رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


السبت - 08 فبراير 2020 - الساعة 04:41 م

كُتب بواسطة : يوسف الحزيبي - ارشيف الكاتب


•يختلف منا الكثير اليوم في معرفة طبيعة الأزمة التي تعاني منها بلادنا وأبناؤنا ومجتمعنا الراهن بين من يعتبرها سياسية وأمنية، ومن يصنفها اجتماعية أو اقتصادية وحتى ثقافية ولم نتمكن من معرفة حقيقة ازمة واقعنا وتحديد سياستنا الراهنة اليوم لمعالجة مشاكلنا التي تحل في واقع وطننا بشكل عام.." فتعقدت أمورنا وتعددت أزماتنا وأخطأنا حتى في طريقة النقاش الذي نخوضه اليوم حول مشروع الوطن الذي نريده اليوم ونناضل من إجله منذُ بداية إحتلال بلادنا إلى اليوم... واقتصر تركيزنا على أمور ثانوية وهامشية وشكلية، في أوساط الساسة والمثقفين والإعلاميين والوطنيين والرياضيين، وكل فئات وطننا ومجتمعنا الجنوبي الراهن الذي نعيشه...،

لإن كل الدلائل والشواهد والتجاربات التي مررنا بها ولازلنا نخوضها اليوم في مرحلتنا الراهنة ، تؤكد أن مشكلتنا أخلاقية...وقلة وعي..، يعاني منها الأفراد والمؤسسات، والحكام والمحكومون... والصغار والكبار..من ابناء مجتمعنا اليوم.." مع الذات ومع الغير، في الأسرة والشارع والمدرسة..؛ وفي كل مؤسسات الدولة والمجتمع الذي نعيشه ولاينكر ذلك أحدا منا...!

فإن ازمة الساسة عندنا أخلاقية بالدرجة الأولى... حولت النقاش والتنافس فيما بينهم إلى تصفية حسابات قديمة...، وحقد وكراهية وإلغاء الطرف الآخر" أو معارضته لأسباب ذاتية وجهوية وشخصية، بعيدا عن النقاشات الأساسية التي يتمحور عليها هدفنا الوطني الذي نسعى إليه... فتحولت الممارسة السياسية عند الكثير منا اليوم ممن لايعترفون بالشرفاء وقادة الوطن الحقيقيين...، إلى نفاق كذب وافتراء وتواطؤ ضد مصالح وأهداف الشعب التي ضحى من إجلها آلاف الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى..؛

وأزمتنا في الحقد والكراهية والأنانية التي طغت على النفوس والعقول اليوم لدى بعضنا.. ؛ فكل واحد منا يعتقد بأنه الأفضل والأصلح والأجدر بتسيير أمور البلاد والعباد دون تقدير الشرفاء ومن ضحوا من اجلها ومن لهم الفضل بالدفاع عنها...، وصار الكبير يحقد على الصغير...،" والقديم لا يقبل الجديد..؛ وأعداء النجاح يغتنمون الفرص لتحطيم كل شيء جميل في هذه البلاد.." والخيرون من أبناء وطننا ومجتمعنا بالذات مكبلين أو مهمشين...!
إضف إلى ذلك أزمتنا في إخفاقنا في تنشئة الجيل الصاعد على حب الوطن وعلى الحرية واحترام الغير وتربيتهم على مبادئ التآخي والتسامح وتقديس الجهد والكسب الحلال والشريف، بدلاً من تركيزنا على الجوانب المادية والذاتية التي أتاهت بنا اليوم وأوصلتنا إلى هذا الحال..،

كذلك أزمتنا اليوم يا إخوان هي في منظومتنا التربوية والصحية والثقافية المتردية التي لم تستقر على حال لأن الأهواء لا تزال تحكمها منذُ فجر التحرير.. بعيداً عن القيم والمبادئ وعن مقوماتنا ومتطلبات العصر..." فظل هذا الوطن في ظل تلك الحكومة الفاشية رهينة تجارب متكررة فاشلة تتحمل وزرها الأجيال المتعاقبة..!

- أزمتنا الراهنة اليوم ياعالم هي ازمتنا في نكران جميل الرجال وحرائرهم، الذين ضحوا من أجل هذا الوطن المغلوب على امره عبر التاريخ ..! والتهرب من كتابة تاريخنا كما هو بسلبياته وإيجابياته.." والاعتراف بأخطائنا وتصحيحها..، ومشكلتنا في تنكر كل واحد منا لجهود غيره... فيعتبر كل واحداً من هؤلاء المتنكرين لإخوتهم اليوم انهم أصحاب الفضل في الثورة والنضال وأنهم هم فقط أهلاً للإستقلال و بناء الدولة الجنوبية الذي ننشدها...، وان الجيل الحالي جيل قاصر وغير قادر على القيام بواجباته تجاه الوطن والأمة.. التي ضحى من أجلها أجدادنا ومن سبقونا..؛

-أزمتنا الراهنة اليوم في مجتمعنا يا اخوان هي ازمتنا في تغييب المثقفين والمفكرين عن اتخاذ القرار.. وغياب التقدير والاحترام للكفاءات والمخلصين... والخوف منهم على مصالحنا ومناصبنا..! وإنكارنا لأفضال من ضحوا بأنفسهم من اجلنا ولرواد النصر لوطننا فكان الإقصاء.. الممارس الذي مارسته الحكومة المتدنية التي اوصلتنا إلى هذا الحال اليوم من المدير والوزير والرئيس أمَّ الأزمات التي نعاني منها ويعاني منها الوطن عامة جنوباً وشمالاً..؛

-أزمتنا الراهنة اليوم هي ازمتنا في انعدام الوفاء للوطن والرجال والمؤسسات والمبادئ والقيم...، وفي ولاء بعضنا اليوم وإنحرافهم عن مبادؤهم.. للأشخاص وأصحاب المال والنفوذ حتى طغت المادة والمصلحة على تفكيرنا وعقولنا...وأعاقت السير في سبيل مشروعنا الوطني الذي نسعى اليه وغابت المعايير والمقاييس العلمية والثقافية والأخلاقية.. لتحل محلها الأنانية وحب الذات وغياب روح المسؤولية والنظرة المستقبلية لشؤون أمتنا وشعبنا..!

-أزمتنا الراهنة اليوم هي أزمتنا في إعلامنا فأزمة إعلامنا اليوم أخلاقية أيضا، لأن أغلب باروناته لا يلتزمون بأخلاقيات المهنة، وتحولوا بأقلامهم وألسنتهم إلى أبواق تطبل وتزمر، ناكرين لجهود الرجال الشرفاء والأوفاء وحرائر الوطن عامة ، ومثيرين للفتن والأحقاد، وطغت على كتاباتهم السلبية والانهزامية والنكران أو الدعاية لفئة من الفاسدين والمنحرفين والمغامرين بمصير البلاد..!

لهذا أزمتنا ياعالم اليوم ليست مادية ولا بشرية، بل هي أخلاقية وتربوية وفكرية، لأننا أخفقنا في التشخيص.. وفي تحقيق المشروع الذي نريده لأبنائنا وبناتنا واجيالنا بعيداً عن الذاتية والأنانية وقريباً من المهنية والاحترافية في التفكير والممارسة..!
أزمتنا أزمة رجال لا يقدرون الرجال ويحتقرونهم ويظلمونهم ويقللون من شأنهم، وأزمتنا الكبرى في استمرار اعتقادنا بأن مشاكلنا اليوم هي سياسية واقتصادية واجتماعية، وبأن الشعب الجنوبي في حاجة إلى المأكل والملبس والمسكن فقط...!، فلم نستثمر في الرأسمال البشري والطبيعي الذي تزخر به بلادنا ونتسعد به دولتنا ونبنيها ، حتى تفاقمت مشاكل الفساد والسرقة والنهب والجرائم وأنعدمت فينا المكارم الأخلاقية والمتاجرة بالمخدرات وما شابهها ، في ظل التسيب وسياسة اللاعقاب على كافة المستويات لدى مجتمعنا الحاضر.

إن أزمتنا الراهنة اليوم مخيفة تثير الألم والحسرة واليأس والإحباط، وتهدد حياتنا وأجيالنا وحاضرنا ومستقبلنا بالفشل والإخفاق، ولكن كل هذا ليس قدرا محتوماً ..طال الزمن أو قصر في ظل وجود الرجال الشرفاء وحرائرنا والمقومات والنيات الحسنة لدى من يمتلكوا وعياً في السياسة والثقافة والاقتصاد والرياضة...!ومصير الخير والحق والعدل أن يعلو فوق الجميع بإذن الله ولكي يتحقق ذلك يجب علينا ان نثورضد مفاهيمنا الخاطئة وافكارنا المخربة للمجتمع والوطن الذي نعيشه بشكل عام..،لماذا نثور فقط ضد حكامنا؟لماذا لا نثور ضد المجتمع ؟ثورة اخلاق وابداع ثورة اقتصادية ثورة فكرية ثقافية ثورة من اجل النهضة والحضارة في الجنوب الذي هو بإرضه وشعبه أهلاً لذلك..! لقد جربنا الثورة من اجل المطالب السياسية فكنا أهلا لها ..! جربنا الحروب والمعارك للدفاع عن وطننا فكنا رجالها...! وحان الوقت اليوم من اجل ثورة اخلاقية لبناء المجتمع الجنوبي بكل مكوناته وفئاته من الفرد إلى حاكمه دون ان ننسى مطالبنا وأهدافنا الوطنية التي ضحى من اجلها شهدائنا فهي مشروعة وستتحقق متى ما حققنا مكارم الأخلاق فيما بيننا وأزلنا شوائبها التي أوصلتنا إلى هذا الحال المؤسف.