الثلاثاء - 02 ديسمبر 2025 - الساعة 09:40 م
تعظيم سلام لصديقي، ذاك الذي كلما قلت له: “أنا تعبت”، قال لي: “اصبر وصابر فهناك أخبار جديدة في الطريق توجع القلب.”
صديقي الذي يشبهني إلى درجة أنني أشك بأن أمه وأمي كانتا تتبادلان الوصفات، أو الهموم، أو على الأقل نفس نوع القات المشبع بسم الحشرات.
هو توأمي في الوجع، وحبيب قلبي في النكد، وسيدي حين يتعلق الأمر بالحكمة المغشوشة، وتاج رأسي عندما تتطلب الحياة واحدًا يضحك بدلًا عنك، ثم يذكرك بأنه ضحك على خيبتك.
هو ذلك الصديق الذي لا يكذب عليك لأنه مشغول بالكذب على نفسه، ولا يجاملك لأنه يعتبر المجاملة خيانة وطنية، ولا يتركك تحزن وحدك، بل ينزل معك إلى أعماق الحزن ويقول لك:
«أيوه، هذا هو الوقت المناسب للنكد.»
تعظيم سلام لذلك الإنسان الذي كلما قلت له “ما عاد فيبي طافة أتحملك”، قال:
«والله وأنا مثلك، بس خلينا نمشي حالنا على بال ما يوفقني ربي بواحد أهبل زيك.»
سلام له لأنه يعرف كيف يكتبني عندما أنسى نفسي، ويُصلح مزاجي عندما ينكسر، ويشدّ روحي من أذني عندما نقع كلنا في بلاعة الواقع.
وسلام أكبر…
لأنه واقف معي، ولأني أعتمد عليه، ولأن الدنيا ما زالت تتحملّني بفضله.
تعظيم سلام لتوأمي…
حبيبي…
سيدي…
وتاج رأسي…
ذاك الذي لو غاب، كنت سأضطر للتعامل مع العالم بوجهي الحقيقي، وهذا خطر كبير على من نحبهم.