4 مايو / منيرالنقيب
شهدت العاصمة عدن مساء اليوم السبت تدشين الاجتماع الموسع الاستثنائي لجميع قيادات المقاومة الجنوبية الجنوبية بكافة تشكيلاتها الأمنية والعسكرية في عموم محافظات الجنوب. والذي دعا الية الرئيس القائد اللواء عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى لقوات المقاومة الجنوبية .
وكُرّس الاجتماع، الذي حضره نائب الرئيس وقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي وشاركت فيه القيادات العسكرية والأمنية وقيادات المقاومة الجنوبية في عموم محافظات الجنوب ، للتباحث بشأن تطورات الأوضاع التي تشهدها الساحة الجنوبية والتصعيد الحوثي في الجبهات الحدودية بين الجنوب والشمال.
وأعلن القائد الأعلى للمقاومة الجنوبية رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي خلال كلمة ألقاها في الاجتماع عن تأسيس محاور قتالية وعملياتيه، والتعبئة العسكرية، وتوحيد القيادة والسيطرة، والإعداد لتغطية كافة الجبهات الحربية ، بالإضافة إلى تشكيل غرفة عمليات موحدة لكافة القطاعات العسكرية والأمنية وقوات المقاومة الجنوبية.
وشدد الزبيدي على تغطية كافة الجبهات الحربية ، واتخاذ موقف حازم تجاه الاعتداءات الحوثية ، وكذا ورفع درجة التنسيق العسكري والعملياتي مع قيادة التحالف العربي.
كما أكد القائد الزبيدي بالعمل على تحرير وادي حضرموت الذي يعاني من ويلات الارهاب والإحتلال وكذلك باقي المناطق الأخرى في شبوة وأبين.
وقال الرئيس الزبيدي : " اليوم نقف أمام جملة من التحديات والمستجدات العسكرية والسياسية والأمنية والإجتماعية والتي تمثل في مجملها منعطفاً جديداً يحتاج الى المراجعة واتخاذ ما يلزم، وأنتم اليوم جميعاً هنا من أجل ذلك، ولذلك أدعوكم للعمل الميداني على ما يلي:
اولاً : تجديد التزامنا الكامل لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على استمرارنا بمحاربة الميليشيات الحوثية ومساندتهم في تحقيق أهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل، والمشاركة الفاعلة في حماية المنطقة وأمنها، وحماية الأمن القومي العربي وفق امكانياتنا المتاحة.
ثانياً : نحن مع السلام ، وندعم جهود الأمم المتحدة لكن ليس على حساب مستقبلنا السياسي في الجنوب، القضية الجنوبية ما زالت تُطرح بإستحياء، على الرغم من انها القضية الوطنية الأبرز على طاولة الحل، ولذلك نجدد مناشدتنا لمبعوث الأمم المتحدة إلى إشراك الجنوبيين بشكل عملي كطرف رئيسي في المفاوضات من خلال الإعتراف بوفد تفاوضي جنوبي يمثل تطلعات الجنوبيين ويعبر عن إرادتهم، فنحن لا نتمنى ان يتكرس في أذهان الناس ان المجتمع الدولي لن يعترف بمن يسلك مسالك السلم وطرق السلام.
ثالثاً : انطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية تجاه حماية وطننا وشعبنا ، نعلن اليوم عن تأسيس محاور قتالية وعملياتيه، وكذلك التعبئة العسكرية، وتوحيد القيادة والسيطرة، والإعداد لتغطية كافة الجبهات الحربية ، واتخاذ موقف حازم تجاه الاعتداءات الحوثية ورفع درجة التنسيق العسكري والعملياتي مع قيادة التحالف العربي .
رابعاً : كما تعلمون ان هناك هجوم حوثي على الضالع واجزاء اخرى من محافظتي لحج وأبين، ولذلك تأتي ضرورة التحرك عسكرياً وبشكل عاجل في هذه الجبهات وليكن العمل العسكري شعارنا، وليكن النصر قرارنا.
خامساً : تشكيل غرفة عمليات موحدة لكافة القطاعات العسكرية والأمنية وقوات المقاومة الجنوبية، لتوحيد العمل والقيادة لإدارة العمليات القتالية وحماية الأمن والاستقرار الداخلي، وسنكلف من نراهم أهلاً لقيادة ذلك العمل.
سادساً : العمل على تحرير وادي حضرموت الذي يعاني من ويلات الارهاب والإحتلال وكذلك باقي المناطق الأخرى في شبوة وأبين، هذه مناطق جنوبية يجب ان تكون محررة وآمنة وبعيدة من هذا الشر الذي يحاك لها والقائمين عليه.
وأضاف في كلمته" إنني فخور بكم وبتواجدكم اليوم في هذا المكان، وانه لشرف عظيم ان نكون معاً خاصة ونحن نتحمل مسؤولية وطنية واحدة، أمام الله وأمام الشعب، فدماء الجنوبيين الزاكية وتضحياتهم الكبيرة تستحق منا الوفاء وبذل كل ما يمكن بذله من اجل الأهداف التي ضحى من اجلها شهدائنا الكرام. وان الوفاء الذي اتسمت به جماهير الشعب طيلة المراحل كلها يستحق منا موقفاً بطولياً على طريق الإستقلال وبناء دولتنا الجنوبية الحرة المستقلة وعاصمتها عدن.
لا زلت اتذكر اجتماعنا السابق في العام 2018م وربما ان المخاطر اليوم تختلف في صورتها ونوعها وحجمها عن المخاطر التي كانت قائمة في ذلك الحين، الا ان دورنا لم يتغير ومسؤوليتنا ثابته، وكما واجهنا معاً مخاطر عديدة انتم تعلمونها في ذلك الحين، يجب ان نكون جاهزين لمواجهة مخاطر أخرى ومستجدات أخرى، فلا شيء سيثنينا عن دورنا ومسؤوليتنا الوطنية، ولا يوجد لدينا سقف الا سقف تطلعات هذا الشعب، حريته واستقلاله وصون كرامته واستعادة دولته وحماية عرضه وسلامة دينه والذود عن أراضيه.
وأوضح الزبيدي تاريخ نضال شعب الجنوب قائلا : " قبل انطلاق عاصفة الحزم، اخترنا طريق الكفاح المسلح لمواجهة ميليشيات الحوثي دفاعاً عن أرضنا وعرضنا وانتصاراً لقضيتنا الوطنية وسعياً في استعادة دولتنا وأملاً في صناعة مستقبل سياسي مغاير عنوانه استقلال دولتنا الجنوبية وإنهاء الاحتلال الذي قاومناه في 1994م بكل ما أوتينا من قوة، وقاومناه بعد ذلك، واستمرينا حتى جاءت اكبر حركة سلمية في تاريخ قضيتنا حين انطلقت في 2007م واستمرت ما يقارب عقد من الزمن..وفي مطلع 2015م لم نكن حينها نعلم بما ينتظرنا، غير اننا عزمنا على ذلك دون تردد، وكان موقفنا واضحاً، في الوقت الذي لم تظهر فيه مواقف الآخرين الا بعد سماع أزيز طائرات التحالف في سماء بلادنا، ولم يعد واضحاً هل كانت مواقفهم المؤيدة لعاصفة الحزم انتصاراً للمشروع العربي أم خوفاً وطمعاً في التحالف العربي،قاتلنا فانتصر لنا الله بأخوة الدين والدم والمصير، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ولا شك ان عاصفة الحزم كما قلت سابقاً قد عصفت بالمعتدين الآثمين، وحالت دون وقوع الوطن فريسة لهم ولفكرهم المتطرف، ساندتنا دول التحالف العربي على الأرض وكان لدينا مشروعاً وطنياً ومشروعاً عربياً، اما مشروعنا الوطني فهو قضيتنا التي كما اشرت ناضلنا من أجلها اكثر من عشرين عاماً ولا زلنا، وأما المشروع العربي فهو وقوفنا الى جانب اهداف عاصفة الحزم المتمثلة في القضاء على الإنقلاب الغاشم الذي دعمته ايران عبر ذراعها السياسي والعسكري في اليمن المتمثل في ميليشيات الحوثي، ووقوفنا مع هذا المشروع هو موقفاً ثابتاً حفاظاً على هوية هذه الأرض ونصرة للمظلومين فيها وصيانة لأرواحهم، وحمايةً للأمن القومي العربي.
واكد انه من داخل نسيج هذه المقاومة البطلة وبدعم الاشقاء في دول التحالف تشكلت البدايات العملية الحقيقية والعناصر الرئيسية الاولية للمؤسسة الامنية والدفاعية الجنوبية التي ضهرت الى الوجود كرديف للمقاومة الجنوبية في حماية الامن والاستقرار والدفاع عن الانتصارات المحققة ومكافحة الجماعات والخلايا الارهابية ,والاهم من ذلك التشكيلات العسكرية القتالية الجنوبية الضاربة التي تواصل معارك التحرير وتخوض القتال في اغلب الجبهات وعلى اكثر من صعيد بامتداد خارطة اليمن واهمها على الاطلاق الوية العمالقة والحزام الامني وقوات النخبة في شبوة وحضرموت وغيرها من الوحدات والتشكيلات الامنية والعسكرية التي شاع صيتها داخلياً وخارجياً وغطت شهرتها الافاق بما حققته وتحققه يومياً من انتصارات وانجازات واعمال بطولية , جعل منها مصدر خوف وقلق لكل اعداء الجنوب والمتآمرين على ارادة الشعب الجنوبي , وهدفاً مباشراً لأعمالهم العدوانية وحملاتهم الدعائية والسياسية الاعلامية البغيضة التي لا تتوقف , وتعزز فينا روح العزيمة والاصرار على المضي قدماً في تحقيق كامل اهداف وتطلعات شعبنا في استعادة وطنه وثرواته وبناء دولته ضمن سيادتها وحدودها التي كانت عليها قبل مايو 1990م ".
واستطرد " لا أريد ان اسهب الحديث في شرح التاريخ القريب، الذي لا شك انكم جميعاً عايشتموه وتدركون تفاصيله غير ان فيما أشرنا اليه تذكير لمن لا يحب الحقيقة، وتحذير لمن به صمم، وتنبيه لمن يزايد على الرجال أو يحاول سرقة انتصاراتهم ومواقفهم وتاريخهم المُشرّف، ومن لا يلمك موقفاً صلباً او أثراً طيباً او تاريخاً مشرفاً فعليه ان يذهب بعيداً عن حقوقنا وتاريخنا ومواقفنا ".
وتابع بالقول " كان توقنا الى الحرية له ثمناً غالياً دفعناه، وكان حبنا للكرامة وإيماننا بأهدافنا المشروعة وحقنا في العيش الكريم وتحقيق الإستقلال طريقاً ليس بالسهل، لكننا توكلنا على الله وسرنا فيه حتى رأى الجميع جديتنا في ذلك. كانت سلميتنا حباً وأملاً في السلام، وبالمقابل كانت حربنا مُرةٌ لا هوادة فيها، فنحن الجنوبيون أهل السلام وفرسان الحرب، ولقد كان التحرير الذي حققناه سوياً نتيجة أولية عادلة بالنسبة للوضع الذي كان قائماً، الا ان النتيجة النهائية يجب ان تكون الاستقلال الكامل، وعلى ذلك عاهدنا الله والشعب ونجدد عهدنا اليوم اننا لن نميل قيد انملة عن هذا الهدف ولن نساوم ابداً في تضحياتنا وارواح شهدائنا، ولن نفرط في ثوابتنا الوطنية وإرادة شعبنا وإجماعه على نيل حريته واستعادة سيادته على كامل التراب الوطني ".
وأطلب منكم أن تكونوا عوناً لأبنائكم واخوانكم في قوات المقاومة الجنوبية فهم الرهان الحقيقي في هذه المرحلة وهذه الظروف الحرجة ولنحمي جنوبنا ونحافظ على وحدة ابناءه، وكونوا على ثقة كاملة بأننا على ما تعاهدنا عليه معكم ماضون مهما كانت التضحيات، وهذا عهد الصادقين للصادقين وعهد الرجال للرجال.
وخاطب قوات المقاومة قائلا " انتم الرهان الحقيقي لهذا الوطن، أنتم الرهان الحقيقي لهذه القضية، أنتم الرهان الحقيقي لهذا الشعب المظلوم وهذا الحق المسلوب، أنتم الاوفياء ومن يُعول عليهم في تحقيق أهدافنا الوطنية، كونوا على قدر من المسؤولية، هذا الشعب أمانة في أعناقنا، فلنتحمل هذه الأمانة جميعاً وهذه المسؤولية ولنؤديها على أكمل وجه ".
- تحليلات سياسية للخطاب
وفي تحليلات السياسيين والإعلاميين لخطاب الرئيس القائد اليوم باجتماع قيادات المقاومة، القيادي الجنوبي احمد عمر بن فريد اكد ان خطاب الرئيس الزبيدي كان حاسما بقرارات تاريخية تواكب تطورات المرحلة من النواحي العسكرية والأمنية والسياسية، ويعتبر بداية لـ مأسسة" القطاعات العسكرية على طريق بناء جيش محترف يمثل دولة، وابرز المحاور هي : محاور عسكرية،غرفة عمليات مشتركة لتنسيق العمليات العسكرية بالتعاون مع التحالف العربي،تحرير وادي حضرموت.
وقال بن فريد في تعليقة على جملة من كلمة القائد الزبيدي "لا يسجل التاريخ مآثر الأبطال إلا في حالات تكون فيها الإرادة والعقيدة والإيمان الحقيقي بالهدف اهم الأسلحة لديهم".. ومن يستمع لهذه الكلمة وما يحيط بها من حضور جماهيري جنوبي طاغي يتأكد أن التاريخ يتواجد بيننا وأنه يسجل بقلمة خطوات واثقة نحو استعادة دولة الجنوب ".
فيما اشار المحلل السياسي الجنوبي يحيى غالب الشعيبي الى ان خطاب القائد عيدروس الزبيدي في آجتماع هام لقيادات المقاومة الجنوبية تكمن أهميته باللحظة التاريخية الفارقة التي يعيشهاالجنوب ومتغيرات على الارض وتجاوب دولي واقليمي.مرتكزات خطاب القائد خطةعمل لمرحلة جديدة تحت آطار المجلس الانتقالي سياسيا والمقاومة الجنوبية عسكريا(جنوب مكتمل الأركان).
اما المحلل السياسي هاني مسهور اكد ان توحيد التشكيلات العسكرية الجنوبية في غرفة عمليات موحدة خطوة مهمة ليس لحماية الجنوب بل لحفظ مكتسبات التحالف العربي وتأمين الأمن القومي العربي واستكمال عمليات مكافحة الارهاب في وادي حضرموت.
وأشار الناشط السياسي الجنوبي عبدالسلام عاطف جابر الى ان اللقاء الموسع للمقاومة الجنوبية اليوم برئاسة القائد اللواء عيدروس الزبيدي كان لقاء ناجح ونتج عنه مقررات تاريخية وسيكون منعطف مهم جداً في تاريخ الجنوب.
وقال جابر : " سنشارك في مشاورات الأيام القادمة وكلي ثقة أنها ستحقق أهم انجازات في تاريخ الثورة الجنوبية.
بدورة قال الناشط الإعلامي الجنوبي عادل الشبحي سعدت بحضور لقاء القائد عيدروس الزبيدي بقيادات المقاومة الجنوبية في عدن والذي أعلن فيه خطوات ميدانية وسياسية مهمة.. ومنها إعلان محاور عسكرية وغرفة عمليات عسكرية وأمنية مشتركة والتأكيد على المضي بثبات ضمن المشروع ".
وأوضح الناشط الإعلامي الجنوبي اديب السيد ان دعوة الرئيس القائد الزبيدي لاجتماع المقاومة كانت دعوة موفقة وفي لحظة وطنية حساسة وفي مرحلة هامة يتعرض فيها الجنوب لغزو وتكالب جميع اعداءه بدء من الحوثي وانتهاء بشرعية هادي.
وأضاف السيد " سعدت بحضور لقاء القائد عيدروس الزبيدي بقيادات المقاومة الجنوبية في عدن والذي أعلن فيه خطوات ميدانية وسياسية مهمة.. ومنها إعلان محاور عسكرية وغرفة عمليات عسكرية وأمنية مشتركة والتأكيد على المضي بثبات ضمن المشروع العربي والذي تقوده دول التحالف ورسالة سياسية مهمة للمبعوث الأممي أكد فيها أهمية إشراك الجنوبيين كطرف مفاوض باسم الجنوب وقضيته"..سيكون الليلة باذن الله اجتماع ننتظر نتائج تعزز الانتصارات الجنوبية واللحمة الوطنية لقيادات المقاومة ".
فيما علق الناشط الجنوبي نصر العيسائي قائلا : ما خرج به إجتماع قادة قوات المقاومة الجنوبية اليوم بالعاصمة عدن يعبر عن الثبات والعزيمة الصلبة والإرادة الطموحة نحو تحقيق هدف شعب جنوب العرب"جنوب اليمن" والإلتزام التام للأمن القومي العربي والإقليمي والدولي ".

