الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تؤكد تمسكها بمضامين إعلان عدن التاريخي.. انفوجرافيك

بلاكهرباء عدن تتجرع ويلات الحر.. كاريكاتير

رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك



اخبار وتقارير

الثلاثاء - 21 مايو 2019 - الساعة 12:29 ص بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / منير النقيب


استهدفت الميليشيات الحوثية، منذ انقلابها على السلطة في اليمن، مواقع ومعالم اليمن الأثرية والتاريخية، تارةً بالنهب والتهريب والبيع، وأخرى بالتفجير والقصف، أو بتحويلها إلى مخازن أسلحة وثكنات عسكرية.

وفي عام 2015 عند احتلالها عدن وقبل طردها من قبل قوات المقاومة الجنوبية، والتحالف العربي خلال فترة ما قبل يوليو من العام2015م، عمدت المليشيا الانقلابية على استهداف المتاحف الأثرية والمواقع التأريخية الجنوبية بنيران مدفعيتها المتوسطة والثقيلة واستهدافها للمؤسسات الثقافية والمواقع الاثرية في العاصمة عدن.

وتعرض متحف عدن الوطني الواقع في مدينة كريتر، والذي يعود تاريخ بنائه إلى عهد السلطان "فضل بن علي العبدلي” في العام1912م، وحول إلى متحف في العام1971م، لقصف مكثف من قبل المليشيا الحوثية أدى إلى حدوث أضرار بالغة فيه، وتهدم معظم أجزاءه.

لم تكتفي المليشيا الحوثية في قصف وتدمير المتحف بل عمدت إلى نهب محتوياته التي كانت تزيد على (5 ) آلاف قطعة تعود إلى مختلف مراحل التاريخ اليمني القديم والحديث والمعاصر.

وفي توجه لطمس تاريخ عدن والجنوب استهدفت المليشيات الحوثية في نفس الوقت قلعة صيرة التأريخية والتي تعرضت لأضرار بالغة نتيجة لقصف مدفعي وصاروخي مكثف من قبل المليشيا الحوثية، أدت إلى تدمير أجزاء واسعة منها.

وتعد قلعة صيرة التأريخية من أبرز قلاع وحصون مدينة عدن، وقد بنيت في القرن الحادي عشر الميلادي، وكان للقلعة دور دفاعي في حياة المدينة خلال المراحل التاريخية لمدينة عدن.

وقلعة صيرة هي من إحدى المواقع العسكريّة في مدينة عدن جنوب اليمن، تمّ بناء قلعة صيرة في القرن الحادي عشر للميلاد.

-أهمية قلعة صيرة

إنّ الغرض والمغزى الأساسيّ والرئيسيّ من بناء قلعة صيرة في ميناء مدينة عدن القديم كان عسكريّاً بحتاً وذلك من أجل الدفاع عن المدينة من المطامع الخارجيّة التي تهدّدها ويدل ذلك من عدد المدافعين عنها وانتشارهم في حجراتها المتعدّدة، ةوجود المزاغل المنتشرة فيها والتي تطل غالبيتها على البحر.

-اثار شبوة

وفي شبوة هي الأخرى المحافظة الجنوبية التي لم تسلم من دمار مليشيات الحوثي، وتعرضت الكثير من المناطق الأثرية في شبوة للدمار والتخريب والنهب في مديريتي بيحان وعسيلان، من قبل المليشيا الحوثية التي دأبت على تدمير أي إرث تاريخي مهم لجنوب اليمن.

-قلعة دار الحيد الضالع

وفي محافظة الضالع قامت مليشيا الحوثي في 31 مارس 2015 بقصف مدینة الضالع بقذائف الدبابات والمدفعیة واستھدافت بشكل متعمد دار الحید بعدة قذائف مما ادى اشتعال النار فیه وتسببت بانھیار جزئي للمبنى.

ویعتبر دار الحید احد المعالم التاریخیة الأثریة والاساسیة لمدینة الضالع كمحاولة لطمس المعالم الاساسیة والاثریة التاریخیة لشعب الجنوب والقضاء علیھا.

تقع قلعة دار الحيد أو القلعة الأميرية البيضاء على قمة ربوة أو هضبة صخرية مرتفعة عن سطح مدينة الضالع إلى جهة الجنوب، وهي شامخةً محملة بعبق التاريخ وسبر أغواره التي لا تنتهي.

وتتكون (القلعة الأميرية) من أربعة أدوار وتقع إلى الغرب من القلعة العُثْمانيّة التاريخيّة، وتلتف عليها أسوار عتيقة تتخللها أبراج المراقبة وشرفات دفاعية، وبنيت هذه القلعة لغرض الدفاع عن المدينة ولتكون مقرًّا لحكم أمراء الأسرة الأميرية؛ وتلك الأبراج الشامخة التي تحيط بالقلعة الأميرية كانت وظيفتها الأساسية حراسة عاصمة الإمارة، ولا تزال تلك التحصينات ماثِلة للعيان وشاهدة على حقبة زمنية من تاريخ الضالع الحافل بالمآثر الخالدة، الذي يحكي قصصًا عن مراحل مختلفة.

وقلعة دار الحيد الاستراتيجيّة بنيت في آخر حكم أمراء هذه الأسرة الأميرية بعد أن انتقلت عاصمتهم إلى مدينة الضالع من منطقة السرير بجبل جحاف إلى (دار الإمارة السفلى) قبل أن تكون قلعة دار الحيد مقرًّا لآخر أمراء إمارة الضالع الأميرية من الفترة (1954 ـــ 1967م).

ولا زالت هذه القلعة صلبة المراس، رغم ما تعرضت له من قصف من قبل جيش صالح والحوثي في حرب 2015م.

-اثار لحج

تعد محافظة لحج وحضرموت من أكثر المحافظات اليمنية التاريخية، وسعى الحوثي أن يدمر معالمها التاريخية، ففي بداية عام 2015 أقدمت عناصر حوثية على هدم عدد كبير من المنازل التاريخية القديمة التي يعود تاريخها للسنوات الأولى من هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

وطال الدمار والإهمال ومصادرة التاريخ في عهد الوحدة المشؤمه وبتعمد من نظام وأدوات الشمال العديد من قصور ومساجد ومدارس سلاطين لحج وعدن تلك المعالم التاريخية ذات النمط المميز الذي جمع بين فن العمارة العربية والهندية ، ومن المعالم التي تعرضت للإهمال والتدمير الممنهج خلال سنوات ما تسمى "وحدة يمنية" ! وهي احتلال بكل ما تعنيه الكلمة عملت على طمس هوية شعب وأرض له تاريخ في الحياة المدنية والتحضر واحترام القانون والنظام يسبق الدولة دولة الوحدة بأكثر من 500 سنه.

وكان يعتبر دستور لحج وعدن أول دستور مقنن في شبه الجزيرة العربية خير دليل على عظمة وتقدم لحج الخضيرة ،قبل الوحدة اليمنية الاحتلال اليمنى المسمى الفعلي لهذه الوحدة المزيفة.
ومن أشهر المباني الأثرية في لحج التي تعاني الإهمال جراء عدم وجود الرقابة من قبل الجهات المعنية حيث، تم تخريب قصر الروضة الذي تم تحويلة إلى كلية ، حديقة الأندلس التي لم يتبقى منها ماعدا الأطلال ، والمدرسة المحسنية العبدلية العريقة التي بناها السلطان علي عبد الكريم العبدلي في العام 1931 م ، و كانت أول مدرسة نظامية في الجنوب العربي ، وأهم معلم تعليمي ،وكانت تعتمد شهاداتها في مصر التي أرسلت أول بعثه دراسة من مصر إلى لحج وظلت شاهد على مدى تقدم التعليم ،وتطورة بلحج، و تروي تاريخ تقدم التعليم في لحج على بقية المحافظات الجنوبية ،وتعكس مدى ثقافة وعراقة المحافظة، ومدرسة الترقي العبدلية ، ومحكمة الزراعة أول محكمة في شبة الجزيرة العربية التي أعلن عن إنشائها بمرسوم سلطاني ،أصدره السلطان فضل بن عبد الكريم العبدلي سنة 1950 م، لتنظيم الحياة الزراعية ،وعدالة الري للأراضي الزراعية في دلتا تبن أشهر وديان السلطنة العبدلية .

-مسؤول المدن التاريخية

وقال مسؤول في الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية بصنعاء (الخاضعة لسيطرة الانقلابيين): إنّ "الميليشيات استهدفت أكثر من 150 مَعْلَماً وموقعاً أثرياً وتاريخياً، بالتدمير والنهب والقصف والتحويل لثكنات عسكرية، منذ انقلابها على السلطة أواخر عام 2014"، وفق ما أوردت صحيفة "الشرق الأوسط".


وقال: إنّ "آلة التدمير والتفجير الحوثية ظهرت بشكل علني وواضح ضدّ الموروث اليمني، عقب الانقلاب"، مشيراً إلى وقوف إيران وراء ذلك.

وأضاف: "بصماتها واضحة، وهي مَن تقف خلف تلك الجرائم المرتكَبة بحق ذاكرة المجتمع اليمني والعربي على حدّ سواء".

وسرد المصدر المسؤول، دون ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، جزءاً يسيراً من المواقع التي طالها عبث وتفجير الميليشيات منذ بدء انقلابها، وقال إنها تتمثل في: "قلعة القاهرة الأثرية في مدينة تعز، ودار الحجر بهمدان، وجرف أسعد الكامل بإب، وموقع صبر الأثري بلحج، وسرداب تاريخي بالبيضاء، وحي القاسمي بصنعاء القديمة، و7 مدن تاريخية إلى جانب براقش وقرناو بالجوف، ومساجد ومعالم زبيد وحيس ومنارة (عك) بتهامة بالحديدة، وسدّ مأرب بمأرب، وصيرة بعدن قبل تطهيرهما من براثن الميليشيات".

وبالتوازي مع حملات الميليشيات الممنهجة ضدّ تاريخ وحضارة اليمن، نفذت الجماعة حملات نهب وتشويه واسعة ضدّ عدد من المتاحف، أبرزها: المتحفان الوطني والحربي بصنعاء، وهما من أقدم المتاحف على مستوى اليمن والجزيرة العربية.


وكشف المسؤول في الهيئة (الخاضعة حالياً لسيطرة الانقلابيين) اختفاء أكثر من 13 ألف قطعة أثرية من متحف ذمار، إلى جانب اختفاء 16 ألف وثيقة تاريخية وقطع أثرية متنوعة وسلاح قديم من المتحف الحربي بصنعاء.

ويقدر المسؤول "وجود أكثر من 120 ألف قطعة أثرية، مختلفة الأشكال والأحجام، في "المتحف الوطني بصنعاء" قبل انقلاب الحوثيين، ويعود تاريخها إلى عصور يمنية سحيقة"، ويكشف أنّ "نحو 60% من تلك القطع لم تعد اليوم موجودة في باحات أروقة وحجرات المتحف، الذي كان يُسمى في السابق "البنك المركزي اليمني للآثار.
وقد كشف تقرير صادر عن منظمة "مواطنة" لحقوق الإنسان، صدر في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وهي منظمة قريبة من الحوثيين أنفسهم، أنّ جزءاً من الانتهاكات والاعتداءات التي نفذتها الميليشيات الحوثية ضدّ المواقع والمعالم التاريخية والأثرية.

-سيطرة الحوثي على القلاع التاريخية

ويبرز التقرير الميداني للمنظمة، الذي شمل 9 محافظات، اهتمام الحوثيين بالسيطرة على القلاع والقصور التاريخية لما لها من أهمية إستراتيجية في المعارك العسكرية، وكشف استخدام الميليشيات للمعالم الأثرية كحصون عسكرية لشنّ هجماتها، وعرض التقرير عدداً من الأدلة، بينها هجوم الحوثيين على موقع القفل بصعدة، وقصر دار الحجر بلحج، وقلعة القاهرة بتعز، وغيرها.

ولم يكن تشويه صنعاء هو الانتهاك الأول، أو الأخير، للميليشيات الكهنوتية ضدّ تاريخ وحضارة اليمن؛ بل سبق للجماعة الميليشياوية أن استهدفت، على مدى أربعة أعوام من الانقلاب، عدداً من المواقع والمعالم الأثرية، بالصواريخ وقذائف المدفعية وأعمال النهب والسلب.

-75 انتهاكاً بحقّ المعالم


وكشف إحصاء رسمي؛ أنّ "الميليشيات ارتكبت أكثر من 75 انتهاكاً بحقّ المعالم الحضارية والمعالم الأثرية في اليمن، تنوعت بين التدمير والنهب والقصف".

وتوزعت هذه الانتهاكات، بحسب الإحصاء، ما بين: "12 انتهاكاً في محافظة تعز، و8 في مأرب، و7 انتهاكات في حجة، و6 انتهاكات طالت معالم حضارية في الحديدة، و15 انتهاكاً توزعوا بين 5 انتهاكات في صعدة، وعدن، وأمانة العاصمة، و8 انتهاكات تقاسمتها محافظتا الجوف، وإب، بالمناصفة، و3 انتهاكات في البيضاء، و3 مماثلة في صنعاء".

ووفق الإحصاء الرسمي نفسه، انتهكت الميليشيات الحوثية معالم حضارية وتاريخية في شبوة، وعمران، والضالع، وذمار، بـ 8 انتهاكات توزعت بواقع انتهاكين في كلّ محافظة، فيما سجلت لحج، وأبين، انتهاكاً واحداً لكل محافظة.

وفي السياق ذاته، يؤكد تقرير حقوقي آخر صادر عن "مركز السلم الاجتماعي اليمني"، ومنظمة "سام" الدولية؛ أنّ "أيدي الخراب الحوثية طالت أكثر من 120 موقعاً أثرياً خلال الفترة من 2015 إلى 2018".

وبينت التقارير وجود سوق سوداء لتجارة الآثار بسوق الملح في "باب اليمن" يقوم تجار متخفون وعصابات تتبع الميليشيات بالبيع والشراء فيها عبر وسطاء محليين لأجانب، ومافيا آثار من خارج اليمن.

وفي الوقت الذي يظلّ اليمن في عهد الميليشيات دون متاحف، ويعرض آثاره ومكنوزاته في مختلف متاحف العالم، يحمّل علماء ومهتمون في مجال التاريخ والتراث اليمني العصابات الحوثية مسؤولية ما يجري من ضياع للمعالم الأثرية، خصوصاً تلك المعالم المسجَّلة على لائحة التراث العالمي؛ كمدينة زبيد وصنعاء القديمة وغيرهما.