كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



كتابات وآراء


الأربعاء - 20 مارس 2019 - الساعة 06:19 م

كُتب بواسطة : علاء عادل حنش - ارشيف الكاتب



مما لا شك فيه أن الجميع يعرف تمامًا أن للفنان الجنوبي "عبود خواجة"، الذي يقطن حاليًا في دولة قطر، رصيدًا نضاليًا مهمًا في مسيرة الثورة الجنوبية، وقد عاد للأضواء الأسبوع الفائت بأغنية مستفزة، أفرحت الأعداء بقدر ما أحزنت الأصدقاء، ولا نعلم ما مغزى "عبود" من الأغنية، ولماذا اختار لها هذا التوقيت بالذات؟.
ربما وقع "الخواجة" في فخ شنيع بإطلاقه العنان لتلك الأغنية التي اتهم فيها جنوبيين، كان لهم في ميادين القتال دورًا بارزًا، بـ"الارتزاق" و"بيع الوطن"، بل ذهب الأمر إلى تشبيههم بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي دأب على تمزيق وتفتيت "الجنوب" منذ إعلان الوحدة في 21 مايو / آيار 1990م.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل اتهم "الخواجة عبود" الجنوبيين بأنهم "عبيد"، حيث قال بصريح العبارة، وبلفظ الجماعة، "عدنا للوراء عدنا.. عبيد مثلما كنا.. بلا قيمة وبلا معنى"، وهذا يعتبره الكثيرون اتهامًا باطلًا بحق الجنوبيين؛ فإذا كان لـ"عبود" رأي في عدد من القيادات الجنوبية فلماذا يحشر الشعب الجنوبي فيه؟.. هذا الشعب الذي عانى، وما زال يعاني في سبيل استعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة، التي اُغتصبت قبل ما يربو على 30 عامًا.
لا أعلم كيف نطقها "عبود"، ولكنهُ نطقها فعلًا، بل نطقها على إيقاع العود!.
استمعتُ للأغنية أكثر من خمس مرات، وما زلتُ غير مصدق أن مثل تلك الألفاظ الجارحة تنبع من "عبود"، مهما كان السبب عظيمًا.. فلو افترضنا أن "عبود" على حق، وجميع الجنوبيين على خطأ فلا يحق لهُ إصدار مثل تلك التهم المجحفة بحق أشخاص قاتلوا في جبهات القتال في سبيل الجنوب الأبيّ، وكم كنت أتمنى لو أن "عبود" عبر عن رأيه وموقفه بأغنية تحمل كلمات تنادي برص صفوف الجنوبيين، وتدعو إلى ضرورة التكاتف ونبذ العنصرية، واستشعار أهمية المرحلة في طريق استعادة الدولة الجنوبية، وتذكّر الجميع بدماء شهدائنا الأبرار، ومعاناة جرحانا، وهدفنا الذي عاهدنا الشهداء أمام الله عز وجل بتحقيقه.
بحق، لم أكن أتوقع بأن "الخواجة عبود"، الذي لطالما تغنينا بأغانيه وكلماته الرنانة، التي ما زال الجنوبيون يستمعون إليها، أن يعبث بتاريخه الطويل بنفسه، وبهذه الطريقة، ولم أتصور بأن يتغير الفلكلور المعروف لأغاني "عبود" إلى هذا الحد الكبير، بل ربما تعدت كل ذلك، وأصبحت ذات طابع أوتوقراطي.
لا أود التعمق كثيرًا في تفاصيل الأغنية، وإلى ماذا تهدف؛ لأن ذلك لن يجلب إلا مزيدًا من الكراهية بين الجنوبيين، لكن أرغب بإيصال رسائل هامة لـ"عبود خواجة"، مفادها أن نضع أيدينا على بعض، وأن نحاول لمّ الشمل، وزرع الحب والوئام بين الجنوبيين، واستنهاض حماسهم المعهود، وأن نواصل السير في طريق استعادة دولتنا الجنوبية كاملة السيادة.
كل ما قلته ما هو إلا حسرة وألم، وليس استنقاصًا، فـ "عبود خواجة" سيظل مناضلًا جنوبيًا غيورًا على وطنه مهما حاول البعض أن يصور "الخواجة" بأنهُ أصبح شخصًا آخر.