اخبار وتقارير

الجمعة - 20 ديسمبر 2019 - الساعة 09:45 م بتوقيت عدن ،،،

عدن / تقرير / منير النقيب


تعمّدت مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية وضع العراقيل أمام تنفيذ بنود الاتفاق، ورغم مرور أكثر من شهر على الاتفاق واقدم تنظيم إخوان اليمن على حشد قوات كبيرة من مأرب لاجتياح أبين وبلوغ العاصمة عدن تحت مسمى قوات حماية رئاسية في مشهد يوضح مدى نقض حكومة الشرعية لاتفاق الرياض.
ولا تزال حكومة الشرعية تتعنت في تطبيق اتفاق الرياض، حيث لم تستكمل إجراءات صرف الرواتب بشكل كامل الذي حُدد في البند الأول، ولم تشكل إلى اليوم حكومة جديدة، ولم يُعيَّن محافظون جدد للعاصمة عدن وأبين والضالع، كما لم تعُد القوات التي غزت الجنوب منذ شهر أغسطس الماضي إلى مواقعها.. كل هذه العراقيل جعلت الاتفاق يبلغ نقطة شديدة الخطورة حول مستقبله.


إستغلال عامل الوقت

ويراهن إخوان اليمن وشخصيات نافذة داخل الحكومة على عامل الوقت الذي يمنحهم الفرصة لتعزيز سيطرتهم على محافظتي أبين وشبوة وفرض أمر واقع بهدف إفراغ اتفاق الرياض من محتواه. كما تشير مصادر إلى وجود تحركات عسكرية مشبوهة في محور تعز باتجاه المناطق المتاخمة للحج وعدن، وهو ما يكشف عن وجود سياسة طويلة المدى لتضييق الخناق على مدينة عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى التي يتمتع فيها المجلس الانتقالي الجنوبي بحضور شعبي وتواجد عسكري.
وتتمحور استراتيجية التضييق التي يتبعها الإخوان حول خلق مراكز نفوذ عسكري في مناطق مختلفة من جغرافيا اليمن من بينها مأرب وشبوة وأبين ووادي حضرموت وأجزاء من المهرة وتعز، بهدف الضغط على المناطق التي لا تزال خارج سيطرة الإخوان في جنوب اليمن، وهو ما يسير باتجاه عكسي مع الانتشار في مناطق التماس مع الميليشيات الحوثية التي تشهد حالة من السلام غير المعلن بين الطرفين.
ووفقاً للمصادر لا تلوح في الأفق أي مؤشرات على إحراز أي تقدم فيما يتعلق بتنفيذ بنود اتفاق الرياض، حيث يفترض، بحسب البرنامج الزمني للاتفاق، أن يتم تعيين محافظ ومدير أمن لعدن والمحافظات الجنوبية الأخرى، وأن يبدأ انسحاب القوات العسكرية من أبين وشبوة، إضافة إلى التوافق على تشكيل الحكومة، وهي أمور باتت تسير بشكل عكسي من خلال استمرار الحشود العسكرية من الطرفين.
وفي هذا السياق قالت مصادر عسكرية إن محافظة شبوة تشهد تحركات عسكرية، حيث توجهت قوات عسكرية تغلب عليها عناصر تتبع حزب الإصلاح إلى منطقة شقرة التابعة لمحافظة أبين، المنطقة الفاصلة بين قوات المجلس الانتقالي وقوات الجيش الوطني الموالية للحزب.

الالتفاف على الاتفاق

ووفقاً للمصادر يسعى حزب الإصلاح عبر قواته المنضوية تحت الجيش والأمن إلى الالتفاف على الاتفاق من خلال استمرار عملية التجنيد بوتيرة عالية في شبوة، بهدف تغيير تركيبة قوات الأمن والجيش في محافظتي أبين وشبوة، وتثبيت تموضع تلك القوات في المحافظتين الساحليتين اللتين يراهن عليهما الإخوان في تنويع مصادر التمويل المالي عبر بيع النفط والغاز والانفتاح على العالم من خلال الموانئ التي تعد الرئة والمتنفس البحري الوحيد للمناطق التي يسيطر عليها الإخوان شرق اليمن، والتي قد تربطهم بالشركاء والداعمين الإقليميين مثل قطر وتركيا.
ويرى مراقبون أن المعركة القادمة لحزب الإصلاح تتمثل في الالتفاف على اتفاق الرياض الذي قد يطيح بعناصره وسيطرتها التامة على الجيش الوطني ومؤسسات الشرعية، وهو ما يعطي تفسيرا لتحركات الإخوان السياسية والعسكرية المتصاعدة في مختلف مناطق نفوذهم، ومن ذلك محافظة تعز.

احتلال عدن باسم الحماية الرئاسية

وحذّر مراقبون من استغلال الإخوان والتيار الرافض لاتفاق الرياض في الشرعية لبعض الثغرات في اتفاق الرياض للعبث بمضمون الاتفاق، ومن ذلك طبيعة القوات الرئاسية التي يُفترض بحسب الاتفاق أن تعود إلى عدن وتتولى حماية المنشآت والمرافق الرئاسية، في ظل توارد معلومات عن تشكيل الإخوان لقوات ضخمة تابعة لهم في مأرب وشبوة تحت مسمى ألوية الحماية الرئاسية، والزجّ بتلك القوات نحو عدن كمقدمة للسيطرة على العاصمة عدن وتفكيك قوات المجلس الانتقالي بالتنسيق مع الخلايا النائمة التابعة للإخوان في بعض مناطق عدن، والتي دأبت على التحرك وإحداث فوضى بين الفينة والأخرى بهدف إرباك المجلس الانتقالي وعرقلة انتشار القوات الأمنية والعسكرية في عدن بموجب اتفاق الرياض الموقع بين الشرعية والمجلس الانتقالي.

تدخُّل المملكة لإنقاذ الاتفاق

وبالنظر إلى أهمية الاتفاق فيما يتعلق بضبط الحرب على المليشيات الحوثية، فإنّ الأنظار باتت تتوجَّه إلى المملكة العربية السعودية باعتبارها راعية الاتفاق، إذ تتطلب منها المرحلة الراهنة تدخُّلًا حازمًا حاسمًا لإنقاذ الاتفاق، وذلك من خلال إلزام حكومة تصريف الأعمال على الالتزام ببنوده، والتوقُّف عن العراقيل التي تفتعلها من أجل إفشال الاتفاق.
في المقابل، فإنّ الجنوب يبقى ملتزمًا بالاتفاق بشكل كامل وذلك نظرًا لأهمية هذه الخطوة على مختلف الأصعدة، وتقديرًا لدور المملكة العربية السعودية، ولتفويت الفرصة أمام المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية الساعية لإفشال الاتفاق.
ويجب الاستعداد جيدًا لكافة السيناريوهات في الفترة المقبلة خاصةً وأنّ مستقبل الاتفاق يبقى مفتوحاً على كافة الاحتمالات، كما أنّ التصعيد العسكري أمرٌ غير مقبول فيما هو قادم، الأمر الذي يبرهن على أن الجنوب ستظل قواته المسلحة حصنًا تسقط عنده مكائد الأعداء.

قوات النخبة ستعود إلى شبوة

بدوره تحدث نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك عن خروقات مليشيات الإخوان لاتفاق الرياض وتمردها على شرعية الرئيس هادي من خلال حشد قواتها من مأرب إلى شبوة وشقرة.
وقال بن بريك: "إن تحرك قوات من مأرب إلى شبوة وشقرة في مخالفة لاتفاق الرياض يدل قطعيا على ما كنا نؤكد عليه أن هذه القوات لا تخضع لأمر الرئيس هادي وليست جيشاً حكومياً، بل مليشيات لحزب الإصلاح الإخونجي، ما يجعلها أمام مواجهة لقوات التحالف الضامنة لتنفيذ الاتفاق وأمام المجتمع الدولي الشاهد على هذا الاتفاق".
وفي حوار مع قناة عدن المستقلة أكد نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بأن المجلس الانتقالي والتحالف على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي محاولات لشن حرب على الجنوب.
وقال نائب رئيس الانتقالي هاني بن بريك: "لا يوجد جيش وطني، وإنما توجد أذرع عسكرية وإرهابية تتبع حزب الإصلاح وهي وراء أعمال الفوضى بعدن وأبين وشبوة".
وأكد أن "قوات النخبة الشبوانية ستعود كما نص اتفاق الرياض، وكما كانت الأوضاع قبل أغسطس، ووضعنا إدارة ملفها بيد التحالف".

استهتار أطراف في الشرعية

من جانبه كشف أحمد حامد لملس- أمين عام المجلس الانتقالي الجنوبي - عن امتلاك المجلس الانتقالي خيارات مع قوى وطنية يهمها استقرار الجنوب وتحرير الشمال من مليشيات إيران تحت مظلة التحالف العربي درءًا للتلاعب الذي يحاول أن يمارسه البعض.
وأكد لملس أن استهتار أطراف في الشرعية واعتقادها بقلب الطاولة وصنع واقع آخر، سيناريو لن يتم.
ودعا لملس العقلاء في الحكومة أن يحددوا موقفهم من التمرد على اتفاق الرياض.
واختتم بقوله: "كفى استثمارًا لسحق المواطن وتدمير الوطن".
وأقدمت مليشيا الإخوان على خرق أهم بند أساسي في اتفاق الرياض من خلال حشد وتحريك قواتها من مأرب إلى شبوة ومديرية المحفد بأبين، في محاولة لإفشال اتفاق الرياض وغزو العاصمة عدن للمرة الثالثة ومن أجل كسر صفوف القوات الجنوبية والحزام الأمني من أبين وإعادة خلاياها الإرهابية بعد طردها من أبين بالكامل من قبل القوات الجنوبية والحزام الأمني، كما تهدف تحركات الإخوان إلى استهداف قبائل المنطقة التي لها مواقف بطولية ومشرفة منذ عقود في وجه الاختلالات الأمنية التي تشهدها المحافظة منذ عام 2011 ضد التنظيمات الإرهابية، وأيضا ضد مليشيات الحوثي الإيرانية عام 2015.
وتهدف مليشيا حزب الإصلاح في هذه التحركات إلى كسر هيبة القبائل واستهدافها بصورة مباشرة.
وأكدت مصادر أن هناك عمليات اختطاف قامت بها مليشيات الإصلاح لقوات المقاومة الجنوبية والحزام الأمني، التي طهرت المديرية بعد ما كانت معقلًا لتنظيم القاعدة، وهي البوابة الشرقية لمحافظة أبين، وحافظت على الأمن فيها منذ سنوات، إلا أن مليشيا الإصلاح لم يرُق لها هذا وتريد إبعاد هذه القوات الجنوبية وإحلال خلاياها الإرهابية هناك.

بيان المقاومة

وأصدرت المقاومة الجنوبية وقبائل أبين، بيانًا شديد اللهجة يحذّر كل من يعمل أو يتعاون مع هذه المليشيا الإرهابية بأنه سيكون هدفًا مباشرًا لنيران أسلحتها.
ودعا البيان أهالي المحفد وضواحيها إلى الاستعداد لدحر مليشيا الإصلاح التي خرقت اتفاق الرياض، وصعّدت باستهداف مواقع جنوبية، محملًا المسؤولية الكاملة عن كل ما يجري في المدينة من دمار وخراب لهذه المليشيا المعتدية.
وتشهد مديرية المحفد م/أبين حشدًا لقوات مليشيا الإصلاح الإخوانية من اتجاه الشرق من جهة محافظة شبوة، ومن اتجاه الغرب من العناصر التي تتمركز بمناطق “شبرا والعرقوب ومودية”، للالتفاف حول قوات الحزام الأمني والقوات الجنوبية في المحفد التي رفضت أن تكون محافظة أبين ساحة حرب أو تصفية حسابات سياسية أو أجندة خارجية.
وفي السياق رفضت قوات المقاومة الجنوبية الغربية السماح للمليشيات الإرهابية التابعة لحزب الإصلاح بالعبور نحو خط (حطيب - أبين).
وقالت في بيانها أنها ردت على وساطة على المليشيات الإرهابية الإصلاحية بالمنع المطلق وعدم السماح لهم بالعبور عبر خط (حطيب - مودية) بعد قدوم أشخاص قبليين تابعين لحزب الإصلاح الإرهابي للتوسط وقالت بالحرف الواحد: "لن تمروا إلا على جثتنا".
وأكدت أنها على أتم الاستعداد والجاهزية للتصدي للمليشيات الإرهابية الغازية والدفاع عن كل شبر من أرض الجنوب.
وفي سياق المواجهات شنت قوات المقاومة الجنوبية، في المحفد، عددًا من الهجمات على مواقع مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية.
وخرقت مليشيا الإخوان التابعة الشرعية، القادمة من مأرب، أحد البنود الأساسية في اتفاق الرياض، بعد هجوم غادر على المحفد، لإحكام الحصار على المدينة من جهة الغرب، بعدما تمركزت في مواقع طاليل، والنوسة، وضيعمان.

اختطاف الجرحى

المجموعة الجنوبية المستقلة بدورها أدانت قيام مليشيات مسلحة تابعة لإخوان الشرعية باختطاف عدد من الجرحى والمصابين أثناء إسعافهم إلى المستشفيات، حيث اعترضت تلك القوات سيارات الإسعاف وهي في طريقها من محافظتي أبين وشبوة إلى مستشفيات محافظة حضرموت.
وأكدت المصادر أن أحد أفراد الحزام الأمني قطاع المحفد قد أصيب ليلة أمس الأول وتمت محاولة إسعافه إلى حضرموت وأثناء وصول الجريح "علي مفتاح محمد الكازمي" إلى نقطة تابعة لقوات الإخوان المنتمية للشرعية قامت باختطافه وأسره.
وقالت المصادر: "إن المدعو عبدربه لعكب الشريف البيحاني، قائد ما يسمى بالأمن الخاص في شبوة، قام بأخذ الجريح الكازمي من المستشفى الحكومي في عاصمة محافظة شبوة الجنوبية عتق بعد خروجه من العمليات مباشرة". وأكدت المصادر أنه تم اقتياد الجريح إلى سجن سري تابع لتلك القوات.
وعبّرت المجموعة الجنوبية المستقلة في بيانها عن إدانتها تلك الأعمال الإجرامية والمخالفة للقوانين الدولية الإنسانية ضد الجرحى والمصابين، داعية كافة المنظمات الدولية إلى الضغط على الحكومة اليمنية للإفراج عن المختطفين الجرحى وإعادتهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج ومحاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات.