الإثنين - 28 يوليو 2025 - الساعة 06:51 م بتوقيت عدن ،،،
4 مايو/ رامي الردفاني
في خطوة تعكس تنامي الدور المؤسسي للمجلس الانتقالي الجنوبي، شهدت العاصمة عدن خلال الفترة الماضية نزولاً ميدانياً موسعاً نفذه فريق مجلس المستشارين إلى عدد من المؤسسات الحكومية والخدمية بعدن، وذلك في إطار خطة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك في إعادة تأهيل وتطوير تلك المؤسسات بما يتوافق مع حاجة المواطنين في ظل الظروف الراهنة ، بالإضافة إلى تلمّس احتياجات المواطنين بما يحتاجونه من خدمات وترجمتها إلى واقع ملموس.
كما جاءت تلك التحركات الميدانية، التي تمت بتنسيق مباشر مع قيادة مجلس المستشارين، شملت مرافق حكومية حيوية مثل مؤسسات الكهرباء والمياه، والمكاتب التنفيذية في قطاعات الصحة والنقل والخدمات، إضافة إلى مؤسسات إدارية أخرى في مختلف مديريات العاصمة.
وفي سياق متصل عبر نائب رئيس مجلس المستشارين الاستاذ أحمد الربيزي، في تصريح صحفي سابق عبر وسائل الإعلام، قال فيه إن هذا النزول إلى مؤسسات الدولة"يأتي ضمن توجّه القيادة الجنوبية لتفعيل الدور الاستشاري وتقديم رؤى استراتيجية واضحة تسهم في تحسين الأداء المؤسسي، انطلاقًا من المسؤولية الوطنية تجاه الجنوب ومواطنيه".
وأشار الربيزي إلى أن اللقاءات التي أجريت مع مسؤولي تلك المؤسسات ركّزت على تقييم الخدمات المقدمة للمواطنين، ورصد أبرز التحديات التي تواجه سير العمل، ورفع فيها توصيات عملية للقيادة السياسية بالمجلس لمتابعتها ميدانيا، واتخاذ الإجراءات اللازمة فيها .
وشهد اللقاءات حضوراً لافتاً لأعضاء مجلس المستشارين في مواقع العمل، حيث اطّلعوا عن كثب على القصور الفني والإداري في بعض المرافق، واستمعوا إلى شكاوى الموظفين والمواطنين، خصوصاً فيما يتعلق بانقطاع الكهرباء، وتدهور خدمات المياه والصرف الصحي والتعليم ، وتأخير صرف الرواتب.
كما عبر مجلس المستشارين أن تأسيس دولة جنوبية مدنية حديثة يأتي بضرورة إصلاح جذري في المؤسسات الخدمية التي تهم حياة المواطنين.
لم يتوقف دور مجلس المستشارين عند حدود المتابعة بل شمل صياغة ملاحظات فنية وإدارية واستشارية دقيقة، في إعداد توصيات فورية وأخرى استراتيجية، ورفعها إلى الجهات المعنية في هيئة الرئاسة للمجلس الانتقالي.
يأتي هذا الحراك الميداني ضمن رؤية شاملة يتبناها المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو تأكيداً أن العمل السياسي لا ينفصل عن الواقع الخدمي والمعيشي للناس.
بينما يخوض المجلس الانتقالي معارك تفاوضية لحماية تطلعات الجنوب سياسيا في الخارج فإنه لا يقتصر على ذلك بل عمل من الداخل على بناء نموذج مؤسسي يُجسّد مشروع الدولة الجنوبية المنشودة.
ويؤكد مراقبون أن تحركات مجلس المستشارين تمثل نقلة نوعية في آليات العمل داخل المجلس، وتجسيدًا للربط بين القيادة العليا والشارع الجنوبي، بعيدا عن الخطابات النمطية، مشيرين إلى أنها "تعكس نضجاً سياسياً ورغبة حقيقية في التغيير داخل المؤسسات لتأدية واجبها تجاه شعب الجنوب.
وفي وقت تتعاظم فيه التحديات أمام الجنوب، داخلياً وخارجيا، تأتي هذه التحركات لتبعث برسالة قوية للعالم ان المجلس الانتقالي لن يكتفي بالدفاع عن القضية على طاولات الحوار ، بل سينزل إلى الميدان، ويكون جنبا إلى جنب مع المواطن الجنوبي في كل الظروف، التي تحيط به.
وبهذه التحركات الميدانية الواسعة والاجتماعات المكثفة، يثبّت مجلس المستشارين للمجلس الانتقالي موقعه كذراع هام وفاعل داخل المجلس الانتقالي، وشريك حقيقي في معركة بناء مؤسسات دولة الجنوب، مؤكداً ذلك أن خدمة المواطن وتحقيق العدالة المؤسسية ليست شعارات، بل مسؤولية لا تقبل التأجيل.