الرئيس الزُبيدي يبحث مع القائم بأعمال السفير الأمريكي تطورات الأوضاع في بلادنا والمنطقة.. انفوجرافيك

اجتماع قيادي للمجلس الانتقالي يناقش الاجراءات اللازمة لمواجهة الازمة.. انفوجرافيك

الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تقف أمام مستجدات الأوضاع الاقتصادية والخدمية على الساحة الجنوبية..انفوجراف



اخبار وتقارير

الجمعة - 29 نوفمبر 2019 - الساعة 06:31 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / تقرير/ عــــلاء عادل حـــنش:


العرابي: تحل ذكرى نوفمبر والجنوب وشعبه في تحوّل ورُقيّ أممي
الحسني: يوم الاستقلال يمثل رصيدًا من الخبرات والتجارب التي نستلهم منها العِبَر
نجمي: مرّ الجنوب في ظل اليمننة بأزمات سياسية مركبة
الوبر: كل يوم تتجلّى مؤشرات تخدم قضية الجنوب وتزيد قناعة دول المنطقة والعالم بإنهاء الوحدة


تعتبر مناسبتيّ الـ(14 أكتوبر، و30 نوفمبر) المناسبتين العظيمتين على الإطلاق في تاريخ الجنوب، كونهما هزمتا جبروت محتل ظل جاثمًا بكل ثِقَله على صدر أبناء الجنوب لما يربو على (129 عامًا)، لتجسد هاتان الثورتان التضحيات العظيمة التي قدمها أبناء الجنوب آنذاك.
وهاتان الثورتان جسّدت الروح الوطنية لدى أبناء الوطن الجنوبي، وكفاحهم المسلح الذي واجه دولة متقدمة بكامل عتادها المتطور، لكن إرادة الشعوب وحدها من تنتصر، وهو ما حققه الجنوبيون بعد اندلاع شرارة 14 أكتوبر/تشرين الأول من جبال ردفان الشمّاء بقيادة راجح بن غالب لبوزة عام 1963م، ليتمخض عنها الانتصار الأعظم بطرد آخر جندي بريطاني من عدن في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 1967م، بعد أن استمرت ثورة أكتوبر زهاء (4 أعوام)، لتكون هاتان المناسبتان هما الأعظم لشعب الجنوب على مر تاريخه.
واليوم تحل علينا الذكرى الـ(52) لعيد الاستقلال الوطني الجنوبي الـ(30 من نوفمبر)، والتي تصادف يوم السبت 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2019م، تحل والجنوب يعيش تطورات سياسية وعسكرية كبيرة، لا سيما بعد اتفاق الرياض التاريخي الذي وُقِع في قصر "اليمامة" بالعاصمة السعودية الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية بحضور رفيع المستوى مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

تحول أممي
"4 مايو" قامت بإجراء عدد من اللقاءات مع نخبة من الأكاديميين حول الذكرى الثانية والخمسين للاستقلال الوطني الجنوبي الـ(30 من نوفمبر)، وكانت بداية لقاءاتنا مع الأمين العام لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب الدكتور/ بدر العرابي، الذي قال: "تهل علينا الذكرى الثانية والخمسين لعيد استقلال الجنوب العربي من الاستعمار البريطاني الذي توّج في 30 نوفمبر 1967م والجنوب في أبهى ألقه وعنفوانه، بعد انتقاله من مركز الضعف والمظلومية المستديمة والبحث عن مخلّصٍ ومساندٍ آخذٍ بيده نحو أحلامه التي عدها الإقليم والمجتمع الدولي، في السابق، من باب المُحال والهرطقات التي لا تستحق الالتفات إليها، إلا أن الجنوب وشعبه قد أصبح وبدفع مرجعي وآني، غير مباشر، في ضفة مغايرة لما كان عليه من ضعف، ضفة قلبت الطاولة رأساً على عقب، ونقلت الجنوب وشعبه وقيادته السياسية من وضع الطامح بالحرية والسلام والاستقرار في أدنى صوره إلى شريك إقليمي ودولي فاعل بقوة ووثوقية في إحلال السلام وصناعته وتمكين المشاريع الإقليمية والدولية في صناعة السلام، التي تعثّرت وترنحت كثيراً في محاولات سابقة خسرت واستنفدت طاقات مادية مهولة بسبب عدم وجود المصداقية والمواربة التي انتهجتها القوى الأصولية الحاكمة في اليمن منذ عام 1990م حتى عام 2015م".
وأضاف: "بعد تأسيس وظهور المقاومة الجنوبية وتحرير المحافظات الجنوبية من قوى الاستبداد القديمة الجديدة وإخلاء تواجدها في الجنوب، وظهور لاعب مزدوج الوظيفة والرسالة، قوة عسكرية جنوبية وقيادة سياسية محنكة جنوبية تمثّلت بالمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي علا شأنه وغدا لاعباً سياسياً وعسكرياً، بإمكانه تحقيق الطموح الشعبي الجنوبي، بالقوة العسكرية في الداخل الجنوبي، من جهة، وبإمكانه فرض السلام وصناعته وحمايته كهدف إقليمي وأممي عانت الأمم المتحدة والإقليم ردحاً طويلاً من الزمن، حتى استيأس المجتمع الدولي من تحقيقه رغم كل الطاقات الدولية التي استنفدها المجتمع الدولي والإقليم دون جدوى".
وتابع: "ويأتي المجلس الانتقالي الجنوبي بعد معاناة عاشها الجنوب (شعباً ونخباً وقوى سياسية) ليبدو وبوثوقية، أمام المجتمع الدولي والإقليم، القوة السياسية والعسكرية الناضجة التي ستحمل مشروع السلام في الجزيرة العربية كافة؛ الأمر الذي جعل المجتمع الدولي والإقليم مضطراً وبثقة وأمان إلى استقطاب المجلس الانتقالي الجنوبي والسموّ به كطرف عريض يتماهى ويتوازى مع الأطراف الدولية الباحثة عن السلام في المنطقة كالأمم المتحدة والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة".
واستطرد العرابي: "ومن ثم فإن الذكرى الثانية والخمسين لاستقلال الجنوب العربي تطل على الجنوب والشعب الجنوبي وهما في حالة من التحوّل والرُقيّ الأممي والقوة التي يتوسم منها المجتمع الدولي تحقيق أهدافه المتمثلة في إحلال السلام.. هذا الهاجس الذي تعرض للتقويض والمقاومة والمواربة من قبل منظومة عام 1990م السياسية التي حوّلت الجنوب واليمن عامة إلى ملاذ آمن للقوى المتطرفة ومنبر لممارسة وتسويق العنف والتطرف والإرهاب، وبشكل من الأريحية والدعم والحماية وتشابك المصالح مع القوى الظلامية الحاكمة ومؤسساته الأمنية والعسكرية والحزبية المؤدلجة وفكرها القائم على الإسلام السياسي".
وأكمل: "ومنذ أن تأسست المقاومة الجنوبية، كقوة عسكرية، فرضتها معاناة الجنوبيين كافة، والمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة المحارب الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، ومؤسسات المقاومة الجنوبية العسكرية، منذ ذلك الحين وفي مدة قصيرة، تم تفكيك وإزالة تواجد الجماعات الإرهابية المغروسة في خواصر أرض الجنوب بعتادها وقوتها العسكرية، وتحوّلت دولة الجنوب من فضاء مفتوح على مصراعيه لتلك الجماعات الإرهابية إلى فضاء ضيق، وضاق بفعل المقاومة الجنوبية والحنكة السياسية والعسكرية للقيادة السياسية الجنوبية، حتى غدا الجنوب فضاءً طارداً للأفكار الضالة التي عاثت بالجنوب والجزيرة العربية، بل والعالم كافة ما يقارب (30 عامًا)".
واختتم العرابي حديثه بالقول: "جنوب اليوم، وبعد مرور (52) عاماً على استقلاله، ليس كجنوب الأمس؛ ولم يعد منكفئاً على ذاته وباحثاً عن حريته واستقراره فقط، كهدف ضيق الحدود، بل فُرِض عليه نضجه السياسي والعسكري، مضافاً إلى جسامة القيم الإنسانية التي استمسك بها ولم يفلتها، في أشد انكساراته وخيباته، فُرِض عليه وعلى المجتمع الدولي، بأن يكون رأس الحربة في صناعة وبناء السلام في المنطقة، وحماية المنطقة والإقليم والمنافذ والمصالح الدولية، كرسالة إنسانية لا حدّ لها ولا جغرافية، كمهمة أممية تضاف إلى مهمته الخاصة بشعبه ورسالته الخاصة في الحرية والاستقلال، وإيماناً وثقةً به وبالقيم الإنسانية التي دافع عنها وضحّى من أجلها، على مرأى من دهشة العالم كافة، ارتقى في نظر الإقليم والمجتمع الدولي منبراً وفضاءً إنسانياً خصباً لصنع وبناء السلام والاستقرار وغرس قيم الحرية في المعمورة".

رصيد من الخبرات والتجارب
بدوره، قال عميد كلية الآداب في جامعة عدن الدكتور/ جمال محمد الحسني: "إن يوم الاستقلال يمثل رصيدًا من الخبرات والتجارب المتراكمة التي تُستلهَم منها العبر والدروس، لتنشأ على ضوئها الأجيال وتسير على دربها من إرادة وعزيمة قويتين، فيتجاوز كل الصعاب والعقبات".
وأضاف لـ"4 مايو": "إن الـ30 من نوفمبر يمثل تضحيات أجيال من أجل الحرية، والكرامة، والعزة، وتعزز من فاعلية روح المقاومة لدى الناشئة ضد كل أشكال العدوان، ومحاولات الإذلال سواء كانت اقتصادية، أو سياسية، أو عسكرية أو حتى ثقافية وعلمية".
وتابع: "كما أن عيد الاستقلال يمثل يوماً تاريخياً يحتفل فيها الشعب كذكرى سنوية بمناسبة نيل الاستقلال، أو التحرر، أو استعادة الحرية من الاستعمار الأجنبي، أو والوصاية الخارجية، وتمثل أبعاده في كونه تذكيرًا للأجيال الناشئة بمدى معاناة الآباء من أجل الحصول على الحرية، وغرس روح المواطنة وحب الوطن في قلوبهم، ويتم التعبير عنه باتخاذ هذا اليوم عيداً وطنياً وعطلة رسمية.. ويتم الترتيب فيه لاحتفالات شعبية، تستعرض فيها عادة وحدات رمزية من القوات العسكرية، وتطلق الألعاب النارية، وتقدم بعض الرقصات الشعبية، ويحتفل الشعب بعيد الاستقلال في يوم 30 نوفمبر من كل عام، وهو تاريخ خروج آخر جندي بريطاني عن أراضي الجنوب في 30 نوفمبر 1967م".

أزمات سياسية مركبة في ظل اليمننة
من جانبه قال رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة الجنوبية عدن، المؤرخ والباحث الأستاذ/ نجمي عبد المجيد، أن ذكرى 30 نوفمبر "تمثل مرحلة انتقال من اتحاد الجنوب العربي إلى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، وفي هذا انتقال من هوية إلى أخرى".
وأضاف لـ"4 مايو": "منذ عام 1967م مرّ الجنوب، في ظل اليمننة، بأزمات سياسية مركبة، ولكنها في الحاضر عملت على استعادة هوية الجنوب العربي من رؤية تاريخية وسياسية".
وعن اتفاق الرياض التاريخي، أشار نجمي إلى أن: "اتفاق الرياض هو خطوة إيجابية تنقل الانتصار الجنوبي من ساحة السلاح إلى طاولة الحوار، وهذا هو العمل الموضوعي في إدارة الأزمات".
وتابع: "بعد أكثر من نصف قرن من الاستقلال علينا إعادة قراءة وكتابة تاريخ الجنوب العربي حتى نعرف إلى أين قادنا 30 نوفمبر منذ 1967م، وحتى الآن!".
واختتم حديثه بالقول: "الاستقلال لا يعني رحيل الاستعمار ولكن كيف تبنى الدول؟".

قناعة دول المنطقة والعالم بضرورة إنهاء الوحدة
وفي ختام لقاءاتنا، تحدث الأكاديمي في جامعة عدن الدكتور/ عبد الله محمد الوبر لـ"4 مايو" قائلًا: "في الذكرى الـ(52) لاستقلال الجنوب العربي من الاستعمار البريطاني، يستعيد الشعب الجنوبي ذكرى الدولة الجنوبية التي تأست في هذا الجزء من الوطن العربي الكبير، بهذه المناسبة يحق لهذا الشعب أن يستلهم العِبرة ويتمثل التاريخ في نقطة التحوّل التي سطّرت هوية الجنوب العربي في مدونة التاريخ".
وأضاف: "ربع قرن مضى صنع الشعب فيه المنجز الوطني وأنشأ المؤسسات والمصانع وأقام دولة النظام والقانون، تساوى فيه الناس بالحقوق والواجبات.. لقد قطع الجنوب شوطًا في المدنية والحضارة إلى أن كانت الوحدة اليمنية التي تعمَّد فيها ساسة اليمن الشمالي طمس الهوية الجنوبية، فاستشعر الشعب الجنوبي خطر الاحتلال في حرب 1994م المغلف باسم الوحدة، ورفض سياسة التهميش والإلغاء والضم والإلحاق، ولقد أعلن الجنوب ثورته في 2007م على سياسة فرض الوحدة اليمنية بالقوة".
وتابع: "لقد تعرّى الغزاة الداعون إلى (الوحدة أو الموت) حين اختلفت مصالحهم ونفوذهم، فعرف العالم أنّ لصوصًا يتغطّون بلباس الوحدة، ويقتتلون على النفط الجنوبي، فالتفت العالم اليوم إلى هذا الجزء من العالم وأدرك الخطر الذي يهدد المنطقة.. فكان اتفاق الرياض هو الخطوة الأولى في طريق الاستقلال الثاني للجنوب، وهذه الخطوة تحققت على يد المجلس الانتقالي الجنوبي ممثل الشعب وقائده نحو الاستقلال، ولقد تقاطعت مصالح الشعب الجنوبي مع المصالح الدولية والإقليمية فدخل المجلس الانتقالي الجنوبي في اتفاقات تؤمّن الجنوب وخطوط الملاحة البحرية الدولية، علاوة نضج القضية وإفلاس أعداء السلام والحرية، دعاة الاقتتال ونشر الإرهاب، فكل يوم تتجلى مؤشرات تخدم القضية الجنوبية وتزيد من قناعة دول المنطقة والعالم بضرورة إنهاء الوحدة اليمنية وعودة الحال إلى ما قبل 1990م".
واختتم الوبر حديثه بالقول: "بهذه المناسبة أقول لشعب الجنوب: إن دماء الشهداء تبعث معاني الحياة بكرامة، وتضيء درب الحرية، وثقوا بأن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لن تضيّع الجهود والدماء، وهي جديرة بمهمتها، وإن شاء الله الاستقلال الثاني قادم قادم بقيادة الرئيس/ عيدروس قاسم الزُّبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي".