المحلل السياسي د.حسين لقور بن عيدان البيان الثلاثي استباقاً لطردهم.

وقال لقور: "‏واضح جدا أن الثلاثي المرح شم رائحة إعادة هيكلة الشرعية بعد حوار جدة الذي كانت أطروحات المجلس الانتقالي الجنوبي فيه أقرب إلى موقف التحالف والذي شخّص عجز و فساد الشرعية وارتباط أطراف فيها بمجموعات إرهابية".

وأضاف: "لذلك وجدوا أنفسهم خارج كل الحسابات واستبقوا الإعلان عن طردهم ببطولة وهمية".

الهجرة إلى قطر
وحدد القيادي والسياسي الجنوبي أحمد الربيزي أربع نقاط استنتجها من البيان الثلاثي، أولها ما اعتبرها بمثابة تذكرة عبور إلى أحضان دوحة قطر.

وقال: "باختصار: البيان يعد إيذان ببدء موسم الهجرة الى الدوحة، وانتهاء كذبة أن (الميسري والجبواني) مع تحرير الجنوب، ووثيقة وفاة لما سمي بالمؤتمر الشعبي العام الجنوبي، وهو طلقة استباقية لقرار إقالتهم من مناصبهم والمتفق عليها من قبل التحالف".

تصعيد إخواني بائس
من جانبه أشار المحلل السياسي هاني سالم مسهور، إلى أن البيان الثلاثي يندرج ضمن الأزمات التي تفتعلها الحكومة لإفشال جهود التسوية، وتحديداً حوار جدة بين الانتقالي والحكومة، واعتبر تلك الأزمات تصعيدا بائسا.

وقال مسهور: "قلنا ونعيد تكرارها.. افتعال الحكومة اليمنية للأزمات المتوالية تظل محاولات بائسة لإفشال ‎حوار جدة الذي ذهب إليه المجلس الانتقالي الجنوبي برؤية واضحة لن تسقطها بيانات الثلاثي أو تعزيزات الحزب الإخواني الشيطاني".

وضع الشرعية المزري
ورأى القيادي السياسي الجنوبي أحمد عمر بن فريد، في البيان الثلاثي، تأكيدا ضمنيا على وضع الشرعية المزري، والتي تختطفها جماعة الإخوان وتوجه الحمقى بالإنابة عنها.

وقال: ‏"أفضل ما في البيان ليس مضمونه الأرعن وإنما التأكيد الضمني لوضع الشرعية المزري التي تتخطفها الشللية ومافيات الفساد وتجار الحروب".

وأضاف: "جماعة الإخوان المسلمين التي تتحكم في كل شيء تعلم كيف تحرك الحمقى ليقولوا بالإنابة عنها ما يرغبون فيه بينما هي توزع أدوارها على من تشاء لتبقي نفسها بعيدة".