رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



اخبار وتقارير

السبت - 22 فبراير 2020 - الساعة 12:36 ص بتوقيت عدن ،،،

"4 مايو" تقرير / دنيا حسين فرحان:

الماء هو أساس الحياة، فكيف سيكون حال الناس إذا كان هذا الأساس غير موجود؟! فكثيرًا ما نسمع بأن المؤسسة العامة للمياه تحذر بأن هناك كارثة ستحدث في المدينة في حال لم يتم أمداد الخزانات بوقود الديزل اللازم لها حتى تتمكن من ضخ الماء إلى الأحواض ومنه إلى المناطق ومنازل المواطنين ولكن ازدياد عدد المواطنين والبناء يستدعي الحاجة للحصول على الماء من أجل الاستفادة منه في الحياة اليومية فهو من مصادر الحياة الرئيسية.

لكننا نسمع أيضا أن هناك مجموعة كبيرة من المواطنين في مناطق نائية أو حتى في المدن تشكو من صعوبة وصول الماء إليها كل يوم أو من غيابه التام عنها وتضطر لتوفيره وإنفاق المال في سبيل الحصول عليه.

وسنستعرض في هذا التقرير بعض المناطق التي تشكو من أزمة المياه، وكيف يتعامل سكانها مع هذه الأمر؟ وكيف هي حياتهم اليومية وهم يفتقدون أحد مصادرهم الأساسية في العيش؟

#غياب المياه عن مناطق كثيرة بعدن
هناك عدة مناطق في عدن العاصمة الجنوبية مع الأسف تفتقد إلى تواجد الماء في بعض أحيائها، وسنستعرض أبرزها.

#شعب العيدروس يتكبد انعدام الماء
مديرية صيرة يشكو فيها سكان منطقة العيدروس وبعض أحياء القطيع من عدم وصول الماء إليها منذ سنوات، ويقومون باستئجار البوز أو يقوم الشباب والنساء والرجال بنقل الماء من المساجد أو من البيوت التي يصل إليها عن طريق تعبئته في دبب أو أواني منزلية أو قنينات صغيرة إذا كان ماءً للشرب وكل يوم يتكرر هذا السيناريو، ورغم محاولاتهم العدة للتواصل مع مأمور المديرية ومؤسسة المياه القريبة من منهم والقيام بمشروع مضخة للتخفيف من أعبائهم لكن دون أي جدوى فهناك أماكن وأحياء لم يصل إليها الماء نهائيا وقد تعب سكانها من هذا الوضع الذي لا يعرفون نهاية له، حسب قولهم.

#سكان الشيخ عثمان يشكون
مديرية الشيخ عثمان أيضا هي الأخرى تحوي مناطق سكنية لا يصل إليها الماء، ويعيش سكانها حياة متعبة في نقل وانتظار (بوز الماء) التي تأتي من أجل أن يأخذوا منها ما يحتاجونه.. ومن المعروف أن الشيخ عثمان هي منطقة شعبية تحوي أحياء سكنية يقطن فيها سكان شبه معدمين أو معدمين كالمهمشين والنازحين والأسر المحتاجة والمتعففة، فكيف سيتمكنون من شراء الماء بشكل يومي من البوز أو من البقالات وليس لهم أي مصدر دخل، وهذه الأيام زادت الأسعار، فبكل تأكيد ستزيد كلفة الكمية التي يحتاجونها من الماء في الشرب أو الاستخدام المنزلي.

#تحذير من كارثة في المنصورة
مديرية المنصورة تعاني في بعض أحيائها من مشكلة الماء، خاصة أنها متشعبة وتوجد بها مدن سكنية مبنية حديثا وزيادة عدد السكان فيها والضغط على مصادر الماء الرئيسية، فالكل بحاجة للماء ويقوم العديد منهم بشراء الدينمات والمضخات من أجل شفط الماء والحصول عليه واستخدامه يوميا وهذا يؤثر بشكل كبير على أحواض الماء الرئيسية وعلى عدم قدرة السكان المجاورين الحصول على الماء بسبب هذه الدينمات.

والأسوأ من ذلك تصريح مدير مديرية المنصورة محمد البري الخطير، الذي أدلى به قبل مدة، بأن أحواض الماء ببير أحمد وناصر تم البناء بجانبها من قبل سكان وربط بيبات ماء منها مباشرة، وهذا أمر غاية في الخطورة وهو ما حذر منه، وناشد المسؤولين في مؤسسة المياه وفي الوزارة وكل من يهمه الأمر بسرعة التدخل والقيام بإجراء لإبعاد هذه الأسر من أحواض الماء التي تغذي مناطق عدن بأكملها وإلا ستحدث كارثة وشحة في الماء قد تحل بمحافظة عدن وتعدمها الماء نهائيا.

#البريقة تعاني إهمال السلطات
البريقة المديرية التي تحوي مساحة كبيرة من مناطقها الممتدة والمتفرعة تشكو معظمها غياب الماء، ولعل من بعض تلك المناطق منطقة صلاح الدين الذي كان الماء فيها لا ينقطع حتى في فترة الحرب وتواجد الحوثيين في المديريات الأخرى وتعرضها للقصف ودمار بعض من منازلها، هي اليوم تعاني من غياب الماء عنها لأيام عدة، فالبعض يقول بأنها ربطت بمناطق أخرى مرتفعة مما تسبب بعدم وصول الماء إليها من أماكنه الرئيسية بشكل مباشر، والبعض يقول أنه تم قطع البيبات الرئيسية للمنطقة من قبل سكان ومدها لأماكن قريبة من مساكنهم أو من أبنية تابعة لهم في مناطق بعيدة والاستفادة من الماء القادم للمنطقة، وهناك من يوقع الاتهام على السلطات المعنية في المديرية بسبب إهمالها لموضوع الماء الذي يخصها ويخص المواطنين بشكل عام، وهناك مناطق مجاورة لها تعاني نفس المعاناة دون أن تجد حلا لمشكلتها التي أرهقت سكانها.

هناك مناطق أخرى في مديريات دار سعد والتواهي والمعلا يشكو سكانها من تردي خدمة الماء خاصة بعد الحرب الأخيرة وأن هناك مناطق لا تصل إليها المياه بشكل تام وهم يعانون من أجل الحصول عليه ولم تجد أي تدخل حكومي أو مشاريع تخدم قطاع المياه وتوفير الماء للمواطنين الذي يعتبر من حقوقهم الرئيسية وواجبًا على كل دولة القيام بها تجاه سكانها.

ومع ازدياد معاناة المواطنين في مختلف مناطق عدن والمحافظات المجاورة التي تطالب بتحسين خدمة الماء وتوفيره كمطلب أساسي لحياتهم تبقى آمالهم معلقة باستجابة السلطات المعنية والحكومية لهم والتدخل لتوفير الماء بشكل مستمر لهم وضمان الحصول عليه دون تعب أو مجهود كبير، فيكفي غلاء الأسعار الذي حل عليهم والأزمات المتكررة والأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي تعصف بالبلاد وعدم قدرتهم على ملاحقتها ويتمنون أن يجدوا الإنصاف في أقرب وقت.