شاهدنا في الأيام القليلة الماضية حوار ظهر فيه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء/ عيدروس قاسم الزبيدي على قناة الـ(BBC)، أحدث كثيرا من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي وأبهر الجميع بأسلوبه الراقي وطريقة التعامل مع جميع الأسئلة التي وجهت إليه، في حديث متزن عن الجنوب وما حققه المجلس الانتقالي وما هو القادم بالنسبة له.
(4مايو) أخذت آراء عدد من الشخصيات الجنوبية وتعليقاتهم تجاه هذا اللقاء نعرضه إليكم في سياق الموضوع التالي.
حنكة سياسية
بداية جولتنا الاستطلاعية كانت مع ياسمين أحمد مساعد الكلام، التي عبرت عن رأيها بالقول: "كان لقاء رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء/ عيدروس الزبيدي على قناة الـ(BBC)، موفق جدا، وكانت إجاباته ذكية وشفافة رغم فجاجة الأسئلة التي وجهتها المذيعة إليه، إلا أنه استطاع أن يجيب عليها بمنتهى السلاسة والحنكة السياسية وبمنتهى الهدوء، ووضع النقاط على الحروف لكثير من القضايا".
أجمل ما قيل
وأضافت: "إن أجمل ما في اللقاء، هو أن الأخ الرئيس وضح فيه إن السعودية والخليج وقفوا ضد اجتياح الشمال للجنوب عام (1994م)، وكانت لهم مواقف مشرفة أعلنوها للعالم في إطار دولهم ومجلس التعاون الخليجي، وإننا نعمل معهم من أجل استعادة دولتنا وهذا حق مشروع كفلته لنا القوانين الدولية والشرائع السماوية".
الجنوب شريك أساسي
وواصلت بالقول: "كما أكد في إجاباته، أن الجنوب شريك أساسي وموجود على الأرض، وإنه هو من كسر شوكة المد الفارسي الطائفي وحقق الانتصارات، حيث استطاع أن يطرد الغزاة ويحرر أرضه في غضون شهور قليلة، في حين فشلت الشرعية من تحقيق أي انتصارات في جبهات الشمال، وذلك بسبب اختراق حزب الإصلاح وتعطيله لأي خطوات جادة في هذا الاتجاه، ولذلك لا يمكن أن تحقق أي مشاورات تجرى من أجل إحلال السلام وإنهاء الحرب في اليمن بدون إشراك الجنوب فيها، لأنه شريك رئيسي وأساسي ولا يمكن تجاهله".
لافته: أنه طالب العالم بسماع الصوت الجنوبي إن كان يريد الحل، وإعطاء الجنوبيين حقهم في تقرير المصير.., كما وضح الزبيدي إننا شركاء مع الإقليم والعالم في الحرب ضد الإرهاب وإننا نسعى لبناء دولة تحترم حق المرأة والطفل في الفكر وحرية التعبير والعمل السياسي والنماء.
أصل واحد ووطن واحد
وقالت ياسمين: "كما بين في حواره مع القناة العلاقات التاريخية والقبلية والأخوية، وإننا نحن ودول الخليج والسعودية من أصل واحد ووطن واحد وإننا منهم وهم منا.. واصفه أن المقابلة كانت من أجمل المقابلات لرئيس عيدروس الزبيدي، حيث بينت إمكانياته السياسية والدبلوماسية، وفطنة ودهاء قلما يمتلكها رجل عسكري أمضى جل حياته وهو قابضا على الزناد، ولهذا نحييه ونقول له "امضي بنا يا أبا القاسم فنحن بك واثقون ولأمرك طائعون ولسير في دربك مرافقون".
الأفضل والأشمل
ومن جانبها يقول الإعلامي عبد الكريم مقرم عن مقابلة الزبيدي على قناة الـ(BBC): "أنها كانت الأفضل والأشمل مقارنة بما سبقها من ظهور إعلامي، حيث مارس فيها القائد/ عيدروس أسلوب الساسة الغرب في اللقاءات، والذي يعتمد على عدم الإسهاب في الحديث أو الخوض في التفاصيل والتركيز على الهدف والردود السريعة والمركزة".
وأشار: "هناك تحسن ملموس في الأداء الإعلامي، وعمق في المضامين والجوهر وجمع موفق بين المرونة السياسية في التعامل والعلاقة مع الشرعية ممثلة بالرئيس (هادي) و التحالف ومنتقدي ومعارضي المجلس".
مزيد من النجاح
بينما يقول مساعد الحريري: "لقد كان الأخ رئيس مجلس الانتقالي موفقا في إجاباته، ونتمنى له المزيد من النجاح الدبلوماسي الخارجي"..
وأضاف: سيكون الوضع القادم أسوأ بكثير من الوضع الحالي، هناك مؤامرة كبيرة من قبل الجارودية الزيدية والإخونجية ضد محافظة الضالع خاصة والجنوب عامة، يريدوا بها أن يستنزفوا قدرات الضالع وإقحامها في حرب طويلة الأمد، وإدخالها في حفرة لا تخرج منها بسهولة، لذا ننصح الإخوة الجنوبيين الوقوف إلى جانب الضالع وإن هزيمتها ستكون الهزيمة القادمة للجنوب وسوف يستحل الأرض والعرض فيها، وهذا بلاغنا للناس ليحذروا من القادم الأسوأ، الشرعية تجر الجنوبيين إلى الهاوية".
حنكة القائد ومرونة السياسي
وخلال وقفتنا القصيرة مع الأخ/ أبو مشتاق القيفي الذي وصف اللقاء بالناجح والمثمر".. وقال: "لخص فيه سيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي لب القضية الجنوبية وغاية شعب الجنوب المتمثلة في استعادة دولته، بل وظهر فيه بحنكة القائد الزعيم ومرونة السياسي الحكيم".
وأضاف: "تطلعاتنا تجاه القضية الجنوبية، هي تطلعات كل شعب الجنوب باستعادة أرضة وقيام دولته على كامل أرض الجنوب، ولا يكون هذا إلا بتكاثف كل أبناء شعب الجنوب وتوحيد صفهم تحت راية المجلس الانتقالي الممثل لهذا الشعب.. آمالنا هو أن تتحقق كل أماني وأحلام هذا الشعب ويتجاوز كل المؤامرات والعوائق التي تقف حجر عثرة أمام ذلك".
لقاء محدد وموزون
وآخر جولتنا الاستطلاعية كانت مع الأخت/ ابتهال جعبل التي قالت: "حدد رئيس المجلس الانتقالي عيدورس الزبيدي على قناة الـ(BBC)، موقف المجلس الانتقالي في ثلاثة قضايا رئيسية، أولا استعادة الدولة الجنوبية، وهو مطلب حقوقي لشعب الجنوب، وثانيا: تحديد الموقف من الرئيس هادي، باعتباره رئيس الشرعية مع توضيح نقطة الاختلاف معه، وهي تشكيل الحكومة من المناطق الشمالية.. وثالثا: موقف المجلس الانتقالي من سياسية حزب الإصلاح، كونه حزبا يتآمر على القضية الجنوبية، من خلال تنفيذ أجندة خارجية ويخلق الأزمات سياسية، ووضع علامة استفهام؟ لم يتقدم على الأرض برغم الدعم اللا محدود من التحالف، إذن هو مستفيد من استمرار الحرب".
وأضافت: "تطلعاتنا للقادم بالجنوب، نأمل باعتراف دولي بحق الجنوبيين في استعادة دولتهم وفرض السيادة على الأرض وتمكين الجنوبيين من المشاركة السياسية في إدارة كل السلطات".