4مايو/تحليل:د. يحيى شايف الجوبعي
أ- المقدمة
تعد الخدمة العسكرية من أبرز الدعائم الاستراتيجية لبناء الدول وحماية سيادتها فهي تعبير عملي عن قدرة الشعوب على الدفاع عن قرارها الوطني وصون مكتسباتها السياسية.
وفي الجنوب تكتسب الخدمة العسكرية أهمية مضاعفة إذ تعتبر العمود الفقري لاستعادة الدولة الجنوبية في ظل التحديات الأمنية والسياسية المتعددة.
فالمكاسب الوطنية لا يمكن الحفاظ عليها إلا من خلال قوة منظمة وشباب مؤهل ومؤسسات عسكرية وطنية متينة قادرة على مواجهة التهديدات وحماية إرادة الشعب.
ب- المدخل
تستند هذه الدراسة إلى فرضية مفادها أن استعادة الدولة الجنوبية لا تتحقق بالشعارات السياسية أو الإجراءات المؤقتة بل تتطلب وجود قوة عسكرية قانونية منظمة ومتخصصة تعتمد على تفعيل الخدمة العسكرية كأداة وطنية استراتيجية.
إن الجيش الوطني المنضبط لا يمثل مجرد قوة قتالية بل أداة سياسية واجتماعية وتنموية تضمن الاستقرار وتعزز من مكانة الدولة داخليا وخارجيا.
ج- تحليل نقاط البحث
١-بناء القوة الوطنية عبر الخدمة العسكرية .
تشكل الخدمة العسكرية الإطار القانوني والمؤسسي لتكوين جيش وطني قادر على حماية الأرض والحدود وصون مكتسبات الدولة.
كما تسهم في دمج طاقات الشباب ضمن منظومة وطنية متجانسة بعيدًا عن العشوائية أو الانقسام.
٢-تعزيز الانتماء والهوية الوطنية .
تعمل الخدمة العسكرية على ترسيخ قيم الانضباط والولاء والمسؤولية وتعزيز الانتماء للوطن ومؤسساته.
ويترتب على ذلك توحيد الجبهة الداخلية وتحقيق التماسك المجتمعي وضمان وحدة الهدف الوطني .
٣-الدور السياسي والاستراتيجي للخدمة العسكرية
يمثل وجود مؤسسة عسكرية قوية ومستندة إلى قانون خدمة عادل ركيزة أساسية لتعزيز مصداقية مشروع استعادة الدولة الجنوبية. فالجيش المنضبط يعد عامل ردع سياسي وأمني يحمي المسار السياسي الوطني من الابتزاز أو الضغوط الخارجية .
٤-الأبعاد الاجتماعية والتنموية.
تساهم الخدمة العسكرية في استيعاب الشباب والحد من البطالة وبناء مهارات قيادية وتنظيمية.
كما تحول الخدمة العسكرية الشباب إلى كوادر وطنية قادرة على الإسهام في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية على حد سواء.
٥-الاستدامة المؤسسية والتخطيط المستقبلي
إن تفعيل الخدمة العسكرية يوفر آلية مستدامة لبناء المؤسسة العسكرية بما يضمن جاهزيتها في مواجهة التحديات المستقبلية.
كما يخلق ثقافة مؤسسية ترتكز على القوانين والانضباط والكفاءة ويعزز من قدرة الدولة على حماية مكتسباتها واستقلالها.
د-النتائج
١-الخدمة العسكرية الركيزة الأساسية لاستعادة الدولة الجنوبية.
٢-تعزيز الجاهزية الدفاعية والقدرة على حماية الحدود.
٣-توحيد الطاقات الشبابية ضمن مشروع وطني متكامل.
٤-ترسيخ قيم الولاء والانضباط والمسؤولية الوطنية.
٥-دعم القوة الردعية للدولة في أي معادلة سياسية أو تفاوضية.
٦-الحد من البطالة واستثمار الطاقات البشرية في مشروع الدولة.
٧-بناء مؤسسات مدنية وعسكرية متكاملة ومستدامة.
ه-التوصيات
١-تفعيل قانون الخدمة العسكرية بشكل شامل وعادل.
٢-وضع برامج تدريبية حديثة ومتطورة للشباب.
٣-استحداث مراكز تأهيل وتدريب متخصصة للمهارات العسكرية والمدنية.
٤-ضمان العدالة والمساواة في تطبيق الخدمة العسكرية لجميع المواطنين.
٥-ربط الخدمة العسكرية بمسار بناء الدولة ومؤسساتها السيادية.
٦-تعزيز الثقافة الوطنية والانتماء عبر برامج توعية مصاحبة للخدمة.
٧-توفير حوافز مادية ومعنوية للشباب الملتزم بالخدمة العسكرية.
٨-تطوير أساليب الإدارة المؤسسية في الجيش لضمان الكفاءة.
٩-دمج الشباب في برامج التنمية المجتمعية أثناء الخدمة العسكرية.
١٠-تعزيز الشراكة بين المؤسسات العسكرية والمدنية لتطوير القدرات الوطنية.
١١-إنشاء سجل وطني للكوادر العسكرية يضمن التخطيط المستقبلي للكفاءات.
١٢-اعتماد آليات تقييم دورية لضمان فعالية الخدمة العسكرية ومردودها الوطني.
و-الخلاصة
تعد الخدمة العسكرية مشروعا وطنيا استراتيجيا لا يقتصر على الجانب الأمني بل يشمل أبعادا سياسية واجتماعية وتنموية.
فهي الركيزة الأساسية لاستعادة الدولة الجنوبية وبناء جيش وطني منضبط قادر على حماية الأرض والمكتسبات وتعزيز السيادة الوطنية من خلال تطبيق قانون الخدمة العسكرية بشكل عادل ومنظم يمكن للجنوب أن يؤسس لدولة مستقلة قوية وذات قدرة على مواجهة التحديات مع ضمان تماسك مجتمعي ووحدة وطنية حقيقية .
*باحث أكاديمي ومحلل سياسي