كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يلتقي رئيس الكتله الجنوبية في البرلمان المهندس فؤاد عبيد واكد



كتابات وآراء


الأربعاء - 21 نوفمبر 2018 - الساعة 11:34 م

كُتب بواسطة : ماجد الداعري - ارشيف الكاتب


يتساءل الكثير من المراقبين والمتابعين للمشهد اليمني عن مستقبل مشاورات السلام اليمنية المقبلة بالسويد وفرص نجاحها،في ظل إصرار الشرعية على مواصلة ذرائعها التعطيلية لتلك المشاورات التي لايبدو أنها ستنجح حتى في جمع الفرقاء اليمنيينعلى طاولة المشاورات باستوكهولم،عوضا عن التوصل إلى توافق على أي حلول مشتركة لوقف الحرب والخروج من الأزمة الطاحنة التي جعلت من اليمن السعيد، أسوأ بلد تطحنة المجاعة المتوحشة بالعالم،وذلك وفقا لمستجدات الحرب المشتعلة مجددا،منذ ليلة أمس بالحديدة، رغم الهدنة الهشة المعلنة من أطراف الحرب وفي ظل استمرار قيادة حكومة الرئيس هادي تشبثها بمرجعيات الحل حتى في إعلانها الشكلي أمس عن موافقتها على المشاركة في مشاورات السويد التي أعلن المبعوث الأممي جريفيث أنها سترتكز على وثيقة سيتولى اعدادها لاحقا دون إشارة منه إلى تمسكه بأي مرجعيات سابقة للحل وهو مادفع الحوثيين امس،على مايبدو لإعلان مبادرة سلام من جانبهم دون شروط هذه المرة،اكدوا فيها إيقاف هجماتهم الصاروخية والطائرات دون طيار على دول التحالف ممثلة بالسعودية والإمارات،وذلك استجابة لطلب المبعوث الأممي ولاثبات حسن النوايا نحو السلام المنشود من قبلهم أكثر من أي مرة بسبب الانهاك الكبير الذي تعرضوا له وخوفا من نتائج جولات الحرب التي تهدد أي مستقبل سياسي لهم في ظل ضيق الجبهات بهم واستنزافهم بصورة كبيرة على كافة المستويات والأصعدة.
ولا شك أن إصرار هادي ونائبة وحكومتهم المشتتة بالداخل والخارج على التمسك بمرجعيات الحل الثلاث يؤكد اصرارهم المبكر على إفشال جولة مشاورات السويد التي أكد المبعوث الاممي في إفادته قبل يومين لمجلس الأمن أنها سترتكز على وثيقة أممية جديدة سيتولى اعدادها وذلك قطعا لذرائع اطراف تلك المشاورات التي ستقصي الطرف الجنوبي الاقوى على الأرض رغم حرص الامم المتحدة ومبهوثها الدولي الميسر على تجاوز كافة الإشكاليات التعطيلية السابقة بمافيها مرجعيات الحل التي يتخذها هادي وحكومته كقميص سيدنا عثمان ابن عفان رضي الله عنه،لتعطيل المشاورات وإعاقة جهود السلام الاممية الرامية لإيقاف الحرب التدميرية لماتبقى باليمن، كونها تدرك أن أي إيقاف للحرب أو توصل لاتفاق سلام يعني طي صفحة تلك القيادات التي تعتاش منذ عدة سنوات على مصالحها من الحرب وتحكم بشرعية الحرب وتواصل تحدي الارادة الدولية باليمن باسم الحرب وتتسول المجتمع الدولي معونات ومساعدات باسم الشعب المنهك جوعا وقتلا وحصارا ومرضا نتيجة هذه الحرب المقدسة بالنسبة لتلك الشخصيات المتاجرة بكل معاناة ونكبات اليمن تاريخيا
وعلى خلاف ذلك يشعر الحوثيون انهم قد استنزفوا أكثر من أي فترة مضت بهذه الحرب التي باتت تهدد كينونتهم ومصيرهم وخاصة بالحديدة وجبهات الساحل الغربي عموما، بل وتكاد تقضى على أي تواجد لهم ولذلك فإن من مصلحتهم إيقاف الحرب والهروب إلى أي مشاورات أو حلول للأزمة كون أي تسوية سياسية مقبلة للأزمة اليمنية لايمكنها أن تتجاهلهم كقوة أمر واقع قائم لايمكن تجاوزها.
ومن هنا فإن مؤشرات فشل مشاورات السويد قبل أن تعقد، تبدوا أكثر وضوحا من دعوات وجولات سابقاتها في جنيف والكويت.