الضرب في الميت حرام، والتنفس الاصطناعي لا يفيد بعد صعود الروح وانتهاء عمرها الافتراضي، ومحاولات إحياء أرواح "سياسية" وإثاره فرقعات في المشهد والساحة السياسية، لا يقدم في الأمر شيئاً، ويزيد من الغوص في وحل وبؤر ومستنقع الأوهام وصناعة وتصدير الكوابيس السياسية.
تحاول فضلات وبقايا وأركام أيتام "الهالك" المثلج في ثلاجة صنعاء، وأرامل حرم السفير من إحداث بعض الانتصارات الوهمية، وإشغال الساحة عما يدور تحت الطاولة وبين كواليس وأزقة ودهاليز فنادق وفلل وقصور الدوحة وشلالات إسطنبول في أرض الواقع في تعز، وتباب نهم، وولاية مأرب الإسلامية.
تحاول تلك القوى الشمالية لملمة ما تبقي من أيتام صالح وأرامل حرم السفير تحت مظلة وسقف (مجلس أيتام صالح وأرامل حرم السفير) وتحاول إحياء الأنفس التي أزهقت وانتهت سياسيا وأصبحت تبحث لهم عن مسكن بين الفنادق والأجنحة المفروشة في الرياض والدوحة وإسطنبول.
تسعى حكومة الشرعية الإخوانية إلى عقد جلسات مجلس النواب اليمني الذي ظل يترنح وسقط صريعاً بين ولاءات الحوثي ومليارات قطر وعيش الرفاهية بين قصور وفنادق الرياض.
يحاول الإخوان بمعية ومظلة وسقف الحكومة الشرعية من عقد تلك الجلسات وأظهر مقطع مصور يمد استنزاف واسترزاق التحالف، ويفضي إلى تجديد الإقامة بين الفنادق والأجنحة المفروشة وكسب انتصار وهمي إعلامياً وسياسياً.
تسعي قوى الإخوان مستغلة زهايمر الرئيس هادي السياسية في جعل محافظة حضرموت منبعا لصراع جديد بعد حالة الاستقرار الأمني، مستغله أدواتها في الوادي ونفوذها الإرهابي في المنطقة العسكرية التابعة للجنرال السفاح "محسن" وتحاول في غفلة عقد جلسة أموات البرلمان اليمني.
محاولات لن تجني ثمارها ولن تعيد إلى أبواب صنعاء ولن تحيي روح "الوحدة" قد مات حضورها وتواجدها وأبجديات وحروف فصولها، سياسيا وعسكريا واجتماعيا.
وما نواب أيتام صالح وأرامل حرم السفير وزهايمر هادي إلا فرفعات وسحت سياسي واسترزاق واستنزاف وتطويل أمد ذلك ابتداء من فنادق الرياض وانتهاء من الشقق المفروشة في دوحة أطفال تميم.
إرادة شعب الجنوب
دفع التحالف العربي المتمثل بالمملكة العربية السعودية، في الأيام الماضية، بقوة عسكرية كبيرة جدا صوب محافظة حضرموت وتحديد باتجاه "سيئون" تلك القوة مجهزة بالعتاد الخفيف والمتوسط والثقيل ووصل إلى راجمات الصواريخ، يأتي ذلك التحرك السعودي العسكري مع تزامن إعلان الحكومة الشرعية انعقاد مجلس النواب اليمني المنتهي ولايته على الأراضي الجنوبية، وقد سربت معلومات ليست بالمؤكدة بأن تلك القوة هي حماية لانعقاد ذلك المجلس في سيئون الذي لقي رفضا وسخطا شعبيا في الشارع الجنوبي وفي الساحة السياسية من جميع القوى الجنوبية والشعبية التي ترفض رفضاً قاطعاً أي تواجد عسكري أو تفعيل نشاط سياسي على الأراضي الجنوبية.
إذا صحت المعلومات عن تواجد تلك القوة العسكرية السعودية من أجل حماية فضلات وبقايا ركام الشمال وأدوات جنوبية قليلة فإن الرياض ستجد نفسها في مواجهة مباشرة مع الشارع الجنوبي والإرادة الشعبية التي سوف تواجه أي تواجد أو حضور سياسي أو عسكري لتلك البقايا من ركام وحطام وأيتام صالح وحرم السفير، حتى إذا كانت محمية بالقوة العسكرية الصاروخية السعودية.
فهل تقع الرياض في الفخ الإخواني وتلتهم الطعم الحوثي وتجد نفسها في فوهة المدفع، وفي مواجهة مباشرة مع الإرادة الشعبية الجنوبية الرافضة لانعقاد برلمانيي الموت السريري؟
فهل تصل الرياض إلى أن تحمي عصابات الحكومة الشرعية والبرلمانيين الأيتام والأرامل بالقوة العسكرية والصاروخية في ظل ذلك الزخم الشعبي والسياسي والعسكري الجنوبي الرافض لانعقاد مجلس نواب انتهت صلاحية وغير قابل للاستهلاك السياسي على أرض الواقع.
صفعة جديدة تلحق وجه الشرعية
يرى الكثيرون أن انعقاد مجلس البرلمان اليمني المنتهي ولايته وتحديده في سيئون، وإذا عقد في قاعة أفراح أو مناسبات أو مقر متواضع أو قصر الرئاسة في سيئون وفي مكان جغرافي يبعد عن العاصمة عدن، عاصمة هادي كما تزعم الحكومة الشرعية حوالى 950 كيلو متر، بعد أربع سنوات من عاصفة الحزم وبمدينه يرى الجنوبيون أنها لا تزال محتلة وتحت سيطرة قوات الأحمر الشمالية وبإسناد عسكري هائل من التحالف (كما يروّج) فإن الكثير من المحللين والمراقبين والإعلاميين يرونها صفعة في وجه الحكومة الشرعية التي تعوّدت على الصفع السياسي والعسكري، والغيبة عن الحضور والتواجد على الأرض، فكيف تزعم بأن عدن عاصمتك وأنت لا تستطيع إقامة وانعقاد مجلس النواب؟ وكيف تملك الشرعية وأنت فاقد شرعية الأمر الواقع ولغة سيطرة الأرض؟.
تترنح وتتخبط الشرعية وتتلقى الصفعات المتتالية بين الحين والآخر فأي خيبة أمل وأي شرعية لم تعي وتستوعب سياسة الأمر الواقع، وأي شرعية فاقدة الشرعية في الرقعة الجغرافية التي أعلنت أنها عاصمة لحكومة الشرعية الفاقدة الشرعية على أرض الواقع.
إضاعة مفاتيح صنعاء والبحث عنها بسيئون
يرى الكثيرون من المحللين والمراقبين السياسيين أن ما تقوم به فضلات الحكومة الشرعية، وأيتام صالح وأرامل حرم السفير، محاولات لن تجني نفعا أو تفلح في تحقيق شيئا على أرض الواقع، ولن تغير من خارطة معطيات المرحلة شيء وإنما مضيعة للوقت ومراوغات ومراهقات صبيانية وحماقات الوقت الضائع.
فمن ظل يبحث عن مفاتيح صنعاء طيلة أربع سنوات ونيف لن يجد مراده في سيئون، وظل بين التباب يقيم الأعراس الجماعية لن يصنع أو يعيد الوحلة المنتهية.
وكل ذلك أكده الكثير من النشطاء والإعلاميين حيث علق عضو الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي عادل الشبحي على عقد الشرعية جلسة للبرلمان متوقعا ما سيسفر عنها.
وقال الشبحي في تغريدة له على تويتر: "انعقاد جلسة للنواب بعد محاولات عديدة قد ينتج عنها تمديد عامين لهادي وافتتاح مطار الريان الذي أعادته الإمارات من قبل الرئيس".
وأضاف: "يوم السبت يصلون ليعلنون مخرجات الانتهازية ويستمرون في الخراب ومن لم ينتصر في صنعاء لن يفعل شيئاً في سيئون".
وأكد الناشط السياسي الخضر الميسري أن مدينة سيئون جنوبية وسترفض مجلس النواب اليمني المنتهي الصلاحية.
وبناءً على ذلك نؤكد أن مدينة سيئون مدينة جنوبية يرفرف على أسوارها العلم الجنوبي ويرفض مواطنو هذه المدينة الجنوبية رفضا قاطعا عقد جلسة لمجلس النواب اليمني المنتهي صلاحيته.
كل ذلك يؤكد ويوحي ويفرز حقيقة أن من أضاع مفاتيح قاعات مؤتمرات مجلس النواب في صنعاء لن يستطيع إيجاد قاعات مؤامرات في سيئون الجنوبية.