من يعش في عدن هذه الأيام؛ يدرك معنى كلمة ‘‘ازدحام مروري’’ بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلا تكاد تخرج من أي جولة حتى تعلق في الأخرى، ناهيك عن الانتظار لساعات طويلة في الشارع وسماع أصوات السيارات من كل حدب وصوب والضجيج والعشوائية التي تحصل.. فكل من يمتلك سيارة اليوم أو أي وسيلة مواصلات يدرك كمية الصبر والتحمل الذي يجب أن يتحلى بهما فقط من أجل الوصول للمكان الذي يريد الوصول إليه، وقد ازداد الأمر تعقيدًا بعد الانفجار السكاني الذي تشهده اليوم محافظة عدن بسبب نزوح عدد من المواطنين من المحافظات الأخرى نتيجة الحرب وزيادة من يمتلكون باصات النقل أو السيارات في المدينة.. (4مايو) ترصد عددًا من المظاهر التي تنعكس من مشكلة الازدحام المروري في محافظة عدن في سياق التقرير التالي..
زيادة وضيق
من الكوارث التي حلت على محافظة عدن وقطاع النقل بشكل عام، هو ازدياد عدد السيارات وباصات النقل بشكل مهول، فنلاحظ أنه لا يوجد شارع يخلو من السيارات، ولا طريق من الباصات على مختلف أنواعها وأشكالها، وأصبحت الطرق ضيقة جدا ولا تسعهم جميعا، فنجد أن هناك من يركن سيارته في منطقة بعيدة من المنزل لأنه لا يجد أي مكان فارغ، أو يبقى ساعات طويلة يلف بها حتى يجد مكانًا مناسبًا.. حتى عند الذهاب لأي مكان لقضاء غرض أو الذهاب للعمل لا يوجد أي مكان فارغ يمكن أن يضع سيارته به، وهذا ما يعاني منه كل من يملك سيارة.
ولا ننسى مشكلة باصات النقل الذي ازداد عددهم جداً، والذي يكاد يضيق الشارع بهم ويمتدون على خطوط طويلة في عموم الطرق الرئيسة والفرعية، والذين يشكلون أحد أهم وسائل المواصلات للتنقل بين مختلف المديريات والمناطق وهذا ما يسبب الازدحام الكبير الحاصل.
الكثافة السكانية
لعل من أهم أسباب زيادة الازدحام في مدينة عدن، هو تزايد عدد الأسر النازحة من المحافظات الشمالية والمجاورة بسبب ظروف الحرب، وأهمها محافظات تعز والحديدة، كذلك المغتربين العائدين لأراضي الوطن ولديهم سياراتهم أو باصات يمتلكونها، هذا أدى إلى تزايد عدد السكان في محافظة عدن بمختلف مديرياتها، وبالتالي ستكون هناك زحمة في خطوط السير والمواصلات ولا يتمكن الشخص من الوصول لأي مكان بسرعة وسهولة؛ بل عليه الانتظار ساعات طويلة من أجل قدرته على العبور أو التعدي من الجولات ومن الطرق الرئيسية أو الفرعية.
وكم هي الحوادث التي تحصل بسبب ضيق الطريق وتهور بعض السائقين، وكم هناك من المخالفات التي يرتكبها السائقون يوميا والتي قد تنتهي بالعراك أو الشجار أو حتى الاقتتال بين السواقين، وكثير ما نسمع عن هذه الوقائع كل يوم في الصحف ونشاهدها بأعيننا لكن لا يوجد سبيل للخلاص منها أو التخفيف أو حتى عملية ضبط من قبل الجهات الأمنية أو إدارة المرور لإنهاء مشكلة هذا الازدحام.
توسعة الطرقات وسفلتتها
من أسباب الازدحام والحلول المقترحة للحد من هذه الظاهرة:
أولاً: الازدحام الحاصل في مدينة عدن له عدة أسباب أهمها ضيق الطرقات وعدم سفلتتها أو إصلاح الحفر، وهذا متعلق بالجانب الشكلي للطريق، أما الأسباب والجوانب الأخرى فهي بسبب كثرة الدراجات النارية التي انتشرت بشكل كبير وازدادت هذه الفترات بسبب النازحين الذين قدموا، وأصبحت وسيلة من وسائل المواصلات الآن في عدن وكثير من المواطنين يستخدمونها للتنقل بين مختلف المناطق، أيضا أصبح لها قانون سير للمواطن في حال أصاب الدراجة أي ضرر في حال حصول أي حوادث.
إضافة إلى كثرة عدد السيارات الداخلة عبر ميناء المعلا والمنطقة الحرة كل يوم حتى وإن كانت بدون رقم أو جمارك وهذا يحتاج متابعة وإجراءات جمركية ومرورية مشددة من أجل ضبط هذه العملية.
ومن أهم الحلول التي يجب أن تنفذ، هي توسعة الطرقات وعمل الجسور (عمل كبري) في الأماكن المزدحمة والشوارع الضيقة، كذلك إلزام الجمارك بعدم استقبال السيارات في الوقت الحالي والقيام بحملة على الدراجات وإلزام أصحابها بإخراجها خارج المحافظة، ويجب تعاون الأمن في تسهيل الصعوبات، إضافة إلى الجهات المعنية؛ لأن مشكلة الازدحام المروري يتضرر منها كل المواطنين وتؤدي إلى خنق مدينة عدن كلما لم نوجد حلولًا ومعالجات لهذه المشكلة.