اخبار وتقارير

السبت - 04 مايو 2019 - الساعة 07:53 م بتوقيت عدن ،،،

"4 مايو" تقرير/ علاء عادل حنش:


مثل انطلاق المرحلة الثانية من (الحوار الجنوبي الجنوبي)، الذي اطلقه المجلس الانتقالي الجنوبي منذ مدة، أهميةً بالغةً في طريق استعادة الدولة الجنوبية كامل السيادة على حدود ما قبل نهار 21 مايو / أيار 1990م، بالاضافة الى انهُ جاء في وقت والمشهد السياسي يشهد تقلبًا كبيرًا لا سيما من قبل الاعداء المتربصين بوحدة الجنوبيين.
ويعتبر الحدث السياسي الجنوبي الذي شهدته قاعة البتراء في فندق كورال بمديرية خور مكسر في العاصمة عدن صباح اليوم السبت الموافق 4 مايو / ايار 2019م، حدثًا جنوبيًا عظيمًا لم يشهده الجنوب منذ ابرام الوحدة مع نظام صنعاء الذي سعى جاهدًا إلى تفكيك وحدة الصف الجنوبي.

-منعطف تاريخي

واعتبر مراقبون سياسيون انطلاق (الحوار الجنوبي الجنوبي) بداية للخروج من قوقعة مقولة "الجنوبيين ليس موحدين"، مشيرين إلى ان انطلاق الحوار بين الجنوبيين يمهد الطريق إلى استعادة الدولة الجنوبية.
وقالوا، في أحاديث متفرقة مع "4 مايو"، ان المجلس الانتقالي الجنوبي وجه صفعةً قويةً لكل اعداء الجنوب باعلانه (الحوار الجنوبي الجنوبي)، واغلق كافة الابواب على المتربصين بوحدة الجنوبيين.
وأكدوا ان حضور السيد مروان علي مدير مكتب المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن جريفيثس وممثلي المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام الإقليمية والدولية تدشين انطلاق المرحلة الثانية من (الحوار الجنوبي الجنوبي) يعتبر اعترافًا رسميًا بالقوة التي أصبح الانتقالي الجنوبي يمتلكها على الأرض.
واشاروا الى ان أصبح من المجحف المقارنة بين القوة المؤسساتية والعسكرية والإعلامية والاجتماعية والثقافية التي يمتلكها المجلس الانتقالي الجنوبي وبين الضعف الكامل لدى حكومة الشرعية، معتبرين أن الانتقالي أصبح الرقم الصعب في المعادلة السياسية.
وقالوا ان انطلاق (الحوار الجنوبي الجنوبي) يمثل منعطفًا تاريخيًا في طريق استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
واضافوا ان اختيار يوم 4 مايو / ايار 2019م لاطلاق (الحوار الجنوبي الجنوبي) لهُ دلالاته ورمزيته العظيمة باعتباره يوم ذكرى "إعلان عدن التاريخي"، وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي.

- نسعى للحمة وطنية جنوبية

رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد عيدروس قاسم الزبيدي، أكد أن "الحوار الجنوبي الجنوبي سيكون إنجازًا وطنيًا سيحفظه التاريخ لنا جميعًا، فنحن اليوم إنما نحافظ على تضحيات الجنوبيون ونصون مكتسباتهم وإنجازاتهم ونضمن لهذا الوطن وهذا الشعب الصابر مستقبلًا آمنًا، وليكن ذلك ما يجمعنا".
وأشار إلى ان أهمية بدء المرحلة الثانية من الحوار الجنوبي تكمن في الوصول من خلاله، مع كل القوى الجنوبية الحرة وكل المناضلين، "إلى لحمة وطنية جنوبية قادرة على مواجهة التحديات وكذلك بما يعزز آليات التعامل مع المستجدات السياسية، وكذلك المستجدات على الأرض خاصة فيما يتعلق بالوضع العسكري في الجبهات، ناهيك عن التحديات الماثلة في حجم الاعتداءات على الأراضي التابعة للدولة والمواطنين، والفساد الإداري وسوء الخدمات والغلاء المعيشي وهو ما يتطلب الوقوف خلف مبادرة المجلس الانتقالي كمظلة وطنية قوية وجامعة لمواجهة كافة التحديات".

وقال الزُبيدي، في كلمته التي القاها في تدشين المرحلة الثانية للحوار الجنوبي الجنوبي، "لقد قطعنا في المرحلة الأولى شوطًا كبيرًا، التقينا فيه بمختلف الشرائح والمكونات الوطنية السياسية والإجتماعية.. الجميع يحملون مشروع الدولة الجنوبية كاملة السيادة، واستعادة الحقوق السياسية غير المنقوصة، واستمعنا في هذه المرحلة الى آراء ووجهات نظر كثيرة، ذهبنا بأنفسنا الى من لا يستطيع المجيء الينا كما وعدنا، واستقبلنا الآخرين، حتى اصبحنا جميعًا في مربع واحد متقاربين اكثر من اي فترة سابقة، فلنحافظ على هذا التقارب من خلال المشاركة بفاعلية وإيجابية في المرحلة الثانية من الحوار والتي ندشنها في هذا اليوم المُبارك".

وأضاف: "اسمحوا لي بداية ان اعبر عن بالغ سعادتي بلقائكم هذا وحضوركم الوطني، الحضور الذي ارى من خلاله الوطن الجنوبي العظيم، فالجميع حاضر هنا، المرأة، والشباب، والأكاديميون، والسياسيون، والدبلوماسيون، والعسكريون، المجتمع بكل شرائحه وأطيافه وتوجهاته. أنتم اليوم تعكسون صورة الجنوب الذي يجب ان نحافظ على صورته المُشرّفة والكاملة بحضور الجميع، فنحن لا نريد لأي احد ان يغيب.. كما يطيب لي ان أعبر لكم عن فائق التقدير لتلبيتكم الدعوة وحضوركم هذه الفعالية التدشينية التي يعلن فيها المجلس الانتقالي الجنوبي إطلاق المرحلة الثانية للحوار الجنوبي، تأكيدًا على إيماننا جميعا نحن وأنتم وكل الشرفاء على الساحة الجنوبية بأهمية الحوار البناء والهادف الذي يحقق التقارب والتآخي والتلاحم الوطني الذي نسعى اليه ويحتاجه شعبنا ووطننا".

وتابع: "عندما اطلقنا دعوتنا للحوار الجنوبي في مطلع مايو من العام المنصرم 2018م، كنا على يقين تام بأن حرصكم على الجنوب وقضيته العادلة سيدفعكم الى المشاركة الفاعلة في هذا الحوار، وكنا واثقين من ان مشاركتكم الفاعلة ستنقلنا جميعاً الى ظروف سياسية أفضل، وستنقل قضيتنا الوطنية الى مرحلة متقدمة، واليوم نحن واثقون ان هذه العملية ستكون إنجازاً وطنياً سيحفظه التاريخ لنا جميعاً، فنحن اليوم إنما نحافظ على تضحيات الجنوبيون ونصون مكتسباتهم وإنجازاتهم ونضمن لهذا الوطن وهذا الشعب الصابر مستقبلاً آمناً، وليكن ذلك ما يجمعنا".

واستطرد: "انه ومع تعاظم التحديات، وتزايد حجم المؤامرات التي تستهدف وجودنا وهويتنا وقضيتنا وجغرافيتنا، تتعاظم الحاجة لتعزيز وحدة الصف الجنوبي، بما يقوي جبهتنا الداخلية، ويسرّع عملية الوصول إلى هدفنا السامي والمشروع، وغايتنا النبيلة المنشودة والمتمثلة في استعادة دولتنا الجنوبية الحرّة".

وقال الرئيس الزُبيدي ان "الجنوب ملك لكل بناته وابنائه، لذلك فان الأهداف التي يحملها المشروع الوطني للمجلس الانتقالي الجنوبي ستتحقق بمشاركة الجميع، مشاركة حقيقية على كل المستويات بدء بصناعة القرار ومرورًا بتنفيذه وانتهاء بتقييمه، في كل مؤسساتكم الوطنية، لذا فان التفاهم هو أساس الإنطلاقة في هذه المرحلة، والمشاركة الإيجابية هي المضمون الذي سنكون من خلالها أقوى واكثر تماسكاً في ختام هذه المرحلة من هذا الحوار".

المجلس الانتقالي الجنوبي منفتح على الجميع، ويمد يديه للجميع، ولن يضيق بأي طرح وسيرحب بأي رأي طالما كان في مضمونه وغايته ما يخدم تطلعات شعبنا ويحقق أهدافه في الحرية والاستقلال والعيش بسلام وأمان".

واضاف: "يتزامن انطلاق المرحلة الثانية من الحوار الجنوبي مع تصعيد ميليشيات الحوثي على مختلف الجبهات مع الجنوب، في موازاة حالة من التآمر الذي تقود تفاصيله القوى الزيدية السياسية بشقيها الحوثي والاخواني في مشهد لا يخفى على احد، تقوم من خلاله جماعة الإخوان تحت مظلة الشرعية بإيقاف جبهاتهم العسكرية المزعومة مع الحوثيين، ومن ثم تسليم المعسكرات والمناطق المحاذية للجنوب الى جماعة الحوثي.. هذه التفاهمات التي تشكل تهديداً حقيقياً للجنوب، وتهديداً للمشروع العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة، ينبغي ان يكون دافعا وحافزا لنا جميعاً من أجل تعزيز جبهتنا الداخلية ومواجهة هذه التحديات بكل الوسائل والسُبل المتاحة.. واليوم يسطرون أبطالنا وبدعم دعم سخي من الاشقاء في التحالف العربي، انتصارات عظيمة ويقدمون تضحيات غالية من دمائهم وارواحهم في مختلف جبهاتنا العسكرية، وبالتالي فان الواجب المُلقى على عاتقنا ان نكون في مستوى تضحياتهم وان نقدم بدورنا التنازلات في سبيل الوصول الى موقفاً جنوبيا موحداً يحقق حلم شعبنا ويستعيد لهذا الوطن مجده وهويته".

وتابع: "نقف بكل إمكانياتنا مع دول التحالف العربي، وهذا بالنسبة لنا موقفاً ثابتاً ينطلق من حرصنا على أمن المنطقة وعروبتها وهويتها ومستقبلها السياسي، وهذا لا يتعارض أبداً مع مشروعنا الوطني في الجنوب، مشروعنا الذي يعكس تطلعات شعبنا وطموحه المشروع.

اننا نقف اليوم أمام استحقاقاً سياسياً يحتم علينا ان نكون متماسكين، وان نسير بوعي سياسي كبير، وإدراك كامل لكل الملفات والقضايا العالقة آخذين بالضرورة معرفة التوازنات في المنطقة وفي العالم، والعوامل الأخرى التي نضمن من خلالها تعزيز مكانتنا السياسية وضمان تقدمنا الى الأمام حتى تحقيق المشاركة الفاعلة في العملية السياسية في ملف الأزمة تحت رعاية الأمم المتحدة والدول الراعية للعملية السياسية، مشاركة يكون لنا فيها مساحتنا التي نضمن من خلالها إنفاذ ارادتنا الوطنية الكاملة وتحقيق اهدافنا المشروعة".


-هاني بن بريك: الانتقالي ليس حزبا

وفي السياق، قال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك معلقا على مؤتمر الحوار الجنوبي : "جميل أن يكون الحوار الجنوبي المرحلة (2) على تراب الوطن، ولازلنا ندعو أن يكون منطلق الحوار من أرض الجنوب".
واضاف، معلقًا على انطلاق الحوار الجنوبي الجنوبي عبر صفحته الشخصية على منصة "تويتر"، "من كان مشروعه عودة الجنوب دولة مستقلة جديدة فنحن معه وهو معنا فالانتقالي ليس حزبا ليكون عضوا فيه، الانتقالي مشروع من تبنى فكرته فهو مع الانتقالي، هذا اللب وما عدا ذلك قشور".


-اللواء بن بريك: الجنوب يمر بمرحلة صعبة يفرض علينا التحاور

من جانبه، قال رئيس الجمعية الوطنية الجنوبية، رئيس لجنة الحوار، اللواء أحمد سعيد بن بريك، أن "أرض الجنوب لم ولن تكون إلا بيد شعب الجنوب، ولكل أبنائها مهما اختلفت الرؤى والفكر السياسي إلا انهم يستشعرون بالخطر الذي يتربص بهم من عدة جوانب".

وأضاف، في افتتاح الجلسة، "اننا سائرون على نفس الطريق.. طريق الحرية والاستقلال.. طريق تحقيق هدف وآمال شعب الجنوب المتمثلة في استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية".

وتابع: "نقول لتجار الحروب ان شعب الجنوب اليوم يقف صفًا واحدًا وفي خندق واحد ليحمي كل شبر من أرض الجنوب والذود عنه مهما كلفنا الامر للدفاع عن وطننا وعرضنا، وسوف ننتصر بعون الله لاننا اصحاب حق، واصحاب قضية".
واستطرد: "الوطن الجنوبي يمر بمرحلة صعبة وتداعيات خطيرة ومتسارعة ومشهد سياسي مُعقد يفرض علينا فتح باب الحوار مع كل الأطياف والمكونات المجتمعية بمختلف توجهاتها داخل الجنوب وخارجه، لترجيح كفة ميزان العقل في توحيد الخطاب السياسي تحت قيادة سياسية واحدة تقود شعب الجنوب نحو تحقيق هدف استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية".

ودعا اللواء بن بريك كافة الجنوبيين الى العمل معا في سبيل تحقيق هدف استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، وترك الخلافات والاختلافات والصغائر والالتفات نحو القضية الكبرى، معتبرًا انه "يجب تخليص الشعب الجنوبي من مستنقع الفساد الحكومي والإداري الذي يعيشه المواطن المغلوب على امره".



-نقدر دعوة لانتقالي للحوار ونشجعها


بعدها، قال السيد مروان علي مدير مكتب المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن جريفيثس ان "الامم المتحدة تقدر دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي للحوار ونشجعها".

واضاف، خلال حفل تدشين (الحوار الجنوبي الجنوبي): "نتمنى أن يتوصل الحوار إلى خريطة طريق مستقبلية لوقف الصراع وإحلال السلام".

وتابع: "دعونا الى الحوار منذ بداية الازمة ليستطيع الجميع الخروج من المأزق الذي هم فيه".

وقدم مروان، خلال كلمته، الشكر والتقدير للمجلس الانتقالي الجنوبي على دعوته له لحضور تدشين المرحلة الثانية للحوار الجنوبي الجنوبي، مشيرًا إلى ان تشجيعهم لمختلف "الحوارات بين الأطراف بما لها من أهمية فائقة في توفير مناخات السلام ووقف العنف والصراع".

وشدد على أهمية شمولية الحوار وإعطاء الفرصة للجميع من أجل التفاعل والمشاركة، مبديًا سعادته بالحماس الذي شاهده من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي وكافة الحاضرين.


-الحوار هو قيمة حضارية وانسانية


وفي اطار الحدث الجنوبي اكد د. ناصر الخبجي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي بأن الحوار هو قيمة حضارية وانسانية ووسيلة سلمية لحل الصراعات بدون عنف او سلاح .

وقال الخبجي في تصريحه ضمن سياق تدشين المرحلة الثانية للحوار الجنوبي الجنوبي " بعنون حوار الجنوبيين من اجل الجنوب" ، وقال : " ان تدشين الحوار الجنوبي من اجل الجنوب صباح هذا اليوم هو تجسيد وتعميق لروح التصالح والتسامح الجنوبي التي تمثل الركن الرئيسي لانطلاق الحراك الجنوبي السلمي ".

وتابع " فلنمضي نحو مستقبل خالي من احقاد الماضي ونعمل على تأسيس شراكة وطنية حقيقية ونكون شركاء في بناء مستقبل الجنوب .. وان الجنوب لكل ابناءه بدون شك، قد نتباين ونختلف حول وسائل وآليات الوصول الى الهدف لكن لا يجب ان نختلف على الهدف المتمثل بالتحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب المستقلة كاملة السيادة .

وبين د. الخبجي " اننا نمر في لحظة تاريخية قد لا تتكرر على المدى القريب والمتوسط .. ويجب علينا ان نتوافق على ان نخوض المعركة السياسة الخارجية مع بعضنا ونركز على الهدف ونتجاوز التفاصيل ".


-التوافق على وفد جنوبي

بدوره، قال رئيس الدائرة السياسية لسكرتارية الهيئة القيادية للحزب الاشتراكي في الجنوب احمد حرمل ان الهيئة ترحب بأي "حوار يفضي الى وفاق جنوبي على قاعدة شركاء لا فرقاء - نعمل على نقاط الاتفاق ونؤجل نقاط التباين والاختلاف - نبحث عن القواسم المشتركة ونسعى الى توسعيها من خلال الحوار".

واضاف: خلال حفل التدشين، "الحزب اقترح ان يتم العمل بمسارين:

المسار الاول (مواصلة الحوار مع المكونات الوطنية الجنوبية وجدولتها)، والمسار الثاني (التوافق المسبق على وفد جنوبي استعدادا لاي حوارات او مفاوضات او مشاورات شان التسوية السياسية على ان يتكون هذا الوفد من الكفاءات النوعية يستوعب في تمثيلة المكونات الوطنية الجنوبية)".

وتابع: "يجب الانتصار للشعب وخياراته، ونسعى لتحقيق تطلعاته من خلال احترام حقه في استعادة دولته وتقرير مصيره بنفسه وبارادته دون وصايا من احد، فشعب الجنوب هو صاحب القول الفصل في حسم خياراته وتقرير مصيره بإرادته الوطنية الحرة".

واكد بان "الانفتاح على كل الاطراف والقوى الجنوبية لاستكمال ترتيب البيت الجنوبي وتعزيز الجبهة الداخلية بما يؤدي الى تأسيس شراكة وطنية حقيقية لمواجهة الصعوبات والتحديات التي يواجها الجنوب في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة واجب وطني، فنحن على قارب واحد تحدق به العواصف والانواء من كل اتجاه فاذا غرق لا ينجو منه احد، وهنا نجدها مناسبة لنتوجه بالشكر للأخوة في المجلس الانتقالي الجنوبي على دعوتهم لكل الاطراف الجنوبية الى حضور حفل تدشين المرحلة الثانية من الحوار والتي تعبر عن حرصهم الشديد على التقارب مع الاخرين، وندعوهم الى تقديم حصيلة لنتائج الحوارات والقاءات التي افضت اليها المرحلة الاولى كي نعرف اين نقف والى اين نريد ان نذهب وكيف نصل الى هناك؟".


واستطرد: "نتمنى ان تتوفق هذه الجهود لان وحدة الاطراف الجنوبية اليوم بات ضرورة فكل الانظار تتوجه الينا، والمجتمع الدولي والاقليمي ينتظر منا انجاز هذه المهمة ويرى بان وحدة الاطراف الجنوبية عنصر مهم لايجاد توازن حقيقي خاصة وان موازين القوى على الارض قد انتجت واقعا جديدا فرض على المجتمع الدولي التعاطي معه".


واشار الى ان امال وتطلعات شعب الجنوب العظيمة في استعادة دولته لا يمكن لها ان تتحقق الى بتوفر المشروع الوطني الجامع ووحدة الجبهة الداخلية، ومن هذا المنطلق فانه يطلب منا حسم ملفات عدة منها (مشروع وطني جامع يحقق الحد الادني للاجماع الوطني الجنوبي، وتبنى مبادرة بخصوص ايقاف الحرب الدائرة ومحددات او مواجهات التسوية التي تحفظ للجنوب حقه وتضمن حضوره الفاعل في اي تسوية سياسية قادمة وبمشروع واحد وقيادة واحدة، وتحديد العلاقة مع الشعب في الشمال اخذين بعين الاعتبار حسن الجوار وانسياب المصالح وتبادل المنافع وازالة اسباب وعوامل الأحتراب، والعلاقة مع المجتمع الدولي والاقليمي، والموقف من الارهاب).


- يجب ان يتوافق الجنوبيين لتحقيق غاياتهم


وخلال فعاليات (الحوار الجنوبي الجنوبي) ألقيت كلمات لعدد من الدبلوماسيين والشباب والمكونات والأحزاب السياسية الجنوبية، كان منها كلمة السفير د.عادل بكيلي الذي استعرض فيها النجاحات التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي للقضية الجنوبية وطنيًا وعربيًا ودوليًا.

وبين بكيلي "أهمية نجاح الحوار الجنوبي الجنوبي الذي بدأ الانتقالي الجنوبي به اذا ما أُخذ بالاعتبار التحديات الماثلة امامه".
وقال أن "أهمية الاحتفال بتدشين الحوار الجنوبي الجنوبي يأتي للوصول لصيغة توافق الجنوبيين لتحقيق الغايات السامية لشعبنا الجنوبي".

أما الكلمات الباقية للمكونات والأحزاب السياسية الجنوبية، فأشادت جميعها بالحوار الجنوبي الجنوبي، معتبرةً انها خطوة مهمة في إطار تعزيز وتحصين الجبهة الجنوبية الداخلية.

وأكدت جميعها على أن الجنوب لم ولن يكون جنوباً قوياً ومتماسكاً إلا بكل ولكل أبنائه.