الرئيس الزُبيدي يلتقي وفد منظمة أطباء بلا حدود البلجيكية ويشيد بدورها الإنساني والطبي.. انفوجرافيك

الرئيس الزُبيدي يؤكد حرص الدولة على دعم الاستثمارات المحلية.. انفوجرافيك

القيادة التنفيذية العليا تبحث ترتيبات مؤتمري المانحين والاقتصادي وتشيد بجهود ضبط الأسعار.. انفوجرافيك



اخبار وتقارير

الأربعاء - 27 مارس 2019 - الساعة 03:03 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / تقرير خاص

احتفل شعب الجنوب أمس الثلاثاء بالذكرى الرابعة لانطلاق عاصفة الحزم، عاصفة الأخوة التي أتت كمعجزة في وقت كان الجنوب الجريح يتشبث بكل ما تبقى لديه من إرادة لمقاومة قوى الاحتلال الهمجي التي انطلقت من عاصمة الكهنوت صنعاء تسابق الزمن للعودة لاستباحة الجنوب مرة أخرى.

ومرت أربع سنوات على إطلاق عاصفة الحزم في اليمن بقيادة التحالف والتي كانت بحسب العديد من المراقبين من أهم الخطوات الفعالة والناجحة التي كسرت شوكة إيران ومنعها بعدما جندت جماعة الحوثي لتنفيذ أنشطتها من السيطرة على كل اليمن.

ورغم كل هذا فإن مهمة التحالف العربي تعترضها عدة عقبات وتحديات بسبب ضعف الشرعية اليمنية التي يقودها الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي من جهة وكذلك أطراف دولية تريد تمكين الحوثيين من البقاء في ميناء الحديدة، علاوة على الأدوار السلبية التي يتهم المبعوث الأممي مارتن غريفيث بلعبها من منطلق حسابات خاصة.

ويرى مراقبون عسكريون أن مهمة التحالف العربي نجحت في منع إيران، عبر الحوثيين، من السيطرة على كلّ اليمن.

وأشار المراقبون الى نجاح قوات التحالف والمقاومة الجنوبية بطرد الحوثيين من عدن ومن الجنوب عموما.  

ورأت مصادر سياسية أن مهمة التحالف الدولي ما زالت تواجه عقبات كثيرة في ظلّ ضعف “الشرعية” اليمنية التي على رأسها الرئيس عبدربّه منصور هادي من جهة، والضغوط الدولية الهادفة إلى تمكين الحوثيين من البقاء في ميناء الحديدة ذي الأهمية الاستراتيجية من جهة أخرى.

تحرير الجنوب من القاعدة
وفي منتصف يوليو 2015 أعلن التحالف العربي والمقاومة الجنوبية تحرير عدن رسمياً من الحوثيين وقوات صالح، في عملية مشتركة قادتها قوات التحالف والمقاومة الجنوبية وأصبحت المدينة تحت سيطرة المقاومة الجنوبية وشعب الجنوب.

ومطلع العام الماضي 2018م، دشّنت قوات التحالف المرحلة الثانية من تحرير عدن من عناصر "القاعدة" التي سيطرت على مناطق في العاصمة عدن والتي تستهدف عملياتها الإرهابية قوات الجيش والأمن الجنوبي عقب النجاحات الأمنية لقوات الأمن المدعومة من دولة الإمارات الشقيقة في تأمين العاصمة عدن.

وتمكنت قوات الأمن الجنوبية، مدعومة من التحالف، من تحرير محافظات: لحج، والضالع، وأبين، وشبوة، من الحوثيين، لتصبح بذلك المحافظات الجنوبية الثمانية في قبضة القوات الجنوبية والحكومة، بالإضافة إلى حضرموت وسقطرى والمهرة التي تم تحريرها من فلول الإرهاب.

جيش جنوبي
واستطاعت المقاومة الجنوبية تحت قيادة المجلس الانتقالي وبدعم التحالف العربي وضع عقيدة عسكرية للجيش مستمدة من مبادئ الدستور الجديد، تحترم فيه القوات المسلحة حقوق وحريات الإنسان، والمواثيق والاتفاقيات الدولية من خلال دمج عناصر المقاومة الشعبية في أجهزة الجيش والأمن، وتسجيلهم بناءً على معايير مهنية عالية بعيدا عن الولاءات القبلية أو المناطقية أو الدينية، وانخراطهم مباشرة في عمليات تدريب محترفة.

أطماع إيرانية
ونجحت عاصفة الحزم إنهاء المشروع الإيراني في اليمن والقضاء على خططه بالسيطرة على البلد العربي، ونجح التحالف العربي في وأد طموحات الهيمنة الإيرانية على اليمن التي كانت تسعى الى اختطافه والعبث بمقدراته ومستقبل شعبه وتحويله إلى شوكة في الخاصرة الخليجية والعربية، وبعد أربع سنوات استطاعت قوات التحالف والمقاومة الجنوبية من تحرير جزء كبير من أراضيه، على أمل أن لا تنقضي هذه السنة إلا بتحرير كامل البلاد من الحوثيين المدعومين من إيران.

وتناولت "4 مايو" في هذه الذكرى عددًا من الآراء لأبطال المقاومة الجنوبية ورصدت حديثهم عن ذكرى تحرير العاصمة عدن من مليشيات الحوثي وصالح، حيث يستذكر مستشار قائد المقاومة الجنوبية اللحظات الأولى لانطلاق العاصفة ويروي "كيف نجحت في قطع يد إيران التي حاولت التمدد جنوبا".

ويقول العميد الركن/ ناصر سالم "أبو أيمن": "في الحقيقة عندما اندفعت قوات تحالف الحوثي عفاش نحو الجنوب بالسرعة التي رأيناها وبدون أي مقاومة تذكر وبعد أن رأينا ذلك الانهيار الذي حصل لقوات هادي أمامها وأسر الصبيحي وفيصل رجب وناصر منصور كنا في حالة صدمة، خاصة ونحن نعلم أن الهدف من اختيار تحالف عفاش الحوثي الاندفاع نحو الجنوب أولاً هو لحاجة في نفس عفاش قبل أي شيء آخر، هو يريد أن يثأر من الجنوب، يريد إعادته تحت الطاعة وكنا نعلم أنها تنتظرنا أيام سوداء وشعبنا أعزل تماما ومجرد من كل وسائل الدفاع عن نفسه، كانت صدمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى".

وأضاف: "وفي مساء 26 / 3 / 2015م كانت مفاجأة مذهلة ولم نصدق حينها ما كنا نسمعه، كان الإعلان عن بدء عاصفة الحزم، تلقينا ذلك النبأ بشيء من الدهشة وغمرتنا فرحة عارمة خاصة أن تأتي هذه العاصفة من أشقائنا في دول الخليج التي طالما أداروا لنا ظهورهم حينما كنا نناشدهم من الساحات منذ العام 2007م كنا على يقين أنهم لا يمكن أن يتخلوا عن حليفهم التاريخي عفاش".

وتابع: "استطعنا خلال فترة قصيرة من تحرير أرضنا وتطهيرها من دنس الاحتلال البغيض، بل ونقلنا المعركة إلى عقر داره، وأثبتنا لأشقائنا في التحالف أننا نِعمَ الحليف وأنهم لن يجدوا منا إلا مبادلة الوفاء بالوفاء، وليس هذا بغريب علينا فنحن أصل العرب ولم ولن نتخلى قط عن عهد قطعناه على أنفسنا؛ بل ولم يسجل التاريخ أي سابقة من هذا القبيل، وهذا هو الفرق بين مجتمعنا ومجتمع الشمال الذي لا يحفظ عهدا ولا يقيم وزنا لكل المثل والأعراف".

وأكد أبو ايمن أن "عاصفة الحزم نجحت نجاحا ساحقا رغم الخذلان ونكران الجميل الذي واجهته دول التحالف من قبل الشرعية التي عملت جاهدة على إفشال هذا التحالف بكل ما لديها من حيل وألاعيب وغدر متناسية أن هذا التحالف جاء في الأساس من أجلها هي، من أجل استعادة دولتها المخطوفة؛ لكنها تخلت عن مواجهة خاطفي دولتها ونقلت حربها باتجاه الجنوب وباتجاه التحالف وخاصة بعد أن سيطر حزب الإصلاح على قرار الشرعية".

يرى العميد ناصر سالم (أبو أيمن) أن عاصفة الحزم استطاعت كبح جماح المد الفارسي في المنطقة وأزالت خطره نهائيا وأبعدت المنطقة عن السقوط في مستنقعه، قائلا: "الحقيقة أن تدخل أشقائنا الحلفاء لم يكن لحاجة شمالية أو جنوبية صرفة وإنما كان هناك نوع من تقاطع للمصالح، حيث كان أشقاؤنا في الشمال ممثلين بالشرعية يريدون العودة إلى السلطة المنهوبة بأي ثمن، والجنوبيون يناضلون في سبيل تحرير بلدهم منذ العام 1994م من الاحتلال اليمني، وأشقاؤنا في التحالف يسعون إلى درء الخطر الإيراني الذي بدأ من الاقتراب باتجاه حدودهم الجنوبية متمثلا بالحوثيين، من هنا برزت الحاجة الملحة للنهوض وإعلان عاصفة الحزم التي بدأت عملياتها في 26 / مارس/ 2015م والتي تم فيها تدمير القوات الضاربة الشمالية مثل الدفاعات الجوية ونظم الاتصالات والأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية وغيرها.. واستمرت حتى 12 / أبريل /2015 م؛ حيث أعلن عن انتهاء عاصفة الحزم وبدء إعادة الأمل التي قامت بعملية إغاثية واسعة النطاق على مستوى الجنوب والشمال أيضا، وأستطيع القول أن كل الأطراف الثلاثة المذكورة المتحالفة قد استفادت بطريقتها الخاصة، فمثلا الشرعية استطاعت في هذه الحرب  وبالذات بعد سيطرة الإصلاح على القرار في الشرعية أن يحافظوا على تقارب من نوع معين مع الحوثيين، وكان هدفهم الأساسي هو استغلال الفرصة ونهب دول التحالف بينما أبقوا جبهاتهم في حالة استرخاء تام وقد أثروا ثراء فاحشا وعملوا بكل جهودهم على استمرارية الحرب ليستمر (البزبوز) مفتوحا ولكنهم فشلوا إداريا وسياسيا وعسكريا وأخلاقيا".

بداية حقيقية ضد الإرهاب
النقيب هشام الجابري المتحدث باسم المنطقة العسكرية الثانية يتذكر كيف كان الوضع في حضرموت مع انطلاق عاصفة الحزم في المناطق الجنوبية الأخرى، يقول الجابري: "مع انطلاق عاصفة الحزم سعت قوى الانقلاب بتنسيق مع عناصر الإرهاب إلى تسليم المكلا عاصمة حضرموت إلى عناصر القاعدة من أجل إرباك المشهد السياسي؛ كونه لا توجد حاضنه للحوثيين في حضرموت؛ ولذلك سعوا إلى تسليمها إلى للقاعدة وظلت المكلا ما يقارب العام محتلة من قبل عناصر الإرهاب وقاموا بكافة أعمال الإرهاب من قتل وتشريد وسطوا واعتقالات، حيث عاشت المكلا لحظات عصيبة تحت حكم جماعة إرهابية مسلحة حتى لبّى الأشقاء في دول التحالف النداء وقاموا  بإعداد قوات من أبناء حضرموت لتحرير بلدهم وانطلقت عملية التحرير في 25 من أبريل 2016 بدعم وإسناد ومشاركة وبغطاء جوي كبير من قوات التحالف ضمن عاصفة الحزم، وكان الانتصار كبيرًا بتحرير المكلا وبسط سيطرة كبيرة لقوات المنطقة العسكرية الثانية، وما شهدته المكلا عاصمة حضرموت بعد ذلك من استتباب للأمن واستقرار، وكان التحدي الأكبر الذي نجحت فيه القوات العسكرية والأمنية بدعم التحالف من فرضه في مديريات ساحل حضرموت".

تحرير عدن
من جانبه، أستاذ القانون الدولي المشارك بجامعة عدن الأستاذ/ محمد جميل ناجي تحدث عن الذكرى الرابعة لعاصفة الحزم وقال: "إن من أهم منجزات التحالف العربي في اليمن هو تحرير عدن والجنوب عامة". 

وأضاف: "رغم طول المدة الزمنية والكثير من الخسائر البشرية والمادية إلا أننا لابد لنا أن نقول إن الحرية التي ننعم بها هي بفضل مئات الشهداء وكذا تدخل التحالف العربي عسكريا".

وتابع: "بمناسبة مرور أربع سنوات على هذا التدخل العسكري أحب ان أتوجه إلى قيادة التحالف العربي (السعودية، الإمارات) بالشكر والتقدير والاحترام، وأدعوهم إلى مزيد من العمل في مجال إعادة الإعمار للمناطق المنكوبة وأيضا المساعدة في تقديم الدعم المتواصل للنازحين كون الملف الإنساني لا يقل أهمية عن الملف العسكري".

وأشار إلى أن التحالف هو المسؤول الأول عن الجوانب الأمنية في الجنوب وعليه بذل المزيد من الجهد والدعم لتوفير الأمن والأمان والاستقرار للجنوب.