اخبار وتقارير

الخميس - 18 يوليه 2019 - الساعة 09:50 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / متابعات


حمل إعلان الحوثيين عن استهدافهم الأراضي السعودية بطائرات مسيرة غداة زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى صنعاء ولقائه قادة الانقلاب هناك، رسالة سلبية إلى المجتمع الدولي تظهر عدم استجابتهم لجهود السلام، وتؤكّد تنفيذهم لأجندة خارجية مرتبطة بمصالح إيران والصراع الذي تخوضه ضدّ خصومها الدوليين والإقليميين ومن بينهم المملكة العربية السعودية.

ويعود غريفيث الخميس إلى مجلس الأمن الدولي لعرض خلاصة جولته الجديدة التي شملت كلا من موسكو والرياض وأبوظبي ومسقط، واختتمها قبل العودة إلى العاصمة الأردنية عمّان بزيارة إلى صنعاء حيث التقى زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي واصطدم بمواقفه المتشدّدة بشأن تنفيذ اتفاق ستوكهولم وبمطالبه المشطة بشأن تنفيذ تبادل انتقائي للأسرى والحصول على أموال من الحكومة المعترف بها دوليا لتمويل عملية إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة المتمرّدين.

وقوبلت تصريحات مسؤولي الأمم المتحدة حول اتفاق الحديدة بموجة استياء واسعة؛ لعدم إحراز أي تقدم وإصرار الحوثي على عدم تنفيذ الاتفاق بأي شكل.

وقال المتحدث باسم عمليات تحرير الساحل الغربي وضاح الدبيش، إن لوليسغارد واجه الحوثيين بقوله: "أنتم لم تنسحبوا شبراً واحداً من ميناء الصليف ورأس عيسى".

وأضاف أنه نظراً لأنه ليس من صلاحياته وضمن مهام عمله ملفات كشوفات إدارة الموانئ والأمن، قام بإحالتها للمبعوث الأممي والسياسيين في الطرفين.

وعبر الدبيش عن أسفه أن يأتي غريفيث ولوليسغارد بعد مرور 7 أشهر، ليقولا إنه لا يمكن تطبيق المرحلة الأولى والثانية من إعادة الانتشار إلا بالتزامن مع الاتفاق السياسي حول من هي السلطة المحلية التي ستتولى إدارة موانئ الحديدة.

ولفت إلى أن ذلك يعني أن هناك سنة إضافية من حشد الحوثي للحديدة وتهريب الأسلحة، مبيناً أن اتفاق استوكهولم هو الذي اتفق فيه وفد المليشيا الحوثية على ألا يتفق عليه أبداً كما وصفوه في صحيفتهم الرسمية بالـ"حبر على ورق".

واستطرد: "رغم كل الشواهد التي حدثت طيلة الأشهر الماضية، فإن مبعوث الأمم المتحدة الذي عجز هو ووفده في إقناع الحوثي بفتح طريق يريد منا أن نصدق أنهم سيقنعونه بالخروج من موانئ الحديدة".

وفي وقت سابق قال التحالف إنه اعترض وأسقط ثلاث طائرات مسيرة تابعة للحوثيين كانت في طريقها لمدينتي جازان وأبها في جنوب غرب السعودية قرب الحدود مع اليمن.

وجاء التصعيد الحوثي بينما كان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث يستكمل جولته في المنطقة في محاولة لإنعاش مسار السلام الذي توقّف عمليا بعد توقيع اتفاق في العاصمة السويدية ستوكهولم نص على وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة بغرب اليمن وتنفيذ إعادة انتشار للقوات في المحافظ وتبادل الآلاف من الأسرى لدى الحوثيين والحكومة اليمنية، غير أن شيئا من تلك البنود لم ينفّذ الأمر الذي عدّ فشلا لجهود الدبلوماسي البريطاني السابق غريفيث.

وشككت مصادر بالحكومة اليمنية في قدرة المبعوث الأممي إلى اليمن الذي وصل الثلاثاء إلى صنعاء في إحراز أي اختراق في مسار الأزمة اليمنية.

وأشارت في تصريح لـ”العرب” إلى أن آمال المبعوث تراجعت إلى درجة اقتصار جهوده الأخيرة على محاولة منع انهيار اتفاق الهدنة في الحديدة وفتح آفاق جولة جديدة من الحوار حول آليات تنفيذ خطة إعادة الانتشار في مرحلتها الأولى.

وأكدت ذات المصادر فشل غريفيث في تكوين موقف دولي وإقليمي موحد حول اليمن في منأى عن الفرقاء اليمنيين، وبلورة حلول خارج إطار اتفاقات السويد والمرجعيات الثلاث التي تبنتها قرارات مجلس الأمن الدولي ويعتبرها المبعوث الأممي من معوقات تحقيق التسوية السياسية في الملف اليمني.

ووفقا للمصادر فقد انهارت أجندة غريفيث السياسية التي تركزت حول تكثيف الضغوط الخارجية على الحكومة اليمنية، حيث قوبلت تحركاته في هذا السياق بموقف حكومي غير متوقع إثر تجميد الحكومة اليمنية لعلاقتها معه ورفض الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي استقباله خلال الثلاثة أشهر الماضية في أعقاب الشكوى الرسمية التي تقدم بها للأمين العام للأمم المتحدة.

ووصف مراقبون تحركات غريفيث الأخيرة ولقائه بالرئيس هادي في الرياض وزعيم الحوثيين في صنعاء بأنها تكرار لجولاته السابقة التي كانت تسبق كل إحاطة يقدمها لمجلس الأمن الدولي.

واعتبر عزت مصطفى رئيس مركز فنار لبحوث السياسات في تصريح لـ”العرب” أن الجدوى من تحركات مارتن غريفيث الأخيرة وجولاته في عدد من العواصم ستظهر بعد جلسة مجلس الأمن الدولي، مرجحا أن تكون تلك التحركات لطمأنه المجلس بأن العملية السياسية التي يديرها مازالت تسير كغاية قصوى لتحرّكاته.

وقلل مراقبون سياسيون من أهمية الاتفاق الجزئي الذي تم الإعلان عن توقيعه بين ممثلي الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة التي رأسها للمرة الأخيرة الجنرال مايكل لوليسغارد الذي انتهت مهمته على رأس بعثة المراقبين الدوليين في الحديدة.