اخبار وتقارير

الأحد - 13 يوليو 2025 - الساعة 11:35 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ خاص


يعيش شعب الجنوب أوضاعًا اقتصادية وخدمية متدهورة، في ظل تصاعد سياسة الإفقار والتجويع الممنهجة، التي تُمارس على المواطنين بحرمانهم من أبسط الحقوق الأساسية، وسط غياب شبه كامل لأي إصلاحات أو معالجات جادة، وعلى الرغم من هذا الواقع الصعب يقف المجلس الانتقالي الجنوبي صامد يقاتل لأجل شعبه، ويؤكد بتحركاته على كافة الأصعدة في الداخل والخارج تمسكه بخيار الصمود والمضي قدمًا في سبيل استعادة الدولة الجنوبية، رغم تصاعد التحديات.



أزمات معيشية خانقة



من عدن إلى المهرة وحضرموت وشبوة، مرورًا بلحج وأبين والضالع وسقطرى، تتفاقم الأزمة المعيشية يومًا بعد آخر، حيث يواجه المواطن الجنوبي تدهورًا مستمرًا في الخدمات الأساسية، وسط غلاء معيشي غير مسبوق، وانهيار متواصل للعملة المحلية، وعجز المؤسسات الحكومية عن الإيفاء بالتزاماتها في ظل انعدام الرواتب وتعثر القطاعات الحيوية.



ورغم هذا الوضع الكارثي، لم تحرّك الجهات المعنية ساكنًا، بل تُرك المواطن فريسة لعوامل القهر والحرمان، في مشهد يبدو كأنه أداة ممنهجة للضغط على الجنوب شعبًا وقيادة، والنيل من صموده وإرادته الحرة.



التعليم.. بين انهيار المدارس وارتفاع الرسوم



يشهد قطاع التعليم في محافظات الجنوب تدهورًا متسارعًا، خاصة في المدارس الحكومية التي تعاني من توقف العملية التعليمية بفعل الإضرابات المستمرة بسبب انقطاع رواتب المعلمين، وغياب الدعم الحكومي في الوقت نفسه، وفي المقابل، ارتفعت كلفة التعليم في المدارس الخاصة إلى مستويات تفوق قدرات معظم الأسر، مما حرم آلاف الطلاب من حقهم في التعليم، وكرّس واقعًا تعليميًا طبقيًا غير مسبوق.



الصحة تنهار.. والمستشفيات الحكومية عاجزة



قطاع الصحة ليس بأفضل حال، إذ تشهد المستشفيات والمراكز الصحية في الجنوب انهيارًا شبه كامل، نتيجة غياب الأدوية والمستلزمات الطبية، وتوقف الموازنات التشغيلية، وتناقص الكادر الطبي. هذا الوضع ألقى بظلاله القاتم على المواطنين، الذين باتوا عاجزين عن تلقي العلاج، خاصة مع تفشي الأمراض الموسمية وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية في المستشفيات الخاصة.



مياه الشرب.. أزمة تطرق الأبواب



أزمة المياه باتت من أبرز وجوه المعاناة اليومية، في العاصمة عدن على وجه الخصوص وفي مناطق كثيرة في الجنوب بشكل عام، حيث تعاني معظم الاحياء من انقطاع دائم في الإمدادات، وتآكل شبكات التوزيع، ما أجبر المواطنين على شراء المياه من السوق السوداء بأسعار باهظة، تفوق قدرة الغالبية على التحمل، بينما تستمر أزمة الرواتب في خنق الموظفين والمتقاعدين على حد سواء.



انهيار العملة وتضخم الأسعار



لا يخفى على أحد أن الوضع الاقتصادي بلغ مرحلة خطرة، حيث أدى التدهور المتسارع للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية إلى انفجار أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، بينما تقف المؤسسات الرسمية عاجزة عن إيجاد حلول جذرية أو تنفيذ إصلاحات حقيقية في النظام المالي والنقدي.

هذا الانهيار المستمر رفع مؤشرات الفقر إلى مستويات غير مسبوقة، وفرض واقعًا اقتصاديًا خانقًا جعل المعيشة اليومية حلمًا بعيد المنال لكثير من المواطنين في الجنوب.



الكهرباء.. شبه غائبة عن العاصمة عدن



العاصمة عدن، وبقية محافظات الجنوب، ترزح تحت أزمة كهرباء مزمنة، تتجلى في الانقطاعات الطويلة والمتكررة، التي زادت من معاناة الناس في ظل حرارة الصيف اللاهبة. وعلى الرغم من كثرة الوعود، لم تُقدم أي حلول مستدامة لهذه الأزمة المتراكمة، فيما تعاني محطات التوليد من نقص الوقود وغياب الصيانة، وسط غياب تام للتخطيط الاستراتيجي.



الانتقالي.. جهود دبلوماسية وتحركات فاعلة



في خضم هذا الواقع الصعب، يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي تحركاته السياسية والدبلوماسية، بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، الذي يواصل جهوده من العاصمة السعودية الرياض عبر لقاءات متواصلة مع الأطراف الإقليمية والدولية لطرح قضايا الجنوب وإيجاد حلول للأزمات المتراكمة.



ويعكف المجلس الانتقالي على إطلاق مبادرات داخلية لتخفيف وطأة الأزمات، كما يعمل على مراقبة أداء المؤسسات، والتنسيق مع المانحين والدول الشقيقة لتوفير دعم إنساني وخدمي عاجل، في سياق مسؤولياته تجاه الشعب الجنوبي.



ويحاول المجلس جاهداً استعادة السيطرة على موارد الجنوب الاقتصادية، وخاصة عائدات النفط والغاز والموانئ، وضمان توريدها إلى مؤسسات الدولة في عدن، بما يكفل إعادة تفعيل الدورة الاقتصادية وتحقيق الاستقرار المالي، بعيدًا عن العبث والمراكز النافذة.



شعب لا يُقهر



رغم محاولات الإخضاع وحملات التجويع، يثبت الجنوبيون مجددًا صلابتهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم، ويواصلون صمودهم خلف قيادتهم الوطنية، ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي لم يتخلَّ عن مسؤوليته تجاه شعبه، ويواصل نضاله في سبيل استعادة الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة.